قصة عيسى عليه السلام … نبي ولد من دون أب

ذكر لنا القرآن الكريم قصة عيسى عليه السلام من ولادته إلى رفعه دون وفاته. «كلمة الله» والتي تشير إلى أن الله خلق عيسى بكلمة ملفوظة منه (كن فيكون) في اللحظة التي حملت مريم بعيسى.

بدأت القصة بأمه مريم بنت عمران سيدة نساء العالمين عليها السلام، وتعبدها في معبد في القدس، عندما كفلها زوج خالتها النبي زكريا عليه السلام والذي كان والد النبي يحيى عليه السلام.

ثم انتقل لنا القرآن الكريم إلى قصة حمل مريم بعيسى، والمعجزة الإلهية أنها ولدت عيسى دون أب وهي ما زالت عذراء. وبين لنا أنها بريئة مما اتهمها بنو إسرائيل من خلال ابنها عيسى عليه السلام عندما تكلم في المهد.

ثم بعد أن كبر عيسى عليه السلام أنزل الله تعالى عليه كتاباً مقدساً اسمه الإنجيل، وهو كتاب يدعو إلى التوحيد والعبودية لله تعالى وحده لا شريك له، مثل كتب التوراة والزبور التي أنزلت على موسى وداوود عليهما السلام.

تكلم القرآن الكريم عن الإنجيل في عدة مواضع مؤكدًا بأنه متمم للتوارة وأنه يدعو إلى النور والهداية والموعظة، وأنه منزل من الله تعالى إلى بني إسرائيل كي يطيعوا نبيهم ويتبعوا منهجه وهو منهج التوحيد.

لكن الرسالة الحقيقية في الإنجيل حُرفت وغُيرت مرات عديدة في مختلف الأزمان. وقد ذكر لنا القرآن الكريم عن الإنجيل بقوله تعالى: “نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ“.  (1)

“وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”. (2)

ختم القرآن الكريم قصة عيسى عليه السلام بأنه تم رفعه إلى السماء ولم يمت بعد. وسينزل في آخر الزمان ويقتل الدجال ويحكم بدين محمد عليه الصلاة والسلام إلى أن يموت. بدليل قوله تعالى: “وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا”. (3)

قصة عيسى عليه السلام منذ ولادته

أول ما ولد عيسى بن مريم حصل شيء عظيم خرت أصنام في مشارق الأرض ومغاربها. سقط الكثير من الأصنام، والشياطين رجمت، وزعيم الشيطانين يسأل جنوده لتبحث في الأرض مالذي حصل! فإذا بهم يصلون فلسطين في بيت لحم يجدون عيسى قد ولد في حجر أمه العذراء.

وإذ بالشياطين تحاول أن تقترب من عيسى وأمه ليؤذوهما، لكن لم يستطيعوا الاقتراب لأن الملائكة كانت تحرسهما من شياطين الأرض. ولدعوة أم مريم – امرأة عمران – إذ دعت ربها أن يحمي ابنتها وذريتها من الشياطين، واستجاب الله تعالى لها. “إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ عِمْرَٰنَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّىٓ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ“.

مريم سيدة نساء العالمين أم عيسى عليه السلام، أذن الله تعالى أن تحمل نبي الله عيسى من دون أب. فلما ولدت به وجاءت به إلى قومها تكلم بعض منهم عليها البهتان العظيم والإفك المبين. لكن الله عزوجل أنطق عيسى بن مريم ليكون آية للناس.

وكبر عيسى عليه السلام، وأصبح يعلم الناس الدين، وكان يحب الخلوات. فكان يختلي في النهار في أماكن مختلفة تارة في الصحارى وتارة في الغابات. وكانت أمه تعمل من صنع يدها لتنفق على ابنها إلى أن كبر. أما بالنسبة لليهود فحقدوا عليه وحسدوه وأرادوا اغتياله. لكن في كل مرة ينجيه الله عزوجل.

معجزات عيسى عليه السلام

أول معجزة لعيسى عليه السلام

أنطق الله عيسى عليه السلام منذ أن ولد لتبرئة أمه مريم عليها السلام مما اتهموها من إفك وبهتان. “قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا“. (4)

بدأت الناس تتكلم ما قصته كيف تكلم وهو طفل رضيع مولود جديد. وعادة بني إسرائيل أن يكفروا ويكذبوا بالرسل. فرغم تكلمه وهو صغير – طفل رضيع – استمروا على كفرهم وعنادهم …

كان يلعب مع الغلمان فأخبر أحدهم أنه يستطيع أن ينبئه بما يأكل في بيته من طعام وهو ما زال غلام صغير. فانتشر خبره بين الناس حتى تآمر اليهود على قتله هو وأمه. فأوحى الله تعالى إلى مريم أن اخرجي إلى ربوة أي مكان فيه نهر يجري أنت وابنك. وقيل إلى مصر، وبقوا فترة من الزمن ثم أوحى الله إليهم أن يعودوا إلى فلسطين.

ذات مرة مر عيسى عليه السلام بمقبرة. فوجد امرأة تبكي فسألها مالذي يبكيك؟ فقالت له: ماتت ابنتي ليس لي غيرها، وإنني عاهدت ربي إما أن أراها أو أموت بجوارها. فقال لها: أرأيت إن دعوت الله أن يعيدها، هل أنت راجعة عما قلت؟ قالت: نعم يا نبي الله.

فصلى عيسى عليه السلام ودعا الله تعالى ثم قام إلى قبرها فقال لها: أيتها الفتاة اخرجي من القبر. فتحرك القبر، ثم ناداها الثانية فانصدع القبر، ثم ناداها الثالثة فقامت الفتاة قد شاب شعرها.

فسألها النبي لم أبطأتي عليي؟ قالت: في المرة الأولى أوحى الله تعالى إلى ملك أن يركّب خلقي، وفي المرة الثانية أوحى إليه أن يعيد إلي الروح، وفي المرة الثالثة انصدع القبر فخرجت منه فظننت أن الساعة قامت فشاب شعري.

ثم نظرت إلى أمها وهي خائفة قالت يا أماه اتق الله واصبري لم تريدين أن تعاد إلي كربات الموت مرة أخرى؟ ثم طلبت من عيسى أن سل الله أن يعيدني مرة أخرى وأن لا أذوق كربات الموت مرة ثانية. فتم لها ذلك.

وكانت هذه القصة من القصص التي تحدثت عن معجزة عيسى عليه السلام بأن يخرج الموتى بإذن الله تعالى.

وكان من معجزاته أيضًا أنه يمسح على الأعمى والأبرص فيشفى، لذا سمي المسيح عيسى بن مريم هذا من بعض أقوال التفاسير.

وكان يشكل من الطين طيرًا ثم ينفخ فيه فيتحول إلى طير حقيقي بإذن الله.

نستنبط معجزات عيسى عليه السلام من القرآن الكريم التي ذكرها لنا بقوله تعالى على كلام عيسى عليه السلام:

وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

وقال تعالى: إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ“.

سبحان الله! آيات بينات خصها الله تعالى لعيسى بن مريم عليه السلام. بالنسبة للحواريين آمنوا به أما بنو إسرائيل ازدادوا حقدًا وكفرًا وتكذيبًا … وكان الرد الإلهي على بني إسرائيل: “أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ“.

كل الآيات البينات الدالة على نبوته ومع هذا يكفرون بعيسى ويكذبونه. أما بالنسبة لعيسى عليه السلام لا يبالي بمن يحاربه فهو من أولو العزم من الرسل. تحمل آذاهم ودعا الله مصدقًا لما بين يديه من التوراة.

ذكر الله تعالى عيسى الذي قال لبني اسرائيل: ” وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ“. وهذا دليل واضح على أن عيسى آمن بمحمد قبل مجيئه وأن محمد هو خاتم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

قصة الحواريون مع عيسى عليه السلام

ذكرت قصة المائدة في القرآن العظيم وسميت سورة باسمها المائدة. وهي أن الحواريين ساندوا عيسى عليه السلام برسالته – وهم من بني إسرائيل – قال تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ“.

فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ“.

معجزة المائدة

أمر عيسى عليه السلام قومه أن يصوموا ثلاثين يومًا وقبل أن يفطروا في الحادي والثلاثين طلب منه  الحواريون أن يدعو الله بأن ينزل عليهم مائدة طعام من السماء. سألهم عيسى ولم تريدون هذه المائدة؟ ردوا عليه قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونرى آية من آيات الله.

وأخذ ينصحهم بقوله قد لا تشكروا الله و ربما لاتستطعون الوفاء بشكره لكن أصروا على طلبهم . فأكد لهم أن المعجزة إذا حصلت ولم تؤمنوا فسينزل الله علكيم عذابًا شديدًا.

ثم قام عيسى عليه السلام ليال طويلة يدعو الله عزوجل بأن ينزل عليهم مائدة من السماء: ” قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.

مائدة فيها أنواع كثيرة من الطعام فاستجاب الله تعالى لعيسى: ” قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ “. فإذا بمائدة عظيمة تنزل من السماء لم يرى مثلها قط في الأرض. فكانت لهم آية ومعجزة كبيرة.

لكنهم خافوا ولم يقتربوا منها ما عدا الفقراء والمساكين أرداوا أن يأكلوا منها. أما غيرهم أرادوا أن ينظروا مالذي سيحصل للذين أكلوا . فلم يبق الله أي مريض إلا شفاه وعافاه ورفع عنه البلاء.

واستمر عيسى عليه السلام بالدعوة إلى الله تعالى يعظهم ويذكرهم وتجري المعجزات على يده … ولكن اليهود لم يؤمنوا وأرادوا قتله لأن الناس يسمعون له ويحبونه وكثرت أنصاره وحواريه. فاغتاظوا منه فذهبوا إلى الملوك وأقنعوهم بأن يقتلوه لأنه سيشكل خطرًا عليهم.

قصة رفع الله تعالى لعيسى بن مريم

لما سمع الملوك كلام اليهود أرادوا قتله فأوحى الله تعالى إلى عيسى بن مريم بأن هناك من سيقتلك ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين” فإذا بعيسى يجلس مع الحواريون وكانوا اثنا عشر شخصًا. واليهود تبحث عنه ليقتلوه. يقتلون نبي الله! القلب الطاهر والنفس الذكية بن سيدة نساء العالمين. إنه آخر أنبياء بني إسرائيل.

ظل الناس تبحث عنه حتى دل الناس بعضهم بعضًا وعرفوا مكانه. فسأل النبي عيسى الحواريين الذين صدقوه وآمنوا به. من يتبرع ويكون مكاني ويجعله الله شبيهًا لي وله الجنة ومصاحبتي بالجنة. فإذا بأصغرهم سنًا وأشجعهم قال أنا يا نبي الله. فقال له عيسى اجلس لأنه ما زال صغيرًا. ثم قال لهم أي منكم يقبل؟

فإذا نفس الشاب يقول له أنا يا نبي الله. فقال له لك ذلك. فإذا بسقف الباب يفتح ويخرج عيسى ويلقي الله شبه عيسى على ذلك الفتى المتبرع وتأتي الملائكة لترفع عيسى وتفتح السماء “إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”.

وسيكون أتباعك يا عيسى من أهل الإيمان سيجعلهم أتباعك يوم القيامة. ثم أمسكوا بشبيه عيسى وقتلوه. ومريم العذراء تنظر فإذا به يذبح وظنت مريم أنهم قتلوا ابنها. واليهود فرحين بأنهم قتلوا عيسى لكن الرد الإلهي قال: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ

الله عزوجل حفظه ونجاه منهم وظن اليهود أنهم قتلوه وأمه تبكي وكذلك أم يحيى أختها تبكي فجاءها جبريل يطمئنها ويخبرها ويبشرها بأن الله رفع عيسى وأنه سينزل في آخر الزمان.

“وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته” وقبل يوم القيامة سينزل ويقتل الدجال وينصره الله على اليهود ويحكم بين الناس حتى يموت موتة طبيعية .

اختلف الناس بعد موته منهم من قال أنه بن الله، سبحانه عما يقولون! ومنهم من قال أنه هو الله، تعالى الله عما يقولون! ومنهم من قال أنه ثالث ثلاثة، والقليل منهم آمنوا به لكنهم عذبوا في الأرض إلى أن هلكوا .

“لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”

وانتشر الإنجيل في الأرض إلى أربع نسخ كل نسخة تختلف عن الأخرى: يوقا ويوحنا ومتّى ومرقص. حرّف فيه وانتشر بين الناس وقال الله عنهم:” يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا”.

وقال عن طائفة منهم:” وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ.

“لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ ٱلْمَسِيحُ يَٰبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُۥ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَىٰهُ ٱلنَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍۢ.”

وأكد على أن كلامهم لا تحتمله السموات والأرض:  “تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا. أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا”.

بل ان عيسى بن مريم سيكون على يديه قتل الدجال، وسينزل على جناحي ملك يقال أن سينزل بدمشق ويصلي خلف المهدي ثم يجاهد في سبيل الله ويقتل برمحه الدجال ويقتل الصليب ويؤمن به كثير من النصارى في ذاك الزمان وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا.”

إنه عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون”.

ما حدث بعد رفع الله لعيسى عليه السلام

انقسمت الناس إلى ثلاث طوائف بعد رفع عيسى عليه السلام

  1. طائفة غلوا به فجعلوه إله والعياذ بالله! تعالى الله عما يشركون! وهم النصارى
  2. طائفة اتهموه وأمه بالبهتان والزنى قبحهم الله وهم اليهود
  3. أما الطائفة الثالثة فهم المسلمون فقد توسطوا وقالوا إنه عبد الله بل من أولوا العزم من الرسل .

ثم انطوت سنين وقرون طويلة حتى ختمت بأفضل العالمين وخير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

أحاديث صحيحة وردت عن عيسى عليه السلام

عن أبي هريرة: ما مِن مولودٍ يُولَدُ إلّا يمَسُّه الشَّيطانُ فيستهِلُّ صارخًا إلّا مريمَ ابنةَ عِمرانَ وابنَها، إنْ شِئْتُم اقرَؤُوا: إنِّي أُعِيذُها بِكَ وذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (5)

عن أبي هريرة: كلُّ مَولودٍ من بَني آدمَ يمسُّهُ الشَّيطانُ بإصبَعِهِ إلّا مريمَ ابنةَ عِمرانَ وابنَها عيسى عليه الصلاة والسلام. (6)

عن أبي هريرة: كلُّ إنسانٍ تلدُه أمُّه يلكزُه الشيطانِ بحِضنَيه إلا ما كان من مريمَ وابنِها، ألم تَرو إلى الصبيِّ حين يسقطُ كيف يصرخُ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: فذاك حين يلكزُه الشيطانُ بحِضنَيه. (7)

عن عبادة بن الصامت: مَن شهِد أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأنّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه وأنّ عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ ورُوحٌ منه وأنّ الجنَّةَ والنّارَ حقٌّ أدخَله اللهُ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ الثَّمانيةِ شاء. (8)

عن أبي هريرة: قالَ اللهُ تعالى في حديث قدسي: كذَّبني ابنُ آدمَ، ولم يَكن ينبغي لَهُ أن يُكذِّبني، وشتَمني ابنُ آدمَ، ولم يَكن ينبغي لَهُ أن يشتُمَني، أمّا تَكذيبُهُ إيّايَ فقولُهُ: إنِّي لا أعيدُهُ كما بدأتُهُ، وليسَ آخِرُ الخلقِ بأعزَّ عليَّ من أوَّلِهِ، وأمّا شتمُهُ إيّايَ فقولُهُ: اتَّخذَ اللهُ ولدًا، وأنا اللهُ الأحدُ الصَّمدُ، لم ألِدْ ولم أولَدْ، ولم يَكن لي كفُوًا أحدٌ. (9)

عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو: ينزلُ عيسى ابنُ مريمَ عندَ المنارةِ البيضاءِ شرقِيِّ دمشقِ. (10)

عن أنس بن مالك: مَن أدرَكَ منكم عيسى ابنَ مريَمَ، فلْيُقْرِئْهُ منِّي السلامَ (11)

عن أنس بن مالك: سيدركُ رجلانِ منْ أمتي عيسى ابنَ مريمَ، و يشهدانِ قتالَ الدجالِ. (12)

عن عبادة بن الصامت: أنا دَعوَةُ إبراهِيمَ، و كان آخِرَ مَن بُشِّرَ بِي عِيسى ابنُ مَريَمَ. (13)

عن عمر بن الخطاب: لا تُطرونِي كما أطرتِ النصارى عيسى ابن مريمَ فإنّما أنا عبدُ اللهِ ورسوله.(14)

عن النواس بن سمعان الأنصاري: أنّ عيسى ابنَ مَريمَ يأتي قومًا قد عصَمهم اللهُ مِن الدَّجّالِ فيمسَحُ وجوهَهم بدرجاتِهم في الجنَّةِ. (15)

عن واثلة بن الأسقع الليثي أبي فسيلة: نزَلَتْ صُحُفُ إبراهيمَ عليه السلام أوَّلَ ليلةٍ مِن رمَضانَ، وأُنزِلَتِ التَّوراةُ لسِتٍّ مضَيْنَ مِن رمَضانَ، وأُنزِلَ الإنجيلُ لثلاثَ عَشْرَةَ خلَتْ مِن رمَضانَ، وأُنزِلَ الزَّبُورُ لثمانَ عَشْرَةَ خلَتْ مِن رمَضانَ، والقُرْآنُ لأربعٍ وعِشرينَ خلَتْ مِن رمَضانَ. (16)

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله