قصة صالح عليه السلام للأطفال … ومعجزة الناقة

كانت قبيلة ثمود قبيلة عربية تعيش في منطقة الحجر بين الحجاز والشام، وكانت لهم حضارة عظيمة، فقد بنوا بيوتًا في الجبال وقصورًا في السهول، وكانت أرضهم خصبة مليئة بالحدائق والزروع، وأعطاهم الله الصحة والقوة والمال والأولاد.

أرسل الله لهم صالح عليه السلام – وهو نبي عربي – بعد أن عبدوا الأصنام وأفسدوا في الأرض … ماذا كان ردهم وماذا طلبوا من نبيهم وهل استجابوا له؟ لنرى ما حدث في قصة صالح عليه السلام مع قومه …

قصة صالح عليه السلام

قبيلة ثمود العربية

كان قوم ثمود جهلة يعبدون الأصنام ويفسدون في الأرض ويفعلون المنكرات، وقابلوا النعم التي أنعمها الله عليهم من قوة وملك وذرية … إلى جحود ونكران ومعصية وطغيان. فأرسل الله إليهم نبيه صالح عليه السلام فبدأ يدعوهم إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام. فآمنت طائفة من الفقراء به وكذبت وكفرت طائفة الأغنياء والسادة.

دعوة صالح عليه السلام قومه

حاول الكفار أن يشككوا المؤمنين في دينهم فقالوا لهم كما ورد في القرآن على لسانهم: (أتعلمون أن صالحًا مرسل من ربه). فكان رد المؤمنين قويًا دالًا على تمسكهم بدينهم قائلين: (إنا بما أرسل به مؤمنون). فقال الذين كفروا: ( إنا بالذي آمنتم به كافرون).

طلب الكفار إخراج ناقة من الصخرة

طلب كفار ثمود من نبيهم صالح عليه السلام معجزة ودليلًا على صدقه، ليتأكدوا أنه نبي من عند الله حقًا، فقالوا له: لا بد أن تأتينا بمعجزة وآية تشهد لك بذلك، وأشاروا إلى صخرة كبيرة في الجبل.

أرادوا أن يعجزوا نبيهم وقالوا له أخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عظيمة. لم يطلبوا ناقة عادية وإنما طلبوا ناقة بأوصاف معينة ومن ضمنها أن تكون حامل بالشهر العاشر. فقال لهم صالح أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم أتؤمنون بالله وتتركون عبادة الأصنام؟ قالوا: نعم وعاهدوه على ذلك.

ناقة الله

دعا صالح عليه السلام ربه أن يخرج لهم ما طلبوا وفعلًا حدثت المعجزة! وخرجت ناقة عظيمة من الصخرة التي أشاروا عليها. فكانت برهانًا ودليلًا على صدق نبوته. واندهش القوم عندما رأوا الناقة وآمن بعض القوم بينما استمر أكثرهم على كفرهم.   

أمر الله عزوجل صالحًا أن يخبر قومه ألا يتعرضوا للناقة بسوء لأنها ناقة الله، هي ناقة عادية لكنها أتت بمعجزة عظيمة لذا سميت ناقة الله. وطلب منهم شروط معينة عليهم الالتزام بها فقال لهم صالح عليه السلام: (هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

ناقة الله تشرب الماء

كانت الناقة تشرب ماء البئر يومًا ويشربون هم يومًا، وكانوا يحلبونها فتعطيهم لبنًا يكفيهم جميعًا، لكن الشيطان أغواهم ووسوس لبعض أشرارهم أن يقتلوا الناقة، وكان عدد هؤلاء الأشرار تسعة، قلوبهم مليئة بالحقد والغيظ على نبي الله صالح عليه السلام.

تخطيط الكفار لقتل الناقة

اتفق هؤلاء التسعة مع باقي الكفار على تنفيذ مؤامرتهم وكان زعيمهم شريرًا اسمه قدار بن سالف. وذات يوم تجمع الكفار في مكان واحد فسيح ينتظرون مرور الناقة، فلما مرت رماها أحدهم بسهم فأصابها في ساقها فوقعت على الأرض.

قتل الناقة

أسرع قدار بن سالف فضرب الناقة بالسيف حتى قتلها، فأوحى الله عزوجل إلى صالح عليه السلام أن العذاب سينزل على قومه بعد ثلاثة أيام. ولما مرت الأيام الثلاثة خرج الكفار في صباح اليوم الرابع ينتظرون العذاب، وقد اسودت وجوههم، وتملكهم الرعب والفزع.

العذاب الذي حل بقوم صالح

وفي لحظات … جاءتهم صيحة شديدة من فوقهم، واهتزت الأرض هزة عنيفة من تحتهم فأزهقت أرواحهم وأخمدت أجسادهم فأصبحوا في دارهم هالكين مصروعين. وأما صالح عليه السلام والذين آمنوا معه فقد نجاهم الله عزوجل من ذلك العذاب.

المصادر

المكتبة الوقفية – waqfeya

قصص الأنبياء – لابن كثير

من قصص السندباد

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله