قصة هود عليه السلام للأطفال … من هم عاد وماذا حل بهم؟

هود بن سام بن نوح عليه السلام كان من قبيلة اسمها عاد وكانوا عربًا يسكنون الأحقاف وكانت باليمن بأرض مطلة على البحر. وكانوا يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام. وكانت لهم حضارة مذهلة وعظيمة. قال تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد).

لنتعرف على قصة هود عليه السلام مع قومه وماذا حل بهم وهل استمعوا لنبيهم وأطاعوه أم أنزل الله عليهم العذاب؟ ومالعبرة من هذه القصة؟

قصة هود عليه السلام

كان قوم عاد يعيشون بإرم في الأحقاف، وهم عرب. كانوا عماليق طوال الأجسام أقوياء البنية ينحتون الجبال ليصنعوا منها البيوت الضخمة ويبنون القصور والحصون العالية. وكانت أرضهم خصبة فيها أنهار وعيون كثيرة. فزرعوا فيها الحدائق والبساتين المثمرة.

وكان قوم عاد أول من عبد الأصنام بعد طوفان الذي حدث لقوم نوح عليه السلام. وكانوا يفعلون المنكرات، فأرسل الله عزوجل لهم هود عليه السلام نبيًا ليهديهم ويأمرهم بعبادة الله الواحد … فآمن معه عدد قليل بينما رفض الكثيرون من قومه دعوته واستكبروا واتهموه بالجنون والكذب.

سخرية عاد بنبيهم هود

(قال أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون). كانوا يسرفون في أموالهم عبثًا هنا وهناك، بدل من مساعدة المحتاجين والضعفاء كانوا يأخذون الأموال ويترفهون بها عن غيرهم.

لم ييأس هود عليه السلام وأخذ يذكر قومه بنعم الله عليهم لعلهم يؤمنون به. وأن يتقوا الله، وان الفضل بيد الله. وذكرهم بيوم القيامة وبالعذاب الذي ينتظر الكافرين وبالنعيم الذي يخلد فيه المؤمنون. ولكنهم أصروا على كفرهم، وأخذوا يسخرون ويستهزؤون منه ويستعجلون العذاب …  

اتهموه بالسفيه لأنه ينهاهم عن عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع. فرد عليهم بأسلوب حكيم ولطيف بقوله أنه ليس به سفاهة ولكنه رسول مؤيد من الله تعالى. أكد لهم بأنه لا يريد منهم مالًا ولا أجرًا بل هو مخلص لله تعالى في الدعوة إليه والنصح لخلقه.

اتهموه بالجنون فأجابهم بتحد وإصرار: (قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعًا ثم لا تنظرون). وأنه متوكل على الله وواثق من أنه سيعينه في كل شيء. فلم يستطيعوا أن ينالوا منه أو يقتلوه وهذا دليل قاطع على أنه نبي مرسل وأنهم على جهل وضلال في عبادتهم لغير الله عزوجل.

العذاب الذي نزل على عاد

استعجلوه بالعذاب واستمروا في سخريتهم وضلالهم، إلى أن بدأ العذاب بجفاف شديد أصاب أرض عاد فهلك الزرع وماتت المواشي. ثم أرسل الله عزوجل عليهم سحابة سوداء ظنوها مطرًا، لكنها كانت عذابًا لهم، ثم جاءتهم ريح عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام حتى دمرتهم، ولم يبق لهم أي أثر، وأنجى الله هودًا عليه السلام ومن آمن معه.

عن عائشة أم المؤمنين: كان رسولُ اللهِ ﷺ إذا عصَفتِ الرِّيحُ قال: اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ خيرَها، وخيرَ ما فيها، وخيرَ ما أُرسِلَتْ به، وأَعوذُ بكَ من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أُرسِلَتْ به، وإذا تخيَّلتِ السَّماءُ تغيَّر لونُهُ ودخَل، وخرَج وأقبَل، وأدبَر، فإذا مطَرتْ سُرِّيَ عنه، فسأَلتْهُ عائشةُ، فقال: لعلَّهُ كما قال قومُ عادٍ: {فَلَمّا رَأَوْهُ عارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هَذا عارِضٌ مُمْطِرُنا} [الأحقاف: ٢٤].

العبر والعظات من قصة هود عليه السلام مع قومه

نتعلم من خلال قصة هود عليه السلام مع قوم عاد:

  • أن الرسالة الموحدة لكل الأنبياء والمرسلين الدعوة إلى التوحيد.
  • الداعي إلى الله لا بد أن يصبر ويتحمل من أجل نشر الدعوة.
  • من رحمة الله بعباده أن يرسل لكل أمة رسولًا منهم يعرف طباعهم.
  • المؤمن الحق لا يخاف إلا الله تعالى ولا يتوكل إلا عليه.
  • أن يستغل الإنسان ماله بما يرضي الله تعالى ولا يسرف فيها فيسخط الله عليه.
  • أن ندعو كما علمنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح: (اللهم إني أسالُك خيرَها وخيرَ ما فيها وخيرَ ما أُرسِلَت به، وأعوذُ بك من شرِّها وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُرسِلَت به.

المصادر

المكتبة الوقفية – waqfeya

قصص الأنبياء – لابن كثير

الباحث الحديثي

من قصص السندباد

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله