قصة سندريلا Cinderella … بين الحقيقة والخيال (حقائق خفية تعرف عليها الآن)

ماذا تعرف عن قصة سندريلا؟ وهل سألت نفسك يومًا هل قصة سندريلا حقيقة أم من نسج الخيال؟ أو ما هي الخفايا الحقيقية للقصة؟

لا بأس… ففي الحقيقة أن قصة سندريلا مستوحاة من أقصوصة واقعية حدثت منذ عصور غابرة، وتحديدًا على أرض مصر في القرن السادس قبل الميلاد، ولكن ضاعت أصولها في ضباب الزمن، حيث تم تناقلها شفاهية بين الثقافات لآلاف السنين، واختلفت بعض تفاصيلها من روايةٍ إلى أخرى، إلا أن هناك الكثير من التشابه في إطارها العام.

دونت لأول مرة بقلم الكاتب الإيطالي جيامباتيستا باسيل، ثم تشارل بيرو، والأخوان جريم، وأخيراً والت ديزني بفيلمه الكرتوني الشهير عام 1950م، ليقدم لنا قصة سندريلا كما نعرفها اليوم، ولا تزال قصة سندريلا من أشهر الحكايات العالمية التي سرعان ما انتشرت في أرجاء العالم ليتلقفها الكبير قبل الصغير.

 فأحداث القصة تدور حول فتاة طيبة جميلة واجهت العديد من الصعاب والأسى في حياتها، إلا أنها لم تفقد الأمل يومًا، وكانت على يقين بأن حزنها لا بد أن ينجلي، وكل شيء سيصبح على ما يرام، وبفضل الساحرة الطيبة والحذاء الزجاجي انتقلت حياة سندريلا من الجحيم إلى السعادة المطلقة لتصبح مآسيها ومعاناتها من الماضي الذي لن يعود. إذًا هيا بنا لنغوص خلف الحقيقة، ونجري وراء الخيال.

قصة سندريلا (ديزني)

قصة سندريلا وحياتها القاسية

كان يا ما كان منذ سنوات عديدة وعلى أرض بعيدة كان يعيش رجل طيب مع زوجته وابنته حياة سعيدة هانئة، ولكن هذا قبل أن ينال المرض من زوجة ذلك الرجل النبيل، وعندما شعرت أن نهايتها اقتربت، نادت ابنتها الوحيدة إيلا إلى فراشها وقالت لها: (يا عزيزتي إيلا، أريد منك أن تبق فتاة تقية طيبة صالحة، والله سيساعدك دائمًا، وأنا سوف أنظر إليك من السماء)، ثم أغمضت عينيها وماتت وهي في ريعان شبابها تاركة خلفها ابنتها الصغيرة إيلا وزوجها اللذان امتلأت حياتهما بالحزن والألم.

وبعد عدة سنوات قرر ذاك الأب الطيب أن يتزوج مرة أخرى، على أمل أن تعود البهجة والفرحة إلى دياره، فتزوج من امرأة لها ابنتان اثنتان من عمر ابنته تقريبًا، وعاشت هي وابنتيها معهم في المنزل ذاته، ولكن للأسف لم تكن زوجته الثانية تشبه الأولى في طباعها أبدًا، بل على العكس تمامًا، فقد كانت سيئة المزاج، متكبرة، قاسية، حادة الطبع، وما زاد الطين بلّة أن ابنتيها تحملان الطباع ذاتها، فقد أخذن من والدتهن طباع الغيرة والحسد واللؤم.

أما إيلا فقد ورثت عن أمها المتوفاة كل ما هو رائع وجميل، فقد كانت فائقة الجمال، طيبة القلب، رقيقة الطباع، لهذا السبب كانت زوجة أبيها تكرهها وتغار من شدة جمالها وحسن أخلاقها وتجد فيها ما لم تجده في ابنتيها القبيحتين، فكانت دائمًا تسعى جاهدة لتفعل كل ما يضايق تلك الفتاة المسكينة، وخاصة بعدما توفي والدها ليتركها وحيدة بائسة مع زوجته القاسية التي لم تعرف الرحمة قط.

عاملت زوجة الأب تلك الفتاة الطيبة معاملة الخادمة في المنزل، فقد كانت تكلفها بغسيل الصحون، وترتيب المنزل، وتلميع الأثاث دون شفقة أو رحمة، كما أجبرتها أن تتنازل عن غرفتها الجميلة لبناتها القبيحات، وتنام هي في علية المنزل على سرير من القش المتسخ، بينما ابنتاها كانت تنعمان بالراحة والدلال.

فكانت هذه المرأة الشريرة تقدم من الطعام ما لذ وطاب لابنتيها، بينما إيلا تأكل من بقايا طعامهم، وتلبس من ملابسهم البالية من كثرة الاستخدام، حتى لم تكن تسمح لها بالراحة أو الجلوس بجانب المدفأة بعد كل هذه الأعمال الشاقة، ولكن إيلا كانت تتسلل خفية في الليل بعد نوم الجميع لتستلقي بجانب الموقد المنطفئ وتستمتع ببعضًا من حرارة الرماد الذي كان يدفئ عظامها الباردة والمتعبة.

وعندما كانت تستيقظ الفتيات المزعجات في الصباح يضحكون على سندريلا ويستهزؤون بها وينادونها (بسندر إيلا) وهم يقلبون على ظهورهم من الضحك، وكل هذا لأن الفتاة كان يمتلأ شعرها برماد المدفأة التي كانت تنام بجانبها طوال الليل، واسم (سندر) يعني (الرماد)، و(إيلا) هو اسمها الحقيقي، فأصبحن ينادونها بسندريلا أي الفتاة التي تلطخ شعرها وثيابها الرثة بالرماد، والتصق الاسم بها حتى ظن الجميع أنه اسمها الحقيقي، وبقيت سندريلا تحتمل ما تستطيع من التعب والعذاب على أمل أن تكون سعيدة يومًا ما.

قصة سندريلا ودعوة الأمير للحفل

ذات صباح، وبينما كانت سندريلا تنظف المنزل كالمعتاد، رن جرس الباب، وعندما فتحت سندريلا الباب، وجدت جندي من جنود الملك يحمل بيده بطاقات دعوة لحفل كبير يقيمه لابنه الأمير، ودعا جميع الفتيات الجميلات والمتميزات للمشاركة في هذا الحفل ليختار الأمير إحداهن زوجة له، وكانت الدعوة موجهة لكل الفتيات الموجودات في المنزل، أي أن سندريلا مدعوة أيضًا، ولكن هل ستسمح لها زوجة أبيها بحضور الحفل؟

علمت الزوجة الظالمة بالدعوة وفرحت هي وبناتها فرحًا شديدًا على أمل أن يقع اختيار الأمير على إحدى الفتاتين.

لم تجرؤ سندريلا أن تسأل زوجة أبيها ما إذا كانت ستسمح لها بحضور الحفل أم لا، وبدأت تتكلم مع أصدقائها الفئران داخل المطبخ وتسألهم: هل ستسمح لي زوجة أبي بحضور الحفل يا ترى؟ كم أنا متشوقة لأن أذهب وأشاهد ذاك الحفل الجميل كباقي فتيات المدينة، وما لبثت سندريلا الانتهاء من كلامها إلا وسمعت زوجة أبيها الكلام الذي كانت تتمتم به سندريلا مع الفئران.

ثم قالت لها بالطبع يا عزيزتي سندريلا سوف تذهبين معنا بالتأكيد، وعليك أن تقومي بتجهيز فستان جميل كي ترتدينه في الحفل، وأتمنى منك أيضًا أن تجهزي لي ولابنتاي أولًا فساتين جميلة تليق بهذا الحفل المهيب.

أسرعت سندريلا وهي تطير فرحًا إلى غرفتها، وأخرجت فستان والدتها القديم وقامت بإصلاحه وتنظيفه وكيه، وبعدها باشرت بتجهيز فساتين زوجة أبيها والفتاتين الحسودتين، وبدأت بتصفيف شعرهن وتجهيزهن لحضور الحفل، وركضت مسرعة لتلبس فستانها هي الأخرى، وهنا كانت صدمتها الكبرى.

تفاجأت سندريلا بفستانها الممزق والملوث برفث الطيور مرمي على الأرض، يا للهول كيف يمكن لتلك الفتات المسكينة أن تذهب للحفل بهذا الفستان الممزق المتسخ، وجميع الفتيات هناك يلبسن أجمل الثياب ليلفتن نظر الأمير ويعجب بإحداهن، فبكت سندريلا وعلا صوت بكائها لتصعد لها زوجة أبيها وتقول لها: هل كنت تظنين بالفعل أنني سوف اسمح لك بالذهاب معنا؟ يا لك من فتاة مغفلة، هيا اغسلي الأطباق ورتبي المنزل، وجهزي أسرة النوم لأننا سنعود من الحفلة متعبين ونريد أن ننام على الفور، ثم صعدن العربة وانطلقن يقصدن قصر الأمير تاركين سندريلا خلفهن وهي في حالة يرثى لها.

قصة سندريلا والساحرة الطيبة

ودعت سندريلا العربة بقلب تملؤه الحسرة والحزن، وظلت تلاحقها بعيناها الممتلئات بالدموع حتى توارت عن أنظارها، وبعدها بدأت تجهش بالبكاء، وفجأة حصل ما لم تتوقعه سندريلا على الإطلاق، فقد ظهرت أمامها بلمح البصر سيدة جميلة طيبة تناديها باسمها، بادئ الأمر تسلل الخوف إلى قلب سندريلا، ولكن سرعان ما تبدد خوفها عندما لاحظت ملامح وجه السيدة اللطيفة وصوتها الحنون الدافئ الذي كان يشبه صوت والدتها المتوفاة، ونظرت الساحرة الطيبة إلى سندريلا ومسحت على شعرها وقالت لها ما بك يا سندريلا.. لماذا تبكين؟؟؟؟

أجابتها سندريلا أبكي لأنني وحيدة منسية، أعيش فقط لأخدم زوجة أبي وبناتها القاسيتين، وأمسح وأنظف وأغسل الأطباق وأطهي الطعام لهن ولا يطعموني إلا بقاياه، ولا ألبس إلا من ملابسهم المستعملة البالية، فقالت لها الساحرة الطيبة وماذا بعد؟؟؟

أجابتها سندريلا: أشتاق لأمي كثيرًا، فقد ذهبت وتركتني وحيدة، لو كانت معي في هذا اليوم لما كنت هنا الآن وجميع فتيات المدينة تستمتعن بحفل الأمير الوسيم، ثم قالت الساحرة الطيبة وهل ترغبين حقًا بحضور حفل الأمير؟ لتجيبها سندريلا: آآه.. ياليت كان بإمكاني ذلك، فردت عليها الساحرة وقالت لها: لا تستائي يا عزيزتي أنا هنا الآن كي أساعدك، ولكن نفذي ما سوف أطلبه منك، اذهبي إلى الحديقة وأحضري لي حبة يقطين كبيرة واجمعي لي أربعة فئران وخمس سحليات، وعودي لي بهم على الفور.

هرعت سندريلا وأحضرت من الحديقة حبة اليقطين والسحليات الخمس، وطلبت من أصدقائها الفئران أن يَحضروا على الفور، وأتت بهم إلى الساحرة الطيبة، فأشارت الساحرة على حبة اليقطين بعصاها التي كانت تلمع كالماس لتتحول إلى عربة ذهبية جميلة، ثم أشارت بعصاها إلى الفئران الأربع فتحولوا جميعهم إلى جياد بلون الفضة، وجاء دور السحليات الخمس عندما أشارت عليهم الساحرة وإذا بهم يتحولوا إلى أربع جنود وسائق للعربة الذهبية التي سوف تقل سندريلا إلى حفل الأمير.

ربطوا الجنود الجياد الأربعة بالعربة واستعدوا للانطلاق، ذهلت سندريلا من هول ما رأته أمام أعينها ونظرت إلى ملابسها الرثة المهترئة بحسرة، وفي لمح البصر أشارت الساحرة الطيبة بعصاها على سندريلا لتتحول ثيابها إلى فستان أزرق جميل مرصع بالذهب والأحجار الكريمة، ويلتف عقد من الماس حول عنقها، وكسيت قدميها بحذاء زجاجي لم ترى منه عين قط.

قالت سندريلا في نفسها: “يا إلهي هذا مثل الحلم”، لترد عليها الساحرة: “هذا صحيح يا عزيزتي، هذا حلم ومثل كل الأحلام، لا يمكن أن يستمر طويلًا، فلديك وقت حتى الساعة 12 ليلًا، وبعد ذلك سيعود كل شيء إلى حالته الأولى، العربة تعود يقطينة، والجياد فئرانًا، والجنود والسائق سوف يتحولوا إلى سحليات، وتعود عليك ملابسك المتسخة وحذائك الممزق، لذا عليك أن تغادري القصر قبل حلول منتصف الليل وإياك أن تنسي ذلك. شكرت سندريلا الساحرة الطيبة وصعدت العربة منطلقة نحو قصر الأمير على جناح السرعة.

قصة سندريلا في حفل الأمير

عندما وصلت سندريلا بعربتها الذهبية إلى القصر تفاجأ بها كل من كان في الحفل، ابتداءً من حراس القصر وانتهاءً بزوجة أبيها وابنتاها، ولم يكن لأجد أن يتعرف عليها بتلك الملابس الجميلة، وعندما تقدمت في الدخول أكثر فأكثر حبس الجميع أنفاسهم لشدة جمال وأناقة تلك الفتاة التي لم يسبق لأحدٍ أن رآى بجمالها ورقتها، وأخدوا يسألون بعضهم البعض من هذه الفتاة الغريبة؟ ومن أين أتت؟

وعندما وقعت عينا الأمير على سندريلا فُتن بجمالها، وأعجب بها من النظرة الأولى، فقد أعارها اهتمام ملحوظ دون باقي الفتيات، ودعاها إلى تناول العشاء معه، وأخذ يبادلها أطراف الحديث وكأنه لا أحدًا سواها في قاعة الاحتفال، ومن ثم سألها هل ترغبين بالرقص معي؟ فقالت له سندريلا: بكل سرور.

رقص الأمير مع سندريلا طوال الليل، واتقضى الوقت دون أن يشعر أحدهم في ذلك، فقد كانت سندريلا سعيدة جدًا بالرقص مع الأمير لدرجة أنها كادت أن تنسى ما قالته لها الساحرة الطيبة، لو لا أن نظرت للساعة وأيقنت أن انتصاف الليل قد اقترب. ركضت سندريلا مسرعة وهي تبكي وتقول: أوه يا إلهي! يجب علي أن أذهب في الحال، ركضت مسرعة خارج القصر لتذهب إلى منزلها قبل أن يعود كل شيء إلى حاله وينكشف أمرها أمام الأمير وجميع الحضور.

وبينما كانت سندريلا تركض على عجل فَلِتت منها فردةً من حذائها الزجاجي ولكنها لم تستطيع أن تعود وتأخذه خوفًا من أن يفوتها الوقت أكثر من ذلك.

وأخذ الأمير يركض مسرعًا لاحقًا بها، تاركًا الحفل وراءه وعلى وجهه ألف علامة تعجب من موقف سندريلا الذي لم يفهمه. لم يستطيع الأمير اللحاق بسندريلا، فقد اختفت بلحظات مع عربتها الذهبية وحراسها الذين كانوا ينتظرونها في الخارج، ولم يبقى أثرٌ لسندريلا في القصر سوى حذائها الزجاجي الذي التقطه الأمير وعاد به إلى قصره حزينًا بائسًا.

قصة سندريلا وحذائها الزجاجي

وصلت سندريلا إلى منزلها في تمام الساعة الثانية عشرة، وعاد كل شيء على حاله السابق، عربتها الذهبية تحولت إلى حبة يقطين، والخيول الفضية إلى فئران، والجنود إلى سحليات، وثوبها الأزرق الجميل إلى خرق بالية، وبعد ذلك بوقت قصير وصلت زوجة أبيها وابنتيها إلى المنزل، وكانوا يتحدثون عن تلك الفتاة الجميلة التي كانت ترقص مع الأمير، فقد أُعجبن بها كثيرًا، وأخذن يخبرن سندريلا عن تلك الأميرة التي احتلت قلب الأمير الوسيم.

يا لحسرة ذاك الأمير الذي تعلق قلبه بتلك الفتاة الجميلة التي لم يعرف عنها شيء ولا حتى اسمها، كل ما يملك من أثر تلك الفتاة هي فردة حذائها الزجاجي الذي كانت ترتديه في الحفل، وبينما كان جالسًا يعيد النظر بفردة الحذاء والحزن والألم يستحوذان على قلبه، لمعت في رأسه فكرة ربما تكون هي السبيل الوحيد الذي سوف يرشده إلى حبيبته التي اختفت في غمضة عين.

نادى الأمير على الفور رئيس الحراس كي يرافقه في هذه المهمة، وطلب منه أن يطرق أبواب منازل المدينة بيتًا بيتًا، ويقول أن الأمير سوف يتزوج من تلك الفتاة التي تتناسب حجم قدمها مع هذا الحذاء الزجاجي. فأخذت جميع فتيات المدينة يحاولن جاهدات حشر أقدامهن في ذاك الحذاء ولكن كل محاولاتهن ضاعت سدىً، ولم يناسب قدم أيًا منهن، وطال الأمر على هذا الحال إلى أن وصلوا إلى بيت سندريلا.

هرعت الفتاتان تتسابقان من التي سوف ترتدي الحذاء الزجاجي قبل الأخرى طمعًا بالزواج من الأمير الوسيم ولكن لا جدوى من ذلك، فالحذاء لم يكن يتناسب مع أيًا منهما، وهنا خرجت سندريلا وقالت: أريد أن أقيس ذلك الحذاء يا سيدي إذا سمحت لي. فضحكت الفتاتان وسخرتا من سندريلا، وطلبت منها زوجة أبيها أن تصعد إلى العلية في الحال، ولكن رئيس الحرس عارض ذلك وطلب من سندريلا أن تأتي وتقيس الحذاء الزجاجي، لأن الملك أمر بأن جميع فتيات المدينة يمتلكن الحق في أن يقسن هذا الحذاء دون استثناء أحد.

أدخلت سندريلا قدمها في الحذاء بسهولة بالغة، دون أن تجبر قدمها على ذلك، فصُدمت الأم الشريرية وبناتها مما شاهدوه بأم أعينهم وخاصة عندما أخرجت سندريلا من جيبها فردة الحذاء الثانية. فرح رئيس الحراس لما حصل معه وركض مسرعًا وهو ينادي للأمير ويقول: لقد وجدتها يا سيدي… لقد وجدتهااااا.

نهاية قصة سندريلا

دخل الأمير على الفور إلى منزل سندريلا ليراها بأبهى حلة، ولكن كيف ذلك يا ترى؟ لقد حضرت تلك الساحرة الطيبة التي لم يكن لأحدٍ أن يراها سوى سندريلا لتلوّح بعصاها السحرية وتحول ملابسها البالية والمهترئة إلى ملابس تليق بها وبلقائها مع الأمير، تمامًا كالملابس التي ذهبت بهم إلى الحفل.

انحنت زوجة الأب الشريرة والفتاتان اللئيمتان أمام أقدام سندريلا ليطلبن منها السماح على كل ما فات، فقالت لهم سندريلا: لا بأس عليكم هيا أنهضوا، فأنا لا أحمل في قلبي حقدًا أبدًا، وتلك كانت وصية أمي وسأبقى أنفذها ما حييت، وبعدها طلب الأمير من سندريلا أن تذهب معه إلى القصر ليقوموا بتحضيرات الزفاف.

انطلقت العربة بهم والفرحة والسعادة تملأ قلبهما الطيب الصادق. وبعد أيام قليلة تزوج الأمير الوسيم من سندريلا وأقام لهم الملك حفل زفاف لم يقم مثله من قبل، وحققت سندريلا حلمها المنتظر بعد أن ذاقت المر بشتى أشكاله، لتنعم في حياة تملؤها السعادة الهناء مع أميرها الذي أحبته. وكان أول المدعوات لحفل الزفاف تلك الفتاتان ووالدتهن، فلبّوا الدعوة وقدموا تهانيهن الحارة للعروسين، وطلبت منهن سندريلا أن يأتين ويعيشن معها في القصر، فلبوا لها رغبتها بكل سرور، وبعد فترة قصيرة وقعن الفتاتان بالحب، وتزوجتا وعاشت كل منهن حياتها في سعادة وهناء.

هل هناك نهاية مختلفة لقصة سندريلا؟

هناك اختلاف بسيط في تفاصيل قصة سندريلا بين النسخ المختلفة حول العالم، وذلك باختلاف الحضارات والثقافات بين البلدان، ولكن جميعها تنتهي بنهاية سعيدة دون أي مأساة، إلا نسخة واحدة منها، وهي النسخة التي كتبها الأخوان غريم الألمانيان اللذان اشتهرا بكتابة قصص الأطفال من الأدب العالمي والشعبي.

لكن شركة والت ديزني التي أنتجت فيلم سندريلا للمخرج العالمي كينيث برناه، لم تذكر التفاصيل بحذافيرنا كما كتبها الأخوان غريم لأنه لو تُركت القصة مثل ما هي لكان فيلم سندريلا أول فيلم للأطفال ذو نهاية مرعبة وقاسية، وذلك من وجهة نظر ديزني، فكما ذكرنا لكم أن في نهاية القصة تتصالح سندريلا مع الفتاتان اللتان أذاقوها العذاب والألم، وعفت عنهم وسمحت لهم بأن يعشن معها في القصر وتزوجت كلٌ منهن وعاشت حياة سعيدة وهانئة، ولكن نسخة الأخوان غريم ليست سعيدة بتلك الدرجة التي صورها لنا الفيلم، فما الذي حدث في نسخة غريم يا ترى؟

عندما حاولت الفتاتان أن يرتديان الحذاء ولم يفلحن في ذلك أجبرت الأم القاسية أحد بناتها بتقطيع أصابع قدمها، وأجبرت الأخرى بقطع جزء من كعب قدمها عسى أن يتطابق الحذاء مع قدم إحداهن، ولم ينجحن في ذلك، (يا له من مشهد مرعبًا حقًا)…

وفي ليلة زفاف سندريلا بينما كانت تركب العربة تنقض الطيور التي كانت تشهد الظلم التي لاقته سندريلا من الفتاتان وأمهن لتفقأ أعينهن ويصابوا بالعمى ولن يرين النور بعد ذلك مرة أخرى، ويأخذهم الأمير مرغمات إلى قصره ليقمن على خدمة سندريلا مدى الحياة. وكانت هذه الأحداث من وجهة نظر الأخوان غريم أنه هذا العقاب الذي تستحقه زوجة الأب الشريرة وابنتاها القاسيتين جراء ما اقترفن من الشر والحسد.

‏هل اسم سندريلا في هذه القصة هو اسمها الحقيقي؟

اسم سندريلا الحقيقي هو إيّلا Ella، ولكن بنات زوجة أبيها أطلقن عليها اسم سندريلا، أي فتاة الرماد، فكلمة سندريلا في الحقيقة هي تركيب لكلمتين، cinder وتعني الرماد، وإيلا الذي هو اسمها الحقيقي لتصبح Cinderella. ومع مرور الوقت التصق فيها الاسم حتى ظن الجميع أنه اسمها الحقيقي.

هل قصة سندريلا حقيقة أم خيال؟

تعتبر قصة سندريلا قصة حقيقية دارت أحداثها في مصر القديمة، وتحديدًا في القرن السادس ما قبل الميلاد (620-560 ق.م)، لفتاة إغريقية مصرية تدعى (رودوبيس) التي هبط نسر ضخم على حديقة منزلها واختطف خفها الوردي ليطير به عاليًا، وشاءت الصدفة أن يسقط خف تلك الفتاة من فم النسر ليقع في حضن فرعون يدعى (أماسيس)، فأمر بإحضار صاحبة الخف إلى قصره لتكون عروسة له، وبعد ما عثروا جنوده على رودوبيس فتن أماسيس بجمالها وتزوجها وعاشوا معًا حياة سعيدة.

فقد ذكر هذه القصة مؤرخ إغريقي في موسوعته وكان يدعى (سترابون)، كما ذكرها أيضًا بكتاباته مؤرّخ آخر يدعى (إيليان)، ولكن أول من روى قصة (رودوبيس) هو المؤرخ الإغريقي (هيرودوتس) نقلًا عن لسان (إيسوب)، الذي كان صديق رودوبيس المقرب، والشهير بتأليف الحكايات والأساطير.

من قام بتدوين قصة سندريلا؟

لقد كانت إيطاليا هي أول بلد دونت قصة سندريلا على الورق رغم وجودها منذ عصر المصريين القدماء، وذلك عن طريق الكاتب الإيطالي، جيامباتيستا باسيل، عام 1634، وهناك أيضًا نسخة صينية كتبت في عام 860 ميلادي، وتسمى (ين تزان).

ثم قام الكاتب والشاعر الفرنسي شارل بيرو بوضع بعض الإضافات على القصة لتكون حجر الأساس للرواية الحديثة التي نعرفها جميعًا كالحذاء الزجاجي والساحرة الطيبة. كما كتبها أيضًا أخوان ألمانيان يدعوان الأخوان غريم.

ماذا تعلمت من قصة سندريلا؟

  • تعلمت من قصة سندريلا أن الإنسان يجب أن يتحلى بالصبر، وأن يكون على يقين دائم بأن الظلم مهما طال وقويت شوكته لا بد أن ينتهي، وحتمًا الله سوف يكافئ المظلوم ويعوضه جزاء صبره وتحمله.
  • وتعلمت أيضًا أن أسامح وأعفو وأغفر للأشخاص الذين تسببوا بأذيتي يومًا ما، ولا أعاملهم بالمثل، والله سوف ينصرني على مز ظلمني ويعوضني خيرًا إن شاء الله.

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله