قصة موسى عليه السلام كاملة … “كليم الله”

موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. نبي من أنبياء الله ومن أولو العزم “كليم الله”. قال تعالى: “واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصًا وكان رسولًا نبيًا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيًا ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًا”.

سنورد قصة موسى عليه السلام كاملة والأحداث التي جرت معه ومع قومه بني إسرائيل والمعجزات التي أيده الله بها وكيف نجاهم الله من فرعون وبطشه وأحداث كثيرة بعد هلاك فرعون حصلت لبني إسرائيل وكيف تعاملوا معها…

سنورد أيضًا قصة موسى عليه السلام مع الخضر ونتعلم منها دروسًا في الصبر والتواضع… متى حدثت … ومالذي جعل موسى عليه السلام قليل الصبر … أحداث كثيرة نوردها بعون الله وتوفيقه من القرآن والسنة ومن أهل العلم…

قصة موسى عليه السلام

كان هناك عداوة بين بني إسرائيل والقبط. القبط هم المصريون الأصليون ومن بعدهم أتى الفراعنة. أما بنو إسرائيل فهم أبناء يعقوب عليه السلام وقد جاؤوا من فلسطين إلى مصر عند أخيهم يوسف عليه السلام وأصبحوا عزيزين في مصر بفضل أخيهم يوسف عليه السلام. فأصبح القبطيون يكرهونهم ويغارون منهم فنشبت حروب ومعارك انتهت بانتصار القبطيون.

وبعد أجيال وأجيال حكمهم الفراعنة وأخذوا يذلون بني إسرائيل ويقتلونهم ويسفكون دماءهم ويستخدمونهم عبيدًا لهم حتى جاء فرعون شديد القوة والبطش. سماه القرآن باسمه فرعون “إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين”.

تفسير رؤيا فرعون الطاغية

رأى فرعون في ليلة من الليالي رؤيا أفزعته. رأى في منامه نارًا تخرج من بيت المقدس تأتي إلى مصر فإذا وصلت أحرقت كل الفراعنة والقبطين لكنها لم تمس الاسرائيلين بشيء. وقص الرؤيا على الكهنة لعلهم يعرفون ما حكاية هذا المنام المخيف والمريب.

هذه الرؤيا أخافت فرعون الذي كان يقول أنا ربكم الأعلى. سبحان الله! ما ادعى أحد قبله الالوهيه. فأجمعوا على أن هناك سيولد غلام من بني إسرائيل سيكون هلاك فرعون على يديه. وأخبروه بأنه سيوف يتنعم بنعيمه ثم يكون هلاكه على يديه.

سأل ماذا أفعل فوصل إلى قرار أن يقتل كل أبناء بني إسرائيل حتى لا يولد منهم صبي حتى لا يأخذ الملك منه. وفعلًا هذا ما حصل. كلما يولد ولد أي صبي يقتلوه. فجاءه وزراءه فقالوا يا فرعون من نستخدم عبيدًا لنا إذا قتلت جميع الصبية.

القرار الذي توصل إليه فرعون

فتوصل لقرار بذبحهم سنة وبتركهم سنة. فكانت السنة التي عفا فرعون عن قتل الصبية قد ولد هارون أخو موسى. وفي السنة التي يقتل فيها الصبية حملت أم موسى بموسى عليه السلام، وسوف تلده في السنة التي سيذبح فرعون الأبناء من بني إسرائيل.

ولادة موسى عليه السلام

أم موسى لما حملت بموسى وعرفت أنه صبي خافت عليه فأوحى الله إليها أن تصنع صندوق صغير وتضعه داخله فإذا خافت تدفعه في ماء النهر _نهر النيل _ وتتوكل على الله وأوحى إليها أنه سيرجع إليها وسيكون رسولًا من الرسل.

وصل الصندوق والذي في داخله الطفل موسى عليه السلام إلى قصر فرعون فوجدته خادمات فرعون ذهبوا به إلى زوجته ففتحت الصندوق وإذ بطفل رضيع داخله. أحبته زوجة فرعون من أول رؤيا رأته وتعلقت به.

كانت زوجة فرعون طيبة القلب واسمها آسية مدحها الله في القرآن الكريم. “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”.

وعرف فرعون أنه من بني إسرائيل فقال اقتلوه فتدخلت زوجته وطلبت منه أن لا يقتلوه وقالت له قرة عين لي ولك لأنه ليس لديه أولاد. لكنه أجابها: لا … بل قرة عين لك.

لم يعرف فرعون من هو الطفل. إنه الطفل الذي قتل العديد من بني إسرائيل بسببه. إنه الطفل الذي يحقق منام فرعون بهلاكه وجنوده. سبحان الله! مشيئته أن يدخل إلى قصره دون أن يعلم. عاش موسى في قصر فرعون بأمر الله تعالى.

وفي أحد الأيام أراد فرعون أن ينظر إليه وربما يداعبه فاقترب منه فإذا بموسى عليه السلام يشد لحية فرعون بقوة وينظر بعينيه بحدة وكأنه كبير وليس طفل عادي. فغضب فرعون وقال إنه ليس مجرد طفل اقتلوه! فتدخلت آسيا زوجته وقالت إنه طفل لا يدرك ما يفعل.

 قال لها نجري له اختبار. أحضر تمرًا وجمرة فإن اختار التمر فهو ليس مجرد طفل وسأقتله أما إذا اختار الجمرة فسأدعه. فأمسك موسى عليه السلام الجمرة ولدغت لسانه فبكى الطفل فتركه فرعون.

عودة الطفل لأمه

أصاب أم موسى الهم والقلق وكادت تخرج بين الناس وتفشي السر أن رضيعها كان في اليم لولا أن ثبت الله قلبها. ثم طلبت من ابنتها الكبيرة أن تبحث عن أخيها. فإذا بها تجده في قصر فرعون.

ورأت تجمع النسوة اللاتي تحاولن إرضاع الطفل موسى وهو يرفض وإذا بمناد في القصر يخرج وينادي من يرضع هذا الطفل؟ وتقدمن كلهن تردن إرضاعه فأبى ولا يقبل من أي ثدي. هنا دخلت أخت موسى فقالت هل أدلكم على أهل بيت يرضعونه. قالت زوجة فرعون ائتت بها ولها ما تشاء من المال.

فإذا بها تذهب مسرعة لتخبر أمها ما حدث فدخلت أم موسى إلى القصر فلما رأت ابنها نظرت إليه وكادت أن تبدي الأمر لكن الله ثبتها، وأرضعته وقرت عينها أن أرجع الله موسى إلى أمه ووفى الله وعده سبحانه!

قصة قتل موسى عليه السلام لرجل من رجال فرعون

موسى تربى في قصر فرعون إلى أن أصبح شابًا. تربى في قصر مليء بالظلمات والكفر والفجور سبحان الله! سبحان الذي يخرج الحي من الميت. ولما كبر وأصبح قوي البنية أعطاه الله علمًا وحكمة والكل يعلم أنه من بني إسرائيل على الرغم من أنه تربى في قصر فرعون وأمه لم يغفل عن عينها تذهب إليه وتحضنه وتزوره ويزورها.

وله قدر ومكانة عند قوم فرعون. وهو على دين أبيه يعقوب عليه السلام. في يوم من الأيام دخل إلى المدينة في وقت الظهيرة فوجد رجلين يتشجاران. وجد القبطي وهو من رجال فرعون يضرب رجل ضعيف من بني إسرائيل.

وينادي من ينقذه من بطش القبطي ولم يكن هناك أحد إلا موسى عليه السلام فإذا بموسى عليه السلام يذهب إلى الصوت فقال يا موسى أدركني فأسرع موسى لينقذه قبل أن يموت الرجل.

أبعد القبطي بيده القوية فسقط القبطي على الأرض ومات. ولم يقصد موسى قتله وإنما إبعاده عن الرجل الضعيف، لكنه عليه السلام كان قوي البنية فهو من أولو العزم. فلما رأى موسى عليه السلام أن الرجل مات ولم يقصد ذلك قال هذا من عمل الشيطان!

أما الرجل من بني إسرائيل فقد هرب وأما موسى أخذ يستغفر ربه، قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي …

وبعدما انتشر الخبر ورأوا أن رجلًا قبطيًا قد مات وهذه أول مرة تحدث، فأرادوا أن يعرفوا من القاتل ليقتلوه، وخاف موسى بعد أن علم بالأمر، ماذا يفعل سيقتلونه إذا علموا أنه القاتل مع أنه لم يقصد قتله.

لا أحد يعلم القصة سوى الرجل الذي أنقذه موسى من بني إسرائيل، فإذا نفس الرجل الذي أنقذه فعل نفس المشكلة مع قبطي آخر واستنجده مرة ثانية، فقال موسى إنك لغوي وصاحب مشاكل.

فلما اقترب موسى لينقذه ظن الاسرائيلي أنه سيقتله فإذا به يصرخ يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسًا بالأمس. وكشف السر وسمع الناس الخبر. هرب موسى فجاءه رجل ونصحه أن يخرج من مصر قبل أن يجدوه.

قصة موسى مع أصحاب مدين والفتاتين

لم يستطع قوم فرعون اللحاق بموسى عليه السلام. ومشى موسى عليه السلام متوجهًا إلى مدينة تسمى مدين، أهلكه الجوع والعطش وكان حافي القدمين عليه الصلاة والسلام، فوجد من بعيد بئر فيه أناس يسقون، فأسرع إلى الماء ليروي عطشه فإذا بفتاتين تقفان على ناحية أخرى بعيدة عن الرجال.

كانتا تنتظران دورهما واستغرب لم واقفتان هنا فسألهما، قالتا بكل أدب لا نختلط مع الرجال. سألهم ألم يكن لكم أب أو أخ قالتا عندنا أب كبير بالعمر. فسقا لهما ثم ذهب إلى مكان لوحده ودعا ربه وقال: “رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير

أسرعتا وحدثتا أباهما بما حصل فقال نادياه فذهبت إحداهما إلى موسى عليه السلام قالت إن أبي يريد أن يشكرك على ما فعلته لنا. لكن كيف رافقها الطريق … ؟ إنه نبي الله! طلب منها أن تمشي خلفه وهو أمامها تدله بالحصى على الطريق، حتى وصل وحدث أباها الصالح عن كل شيء.

فقال له الشيخ لا تقلق لن يصل فرعون وقومه إلينا فهو لا يعرف مكاننا فقالت إحدى الفتاتين  يا أبت استأجره قال يا موسى أريد أن أعرض عليك إحدى ابنتي، لما رأينا من أدبك وشهامتك.  فقال: لكن ليس لدي مهر. قال تعمل عندي ثمان سنوات وإن أكملتها إلى عشر سنوات يكون كرم منك. فوافق موسى عليه السلام وتزوج ابنته وأكمل العشرة سنوات ورزقه الله أولاد وخيرات كثيرة …

وبعد مضي العشر سنوات في مدين حن إلى موطن رأسه إلى بلده التي ولد فيها، فأخذ زوجته وأولاده وذهب إلى مصر إلى أن وصل إلى سيناء فأضاع الطريق في الليل البارد وخاف على أهله.

لقاء موسى ربه للمرة الأولى

فجأة رأى موسى نارًا من مكان بعيد فطلب من أهله أن يجلسوا ولا يتحركوا إلى أن يرى ما قصة النار. فرح بها لربما يتدفئون بها و يعرف الطريق من خلالها. مشى موسى عليه السلام ومعه عصى وكان يلبس نعلين حتى وصل عند الجبل اسمه الطور وكان أسمر الجلد.

تعجب موسى كيف تشتعل نارًا لوحدها قرب شجرة خضراء وليس هناك أحد!  فجأة! سمع صوت يناديه “يا موسى” فإذا به يلتفت يمنة ويسرة والصوت ليس كمثله شيء وأخذ يحدث نفسه من يعرف اسمه ولا يرى أحدًا.

فأجابه الله عزوجل “إني أنا الله رب العالمين” .”وكلم الله موسى تكليمًا” لهذا يسمى كليم الله. اخترتك يا موسى أن تكون نبيًا فاخلع نعليك إنك الآن في الوادي المقدس الذي سيصبح مسجدًا تصلي الناس فيه.

وأمره بعبادته وإقامة الصلاة ثم سأله ما هي التي بيدك يا موسى فاستأنس موسى بكلام ربه قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي وأغراض أخرى أستعملها من خلالها …

المعجزات التي أيده الله بها

طلب الله عزوجل من موسى أن يلقي العصا التي كان يحملها فإذا بالعصا تهتز كأنها ثعبان عظيم. فخاف موسى وهرب ولم يلتفت، فناداه الله عز وجل أن أقبل ولا تخف إنها معجزة من الله! فأخبره عندما تلمسها ستعود إلى عصا مرة أخرى، هذه الآية الأولى.

أما الثانية أن ضع يدك داخل جيبك ثم أخرجها فإذا بها بيضاء ناصعة من غير مرض ولا برص. والمطلوب منك يا موسى أن تذهب إلى فرعون الطاغي الذي يدعي الربوبية وتريه الآيات والمعجزات التي أيدتك بها. عسى أن يهتدي ويرسل معك بني إسرائيل.

مناظرة ومحاجة قوية بين موسى عليه السلام وفرعون الطاغي

ذهب موسى عليه السلام إلى مصر ليدعو فرعون إلى عبادة الله تعالى. فتذكر أنه قد قتل نفسًا وفرعون يبحث عنه ليقتله. ولسانه قد أصابه لثغة. فطلب من الله تعالى أن يجعل أخاه هارون معه يعينه على أداء الرسالة ويساعده فهو أفصح منه كلامًا بسبب لسانه الذي أصيب به وهو صغيرًا عندما أراد فرعون أن يختبره وقد ذكرنا ذلك سابقًا.

فاستجاب الله له. فعاد إلى أهله وأخبر أخاه هارون أنه نبي مثله وعليهما أن يدخلا إلى فرعون ويدعوانه إلى عبادة الله. فما إن وصلا إلى قصر فرعون وجدا حراسًا قالوا له من أنت حتى تدخل! رد عليهم قائلًا: أخبروه أن موسى بن عمران يريد أن يكلمك. فتذكره فرعون وقال أدخلوه. فأدخله هو وأخوه حامًلا معه العصا التي فيها الآية.

استغرب فرعون وسأله لما أتيت إلى قصري؟ قال أدعوك إلى عبادة الله تعالى. رد فرعون: لقد ربيناك وأطعمناك وكبرت في قصرنا وتريد منا الآن أن نغير ديننا؟ وقتلت أحد من رجالي. فاعترف موسى عليه السلام بخطئه وقال أنه هرب … ثم عاد ليبلغ رسالة ربه.

قال فرعون باستهزاء: من ربك؟ فأجابه بكل جرأة “قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى”. فاستشاط فرعون غضبًا قائلًا: كيف تجرؤ وتقول أن هناك إله غيري! فأجاب موسى بكل جرأة: من خلق فرعون ومن قبله … ؟ إنه الله.

فإذا بفرعون يغير الحديث ويتهم موسى بالجنون وخشي على قومه أن يصدقوه، ولم يبالي موسى وأكمل كلامه … “رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون“. لنرى من هو صاحب العقل …

فإذا بفرعون يغضب أكثر وأكثر وطلب منه أن ينتهي عن كلامه أو يسجنه … لا حوار ولا نقاش … ليس عنده حجة أو دليل … وإذا بموسى عليه السلام بكل ذكاء قال له: قبل أن تمنعني أن أتحدث إلى الناس دعني أريك ما عندي. قال: ما عندك؟

فرمى موسى العصا فإذا هي ثعبان مبين. فخاف كل من في القصر. أما المعجزة الثانية: أخرج يده بيضاء من غير برص. ماذا فعل فرعون بعد هذا ؟ هل انهزم أم تحدى موسى … ؟

خاف فرعون أن يفتن موسى الناس فاتهمه بأنه ساحر وتحداه وطلب من موسى أن يختار اليوم والوقت الذي يناسبه للتحدي واستغل موسى الفرصة فاختار يوم العيد وأن يجتمع جميع الناس وقت الضحى لما تسطع الشمس حتى لا يخفى على الناس شيء وحتى يشهدوا على ما سيحصل.

وإذا بفرعون يحشر كل الناس من بني اسرائيل ومن أهل مصر وأفضل السحرة وكبارها. قيل بلغوا الآلاف واشترطوا عليه أن يعطيهم المال إذا ربحوا التحدي. قال نعم وستصبحون من أقرب الناس إلي.

 تحد كبير بين موسى عليه السلام وفرعون وأمام أعين الناس

نصحهم موسى بالبداية أن لا تكذبوا على الله وإلا سينزل عليكم العذاب. لما سمعوا هذه الكلمات عرفوا أن كلامه غريب وعجيب، قال بعضهم ربما ينزل علينا عذاب وبعضهم قال بل نتحداه والبعض قال لا. بعضهم ثبّت البقية أن لا تقلقوا وسنربح التحدي.

فإذا بالتحدي يبدأ وبدؤوا بالإلقاء بطلب من موسى، فقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون. وإذا بالعصي تتحول إلى ثعابين. فخاف موسى أن يرتدوا عن دعوته وسحروا أعين الناس وأخافوهم وفرح فرعون لما حصل.

فإذا بوحي من الله أن ألق عصاك يا موسى لما ألقاها تحولت إلى ثعبان وأكلت كل الثعابين الملقاة. غُلب السحرة لما رؤوا هذا المنظر المخيف والحقيقي، وعرفوا أن هذا الذي حصل ليس من صنع البشر وسجدوا لله واعترفوا بالهزيمة.

نشر فرعون بين الناس أن موسى هو كبير السحرة وظن أن الناس ستصدق هذا الكلام الكاذب. وهدد السحرة أن إذا لم تتراجعوا سأقطعكم إربًا ولأصلبنكم على جذوع النخل. فإذا بالسحرة الذين كانوا يتحدون موسى قد تغيروا سبحان الله! كيف كانوا يحاربون الله والآن قالوا لا نبالي افعل ما شئت.

 قوي إيمانهم وعرفوا الحق. وفعلاً فرعون ذبحهم جميعًا. السحرة الذين كانوا كفارًا أصبحوا شهداء. هذه المرة الثالثة التي يهزم فيها فرعون.

رغم أن السحرة آمنوا بالله عزوجل ورغم أن فرعون رأى الأدلة والبراهين وما زال مصرًا على عناده. وازداد الطغيان فأنزل الله على فرعون ومن لم يؤمن معه ابتلاءات مختلفة لعله يعود إلى رشده ويؤمن. لكن أنى لهم ذلك …

كان من بين الطغاة المذكورين في القرآن الكريم رجل طاغي اسمه هامان كان وزيرًا لفرعون، وقارون كان من بني إسرائيل وأكثرهم غنى وكان مع فرعون يتخذه إله ويرفض دعوة موسى عليه السلام.

الابتلاءات التي ابتلاها الله لفرعون ومن كفر منهم

أول بلاء أصيبوا بالقحط فهلكت الزروع وماتت المواشي، فطلبوا من موسى أن يكشف عنهم البلاء. يعرفون أن له رب يستجيب له. وقالوا له إن استجاب الله لك سنؤمن ونسلّم لك بني اسرائيل. فدعا موسى ربه فاستجاب الله له. لكنهم عادوا إلى كفرهم وعنادهم بل وازدادوا كفرًا …

البلاء الثاني أرسل الله الطوفان فطلبوا منهم نفس الشيء، فاستجاب الله لموسى وتوقف الطوفان، فازدادوا طغيانًا وكفرًا. ثم أنزل الله البلاء الآخر عبارة عن جراد أهلك كل الزروع ودمر كل المحاصيل وطلبوا منه أن يدعو ربه وسيؤمنوا به. فدعا ربه ولكنهم عادوا …

ثم القمّل والحشرات تأكل المحاصيل. ومع هذا استمروا بطغيانهم فأنزل الله عليهم الضفادع، انتشرت في كل مكان غطت الأرض كلها. فدعا موسى ربه واستجاب الله له ثم عادوا …

البلاء الأخير أنزل الله عليهم الدم حيث تحول الماء إلى دم ولم يستطيعوا أن يشربوا من النهر ثم زالها عنهم واستمروا على عنادهم وكبرهم رغم كل البينات والدلائل.

تمادى قوم فرعون وفرعون بقتل بني اسرائيل وازدادوا في تعذيبهم قالوا لموسى أنهم في عذاب بعد عذاب وبلاء فوق بلاء من قبل أن تأتينا وبعدما جئتنا. حتى طلب موسى منهم أن يظلوا في بيوتهم ويصلّوا ويستغفروا الله وأن يجعلوا بيوتهم مساجد.

هلاك فرعون ومن معه ونجاة بني اسرائيل

ثم جاء موعد بني اسرائيل أن يخرجوا من مصر كلهم فاستئذنوا من فرعون أن يخرجوا لعيد لهم  فصدق فرعون، فخرجوا كلهم من أطفال وكبار ونساء وصغار، ثم علم أنهم يهربون فطلب من جيشه أن يخرجوا ويقتلوا جميع بني اسرائيل صغارًا وكبارا.

وصل موسى ومن معه إلى شاطىء البحر وإذا بفرعون وجنوده يلحقونهم. البحر أمامهم والعدو من وراءهم. موسى معه هارون ويوشع عليه السلام – الذي أصبح نبيًا بعد هارون _ وبنو اسرائيل ومؤمنو آل فرعون وأكثرهم نساء لأن الرجال كان فرعون يقتلهم. ظنوا أنهم سيهزمون وفرح فرعون بأنه سيقتلهم.

دخل مؤمن آل فرعون بفرسه البحر ثم عاد ويسأل موسى أهاهنا وعدك ربك قال نعم. ثم ذهب وعاد وساله نفس السؤال متعجبًا لأنه لا يوجد سوى البحر ويعتبر طريق مسدود فكيف لهم ان يعبروا البحر؟

وكاد فرعون أن يصل ويقتلهم فأوحى الله لموسى أن يضرب البحر بالعصا التي كانت معه فانشق البحر نصفين وصار كجبلين بينهما طريق فمشوا كلهم بين البحرين حتى تجاوز البحر وفرعون سيصل فأراد موسى أن يضرب البحر بالعصا حتى يرجع البحر لكن الله أوحى إليه أن لا يفعل شيئا لحكمة أرادها الله.

فرعون متردد أيدخل أو لا وإذا بجبريل ينزل يحث فرس فرعون بالدخول فدخل وهو غير راغب بذلك لأنه يعلم أن موسى نبي من أنبياء الله. ودخل البحر مرغمًا وما إن دخلوا ووصلوا إلى منتصف الطريق أعاد الله البحرين ورجع كما كان.

البحر جندي من جنود الله ويتلاطم كالطوفان ويُغرق فرعون ومن معه في البحر ولكن قبل أن يموت بلحظات قال آمنت بإله بني اسرائيل وجبريل يضع الطين في فمه والله يرد عليه “آلان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين” لن تنفعك التوبة.

فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية” وحفظ الله جسده إلى الآن. وتأكد بني اسرائيل أن فرعون قد مات ورؤا جثته، لأنهم بالبداية لم يصدقوا لشدة جبروته وقوته.

مافعله بنو اسرائيل بعد غرق وهلاك فرعون

اول ما تجاوزوا البحر ونجوا من فرعون وجنوده مروا على قوم يعبدون صنم على شكل عجل فقالوا لموسى اجعل لنا إله كما لهم آلهة. للتو نجاكم الله. قال لهم أي جهل هذا لقد نجاكم الله من فرعون وعمله والآن تتطلبون عبادة غير الله الله أكبر.

 فسككتوا وذهب موسى وهو في طريقه إلى سيناء مع قومه تركهم مع أخيه هارون ليلقى ربه في موعد معه. موعد بينه وبين الله عزوجل وخلف هارون على قومه نيابة عنه ريثما يعود، وقبل ذهابه صام شهر ذي القعدة كاملًا ليلقى ربه ثم أمره الله تعالى بأن يصوم عشرة أيام من ذي الحجة.

لقاء موسى عليه السلام ربه للمرة الثانية

جاء موسى عليه السلام للقاء ربه في اليوم العاشر من ذي الحجة عند الجبل في طور سيناء. أعطاه الله الألواح وكتب فيها التوراة وأعطاه الوصايا والحكم والعبر والأحكام وبعد أن كلمه الله عزوجل اشتهى موسى أن يرى ربه فطلب منه ذلك.

رب أرني أنظر إليك قال له في الدنيا لا يراني أحد لكن في الجنة يستطع المؤمن أن يراني. لكن أحب موسى أن يراه، فتجلى الله تعالى ببعض نوره إلى الجبل فأخبره إن استطاع الجبل أن يتحمل نوري تستطيع يا موسى أن ترى ربك. فلما تجلى ربه للجبل اهتز وصار ترابًا.

لما رأى موسى هذا المنظر خر على الأرض وأغمي عليه، فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك! سأله الله لم تركت قومك وأتيت، قال من فرحي بلقاءك يا رب، فأخبره الله بأن قومه قد فتنوا وعبدوا العجل. فأسرع موسى وبيده الألواح ليرى مالذي حصل؟

ماصنعه بنو إسرائيل

فإذا بموسى يرى بعض من بني اسرائيل يعبدون صنم على شكل عجل. وكان هناك رجلًا اسمه السامري خدع بني اسرائيل وضحك عليهم وأمرهم بعبادة العجل وأخذ منهم أمواهم وذهبهم التي أخذوها من فرعون، وصنع منها عجلًا وكان العجل يدخل الهواء ويخرج منه فيصدر صوتًا فظنوه أنه إله موسى فعبدوه من جهلهم وغباءهم. وقالوا نسي موسى أن ربه موجود هنا وذهب ليكلم ربه.

رآهم يرقصون ويغنون حول الصنم. فرمى الألواح غضبًا ومسك بلحية هارون وجرها ولامه لم تركتهم يفعلون هذا؟ أجابه: خشيت أن آمرهم وأنهاهم أن يتفرقوا ثم تلومني يا موسى.

قصة السامري

فسألهم من خدعكم فقيل إنه السامري فنادوا السامري لموسى فقال له لم صنعت هذا يا سامري؟

أجاب السامري: لما أهلك الله فرعون رأيت جبريل راكبًا على فرس فأخذت أثرًا من فرسه ثم صنعت صنم على شكل عجل ورميت الأثر من جبريل فأصدر العجل صوتًا. فإذا بالعقوبة تنزل على السامري دعا موسى عليه، لك أن تعيش ولا أحد يلمسك ولا تقترب من أحد. أما عقوبتك فهي عند الله وهذا العجل سنحرقه ثم نرميه في البحر لترى صنيعك يا سامري. طرد السامري ومُنع أن يمس أحد أو أحد يمسه.

عقوبة من عبد الأصنام

ورجع موسى وأخذ الألواح وقال لبني اسرائيل عقوبة من عبد الأصنام أن يقتلوا، كانوا ألوفًا الذين عبدوا العجل، أراد الله أن يتوبوا. والتوبة هي الذبح وبيد الذين لم يعبدوا الأصنام. بقي سبعين رجلًا لم يعبدوا الأصنام وكانوا أصلح الناس وأفضلهم واستغفروا الله عند الجبل وإذا بموسى يكلم الله من دون أن يراه قومه وبنو اسرائيل يستفغرون الله.

وبعد ذلك طلبوا منه أمرًا عجيبًا قالوا له لن نؤمن لك إلا بشرط واحد. بعد كل هذه الأدلة أرادوا أن يروا ربهم وإلا لن نؤمن لك فأنزل الله عليهم صاعقة ورجفة من الأرض وهلك السبعون فدعا الله موسى أن يعودوا ويشكروا ربهم. هكذا بنو اسرائيل من معجزة إلى أخرى ثم يكفرون ويعاندون. كم عانى معهم هذا النبي العظيم والأنبياء من قبله ومن بعده.

الأمر الذي أمر موسى عليه السلام قومه

توجه موسى مع بني اسرائيل إلى الأرض المقدسة في فلسطين بيت المقدس قال لهم ادخلوا هذه الأرض المقدسة. ردوا عليه أن فيها قوم جبارين ولن ندخلها حتى يخرجوا منها وإلا لن ندخل.

فتكلم يوشع بن نون عليه السلام _كان من قوم فرعون_ وذكّر بني اسرائيل بتقوى الله والسمع والطاعة لنبيهم، فردوا بكل عناد لن يدخلوها. قلة أدب مع موسى عليه السلام أن يذهب لوحده مع ربه فقال موسى رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين.

العذاب الذي نزل على بني إسرائيل

حرم الله عليهم أرض المقدس أربعين سنة يتيهون في صحراء سيناء كلما ساروا منها يرجعون إلى نفس المكان. في هذا التيه حصل معهم أمور كثيرة منها أن الله عزوجل أنزل لهم طعامًا طيبًا حلو المذاق اسمه المن يصنعون منه خبزهم.

أما السلوى فهي طيور تأتي إليهم بكل سهول يأكلون منها ماشاؤوا. حتى الماء عندما يضرب الحجر تأتي الماء من كل مكان ويشربون ويروون عطشهم، ورغم كل ذلك جادلوا موسى في كل شيء أربعين سنة ويصبر عليهم. قالوا له ادع ربك ينزل علينا طعام آخر من أنواع مختلفة فقد سئمنا من هذا الطعام.

قصة البقرة

كان هناك رجل غني حدثت أثناء التيه وجدوه في الصباح مقتول وبحثوا عن القاتل لم يعرفوه فطلبوا من موسى أن يسأل ربه من قتل هذا الرجل فطلب منهم موسى أن يذبحوا بقرة أي بقرة كانت.

 قالوا أتهزء بنا؟ نقول لك من قتل فلان؟ تقول لنا اذبحوا بقرة! وبعد ذلك سألوه ما نوعها ما لونها جدال وعناد … قال لهم حجمها وسط لا كبيرة ولا صغيرة. قالوا ما لونها قال صفراء صعبوا عليهم السؤال فصعب الله عليهم.

قال لهم لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شيىة فيها … وليس فيها عيب. وبعد طول عناء وجدوا البقرة عند راعي فطلب ذهبًا مقابلها فأعطوه، وذبحوا البقرة قال لهم موسى عليه السلام خذوا شيئًا من عظمها واضربوا المقتول ففعلوا فإذا بالميت يعود حيًا من جديد ويشير إلى قاتله ثم يعود ميتًا.

وفاة هارون ثم موسى عليهما السلام

مات هارون عليه السلام بعد ذلك وما زلوا في التيه. ثم اقتربت نهاية موسى عليه السلام فدعا ربه أن يميته بالقرب من بيت المقدس وفعلًا أماته الله هناك على جانب الطريق عند الكثيب الأحمر وانتهت صفحته.

لكن أثناء التيه وقبل وفاته حصلت قصة موسى عليه السلام مع الخضر سنذكرها الآن.

قصة موسى عليه السلام مع الخضر

كان يخطب بالناس سأله أحد بني إسرائيل من أعلم الناس على الأرض فقال موسى عليه السلام أنا لأنه لا يعلم أحد قبله وهو الذي كلمه ربه فعاتبه الله عزوجل وقال لم تقول هذا؟ هناك عبد يعلم أكثر منك.

أراد موسى عليه السلام أن يتعلم منه العلم مع أنه أكثر تفضيلًا منه فهو كليم الله لكن هذا لا يمنع الشخص من أن يتعلم من غيره. قال له احمل معك سمكة كدليل، في المكان الذي تفقد فيه السمكة سيكون العبد هناك في نفس المكان.

 أعطاه الله علامة ليعرف الشخص الذي يريد أن يتعلم منه. أخذ معه يوشع بن نون عليه السلام، وهو ما زال فتى وسيصبح نبيًا بعد موسى. بعد فترة من الرحيل أخذ موسى عليه السلام قسطًا من الراحة فنام وبقي يوشع عليه السلام مستيقظًا، فإذا بالسمكة تتحرك فجأة وتعيش من جديد وتقفز من مكانها وتعود إلى البحر سبحان الله!

وبعدما أفاق موسى نسي يوشع أن يذكّر موسى بما حدث. ومشيا حتى وصلا إلى مكان ما فطلب من يوشع أن يصنع له طعامًا فالرحلة طويلة وأراد أن يأكل فذهب يوشع ليحضر الطعام فتذكر السمكة فقال يوشع أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة نسيت أن أخبرك بأن السمكة بث الله فيها الروح وعادت إلى البحر. شيء عجيب وغريب. فقال موسى هذه علامة العبد الذي ما سافرت إلا أن أراه.

فرجع إلى المكان الذي قفزت منه السمكة فإذا بالمكان قد تغير كان قاحط لا زرع فيه قد تحول إلى أرض خضراء ووجد رجل مستلقي على ظهره نائم فاقترب موسى من هذا الرجل فسلم موسى عليه فقال السلام عليكم أجابه وأنى بأرضك السلام.

قال أنت موسى قال نعم فقال موسى وأنت الخضر؟ قال نعم أنا الخضر. ما كان يطأ قدمه إلى مكان إلا وتحولت الأرض إلى أرض خضراء. وكان بنتظر موسى على موعد معه بأمر من الله تعالى.  قال له موسى أريد أن أصاحبك لأتعلم منك ما علمك الله.

قال لا تستطيع ولن تصبر. تعجب موسى! قائلًا لم لا أصبر؟ ولم يعلق الأمر على نفسه بل قال إن شاء الله ولا حظوا الأدب مع أنه أعظم عند الله من الخضر فهو من أولو العزم ورغم ذلك لم يتكبر. طلب منه الخضر أن لا يعترض عليه بشيء قال شرطي أن لا تعترض على ما أفعل فقال لا بأس أما يوشع فعاد إلى أرضه.

فسار موسى مع الخضر وركبا السفينة. وإذا بطير قد اقترب ونقر نقرة من البحر فقال الخضر ما علمي وعلمك في علم الله إلا ما قد أخذ هذا الطير من هذا البحر العظيم وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا.

وتعجب موسى من هذه الحكم! الناس داخل السفينة كانوا طيبين، وكان مع الخضر معولًا فخرق السفينة، تعجب موسى أناس أكرموه وأصعدوهم السفينة وفعلوا خيرًا أنجازيهم بأن نخرب سفينتهم!

ولم يستطع أن يتحمل فقال له أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا. فتذكر موسى ما وعده فاعتذر منه وقال إني نسيت ولم أقصد. فسامحه ثم انطلقا إلى أن وصلا إلى قرية وجد أطفال يلعبون، فوجد الخضر يلاحقهم إلى أن لحق طفلًا وموسى يتعجب لم يفعل ذلك؟

فإذا بالخضر يمسك الطفل ويقتله. فصرخ موسى ماذا فعلت كيف قتلت طفلًا بريئًا. الموقف شديد ولا يتحمله إنسان وكان من المعروف أن موسى ينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف. فقال له الخضر لقد أخبرتك أنك لن تصبر فإذا بموسى يتراجع وقال هذه المرة الأخيرة إن سألتك عن شيء بعد هذا الوعد اتركني ولا تصاحبني.

فمشيا حتى وصلا إلى قرية أخرى قوم أشرار سيئوا الأخلاق طرقوا على كل باب، ولم يضيفهم أحد وهما عابرا سبيل ولم يستقبلهم أحد. فجلسا عند جدار واتكأا عليه من كثرت تعبهما. فإذا بالجدار يسقط.

فقال الخضر لنقوّم هذا الجدار لأنه سيسقط، وموسى متعجب لم يبنيا الجدار والقوم سيؤون جدًا،  لماذا يفعل الخير لهم وهم لا يستحقون ذلك. لكنه لزم الصمت وأكمل البناء معه. فقال الخضر لنغادر. فقال موسى اطلب الأجر منهم. وهنا توقف الخضر وقال سنفترق الآن وسأخبرك لم فعلت كل هذا.

“رحم اللهُ موسى، لوددنا لو صبر حتى يقصَّ اللهُ علينا من أمرِهما” هكذا قال نبينا.

قال له أريت السفينة كان هناك ملك ظالم يأخذ كل سفينة تقترب من قصره ليس فيها عيب يسيطرون عليها ويطردون من فيها فأردت أن أساعد هؤلاء الناس المساكين الضعفاء لذا أردت أن أجعل فيها عيب كي لا يأخذها الملك الظالم.

ما شأن الغلام لم قتلته؟ قال هذا الغلام له والدان صالحين والله أطلعني على أمر من الغيب أن هذا الغلام إذا كبر سيكفر وسيؤذي أمه وأباه ويعاندهم أما إذا مات منذ صغره فيموت على الإيمان وسيبدلهم الله أفضل منه.

ما قصة الجدار؟ كان في هذه القرية يعيش رجل صالح وكان له طفلان صغيران فخاف إذا مات أن تصادر القرية اللئيمة كل أمواله ولن يدعوا لأطفاله شيئًا فبنى الجدار ولا بد أن يسقط فيما بعد وسيبنون جدار مكانه وسيرون الكنز أولا قبل بناء الجدار.

لكن الجدار سيهبط قبل أن يكبر الغلامان فأردت أن أبنيه ريثما يكبران ويكشفان الكنز لوحدهما. فمن رحمة الله أرسل للغلامين اليتيمين موسى والخضر ليبنيان الجدار لأن أبوهما رجل صالح. وكل ما فعلته من أمر الله ولم تسطع عليه صبرًا.

يقول بعض العلماء أن الخضر والله أعلم كان نبيًا لأن الله أطلعه على شيء من العلم وأعطاه الله من العلم مالم يعطي موسى.

عن كعبِ الأحبارِ قال: إنَّ اللهَ قسَّم كلامَه ورؤيتَه بين موسى، ومحمدٍ، وكلَّم موسى مرتَينِ، ورآه محمدٌ مرتَينِ ( 1)

المصادر

  • المكتبة الوقفية
  • قصص الأنبياء لابن كثير
  • قصص الأنبياء القصص الحق المؤلف: عبد القادر شيبة الحمد
  • المغامسي
  • نبيل العوضي
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله