كل ما يجب معرفته عن الجرثومة الحلزونية

الجرثومة الحلزونية هي نوع من البكتيريا التي تمتلك شكل حلزوني، وتصيب هذه الجرثومة ما يقارب 30% من السكان حول العالم، وبكثير من بلدان العالم يصاب 50% من سكانها بهذه الجرثومة.

تعتبر الجرثومة الحلزونية من الالتهابات البكتيرية المنتشرة بشكل كبير والأكثر شيوعا في البشرية، ففي الفترة التي مرت ما بين عامي 1979-1982 قام طبيبات أستراليان باكتشاف الجرثومة الحلزونية، كما اقترحا أن لها صلة ما بينها وبين القرحة المعدية، ومنذ هذا الاكتشاف قامت منظمة الصحة العالمية بإعلان أن هذه الجرثومة من أنواع البكتيريا ذو الفئة الأولى المسرطنة (بمعنى أن هذه البكتيريا تسبب السرطان)، حيث تقوم بغزو بطانة غشاء المخاطي الخاص بالمعدة مما يسبب الإصابة بالقرحة الاثني عشرية، والقرحة المعدية، ولقد تم الربط ما بينها وما بين الإصابة بسرطان المعدة.

طرق انتشار الجرثومة الحلزونية:

على الرغم من التحقيقات المكثفة بطرق انتشار الجرثومة الحلزونية، إلا أنه لوقتنا الحالي لم يتم التوصل لمعلومة دقيقة وواضحة عن كيفية الانتشار، وعلى الرغم من وجود العديد من الأدلة التي أشارت إلى ان هذه الجرثومة تنتقل من المريض لشخص سليم عن طريق البراز إلى الفم، ولكن ألية الانتقال لم تكن واضحة بشكل كافي، وهناك احتمال أخر انها تنتقل من طريق الفم إلى الفم، وهذه الطريقتين هما الطريقتان الكثر احتمالا لانتقال الجرثومة بوقتنا الحالي.

معظم حالات الإصابة والعدوى بالجرثومة الحلزونية تحدث في مرحلة الطفولة، وبشكل خاص بظروف المعيشة المزدحمة، وسوء نظافة المرافق الصحية، وعدم الاعتناء بالنظافة الشخصية، بالإضافة لاستخدام الماء الملوثة، وترتفع نسب الإصابة بالجرثومة الحلزونية بنسب كبيرة في المدن التي تعاني من الفقر الشديد، حيث تقترب نسب الإصابة من 80% في مدن العالم النامية.

تصيب الجرثومة الحلزونية كلا الجنسين، كما أن وجود الجرثومة الحلزونية في المعدة يسبب للإصابة بالتهاب مزمن ونشط عند جميع المصابين بشكل تقريبي، وعلى الرغم من ذلك فان أغلب المرضى لا يظهر عليهم اية أعراض، كما ان هناك ما يقارب 10% من المصابين بالجرثومة الحلزونية قد تتطور عندهم الاعراض لتصل إلى الإصابة بالقرحة الهضمية، أو الإصابة بسرطان المعدة.

أعراض الإصابة بالجرثومة الحلزونية:

كما قمنا بالذكر في الأعلى فأن معظم المصابين بمرض الجرثومة الحلزونية لا تظهر عليهم أي أعراض، أو أية أعراض بسيطة وطفيفة، ولكن في بعض الأحيان قد يشعر المصاب بألم بسيط وحرقة خفيفة في البطن، وقد يحدث الألم بشكل متكرر، ولكن في اغلب الأحيان يشعر المصاب بهذه الأعراض عندما تكون معدته فارغة، ما بين الوجبات أو خلال فترات الليل، ومن الممكن أن يستمر الألم والحرقة لبضع دقائق أو لعدة ساعات، وهذه الأعراض تذهب وتختفي بعد تناول المريض للطعام، أو عند شرب الحليب، أو عند أخذ المضادات الخاصة بالحموضة.

لكن هناك بعض العلامات الأخرى التي قد تظهر على المريض وتدل على الإصابة بالجرثومة الحلزونية، وهي:

  • الشعور بالنفخة.
  • تجشؤ المريش بشكل مستمر.
  • عدم شعور المريض بالجوع.
  • التقيؤ والغثيان.

ولكن في بعض الأحيان تختفي هذه الأعراض بشكل بسيط، ولكن مع ذلك فأن المرضى من الممكن ان يصابوا بأعراض أكثر خطورة كأعراض القرحة المعدية النازفة، القرحة الأثني عشر، التهاب المعدة الشديد، وهي تشمل الأعراض التالية:

  • الإصابة بألم في البطن، أو الشعور بعدم الراحة الذي يكون عادة ثابت ولكن من الممكن أن يزيد ولكن بشكل متقطع.
  • التقيؤ والغثيان، ومن الممكن نزول الدم مع التقيؤ بحيث يكون لون القيئ بني.
  • براز المريض يكون داكن اللون.
  • الشعور بالتعب الدائم.
  • الانخفاض بعدد الخلايا الدم الحمراء وذلك نتيجة النزيف المستمر.
  • فقدان الشهية بشكل دائم.
  • الإصابة بالإسهال، الحرقة، بالإضافة لرائحة الفم الكريهة.
  • وجود صعوبة في عملية التنفس.
  • الإغماء والدوخة.
  • الشحوب في لون البشرة.

كما من الممكن أن تسبب الإصابة بالجرثومة الحلزونية سرطان المعدة، حيث يوجد لهذا المرض في البداية بعض الأعراض الخفيفة، كالشعور بالحرقة، ولكن مع مرور الوقت من الممكن أن يلاحظ المريض زيادة في الأعراض، ومن هذه الأعراض:

  • الإصابة بتورم وألم في البطن.
  • الشعور الدائم بالامتلاء والشبع وذلك فور تناول كميات قليلة من الطعام.
  • التقيؤ والغثيان المستمر.
  • فقدان في الوزن دون معرفة السبب.

كيفية تشخيص الجرثومة الحلزونية:

عند قيام الطبيب بتشخيص الإصابة بمرض الجرثومة الحلزونية يقوم بسؤال المريض عن تاريخه الطبي وعن التاريخ العائلي للأمراض، وذلك بهدف معرفة الأدوية التي يقوم المريض بتناولها، ومن ضمنها المكملات الغذائية وأي نوع من الفيتامينات ومضادات الالتهاب كالإبيوبروفين، ومن الممكن أيضا أن يجري البيب عدد من الاختبارات وذلك بهدف المساعدة في التأكد من عملية التشخيص، حيث يقوم بالتالي:

الفحص السريري: حيث يتم من خلاله الكشف البدني للمريض، ويقوم الطبيب بفحص المعدة وذلك بهدف التأكد من العلامات التي يعاني منها المريض كالنفخة، الألم، بالإضافة للألم عند ملامسة منطقة البطن، كما يقوم الطبيب بسماع الأصوات بداخل البطن.

تحليل الدم: وفيه يتم أخذ عينة من دم المريض، وذلك بهدف استخدامها للبحث عن أي أجسام مضادة للجرثومة الحلزونية، كما أيضا يتم التحقق من قوة الدم وأيضا التأكد من عدم وجوي اية مضاعفات لهذا المرض.

فحص البراز: هنا يتم أخذ عينة من براز المريض وذلك بهدف التأكد من أذا كان يعاني الشخص من وجود هذه البكتيريا، كما يجب التحقق من إذا كان يوجد دم فيه أو لا.

اختبارات التنفس: وفي هذه الطريقة يقوم المريض بتناول مستحضرات تحتوي على اليوريا، ففي حال كان الشخص مصاب بهذه الجرثومة فهو يقوم بإنتاج أنزيم يعمل على تكسير هذا المزيج من خلال إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون ويتم الكشف من خلال جهاز خاص عند الطبيب.

تنظير المعدة: حيث يقوم الطبيب بإدخال منظار في الفم ويتم تمريره عبر المري لتصل إلى أسفل المعدة واثني عشر، ويقوم الطبيب بمراقبة الكاميرا التي تكون مركبة على المنظار والتي بعث له الصور، حيث يتم الكشف عن أية مناطق غير طبيعية، ومن الممكن أخذ بعض العينات إذا كان الأمر يدعي لهذ الشيء.

طرق علاج الجرثومة الحلزونية:

تتم عملية علاج الإصابة بالجرثومة الحلزونية من خلال العلاج الثلاثي، وهو عبارة عن علاج يتم فيه استخدام نوعان مختلفان من المضادات الحيوية التي تقوم بقتل البكتيريا المسببة للإصابة ومنع مقاومتها للمضادات الحيوية، بالإضافة إلى ذلك يتم أخذ مخفضات الحموضة المعوية أذا كانت من المثبطات المضخة للبروتونية، أو صادات هيدروجينية، حيث يعمل هذا النوع من الدوية على تخفيف من الأعراض المرافقة لحرقة المعدة والحرقة، كما تقوم بالقضاء على البكتيريا بشكل نهائي.

عند معظم الإصابات يتم القضاء عليها خلال دورة واحدة من الكورس العلاجي، ولكن بعض الإصابات قد تحتاج لأكثر من كورس علاجي، بالإضافة لتغير نوع المضادات الحيوية التي يتم استخدامها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله