في أحد الفيديوهات الماتعة، حكى الدكتور عمر عبد الكافي عن حديث دار بينه وبين الشيخ محمد متولي الشعراوي قبل وفاته – رحمه الله – بخمس سنوات. ذكر فيه أن الشيخ أخبره، أنه من عام واحد فقط أدرك معنى كلمة عتيًا المذكورة في قوله تعالى “قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا” [ref] الآية رقم 8 – سورة مريم[/ref].
وأردف قائلا أن الريح العاتية معناها الريح الشديدة، فكيف يكون الكبر في العمر الذي معه لا تستطيع أن تقف على قدميك دون مساعدة الآخرين أو دون الاتكاء على عكاز، كيف يكون هذا الكبر شديدًا؟
لقد أدرك الشيخ الشعراوي معنى جميلا لكلمة عتيًا، عندما سافر إلى لندن للعلاج، حيث وجد أن الكبر في العمر صار عاتيًا وشديدًا على كل من الطب والأطباء، والأدوية والأبحاث العلمية فقهرهم جميعًا.
الناظر في معنى كلمة عتو في قاموس المعاني[ref]تعريف و معنى عتو في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي[/ref]، سيعلم أن لهذه الكلمة معاني تدل على مجاوزة الحد في القسوة والشدة والتجبّر والتكبّر. فسبحان الله الذي وهب لسيدنا زكريا يحيى، بالرغم من أنه بلغ من الكبر عتيّا.
