قصة أليس في بلاد العجائب – من جحر الأرنب إلى عالم الخيال

قصة أليس في بلاد العجائب هي تحفة أدبية خُطَّت بقلم العالم والمؤلف لويس كارول عام 1865م. اتسمت هذه الرواية بالخيال المطلق، حيث شبهت أحداثها بالأحلام المشفرة واللا منطقية. ترجمت إلى أكثر من 174 لغة حول العالم ومن بينها العربية واليابانية، فاكتسبت شعبيةً كبيرة بين الأطفال والبالغين على حدٍ سواء، لتصبح بعد ذلك من أكثر القصص الخيالية شهرةً في العالم، مما جعلها مادة دسمة للإنتاج والتمثيل، حيث قام العديد من المنتجين وصناع السينما بتحويلها إلى أعمال فنية على مر السنين.

تدور أحداث قصة أليس في بلاد العجائب حول فتاة تدعى أليس تسقط في جحر أرنب لتجد نفسها في عالم خيالي لا معنى له، مليء بالمغامرات المدهشة والشخصيات الغريبة، كالأرنب الأبيض، وقط شيشاير المتخفي، إلى صانع القبعات المجنون، وملكة القلوب القاسية التي أمرت بإعدام أليس، فإذا كنت ترغب بمعرفة أحداث قصة أليس في بلاد العجائب، وما هي العجائب التي رأتها هناك، رافقنا في هذا الرحلة الغريبة المليئة بالدهشة والتساؤلات.

قصة أليس في بلاد العجائب

بداية قصة أليس في بلاد العجائب (اللحاق بالأرنب المتكلم)

أليس فتاة صغيرة جميلة تبلغ من العمر اثنتا عشر عامًا، وكانت تتمتع بقدر عالٍ من الذكاء المتقد، وفي كل صباح كانت تذهب أليس إلى المدرسة، وتعود لتكتب وظائفها وتحفظ دروسها، وما إن تفرغ من كل واجباتها المدرسية تساعد والدتها في الأعمال المنزلية التي تستطيع أن تقوم بها.

وفي أوقات الفراغ كانت تخرج برفقة أختها الكبرى لميس إلى الحديقة ليستمتعوا بجمال الطبيعة، وقد اعتادت أليس أن تقرأ لها أختها في كل يوم قصة ممتعة ومسلية، ولكن في هذا اليوم كانت أختها لميس مشغولة بقراءة كتابًا شيقًا أهداها إياهُ والدها، ولكن لم يكن ذاك الكتاب يحتوي على أي صور أو رسومات جميلة تضيف البهجة إلى القصة، مما جعل أليس تشعر بالضجر والملل، وقالت في نفسها: أوووه لقد مللت بالفعل، ماذا أفعل كي أرفه عن نفسي قليلًا؟ حسنًا الحديقة مليئة بأزهار الأقحوان سوف أقوم بصنع عقدًا جميلًا من هذه الأزهار وأهديه لوالدتي، وبينما كانت تفكر في العقد رأت أليس أرنبًا أبيضًا يرتدي ملابسًا فاخرةً، وينظر إلى ساعته ويقول: يا إلهي.. لقد تأخر بي الوقت كثيرًا وانتصف النهار، علي أن أسرع لألحق ما فاتني، ثم جرى الأرنب الأبيض مسرعًا.

اندهشت أليس مما رأته من ذلك الأرنب المتكلم، وفضولها دفعها إلى أن تلحق به بعد أن رمت من يدها أزهار الأقحوان التي جمعتها من الحديقة، وقد رأته يدخل في جذع شجرة كبيرة واختفى، فقامت أليس بالدخول زاحفة إلى جذع الشجرة الضيق، وبينما كانت تزحف وتزحف باحثة عن الأرنب الأبيض سقطت أليس في حفرة مظلمة وعميقة، يا لها من فتاة فضولية، فلقد عرضت نفسها للخطر من أجل اللحاق بالأرنب، ولكن ماذا حدث لها يا ترى، هل هي بخير؟ وماذا وجدت هناك؟

قصة أليس في بلاد العجائب (أليس تحت الأرض)

وبعد أن سقطت أليس في تلك الحفرة التي تشبه البئر العميق، شاهدت على جوانبها أكواب، وأرفف، وكتب، ومرايا، ولوحات، وأشياء أخرى مألوفة بالنسبة لها، وأثناء سقوطها تتساءل وتقول في نفسها: يا إلهي هل سأصل مباشرة إلى مركز الأرض وأخرج إلى الجانب الآخر من العالم؟ وما أن انتهت من محاكاة نفسها، هبطت أخيرًا في رواق كبير تصطف على جانبيه أبواب عدة، ورأت هناك الأرنب الأبيض يمشي مسرعًا على سقف الرواق، حاولت أن تناديه وتلحق به لكنه اختفى.

حاولت أليس فتح الأبواب التي رأتها كي تلحق بالأرنب الأبيض، لكنها لم تستطع لأن الأبواب كانت موصدةً جميعها، ثم نظرت حولها فوجدت طاولة زجاجية وعليها مفتاحًا ذهبيًا صغير، حاولت أن تحاول فتح الأبواب بالمفتاح لكنها فشلت، لأن المفتاح لم يناسب أيًا منها، ثم لفت نظرها بابٌ صغير لم تره من قبل، حاولت فتح الباب في المفتاح الذي وجدته، ففتح الباب في الحال، لتكتشف أليس أن خلف هذا الباب حديقة جميلة جدًا تسر الناظر إليها، ولكنها لم تستطع العبور لأن كان حجمها أكبر بكثير من فتحة هذا الباب.

وضعت أليس المفتاح على الطاولة، ووقفت حائرة وهي تتمتم: يا إلهي ماذا أفعل؟؟ كيف سأجعل حجمي يصغر وأخرج من هنا..؟ يجب أن أجد الأرنب الأبيض ليهديني إلى الطريق. وبينما كانت تحدق في المكان عثرت على زجاجة كتب عليها (اشربيني)، فقالت أليس: كلا يجب علي ألا أفعل ذلك، فقد يكون في داخلها دواء مضر بالصحة، ولكنني سأفتحها وأشم رائحتها، وااااوو… إن رائحتها زكية جدًا، كأنها تشبه رائحة الفراولة أو التوت، حسنًا سأشربها. وشربت أليس المشروب حتى آخر قطرة منه. ولكن هل تستطيع عزيزي القارئ أن تتصور معي ما الذي حل بأليس بعد أن شربت العصير؟

أليس في بلاد العجائب (اختلاف حجم أليس)

وبينما كانت أليس تبتلع آخر قطرة من العصير السحري الذي كان في الزجاجة، حدث لها شيء عجيب بالفعل، فقد بدأت أليس تصغر وتصغر حتى تقلص حجمها تمامًا، فرحت أليس بصغر حجمها، لأنه أصبح بإمكانها أن تعبر الباب وتخرج إلى الحديقة، فسارعت إلى فتح الباب ولكنها نسيت مفتاح الباب فوق الطاولة ولن تستطيع أن تطاله أبدًا بعدما قصرت قامتها، شعرت أليس بمأزق حقيقي، وفكرت مليًا وقالت: ماذا عساي أن أفعل؟ لن أستطيع أن أحضر المفتاح، سأبحث على أي شيء يوصلني إلى ذلك المفتاح اللعين، وبينما كانت تبحث وجدت صندوق بداخله كعكة كُتب عليها (تناوليني)، فأخذتها أليس وتناولتها ليحدث معها شيء أغرب مما حدث على الإطلاق.

بدأت أليس تنمو وتكبر وترتفع بشكل عجيب حتى اصطدم رأسها بسقف الغرفة، فقد تحولت إلى فتاة عملاقة، وأصبح من المستحيل أن تعبر الباب وهي بهذا الحجم، أصابها الذعر واليأس وبدأت بالبكاء الشديد، وظلت تبكي وتبكي حتى تشكلت عند قدميها بركة من الدموع، وفجأة ظهر الأرنب الأبيض من جديد بجري على السقف، فقالت له أليس: ساعدني أيها الأرنب توقف. ولكن ما أن رآها ذعر من حجمها العملاق وهرب بعيدًا ولم يلتفت ورائه ابدًا.

وبينما كان الأرنب يجري مسرعًا سقط من يده قفازه، فحملت أليس ذلك القفاز ووجدت بداخله مروحة صغيرة، وما إن حركت أليس المروحة عاد حجمها يصغر ويصغر مرة أخرى، في هذه اللحظة انزلقت وسقطت في بركة الدموع، وبدأت تسبح وتنجرف مع الكثير من الحيوانات باتجاه الشاطئ. وصلوا وكانوا جميعهم مبتلين، ثم رأت أليس الأرنب الأبيض متقدمًا نحوها مسرعًا، ولكن ماذا يريد الأرنب من أليس، وماذا قال لها؟

أليس في بلاد العجائب (أليس العملاقة)

وبعد أن خرجت أليس مبتلة، رأت الأرنب الأبيض يتجه نحوها مسرعًا، كان يظنها الخادمة التي تعمل في منزله وطلب منها أن تدخل إلى المنزل وتحضر له قفازه ومروحته، دخلت أليس إلى منزل الأرنب ورأت على الفور قفازاته ومروحة يده، ولكنها رأت أيضًا زجاجة على الطاولة، اتجهت نحو الزجاجة وفكرت قائلة: لو أنني شربت من تلك الزجاجة ربما أعود ثانية إلى حجمي الطبيعي، وأخذت أليس الزجاجة وتناولت كل ما فيها، وبعد ذلك بدأ حجمها يكبر ويكبر لتتحول أليس إلى عملاقة يصعب عليها التحرك داخل المنزل.

في ذلك الوقت كان الأرنب ينتظر أليس خارج المنزل بفارغ الصبر، وما أن رأى أن منزله يتحرك وأيدي أليس تخرج من النوافذ، صرخ مستنجدًا بالحيوانات قائلًا: النجدة.. ساعدوني.. في منزلي عملاق كبير. فسارعت الحيوانات بإلقاء الحجارة عليها من النوافذ، وسرعان ما تتحول تلك الحجارة عندما تهبط في المنزل إلى كعكات بشكل غير مفهوم.

أمسكت أليس بإحدى الكعكات وتناولتها، مما جعلها ذلك تتقلص وتعود إلى حجمها الصغير، استطاعت أليس أخيرًا الخروج من المنزل وبدأت تتجول في الغابة وحيدة، ولكن ماذا وجدت أليس في الغابة ومن قابلت يا ترى؟

أليس في بلاد العجائب (الفطر السحري)

وصلت أليس إلى الغابة بعد أن خرجت من منزل الأرنب الأبيض، ولكنها ضلت طريقها وهي تتجول بين الشجيرات الصغيرة، وذلك لصغر حجمها العجيب، وأخذت تفكر ما الذي يمكنها فعله حتى تعود إلى حجمها الطبيعي، وفي هذه الأثناء رأت جرو صغير على بعد منها، وعندما نادته حتى تلاعبه، أدركت كم كان حجمها صغير، حتى كاد الكلب أن يدهسها بقوائمه، وبينما كانت تركض هاربة منه تعثرت بحبة فطر كبيرة، وكانت تجلس على حبة الفطر دودة تدخن النرجيلة، وكان اسمها (كاتربيلر)، سألت الدودة الصغيرة أليس وقالت لها: من تكوني أنت؟

أجابتها أليس: أنا كنت طفلة طبيعية، ثم صرت صغيرة، وأصبحت كبيرة، وعدت صغيرة، أوووه.. أنا لا أعرف من أكون، هل يمكنك فعل أي شيء لأعود مجددًا إلى حجمي الطبيعي؟

أجابتها الدودة (كاتربيلر) قائلة: إن أحد جانبي الفطر الذي أجلس عليه سيجعلك أطول، والجانب الذي يقابله سيجعلك أقصر.

أخذت أليس قطعة فطر وتناولتها، وبدأ حجمها يكبر وطولها يرتفع حتى لم تعد تستطيع أن ترى قدماها، وأصبحت رقبتها طويلة جدًا حتى ظنت النسور أنها أفعى ضخمة تريد أت تلتهم فراخها، ثم أخذت أليس قطعة فطر من الجانب الآخر وتناولتها، وسرعان ما تقلص حجمها وصغرت قامتها وعادت على ما كانت عليه، وببعض التجارب والجهد حاولت أليس موازنة أكلها للفطر حتى عادت إلى حجمها الطبيعي.

أخذت أليس بعض الفطر من كلا الجانبين واحتفظت بهم في جيبها، وشكرت تلك الدودة اللطيفة وغدت تسرح في الغابة، وفجأة شاهدت أثناء مسيرها أحد البيوت الصغيرة، ولكن حتى يتثنى لها الدخول يجب أن يصغر حجمها وتتقلص قامتها، وبعد تناولها قضمةً من الفطر الذي احتفظت به، صغر حجمها مرة أخرى، واستطاعت أن تدخل المنزل الصغير، ولكن ما الذي شاهدته أليس هناك.. وإلى أين ذهبت؟

أليس في بلاد العجائب (القط شيشاير ومارش هير)

بعد أن دخلت أليس المنزل شاهدت سيدة جميلة أنيقة تحمل ببدها طفلًا رضيعًا، وكان يقف بجانب قدميها القط شيشاير المبتسم، وطباخًا يرمي كميات هائلة من الفلفل في مرجل من الحساء. ألقت أليس التحية على السيدة ولكنها تصرفت معها بوقاحة ولم تعرها أي اهتمام، ثم سلمت الطفل الصغير لأليس وقالت لها: انتبهي عليه جيدًا، فأنا على عجلة من أمري.. علي أن أذهب لألعب مع الملكة لعبة الكروكيت. وغادرت.

وبينما كانت أليس تنظر إلى الطفل اكتشفت أنه خنزير، فأطلقت سراحه على الفور، ثم ركض مسرعًا إلى الغابة. خرجت أليس من المنزل وفجأة ظهر لها القط شيشاير وقال لها: إن كل مَن في أرض العجائب مجنون، حتى أنت يا أليس مجنونة.

قالت له أليس: أنا لست مجنونة، فأنا أبحث عن الأرنب الأبيض، هل تعرف مكانه؟

أجابها شيشاير مشيرًا لها بيده: نعم هناك يعيش أرنب ظريف يدعى مارش هير، أسرعي إلى زيارته.

ظنت أليس أنها ستجد الأرنب الأبيض الذي قد اختفى، إلا أنها بعد خطوات قليلة وجدت أرنب رمادي اللون يجلس بجانب صانع القبعات يحتسيان الشاي، وبينهما فأرًا يغرق في نوم عميق. تعامل مارش هير وصانع القبعات المجنون مع أليس بوقاحة وقالوا لها أنها غير مدعوة إلى حفلة الشاي، وبعد جدال طويل، فهمت أليس أنهم محتجزون بشكل دائم داخل وقت تناول الشاي.

عادت أليس إلى الغابة ورأت هناك شجرة كبيرة، وفي نهاية جذع هذه الشجرة العملاقة باب كبير، فدخلت أليس منه لتجد نفسها عادت مرة أخرى إلى القاعة الكبيرة من حيث بدأت، فأخذت قضمة من الفطر، وصغر حجمها، واستخدمت المفتاح الذهبي لتدخل الحديقة مرة أخرى، ولكن لمن تلك الحديقة، وماذا حلَّ بأليس هناك؟

أليس في بلاد العجائب (ملكة القلوب)

بعد أن دخلت أليس إلى الحديقة، رأت مشهدًا يثير الدهشة، فقد شاهدت حراس ملكة القلوب يطلون الزهور البيضاء باللون الأحمر، وكانوا جميعهم يشبهون أوراق اللعب، وعندما سألتهم أليس عن السبب أجابها أحدهم: لقد أرادت الملكة زهورًا حمراء، ولكننا زرعنا زهور بيضاء بالخطأ، لو علمت الملكة ما فعلنا فستقطع رؤوسنا جميعًا. وفي ذات اللجظة جاءت ملكة القلوب إلى الحديقة، وكان جميع الحراس بجانبها يشبهون أوراق اللعب أيضًا، وكشفت أمر الزهور البيضاء وصاحت بأعلى صوتها: أنتم تخدعوني إذًا… اقطعوا رؤوسهم جميعًا.

ثم دعت ملكة القلوب الفتاة التي رأتها لأول مرة لتلعب معها الكروكيت، لم ترى أليس ملعبًا للكروكيت مثل هذا من قبل، كانت القنافذ تستخدم ككرات للعب، والبجعات كمضارب، وفجأة حصل خطأ ما أثناء اللعب، مما ولَّد شجارًا بين اللاعبين، فصاحت ملكة القلوب غاضبة: اقطعوا رؤوس جميع اللاعبين الذين شاركوا في الشجار.

غضبت أليس كثيرًا من تصرفات الملكة، وقالت: يا لها من ملكة غريبة الأطوار، فإذا بقي الحال هكذا فإنها ستأمر بقطع رأسي في أي وقت. ثم ظهر لها رأس القط شيشاير معلقًا في الهواء ومبتسمًا يسألها عن حالها، وبينما كانت تتكلم أليس مع شيشاير أتت الملكة وقالت لها: رأس من هذا؟

أجابتها أليس: إنه شيشاير القط الصيني.

فردت الملكة: أنا لا أحب الحيوانات، ولكن سأسمح له أن يُقبل يدي.

فقال شيشاير ساخرًا: لا أريد هذا أيتها الملكة المجنونة.

استشاطت الملكة غضبًا من القط شيشاير وأمرت الجنود بقطع رأسه، فاختفى القط في اللحظة ذاتها، ولم يعد له أثرًا في مملكة القلوب، وعاقبت الملكة أليس بأن يأخذها الغراب إلى جزبرة السلحفاة الحزينة، وتستمع إلى حكاياتها المملة، وفجأة ظهر أمام أليس الأرنب الأبيض وهو يركض وينادي لملكة القلوب ويقول: هيا يا سيدتي الملكة، لقد بدأت المحاكمة.

أليس في بلاد العجائب (استيقاظها من الحلم)

بعد أن بلَّغ الارنب الأبيض ملكة القلوب ببدء المحاكمة، ذهبت الملكة إلى القاعة للنطق بالحكم على شاب القلوب المتهم بسرقة فطائر الملكة من المطبخ، لم تستطيع الملكة القبض على الشاب، وبالتالي لم تستطع عقابه لأنه كان محجوزًا في سجن المملكة أثناء الحادثة. قاد ملك القلوب الشهود ليدلوا بشهادتهم، فكان الشاهد الأول صانع القبعات المجنون، سأله الملك: ماذا تعرف عن الحادثة؟ أجابه وهو مازال يحتسي الشاي: لا أعرف شيئًا، فأنا منهمكًا بتحضير وشرب الشاي وليس لدي المزيد من الوقت.

أمرت الملكة على الفور بقطع رأسه، وطلبت إحضار الشاهد الثاني، غضبت أليس من حكم الملكة المتسرعة، وفجأة سمعت الأرنب الأبيض يصرخ ويقول: الشاهد الثاني هي أليس، هيا تعالي إلى منصة الشهود، تقدمت أليس وسألها الملك قائلًا: ما الذي تعرفينه يا أليس؟ فأجابت بغضب: لا أعرف شيئًا أبدًا.

فغضبت الملكة من أليس وقالت كلمتها الشهيرة: اقطعوا رأسها في المقصلة. بدأ حجم أليس يزداد شيئًا فشيئًا حتى أصبحت كبيرة جدًا، وقلبت المحكمة رأسًا على عقب، وأطاحت بمنصة هيئة الملحفين وكل من عليها أرضًا دون أن تشعر بذلك، وجادلت الملكة والملك بجرأة حول قرارات وأحكام الملكة السخيفة، وقالت للملكة بشجاعة: أنت لا تعنيني، وأنت لست ملكتي أيضًا، من تظنين نفسك، ما أنت وجنودك إلا أوراق لعب، وأنا لا أخاف الأوراق.

فبدأ جيش الملكة الورقي بالتطاير متجهًا نحو أليس بسيوفهم الورقية محاولين قتلها، ولكنها لم تستسلم وحاولت إمساكهم واحدًا تلو الآخر وهي تصرخ وتقول أنا لا أخاف الأوراق.. أنا لا أخاف الأوراق، لتستيقظ على صوت أختها تناديها قائلة: هيا استيقظي يا أليس، لقد نمتِ طويلًا. فاستيقظت أليس وقالت: هل كل هذا كان حلمًا؟ أين الأرنب الأبيض وأين ملكة القلوب؟

اندهشت أختها وسألتها: أي حلم جعلك تصرخين هكذا؟ فقالت أليس: لقد حلمت بأنني كنت في بلاد العجائب التي كانت تحكي جدتي لي عنها كثيرًا.

وقصت أليس على أختها ما رأته في منامها وذهبت لتناول الطعام، بينما أختها لميس بدأت تتخيل وتتصور في رأسها كل تلك المغامرات العجيبة التي حدثت مع أختها أليس في ذلك الحلم العجيب.

أسئلة وأجوبة حول قصة أليس في بلاد العجائب

ما اسم الكاتب الذي كتب قصة أليس في بلاد العجائب؟

كتب هذه الرواية الخيالية القس تشارلز لوتويدج دودغسون (1832 – 1898)، تحت أسمه المستعار لويس كارول، وهو كاتب وعالم رياضيات ومصور فوتوغرافي إنجليزي.

هل أليس في بلاد العجائب هو العنوان الأصلي للقصة؟

لا لم يكن أليس في بلاد العجائب هو العنوان الأول للرواية، فقد جرب الكاتب بعض العناوين المختلفة لهذه القصة، وكان عنوانها الأول هو أليس تحت الأرض، ثم وضع عناوين أخرى غيره، ولكنها لم تكن مبتكرة، وفي نهاية المطاف اعتمد كارول عنوان أليس في بلاد العجائب لقصته بدلًا من كل ما سبق.

من هي الشخصية الحقيقية المُلهِمة لقصة أليس في بلاد العجائب؟

لم يأتي اسم أليس من مخيلة كاتب الرواية بمحض الصدفة، وإنما ملهمة القصة هي أليس ليدل، ابنة هنري ليدل عميد كلية إكسفورد وصديقًا للويس كارول.

حيث روى كارول القصة لأول مرة لأليس ليدل وشقيقتيها، (لورينا وإديث)، في رحلة عبر النهر في 4 يوليو عام 1862. وأثناء الرحلة أراد تشارلز دودجسون (كارول) أن يحكي للفتيات قصة تدفع عنهم الملل أثناء الرحلة، فارتجل قصة فتاة صغيرة تذهب للبحث عن مغامرة في بلاد العجائب، وأسماها أليس.

لقيت القصة إعجاب كبير من قبل الفتيات وخاصة أليس، وطلبت أليس فيما بعد من كارول تدوينها لها، وفي 26 نوفمبر عام 1864م، قدم كارول إلى أليس هذه الرواية كهدية وكتب عليها (هدية عيد الميلاد لطفلة عزيزة في ذكرى يوم صيفي). احتفظت أليس ليدل بالمخطوطة الأصلية المكتوبة بخط اليد حتى عام 1928م، لتستقر بعد ذلك في المكتبة البريطانية كتحفة أدبية إلى يومنا هذا.

ماذا تعلمت من قصة أليس في بلاد العجائب؟

  • أيقنت أن الفضول في بعض الأحيان قد يكون ضارًا، ولكن لا بأس في الاندفاع من وقت إلى آخر، فإن أشهر المؤلفين والمخترعين والقادة في العالم اليوم كانوا فضوليين ومندفعين، ولن يستفيد أي منا من فضولهم لو لم يتبعوا أرانبهم البيضاء كما فعلت أليس.
  • يجب علينا تحديد أهداف عالية والسعي لتحقيقها، وألا ندع أي شخص آخر في حياتنا يحدد ما هو مستحيل بالنسبة لنا، تمامًا كما فعلت أليس، فإن من أعظم الأشياء التي فعلتها أنها تحلم دائمًا بأشياء لا يمكن تصورها.
  • تعلمت أن الحياة مليئة بالمنعطفات والمفاجآت وخيبات الأمل والكثير غير ذلك، ونحن بأيدينا نستطيع أن ننجوا بأنفسنا من هذه المحن، وعلينا اتباع نهج أليس والبدء في البحث عن طريقة للخروج من الحفرة بدلاً من الاكتفاء بالتواجد فيها.
  • لابد أن يكون تحقيق أهدافنا أو أحلامنا أمرًا شاقًا في بداية الأمر، وقد يتطلب جهدًا هائلًا في بعض الأحيان، ولكن بالعمل الجاد والتفاني والتصميم سوف يصل الإنسان إلى وجهته وهدفه الذي يسعى إليه.
  • يجب أن نحترم وجهات نظر الآخرين ونتقبلهم آرائهم وتصرفاتهم، فلكل منا اعتقاداته، ومنظاره الخاص الذي يرى به الأمور، مثلما قال القط شيشاير لأليس: جميعهم مجانين وحتى أنت مجنونة.
  • تعلمت أيضًا أن أجعل صوتي مسموعًا، وأقف بوجه الظلم وأنصر المظلوم، فكم منا يبقى محافظًا على هدوئه في المواقف التي نتعرض فيها لسوء المعاملة كي لا نعكر صفو السلام، أو نزعج من حولنا، لذا يجب أن نتصرف كما تصرفت أليس عندما أمرت ملكة القلوب بقطع رأسها.

إليك المزيد من القصص: قصة سندريلا Cinderella … بين الحقيقة والخيال (حقائق خفية تعرف عليها الآن)

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله