كان هناك قبيلة مشهورة تسمى ثمود نسبة إلى جدهم ثمود أخي جديس وهما ابنا عاثر بن إرم بن سام بن نوح. وكانوا عربًا من العاربة يسكنون الحجر الذي بين الحجاز وتبوك. وقد مر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب إلى تبوك بمن معه من المسلمين.
كانت ثمود تعبد الأصنام فبعث الله تعالى إليهم نبي منهم اسمه صالح فدعاهم إلى عبادة الله وترك الأصنام، هل يا ترى آمنوا به وصدقوه؟ ما قصة صالح عليه السلام مع قومه وما هي المعجزة التي أعطاه الله إياها، وماذا كانت النهاية …
عبر وعظات نستخلصها من هذه القصة بالإضافة إلى معلومات تهمك عن هذا النبي العربي الكريم سائلين المولى أن نعي ونفهم ما آلت إليه الأمم السابقة ونتعلم من الأنبياء منهج الدعوة إلى الله جل وعلا.
سيرته الذاتية
من هو صالح عليه السلام؟
صالح بن عبيد بن ماسح بن حادر بن ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح. نبي عربي الأصل وهو من الأنبياء الأربعة عليهم أفضل الصلاة والسلام وهم: محمد وشعيب وهود وصالح.
القبيلة التي ينتمي إليها
ينتمي إلى قبيلة ثمود وهم قوم من العرب العاربة الأصل سكنوا في منطقة الحجر والتي تقع شمال غرب المدينة المنورة وتعرف باسم مدائن صالح والتي ما زالت موجودة إلى الآن لتكون عبرة لمن اعتبر.
الزمن الذي نشأ صالح عليه السلام وقومه
بعد هلاك عاد بفترة تلتها ثمود وقد ذكر لنا القرآن الكريم ذلك: قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ).
قصة صالح عليه السلام مع قومه
بعد هلاك قوم عاد ونجاة نبيهم هود عليه السلام ومن آمن معه، انتشر الشرك مرة أخرى في منطقة في شمال غرب شبه الجزيرة العربية اسمها الحجر وهي منطقة جبلية. في تلك البلاد كانت تسكن قبيلة عربية اسمها ثمود، أرسل الله لهم نبي منهم اسمه صالح.
قال تعالى: (وإلى ثمود أخاهم صالحًا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)، وهي دعوة الأنبياء جميعًا، أعظم دعوة! دعوة التوحيد. كان قوم ثمود ينحتون الجبال ويكسرون الصخر ويصنعون بيوت وقصور، كانت لهم قوة عظيمة.
قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ). ذكرهم صالح عليه السلام بنعم الله عليهم والقوة العظيمة التي أعطاهم الله لهم، (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ).
نصحهم كثيرًا، فردوا عليه باستهزاء (قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ). قبل الدعوة كنت رائعًا وكانت لك مكانة مرموقة عندنا، أما الآن فقد أصابك الجنون، دعوتك هذه ليست صادقة، وإنا لفي شك منها.
ثم جاؤوا للفقراء المساكين الذين اتبعوا صالحًا وبدؤوا يسألوهم هل عندكم دليل على أنه نبي؟ يريدون أن يشككوا في دعوته. (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ). فردوا عليهم بكل ثقة وقوة إيمان (قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُون). فأجابوهم بكل كبر وعناد (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ).
معجزة صالح عليه السلام
ثمود قوم قلوبهم قاسية كالصخر وهم رؤساء القوم جاؤوا إلى صالح قالوا له إذا أردت منا أن نعبد الله ونصدقك أخرج لنا من هذه الصخرة – وأشاروا إلى صخرة عظيمة – ناقة وفي بطنها جنين في الشهر العاشر أرادوا أن يتحدوا صالح. حددوا يوم محدد وشهر محدد. قال صالح عليه السلام إن فعلت هذا أتؤمنون؟ قالوا: نعم نؤمن.
فدعا صالح عليه السلام ربه حبًا لقومه عسى أن يؤمنوا، أن يخرج الله لهم هذه الآية. فإذا بالصخرة تهتز وتخرج ناقة أمام أعين الناس وسماها ناقة الله. نسبت إلى ربها تشريفًا وتعظيمًا، وطلب منهم أن لا يقتلوها ولا يؤذوها وإلا سيأتي العذاب لا محالة. (وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ).
امتحان من الله تعالى لقوم صالح عليه السلام
طلب صالح عليه السلام من ثمود أن للناقة يوم تشرب فيه الماء. في هذا اليوم عليكم أن لا تقتربوا منها ولا تمسوها بأذى ولا تشربوا معها في نفس اليوم. واليوم التالي لكم، تستطيعون أن تشربوا فيه وهي لن تشرب. في اليوم الذي تشرب الناقة الماء تستطيعون أن تشربوا من لبنها الذي سيكفي الجميع. وهذه معجزة أخرى!
(قَالَ هَٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ). الأمر أمر الله. تحدوا صالح فاختبرهم الله بهذه الناقة. (إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ. وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ۖ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ). اصطبر يا صالح وانظر ماذا سيفعلون بالناقة …
إنها معجزة وعلامة على أن صالح مرسل من ربه! لكن القوم لم يؤمنوا على الرغم من أنهم رأؤوا المعجزة أمام أعينهم، لأن صدورهم وأفئدتهم قد عميت، وزاد حقدهم وغيظهم على صالح. بعد فترة وجيزة ضاقت نفوسهم من هذه الناقة إلى أن جاءت امرأتين، واحدة تملك مالًا والثانية تملك فتيات، عرضا على قوم صالح أنهم يستطيعون أن يأخذوا ما شاؤوا من النساء والمال إذا قتلوا الناقة.
فإذا برجل اسمه مصرع والآخر اسمه قدار و7 من الرجال وافقوا على العرض الذي قدمتاه المرأتان، تجمعوا ليقتلوا ناقة الله التي حذرهم صالح من الاقتراب منها (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).
ما فعله الكفار التسعة بالناقة!
وقد ذكرت قصتهم وعددهم في القرآن الكريم: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ). هؤلاء الكفرة أحاطوا بالناقة من كل مكان بين الجبال، فإذا بقدار يرميها بسهم فيصيبها في نحرها. فرغت رغاء عظيمًا وصوتًا أسمع كل من حولها، أما ولدها فهرب ثم لحقوا به وقتلوه. ثم رجعوا إلى الناقة قطعوها وهم يضحكون ويتباهون بما فعلوا دون أن يدركوا العذاب الذي سيلحق بهم.
تحدوا الله عزوجل! قتلوا ناقة الله، ولم يسمعوا كلام نبيهم صالح عليه السلام. (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ) وهو قدار ابن سالف وكان أشقى قومه، هو من عقر الناقة، ثم عادوا إلى صالح وهم يضحكون قالوا قتلنا الناقة (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ). أين العذاب الذي زعمت به؟ يستعجلون العذاب من حماقتهم وجهلهم.
المهلة التي أعطاها صالح عليه السلام لقومه قبل وقوع العذاب
بعد كبرهم وعنادهم الذي وصلوا إليه استعجلوا بالعذاب. فبكى صالح ثم قال لهم: لكم أن تتمتعوا ثلاثة أيام في دياركم ثم سينزل عليكم عذاب من الله عزوجل. (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ).
وهناك علامات قبل وقوع العذاب بكم وهي كالتالي: اليوم الأول ستصفر وجوهكم واليوم الثاني ستحمر وجوهكم ثم ستسود وجوهكم في اليوم الثالث. وفعلًا في اليوم الأول اصفرت الوجوه وفي اليوم الثاني احمرت وجوههم والثالث اسودت وجوههم.
ما خطة الكافرين وما مصيرهم؟
خاف القوم الكافرين وخشوا على أنفسهم من العذاب فإذا بالتسعة نفسهم الذين قتلوا الناقة يتفقون بأن يقتلوا صالحًا وأهله قبل أن ينزل عليهم العذاب. واختاروا الليل ظانين أنه لا أحد سيعلم بهم. وإذا جاء الصباح قرروا أن ينكروا ما حدث.
يريدون أن يذبحوا نبيهم وهو في البيت يدعو ويصلي! فنزلت عليهم حجارة من السماء فرضخت رؤوسهم جميعًا وشاهدوهم الناس وعلموا بقصتهم. (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ. فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ). دمرهم الله عزوجل ولم يبق من التسعة أحد. وعندها علم قوم صالح بأن العذاب سيأتي في اليوم الرابع. فحفروا قبورهم وانتظروا العذاب. فإذا بجبريل عليه السلام يصيح عليهم صيحة واحدة قطعت قلوبهم جميعًا، أهلكتهم جميعًا. (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِر).
لم يستطع أحد منهم أن يقوم من مكانه. جبالهم إلى اليوم موجودة في مدائن صالح بيوتهم وقصورهم لا تزال تشهد عليهم في تلك المنطقة الملعونة التي لا بد إذا مررت بها أن تبكي خشية ومخافة من الله جل وعلا.
كان هناك فتاة جارية نجت وهربت قبل أن يصبح الصباح إلى قرية أخرى لأنها علمت بأن العذاب قادم وأخبرت القرى الأخرى بما حدث في قريتها فلما شربت من مائهم هلكت وماتت.
ونجّا الله صالح والذين آمنوا معه من القرية الكافرة وبعد أن رجع صالح إلى قومه بعد أن هلكوا جميعًا نظر إليهم وتأسف وقال يا قوم يكلمهم وهم أموات لكنهم يسمعون. (فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ).
(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ).
منذ آلاف السنين وإلى اليوم ما زال موجودًا مدائنهم وقصورهم وبيوتهم ونحتهم في الجبال ليكون دليل وحجة قوية. شاهدًا عليهم ليكون عبرة لمن اعتبر. ماذا استفاد قوم صالح من كل ما فعلوا! لم تمنع قوتهم وجبروتهم وتكبرهم من عذاب الله شيئًا.
نهاية ما حدث
تولى وترك صالح عليه السلام قومه الكفرة قوم ثمود. هذا النبي العربي، توفاه الله بعدها ثم عاد الشرك مرة أخرى في بلاد الرافدين في العراق وأرسل الله لهم نبيهم خليل الرحمن وأبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وقد تم ذكره سابقًا ولله الحمد والمنة.
بعض العبر والعظات المستخلصة من القصة
- مهما أعطى الله الأمم من النِّعم والقوة والسلطة سيأخذها منهم إن هم كفروا به واستكبروا في الأرض ولو بعد حين.
- على المؤمن أن يختار الصحبة الصالحة، فالذين عقروا النَّاقة كانوا تسعة، وكانت نهايتهم الهلاك فلو كان أحدهم ناصحًا لربما أنقذهم من عذاب الله.
- الصبر على طاعة الله، كماحدث في قصة صالح عليه السلام مع قومه، رغم استهزاءهم وكبرهم وسخريتهم واتهمامهم له بالجنون، صبر عليهم واستمر في نصحهم.
- بعض الناس يرون آيات الله واضحة كالشمس ومع هذا والعياذ بالله لا يؤمن! نسأل الله السلامة.
- كيد النساء له دور كبير في فساد أمة كما حدث في قصة المرأتان في قتل الناقة.
- الدمار يهلك الجميع إذا سكتوا ورضخوا للباطل، وتركوا الناس يفسدوا ويعصوا الله كما حدث في قصة صالح عليه السلام. على الرغم من أن الذين قتلوا الناقة كانوا تسعة، إلا أن العذاب كان على الجميع لأنهم سكتوا وفرحوا بموت الناقة ولم يطيعوا الله ورسوله.
- ما زالت مدائن صالح إلى الآن موجودة منذ آلاف السنين لتكون عبرة لمن اعتبر، لعل الناس تتعظ مما حدث وتطيع الله تعالى في الأرض.
قصة صالح عليه السلام للأطفال
يمكن لطفلك مشاهدة الفيديو ليتعلم ما حدث في قصة صالح عليه السلام مع قومه والمعجزة التي أيده الله بها، ويأخذ منها العبر والعظات لتنير عقله وليحب الله ورسوله أكثر ويتعلم كيف يختار الصديق المناسب.
قصة صالح عليه السلام في القرآن
ذكرت قصة صالح عليه السلام في العديد من السور فجاءت مفصلة في سور: الأعراف، هود، الحِجر، الشعراء، وفصلت. وجاءت أقل تفصيلاً في سور: الإسراء، النمل، الذاريات، الحاقة، الفجر، والشمس. وأشير إليها في سور: التوبة، إبراهيم، الحج، الفرقان، العنكبوت، ص، غافر، ق، النجم، والبروج.
ذكر مرور النبي محمد صلى الله عليه وسلم بوادي الحجر
عن أنس بن مالك: عن ابنِ عمرَ قال نزل رسولُ اللهِ ﷺ بالناس عامَ تبوكَ الحِجرَ عند بيوتِ ثمودَ فاستقى الناسُ من الآبارِ التي كانت تشربُ منها ثمودُ فعجَنوا ونصبُوا القدورَ باللحم فأمرهم رسولُ اللهِ ﷺ فأَهرِقوا القدورَ واعلفوا العجينَ الإبلَ ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئرِ التي كانت تشربُ منها الناقةُ ونهاهم أن يدخلوا على القومِ الذين عُذِّبوا فقال إني أخشى أن يُصيبَكم مثلُ ما أصابهم فلا تدخُلوا عليهم. [1]
عن عبدالله بن عمر: لا تَدخُلوا على هؤلاءِ القومِ المُعَذَّبينَ إلّا أنْ تَكونوا باكينَ فإنْ لم تَكونوا باكينَ فلا تَدخُلوا عليهم أنْ يُصيبَكم مِثلُ ما أصابهم. [2]
عن أبي كبشة الأنماري: لما كان في غزوةِ تبوكَ فسارع الناسُ إلى أهل الحجرِ يدخلون عليهم فبلغ ذلك رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ فنادى في الناسِ الصلاةُ جامعةٌ قال فأتيت النبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يمسك بعيرَه وهو يقول ما تدخلون على قومٍ غضب اللهُ عليهم فناداه رجلٌ نعجب يا رسولَ اللهِ قال أفلا أُنبِّئُكم بأعجبَ من ذلك رجلٌ من أنفسكم يُنبِّئكم بما كان قبلَكم وما هو كائنٌ بعدكم فاستقيموا وسدِّدوا فإنَّ اللهَ لا يعبأ بعذابِكم شيئًا وسيأتي قومٌ لا يدفعون عن أنفسِهم شيئًا. [3]
أسئلة وأجوبة عن قصة صالح عليه السلام
هل صالح عليه السلام نبي عربي؟
نعم هو عربي الأصل ينتسب إلى ثمود بن عاد.
إلى أي قوم بعث صالح عليه السلام؟
بعث صالح عليه السلام إلى قوم ثمود، وفي القرآن الكريم سميت سورة باسم الحجر لأنهم كانوا يسكنون بمنطقة الحجر والتي تعرف الآن بمدائن صالح.
ما هي المهلة التي وعدهم نبيهم صالح عليه السلام إياها قبل نزول العذاب؟
ثلاثة أيام وذلك من خلال تغير لون وجوههم إلى اللون الأصفر فالأحمر فالأسود على التتالي.
ما هو نوع العذاب الذي نزل على قوم ثمود؟
أنزل الله عليهم صيحة واحدة أهلكتهم جميعًا. ونجا الله صالح والذين آمنوا معه.
من هو الذي عقر الناقة؟
هو قدار بن سالف
كم عدد القوم الذين اتفقوا على قتل الناقة ثم قتل نبيهم صالح عليه السلام؟
كان عددهم تسعة من بينهم مصرع وقدار بن سالف. قال تعالى: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ)
من أين أتت ناقة صالح عليه السلام؟
خلقت من صخرة من جبل عظيم وكانت حامل بالشهر العاشر.
من هم الذين كانوا ينحتون من الجبال ويصنعون منها البيوت العظيمة؟
قوم ثمود
هل زيارة مدائن صالح حرام؟
إذا كانت بغرض السياحة فلا يجوز والله أعلم، وذلك لذكر الأحاديث التي وردت عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما مروا بمدائن صالح. وقد تم ذكرها في هذه القصة.
المصادر
المكتبة الوقفية – waqfeya
قصص الأنبياء – لابن كثير
الشيخ الدكتور نبيل العوضي
