قصة إبراهيم عليه السلام للأطفال – وكيف نجّاه الله من النار

إبراهيم عليه السلام لقب بأبو الأنبياء لأن معظم نسله (ذريته) كانوا أنبياء ومن بينهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وهو خليل الرحمن، ولم يتخذ هذه الصفة إلا سيدنا محمد وإبراهيم عليهما السلام، وذلك لامتيازهم وتفضيلهم على سائر الأنبياء والرسل.

سنتعرف على قصته عندما ألقي في النار وكيف نجاه الله من حرها. ونتعلم فن تعامله مع الآخرين حتى ولو كانوا كفارًا، سنتعلم منه بعض من صفاته الرائعة وأخلاقه الحميدة، سنتعلم منه أيضًا سرعة البديهة وجرأته وشجاعته ضد أعداء الدين، رغم صغر سنه!

قصة إبراهيم عليه السلام مع قومه

قصة إبراهيم عليه السلام مع قومه

كان إبراهيم عليه السلام يعيش في العراق ببابل، فجعله الله  نبيًا وأرسله إلى قومه ليهديهم إلى عبادة الله الواحد، وكان قومه آنذاك يعبدون الأصنام ويسجدون لها، وقبل أن يكون نبيًا كان منذ صغره فطنًا، بقوله تعالى: ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين).

وكان يتفكر في خلق السموات والأرض ويتعجب من قوم يعبدون حجارة لا تضر ولا تنفع. فقال لهم بكل جرأة وشجاعة في سورة الأنبياء ( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون) أي دائمون على عبادتها، فكان جوابهم (قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين).

فهم إذًا مثل آبائهم من قبلهم لا يُعملون عقولهم ويفعلون مثل ما فعلوا حتى ولو كان آباؤهم على خطأ. فكان رد إبراهيم عليه السلام قويًا ( لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين). أي كل ما تفعلوه أنتم وآباؤكم على باطل والطريق الذي تسلكوه خاطئ.

لم يخف ولم يهمه ردة فعلهم فلربما قتلوه أو آذوه. استغرب منه قومه وقالوا هذه أول مرة نسمع بهذا الكلام هل تسخر منا! ( قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين). فرد عليهم بقوله أنّ الله هو الخالق ولا سواه يُعبد، ( قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين).

ثم أقسم الخليل أنه سيحطم أصنامهم عندما يذهبون إلى عيدهم، فقد كان لديهم طقوس وأعياد يذهبون إليها. واستغل الوقت وذهب إلى معبد الأصنام وحطمها جميعًا إلا صنمًا كبيرًا علق الفأس بيده. يالَجرأته وشجاعته لم يخش أحدًا ولم يهتم لما سيحدث له بعد هذه الفعلة!

حوار إبراهيم عليه السلام مع قومه

فلما عادوا وجدوا أصنامهم محطمة، انصدموا من هول ما رأوه وقالوا من يجرؤ على فعل هذا! ثم تذكروا الحوار الذي دار بينهم وبين إبراهيم عليه السلام وكيف سخر من أصنامهم فقال بعضهم (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم). فعندما أتوا به وسألوه رغم صغره…

فكان رده سريعًا ورائعًا (بل فعله كبيرهم هذا فسألوه إن كانوا ينطقون). أراد منهم أن يستخدموا عقولهم بدلًا من التقليد الأعمى الذي هم عليه. فكان ردهم المتوقع الاعتراف بأن هذه أصنام لا تنطق كيف لنا أن نسألها! انظروا إلى سفاهة عقولهم.

وهنا كان الرد القوي من سيدنا إبراهيم عليه السلام ( أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئًا ولا يضركم* أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون).  أي حان الوقت لتُعملوا عقولكم وتعترفوا بخطأكم!

لكن للأسف رغم الأدلة والبراهين الواضحة التي أراها لهم وبينها أصروا على عنادهم وازدادوا حقدًا عليه وأرادوا الانتقام لأصنامهم لأنهم أفحموا بالإجابة ولم يستطيعوا الاعتراف بأنه على حق. فقال نفر منهم (حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين). ما هذا القلب القاسي! يردون أن يحرقوه في النار لمجرد تهديمه لحجارة لا تضر ولا تنفع!

يريدون أن يحرقوه لأنه أظهر الحق وبين لهم الباطل الذي هم عليه. فأشعلوا نارًا عظيمة، ثم جاؤوا بإبراهيم مقيدًا بالحبال، ووضعوه بالمنجنيق ثم قذفوه في النار، فقال إبراهيم: حسبي الله ونعم الوكيل.

وجاء الأمر الإلهي والمعجزة العظيمة التي أنقذت إبراهيم عليه السلام من شرورهم، لصدقه مع الله وثقته به فأراد الله أن ينصره هو وحده دون تدخل الملائكة. أمر الله عزوجل النار أن تكون  بردًا وسلامًا عليه، أي لا تحرقه ولا تؤذيه ببردها وإنما يخرج منها سالمًا معافى. ( قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم). ولم تحرق النار سوى وثاقه أي القيود التي كبلوه بها.

سبحان الله العظيم! (إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون). فكادهم الله جميعًا ونجا إبراهيم عليه السلام من النار. وغلبوا هنالك صاغرين مذهولين مما حدث. (وأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأخسرين).

كيف نجا الله إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار. يمكنك متابعة الفيديو…

العبر والعظات المستفادة من قصة إبراهيم عليه السلام للأطفال

  • أن نكون على يقين بأن الله معنا وأنه يحبنا لأننا نعبده وحده ولا نشرك به أحدًا، وسينصرنا ما دمنا نعبده ونحبه سبحانه وتعالى، ولو بعد حين.
  • أن نتذكر أن النبي إبراهيم عليه السلام رغم صغر سنه إلا أنه لم يخش أحدًا غير الله، ولم يكن عمره (سنه) حاجزًا عن الدعوة إلى الله. فكلنا مكلفون بالدعوة إلى الله حتى ولو كنا صغارًا.
  • أن نتعلم كيف نتكلم مع الآخرين بطريقة مؤدبة وقائمة على العلم والدليل الواضح وإعمال العقل.
  • قبل كل شيء علينا الإكثار من التقرب إلى الله بالعبادات وحب العلم والتعلم كي نرتقي إلى ما هو أسمى، وهو حب الله لنا.
  • ·التدبر في آيات الله، والتفكر في خلق السموات والأرض.
  • أن نتعلم من معجزة إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار، الثقة واليقين بالله قبل كل شيء، فلولا يقين إبراهيم عليه السلام بأن الله سينصره لما نجح بالاختبار.
  • أن نتوكل على الله في كل شيء فهو الواحد الأحد الذي ينجينا ويسعدنا ويوفقنا ولا أحد سواه قادر على ذلك.
  • أن نكثر من قول حسبي الله ونعم الوكيل كما قال إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار، كي يحمينا الله من كل أذى ومن كل شر.

سنعد أنفسنا جميعًا سواءً كنا صغارًا أم كبارًا أن نقتدي بإبراهيم عليه والسلام وخاتم الأنبياء حبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير الأولين والآخرين، وأن نمشي على خطاهم.

فهي ليست مجرد قصة للتسلية وإنما معلومات قيمة لشخصية عظيمة خلدها التاريخ لتكون عبرة ودرس مستفاد لنا جميعًا آملين من الرحمن أن يجمعنا معهم في أعلى العليين.

إليك قصة سيدنا إبراهيم كاملة: قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام … أبو الأنبياء وخليل الرحمن

المصادر

المكتبة الوقفية – waqfeya

قصص الأنبياء – لابن كثير

قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام لما أرادوا إحراقه  – youtube

من كتب الأطفال قصص الأنبياء للسندباد

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله