قتيلة بنت عبد العزى – زوجة الصديق وأم أسماء بنت أبي بكر

هي قُتَيّلَة بنت عبد العزّي بن سعد، وقيل أنها قُتَيّلَة بنت سعد بن مضر بن مالك بن حسل بن عامر القرشية العامرية، وأيضًا قيل أنها قَتّلة.

زوجة أبو بكر الصديق، تزوجها في الجاهلية، وأنجبت له كل من أسماء وعبد الله، ومن ثم طلقها.

اختلف العلماء فيما إذا كانت قتيلة قد أسلمت أم لا، فقال الإمام النووي في شرح مسلم: “اختلاف العلماء في إسلام قتيلة، هل أسلمت أم ماتت على كفرها والأكثرون اجتمعوا على أنها ماتت مشركة ولم تسلم

قدوم قتيلة بنت عبد العزي إلى ابنتها

خلال فترة الهدنة في الحديبية كانت قد أتت قتيلة بنت عبد العزى إلى ابنتها أسماء بنت أبي بكر الصديق في المدينة، وقال ابن الجوزي أنها عندما أتت إلى أسماء كانت محملة بالهدايا من زيت وسمن وغيره…

احتارت أسماء، وأبت أن تدخلها وتستقبلها في بيتها وتقبل هداياها إلى أن أذن لها الرسول في ذلك. فأمر الرسول بأن تدخلها منزلها وتستقبلها وتحسن وصلها وتقبل هداياها، حيث سألت أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم قائلة: “إن أمي قدمت علي وهي راغبة، أفأصل أمي؟” قال رسول الله: “نعم، صلي أمك“.

وبين الحافظ في الفتح، أن ذلك حدث ما بين الحديبية والفتح، وقال الحافظ حول قول أسماء بأن أمها كانت راغبة أي أنها كانت رغبة في شيء تأخذه منها وهي على شركها، وهذا لا يُستدل منه على أنها كانت راغبة في الإسلام، وإلا لما استأذنت أسماء من رسول الله في ذلك وكانت قد استقبلتها مباشرة بدون تردد.

وقال ابن الجوزي في معنى راغبة، أنه على قولان: الأول أنها راغبة عن دين أسماء، والثاني أنها راغبة في بر أسماء ووصلها.

فنزلت الآية: ﴿لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِن دِيارِكُمْ أنْ تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ (٨) إنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وأخْرَجُوكُمْ مِن دِيارِكُمْ وظاهَرُوا عَلى إخْراجِكُمْ أنْ تَوَلَّوْهُمْ ومَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ (9)﴾ – [الممتحنة الآية 8، 9]

فأخرج الشيخين في الصحيحين، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: استفتيت رَسُول الله، قلت: “قدمت عَليّ أُمِّي وهِي راغبة، أفأصل أُمِّي؟” قالَ: “صلي أمك” فَأنْزل الله تَعالى: ﴿لا يَنْهاكُم الله عَن الَّذين لم يُقاتِلُوكُمْ فِي الدّين﴾

وقال المفسرون أن هذه الآية هي الرخصة في وصل الذين لم يسلموا ممن لم يقاتلوا المسلمين. وقال آخرون أن الآية نزلت ولم وعُني بها مشركي مكة الذين لم يقاتلوا المؤمنين ولم يخرجوهم من ديارهم، ونسخ الله ذلك بعدُ بالأمر بقتالهم.

وورد في تفسير ابن كثير عن مسند البزار، أن كل من عائشة وأسماء رضي الله عنهما استأذنتا رسول الله صلى الله عليه وسلم في استقبال أمها، فقالتا: “يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّنَا قَدِمَتْ عَلَيْنَا الْمَدِينَةَ رَاغِبَةً، أَفَنَصِلُهَا؟” فقال لهما: “نَعَمْ، فَصِلاها

وقال الهيثمي في هذا الحديث: أن حديث أسماء صحيح، ولكن أنكره الحافظ لأن أم أسماء غير أم عائشة، فأم عائشة هي أم رومان بنت عامر رضي الله عنهما.

سبب نزول الآية وعلاقته بقدوم أم أسماء بنت أبي بكر إلى ابنتها، ذكره الماوردي أيضًا، وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، وكذلك كل من البخاري في الهبة، ومسلم في الزكاة…

المراجع
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله