قصة بائعة الكبريت The Little Match Girl – الفتاة التي أنقذها الموت

ولدت من مخيلة الكاتب، ونهضت من بين أوراقه لتجوب العالم بأسره، وتموت في كل بقعة من بقاع الأرض إلى يومنا هذا. نعم.. هي قصة بائعة الكبريت التي مثَّلت آلاف الأطفال الذين قَضَوا نَحبَهم في وسطٍ انعدمت فيه الإنسانية، وجفت مشاعر الرحمة والعطف في قلوب البشر.

قصة بائعة الكبريت هي إحدى القصص الخيالية التي كتبها المؤلف الدنماركي (هانز كريستيان أندرسن)، ونشرت عام 1845، ثم اقتبستها الكثير من شركات انتاج الرسوم المتحركة في أفلامها، ولاقت استحسانًا كبيرًا من جميع فئات المجتمع، لأنها حركت شعور التعاطف مع طفلة يتيمة غرقت بأحزانها ومعاناتها، لتموت في الشارع تحت وطئت الجوع والبرد. فإذا أكملت معنا القراءة وتأججت بداخلك مشاعر التعاطف مع بطلة القصة، لا تتوانى عن مساعدة بائعة الكبريت التي تصادفها في طريقك كل يوم وفي كل مكان.

قصة بائعة الكبريت

بداية قصة بائعة الكبريت

بداية قصة بائعة الكبريت

كبريت… كبريت… لدي أعواد ثقاب جيدة ورخيصة للبيع… من يشتري مني أعواد الثقاب…

هكذا كانت تنادي فتاة صغيرة بصوتها المرتجف في ليلة مثلجة من ليالي الشتاء القارس، كانت ليلة عيد رأس السنة، والجميع يهرول بسرعة وهم محملون بالهدايا قاصدين دفء منازلهم، ليلوذوا باحتفال مميز، ولا أحدًا من المارة يهتم لبائعة الكبريت المسكينة التي تتجول وسط الرياح المدوية، يغزوها البرد والجوع، ويكسو شعرها الأشقر العاري رقاقات الثلج الباردة، وقدماها الصغيرتان اللتان تكاد أن تتجمد من صقيع الثلج المتسلل من حذائها الممزق، محاولة بيع أعواد الكبريت من أجل جلب المال لزوج أمها القاسي، الذي لا يعرف قلبه الرحمة، فهو يعاملها بشراسة وقسوة، ويبرحها ضربًا إن عادت إلى المنزل ولديها عود ثقاب واحد دون أن تبيعه.

بدأ الثلج يتساقط أكثر فأكثر، وغدت الشوارع الباردة تخلو من المارة، وبينما كانت بائعة الكبريت تتابع سيرها في تلك المدينة القاسية، لمحت امرأة من مسافة بعيدة، هرعت نحوها متوسلة، وقالت لها: أرجوك يا سيدتي اشتري مني أعواد الثقاب، ألا تريدين كبريت لإشعال مدفأتك؟ فقالت لها المرأة في تعالي واشمئزاز: اغربي عن وجهي أيتها الفتاة المتسولة، لدي الكثير منها في المنزل.

تسلل اليأس والحزن إلى قلب بائعة الكبريت المسكينة، وأكملت طريقها باكية من شدة البرد الذي يجتاح عظامها، والجوع الذي غزا معدتها الخاوية، ولم تعد ترى أحدًا في المدينة سوى أشخاص يستمتعون برؤية تساقط الثلج من خلف زجاج نوافذهم المتعرق دفئًا، وهنا بدأت تقول في نفسها: يا إلهي لم أرى أحدًا في هذا المكان، فالجو باردًا جدًا، يا إلهي ماذا أفعل، لم أستطع بيع حزمة واحدة من الكبريت، ولن أستطيع العودة إلى المنزل وهي معي، وبينما كانت تكمل سيرها راجيةً أن تُباع علب الكبريت التي معها، يصادفها رجل طيب ويقول لها: أعطني حزمة كبريت من فضلك يا صغيرتي، ووضع في يدها الكثير من المال، فقالت له بائعة الكبريت:

هذا كثير يا سيدي أنا بائعة كبريت ولست متسولة، ولا أستطيع أن آخذ أكثر من ثمن حزمة واحدة كما طلبت. فقال لها الرجل الطيب: ومن قال لك أنني لا أريد أن أشتري جميع أعواد الكبريت بهذه النقود يا صغيرتي، سوف آخذها كلها كي تذهبي إلى منزلك ولا تبيعي أعواد الكبريت في مثل هذا الجو البارد. فقالت له: تفضل يا سيدي هي لك. فقال لها حسنًا.. اشتريتها منك وسوف أهديها لك كي تبيعيها غدًا في صحوة النهار. شكرت بائعة الكبريت ذلك الرجل الطيب، وذهبت مسرعة إلى منزلها وهي متأكدة تمامًا بأن زوج والدتها لن يضربها حين تعطيه النقود، وسيسمح لها بأن تأكل بعضًا من الطعام، وتهنأ بقليل من الدفيء بعد تلك الليلة الباردة، ولكن هل سيحدث ما توقعته بائعة الكبريت بالفعل؟ وكيف ستكون ردة فعل ذلك الرجل القاسي عندما يرى أعواد الثقاب معها؟؟

قصة بائعة الكبريت (عودتها إلى المنزل)

قصة بائعة الكبريت (عودتها إلى المنزل)

بعد أن شكرت بائعة الكبريت ذلك الرجل الطيب، وصلت إلى المنزل، سعيدة فرحة بما أنجزت ليستقبلها وجهٌ غاضب، عابس، مقزز، وكأنه الجحيم بعينه، فقالت له الفتاة المسكينة: تفضل يا سيدي النقود، لقد اشترى مني رجل طيب أعواد الثقاب كلها، ثم أهداني إياهم من جديد لأبيعها لك في صباح الغد.

صرخ ذاك الرجل الثمل في وجه الفتاة المسكينة وقال لها: لماذا لم تبيعي أعواد الكبريت أيتها الفتاة الغبية، هاااا؟ فأجابته بكلمات تتلعثم بالبكاء: الجود باردٌ جدًا في الخارج وأكاد ألا أشعر بقدميَ من شدة الصقيع فحذائي مهترأ، وتتسلل لداخله المياه الباردة، فأجابها: وهل على أن أشتري لك حذاء جديدٌ أيضًا؟ ألا يكفي أنني أطعمك وأستضيفك في منزلي؟ هيا، خذي هذا الحذاء، إنه حذاء والدتك، ارتديه وعودي إلى الشارع لتبيعي لي أعواد الثقاب كلها، وإياك ثم إياك أن ترجعي ومعك عود ثقاب واحد.

فقالت له: أرجوك يا سيدي، اسمح لي أن أبقى الليلة في المنزل، وسأبيعها لك منذ الصباح الباكر، إني جائعة ومتعبة ويكاد البرد أن يسلب عافيتي. حمل ذلك الرجل الشرس بائعة الكبريت من ثوبها المبلل ورماها خارج المنزل وأغلق الباب، أخذت الفتاة المسكينة تطرق وتطرق باب المنزل وتنادي زوج أمها متوسلة له حتى بح صوتها من كثرة البكاء، فصرخ بها من الداخل، وأمرها أن تغرب عن وجهه بصوت حاد جعل الخوف يسري في أنحاء جسدها ويزيد من حدة ارتعاشها.

مشت بائعة الكبريت من جديد، وهي تتعثر بحذاء أمها الذي كان كبيرًا جدًا على قدميها الصغيرتين، والبرد والصقيع يغزوان وجنتيها الرقيقتين، وعادت للمناداة: كبريت.. لدي كبريت للبيع.. اشتروا مني أعواد الكبريت أرجوكم أيها السادة.. لدي أعواد ثقاب لتوقدوا مدافئكم… لكن للأسف لم يلتفت أحدًا إلى تلك الفتاة المسكينة، فقد خلت الشوارع تمامًا من المارة، واكتظت بروائح الطعام اللذيذة، وصوت ضحكات الأطفال وهم يشاهدون الثلج من نوافذ منازلهم العامرة بالدفيء والأمان، كان تساقط الثلج مبهجًا جدًا عشية عيد الميلاد لجميع الأطفال ما عدا هذه الفتاة الحزينة البائسة.

وخلال سيرها في تلك الشوارع الباردة رأت بائعة الكبريت عربة تجرها الأحصنة متجهة نحوها بسرعة فائقة، فراحت الفتاة تركض وتقطع الشارع مسرعة خوفًا من أن تصدمها تلك العربة، وبينما كانت تجري سقطت من قدمها فردة حذاء أمها الذي كانت ترتديه، بحثت عن الحذاء في الجانب الآخر من الشارع لتجده بيد صبي مشاكس، فقالت له بترجي: أرجوك أعيد لي فردة حذائي، فأنا لا أمتلك غيره، ولكن الفتى أبى أن يعطيها إياه، وركض ضاحكًا وهو يقول لها: لن أعطيك فردة الحذاء، لأنني سوف أستخدمها كمهد لطفلي الصغير ذات يوم وهرب مسرعًا.

وهكذا أكملت بائعة الكبريت سيرها في شوارع المدينة بقدميها الحافيتين، والثلج يزداد تساقطًا، والبرد والجوع ينهكان قواها، آملةً أن يحزن عليها أحد ما، ويشتري منها أعواد الكبريت، وعادت لمناداتها بصوت منخفض، وشفتان ترتجفان، فقد كان صوت اصطكاك أسنانها يعلو على صوتها الحزين البائس، ولكن قوة تحملها لم تدم طويلًا، وأخذت تبكي بحرقة وتقول لنفسها: يا إلهي.. أعواد الكبريت على حالها، وأنا لم أعد قادرة على التحمل أكثر، فالبرد القارس والجوع يكادان أن يقضيا علي، يا الله ماذا أفعل؟؟ ساعدني يا إلهي. يا لبؤس تلك الفتاة المسكينة، فقد غزاها التعب والجوع واليأس، ماذا عساها أن تفعل يا ترى؟ هل ستكمل سيرها لتبيع أعواد الكبريت… أم ستعود أدراجها إلى المنزل؟

قصة بائعة الكبريت (أمنياتها وهذيانها)

نهاية قصة بائعة الكبريت (تحقق الأمنيات)

بالرغم مما لاقته بائعة الكبريت المسكينة من صعاب خلال تجوالها، إلا أنها لم تجرؤ على العودة إلى المنزل ما لم تبع أيًا من أعواد الثقاب، ولم تعد قادرة أيضًا على جر أقدامها المتجمدتين خطوة واحدة، فقد التهم البرد القارس أطرافها المرتعشة وأصابهما بزرقةٍ واحمرار، لذا قررت أن تستريح قليلًا ثم تعاود المسير، فوجدت زاوية بين منزلَين، تقدَّم أحدهما عن الآخر، كي تحاول أن تقي نفسها من الرياح العاتية والبرد الشديد، وبينما كانت تدفئ يديها الصغيرتين بحرارة أنفاسها أخذت تتمتم بصوتها المرتجف: لا بأس إن أشعلت عود ثقاب واحد، فإنه سيدفئني قليلًا، ولن يضر زوج أمي في شيء.

سحبت بائعة الكبريت عود ثقاب وحكته بالحائط، وأخذ يتوهج وكأنه شمعة صغيرة أنارت المدينة بأكملها، فأحاطت الفتاة توهج الشمعة بكفيها الصغيرتين لتشعر بالدفيء، وسرعان ما بدا لها وكأنها تجلس بجانب مدفأة نحاس حديدية متأججة بنيران تبعث الدفء في المكان كله، حتى أن الفتاة مدت قدميها لتشعر بالراحة وبحرارة تلك المدفأة التي سرعان ما اختفت عندما انطفأت الشعلة، ولم يبق في يدها سوى بقايا عود الثقاب المحترق.

ثم سحبت عود ثقاب آخر وحكته بالحائط، فأضاءت أمامها شعلة متوهجة، وحيث سقط نور الشعلة على الحائط خُيِّل للفتاة مائدة مغطاة بقطعة قماش بيضاء كبياض الثلج، وعليها أطباق من الفضة ممتلئة بما لذ وطاب من الأطعمة الشهية، ورائحة البخار الزكية الذي يتصاعد من طبق الإوزة المشوية انتشرت في أرجاء المكان، والأروع من كل هذا وذاك أن الإوزة قفزت من الطبق على الأرض وفي صدرها سكينة وشوكة متجهة نحو الفتاة الصغيرة، ولكن ما لبث إلا وانطفأ ضوء الشعلة واختفت المائدة ولم يبق أمامها سوى حائطًا اسمنتيًا باردًا  تأكله الرطوبة.

ثم أشعلت عود ثقاب ثالث، وما إن أضاءت الشعلة أخذتها مخيلتها، نحو شجرة عيد ميلاد كبيرة مليئة بالهدايا والألعاب، ومئات الشموع التي تحترق على أغصانها الخضراء، ضحكت الفتاة بفرحة عارمة، وحلقت عاليًا بصحبة بابا نويل وشخصيات كرتونية تحبها، لكن سرعان ما انتشل البرد القارس تلك الشجرة الجميلة، وانطفأ عود الكبريت طارحًا الفتاة أرضًا من علو أحلامها التي لن تتحقق.

بدأ العام الجديد، وبدأت الألعاب النارية تشتعل وكأنها نجوم في السماء، ثم رأت الفتاة نجمًا يسقط من السماء تاركًا وراءه خطًا مشرقًا من اللهب. فقالت بائعة الكبريت: يا إلهي هناك شخص ما يحتضر، فقد قالت لي جدتي الحبيبة ذات يوم: عندما ترين يا صغيرتي نجمًا يسقط من السماء، فإن أحدهم سوف يفارق الحياة وتصعد روحه عاليًا، آآآه يا جدتي العزيزة كم أنا مشتاقة لك، وكم أتمنى أراك عندما أشعل عود الثقاب كما رأيت المدفأة ومائدة الطعام وشجرة العيد.

فهل ستتحقق أمنية بائعة الكبريت وتشاهد جدتها يا ترى؟

نهاية قصة بائعة الكبريت (تحقق الأمنيات)

قصة بائعة الكبريت (أمنياتها وهذيانها)

بعد أن تمنت بائعة الكبريت رؤية جدتها، سارعت وأشعلت عود ثقاب آخر، راجية من الله أن ترى جدتها الحنونة، التي طالما كانت تعاملها برقة وعطف، وما أن سطع ضوء الشعلة، لاحت أمامها صورة جدتها العجوز من وسط الأضواء تشع نورًا وبريقًا، وما إن رأت الفتاة جدتها صاحت بعلو صوتها: جدتي… جدتي خذيني معك يا جدتي أرجوك، أرجوك أن تأخذيني قبل أن تختفي كما اختفت المدفأة الحديدية، ومائدة الطعام اللذيذ، وشجرة عيد الميلاد الجميلة.

وكي لا تختفي جدتها سارعت الفتاة بإشعال حزمة كاملة من أعواد الكبريت كي تدوم رؤيتها لجدتها وقت أطول، فاشتعلت أعواد الثقاب في لهيب شديد الوهج كما لو أنه نور الشمس، فاقتربت الجدة الحنون من الفتاة الصغيرة فاتحة لها ذراعيها كما كانت تفعل في الماضي، ثم ضمتها إلى صدرها وطارتا سويًا إلى السماء، بعيدًا كل البعد عن الأرض، وانطفأت بعد ذلك أعواد الكبريت وعم الظلام في المكان.

وفي صباح أول يوم من السنة الجديدة رأى الناس جثة الفتاة الصغيرة بوجنتيها الشاحبتين وابتسامتها الجميلة متكأة على الحائط، وبيدها أعواد الثقاب المحترقة، فقال البعض متأسفين على وفاتها: يا لهذه الفتاة المسكينة لقد حاولت تدفئة نفسها بأعواد الثقاب ولكنها ماتت متجمدة في آخر يوم من السنة. لن يستطع أحدًا منهم أن يتخيل الأشياء الجميلة التي رأتها بائعة الكبريت قبل أن تموت، ولا أي مجد وصلت له، لقد كانت نهاية سعيدة بالنسبة لها، فقد صعدت إلى السماء مع جدتها التي تحب، لتعيش حياة سعيدة تاركةً وراءها الكبريت، والحزن، والجوع، والبرد.

أشهر الأفلام التي دارت حول قصة بائعة الكبريت

اقتبست الكثير من شركات انتاج الرسوم المتحركة في أفلامها قصة بائعة الكبريت ومن تلك الأفلام، قصص عالمية، في جعبتي حكاية، وفيلم كامل بعنوان بائعة الكبريت، وربما أشهرها فيلم بائعة الكبريت من سلسلة حكايات ما أحلاها، يمكنك مشاهدته كاملًا من خلال هذا الفيديو.

https://www.youtube.com/watch?v=0n6sq9v6zT8

أسئلة وأجوبة حول قصة بائعة الكبريت

من كتب قصة بائعة الكبريت؟

الشاعر والمؤلف الدنماركي (هانز كريستيان أندرسن) هو الذي كتب قصة بائعة الكبريت عام 1845، ولد أندرسن في 2 أبريل عام 1805، كتب أندرسن في مختلف حقول الأدب كالرواية، والنص المسرحي، والشعر، غير أن موهبته تجلت أكثر في مجال الحكايات الخرافية التي برع في كتابتها ليحتل مكانة بارزة في هذا المجال على مستوى العالم، تمامًا مثل القصص الخيالية الألمانية التي كتبها الأخوان جريم في القرن التاسع عشر.

ومن كتابات أندرسن المميزة، قصة بائعة الكبريت، وحورية البحر، وعقلة الإصبع، لذا اختير يوم ميلاده ليكون اليوم العالمي لقصص الأطفال، وفي عام 1845، بدأت ترجمة حكاياته وقصصه القصيرة إلى اللغة الإنجليزية لجذب انتباه الجماهير من خارج البلاد، وترجمت بعد ذلك إلى أكثر من 150 لغة. توفي أندرسن في عام 1872، إثر إصارته بسرطان الكبد، ودفن في كوبنهاغن. وبعدها كرمته الحكومة الدنماركية بإنشاء تمثال له كونها كانت تعتبره كنزها الوطني.

هل هناك نهاية مختلفة لقصة بائعة الكبريت؟

في الحقيقة.. عقب انتشار قصة بائعة الكبريت عام 1845، لاقت نقد لاذع من بعض النقاد رغم انتشارها بشتى الوسائل الإعلامية، وتحويلها إلى أفلام من الرسوم المتحركة، وذلك لأنها ختمت بنهاية حزينة ومأساوية، وخيبت أمل القارئ بالنهاية السعيدة التي كان ينتظرها.

لذا قام بعض النقاد بتغيير النهاية بعد أكثر من مئة عام على نشرها، وذلك بإنقاذ بائعة الكبريت الفقيرة من البرد عبر أسرة كريمة تبنتها وقامت على رعايتها وتنشئتها، حيث تمتعت بائعة الكبريت بالطعام الجيد، والملابس الدافئة الفاخرة والمسكن المريح، بينما في القصة الحقيقية ماتت فيها البطلة من البرد والجوع.

لماذا اختار الكاتب نهاية مأساوية لقصة بائعة الكبريت؟

 اعتبر كاتب القصة هانز أندرسن أن موت بائعة الكبريت هو النهاية السعيدة للفتاة لأنها ستلتقي بجدتها وتحصل على الدفء الذي طالما حلمت به، فجعلها تذهب إلى جدتها الراحلة حتى لا تعاني من الفقر والجوع مرة أخرى..

هل قصة بائعة الكبريت حقيقية أم خيالية؟

تعتبر قصة بائعة الكبريت قصة خيالية لا تستند إلى أحداث حقيقية، وإنما استوحا الكاتب القصة من خلال ما شاهد ورأى خلال الفترة الزمنية التي عاش فيها، حيث أن بائعة الكبريت تمثل جميع الأطفال الذين تم إهمالهم وتعنيفهم.

كان الأطفال يُستخدمون بشكل شائع منذ صغرهم، ولم يكن لديهم من يعتني بحقوقهم وبآمالهم وأحلامهم، فكان من الشائع في تلك الفترة من الزمن أن يموت أطفال الطبقة الدنيا جوعًا أو حتى بردًا، أو أن يُقتلوا على أيدي معذبيهم، ونهاية بائعة الكبريت ليست حالة نادرة أو مميزة، إنها واحدة فقط من بين آلاف الأطفال الذين ماتوا بسبب إهمال المجتمع.

ماذا تعلمت من قصة بائعة الكبريت؟

قصة بائعة الكبريت تحثنا على ضرورة التحلي بالقيم الإنسانية والاجتماعية، كالتعاون والتضامن بين أفراد المجتمع، ولا سيما الأطفال الفقراء والأيتام والتعامل معهم بكل رفق ولين، وأن نحنو عيهم ونساندهم لنعوضهم الحنان والأمان الذي يفتقدونه.

المزيد من قصص الأطفال:

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله