قرية سدوم – أين تقع؟ ومن هو النبي الذي أرسل إليها؟

قرية سدوم تتبعها قرابة خمس قرى وهي كأم القرى لهم، أو كعاصمة لهم. تدعى أيضًا المؤتفكة، تقع بجوار البحر الميت في الأردن. في تلك القرى بُعث نبي الله لوط عليه السلام إليها، ولم يكن مولود فيها ولم يكن منهم. لأنه قال (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد). مالذي حل بتلك القرى يا ترى ومالعذاب الذي أرسله الله إليهم ولماذا؟

ذكر قرية سدوم لأهل قريش في القرآن

(وإن لوطًا لمن المرسلين إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزًا في الغابرين ثم دمرنا الآخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون). خطاب لأهل مكة، والمقصود من المرور قافلة الصيف التي كانت تذهب إلى الشام، بقوله تعالى: (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف).

كان القرشيون يذهبون إلى الشام يمرون على اثنين من الديار، يمرون على مدائن صالح ويمرون على قوم لوط (وإنهما لبإمام مبين)، (وإنهما): يعود إلى قوم لوط وأصحاب الحجر. والإمام: المقصود الطريق.

ذكرت بالقرآن لتذكير الإنسان بأن كل من يخالف تعاليم الله عز وجل سيكون مآله كمآل هذه القرية التي دمرت تدميرًا كاملًا ومحيت من على وجه الأرض وأصبح مكانها البحر الميت الذي يذهب إليه الكثير من الناس الآن.

صفات قرية سدوم وأهلها

قرية سدوم قرية كافرة ليس فيها مؤمن واحد، كانت هذه القرية مليئة بالخيرات والثمار فقد كانت أرض خصبة يأتيها الناس من كل مكان ليأكلوا من ثمارها ويتنعموا بخيراتها. أمر إبراهيم عليه السلام ابن أخيه لوط عليه السلام أن يذهب إلى هذه القرية المليئة بالفساد والضلال والفسق والعصيان بشتى المجالات وخاصة الشذوذ الجنسي.

ذهب لوط عليه السلام إلى قرية سدوم ليدعوا الناس إلى عبادة الله تعالى وترك الفواحش والمنكرات. إلا أنه حين وصوله إلى هذه القرية تعجب من سوء أخلاق أهلها وقلة أدبهم. فقد كانوا أفجر الناس، يقطعون الطريق ويفعلون المنكرات أمام أعين الناس دون خجل أو استحياء. ويأتون الرجال شهوة من دون النساء، هذا الفعل القبيح الذي لم يسبق للأمم السابقة أن فعلته!

ماذا حل بقرية سدوم؟

بعدما دعاهم لوط عليه السلام بترك كل الفواحش والمنكرات والتقرب إلى الله بالطاعات رفضوا واستهزؤا به وقالوا (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون). وقالوا (ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين)، طلبوا منه التعجيل لهم بالعذاب. فعند ذلك دعا الله عز وجل أن ينزل عليهم العذاب ليعلموا أن ما هم عليه في ضلال كبير.

واستجاب الله لدعوته، رفع جبريل عليه السلام القرية بأكملها إلى السماء – وكانت سبع مدن _ حتى سمعت الملائكة صياحهم وصراخهم ثم أعادها إلى الأرض مقلوبة رأسًا على عقب (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد).

العبرة والعظة مما حل بقرية سدوم

قيل كان عددهم أربعمائة نسمة وقيل أيضًا كان عددهم أربعة آلاف نسمة. جعل الله هذه القرية مقلوبة رأسًا على عقب لأنهم قلبوا الفطرة السليمة وغيروا من قوانين الحياة التي وضعها الله لنا بحيث تسير وتناسب عقولنا وتفكيرنا.

قال تعالى: (ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون) وقال تعالى: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم). أي تركناها عبرة وعظة لمن خاف عذاب الآخرة وخشي الرحمن بالغيب وخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فانزجر من محارم الله وترك معاصيه وخاف أن يشابه قوم لوط.

ومن تشبه بقوم فهو منهم، وإن لم يكن من كل وجه، فمن بعض الوجوه، كما قال بعضهم:

فإن لم يكونوا قوم لوط بعينهم           فما قوم لوط منكم ببعيد!

إليك قصة سيدنا لوط عليه السلام كاملة … من قصص الأنبياء

المصادر

المكتبة الوقفية – waqfeya

قصص الأنبياء – لابن كثير

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله