فحص السائل الأمنيوسي (بزل السلى) Amniocentesis

اختبار يتم الخضوع له أثناء الحمل، لتشخيص والتحقق فيما إذا كان الجنين يعاني من اضطراب أو مشكلة صبغية مثل: متلازمة داون، متلازمة إدواردز، متلازمة باتو…

يتضمن فحص السائل الأمنيوسي (بزل السلى) سحب عينة من السائل الأمنيوسي (السائل الذي يحيط بالجنين في الرحم)، ويتم تحليل هذه العينة.

فحص السائل الأمنيوسي (بزل السلى)

متى يتم إجراء فحص السائل الأمنيوسي؟

عادةً لا يتم إجراء هذا الاختبار لجميع النساء الحوامل، وإنما يتم التقرير بين أهمية الخضوع له أو عدم ذلك حسب نتائج اختبارات الفحص.

اختبارات الفحص هي الاختبارات التي يتم إجراءها لكل النساء الحوامل خلال الحمل، لتقييم وتحديد احتمال إصابة الحنين بأمراض أو اضطرابات معينة، ولكن هذه الاختبارات لا تعطي نتيجة دقيقة ولا يمكنها تحديد فيما إذا كان الجنين مريض فعلًا أم لا.

لذا بناءً على نتائج اختبارات الفحص (في حال كانت النتائج غير طبيعية) يتم الخضوع لاختبارات التشخيص التي تحدد بدقة فيما إذا كان الجنين مصاب بمرض معين أم لا. وفحص السائل الأمنيوسي أحد اختبارات التشخيص.

متى يتم إجراء بزل السلى؟

عادةً يتم إجراء هذا الاختبار ما بين الأسبوعين 15 – 20 من الحمل، كذلك يمكن إجراؤه لاحقًا في حان كان هناك أي ضرورة لذلك.

أيضًا يمكن أن يتم اجراؤه قبل ذلك ولكن القيام به في وقت مبكر قد يزيد من خطر حدوث المضاعفات المرتبطة به والتي تؤثر على الجنين والحامل.

كيف يتم فحص السائل الأمنيوسي؟

يتم هذا الاختبار عن طريق سحب عينة من السائل الأمنيوسي بإدخال إبرة طويلة ورفيعة عبر الجدار البطني، بحيث تخترق الكيس الأمنيوسي، بالاستعانة بصورة الموجات فوق الصوتية ليتم توجيه الإبرة بدقة.

عادةً هذا الإجراء يحتاج لحوالي 10 – 15 دقيقة، بالإضافية إلى الوقت الذي تحتاجه الاستشارة والفحص الأولي.

بشكل عام هذا الاجراء غير مؤلم ولكن تصفه النساء بأنه غير مريح، ويمكن أن يسبب ألم مؤقت يشبه ألم الدورة الشهرية.

البدائل المتاحة

بشكل عام تعتبر المخاطر متقاربة ما بين اختبار بزل السلى واختبارات التشخيص الأخرى، ولكن يمكن أن يتم الاعتماد على البدائل وفق ما يناسب الحالة.

يعتبر اختبار أخذ عينة من الزغابات المشيمية Chorionic Villus Sampling (CVS) هو الاختبار البديل، بحيث يتم تحليل عينات من المشيمة يتم آخذها إما عن طريق الحاجز البطني أو عن طريق عنق الرحم. وعادةً ما يتم اجراء هذا الاختبار ما بين الأسبوعين 11 و14 من الحمل كذلك يمكن إجراؤه في وقت لاحق.

ولكن إمكانية القيام باختبار عينات المشيمية في وقت أبكر من بزل السلى يعتبر نقطة إيجابية تعطي الوالدين فرصة أكبر للنظر في النتائج والاستعداد…

أما عن احتمال الإجهاض في اختبار خلايا المشيمة فهو أعلى بالمقارنة مع بزل السلى ويتراوح ما بين 2.4% حتى 2.7%.

الحالات التي يتم تشخيصها من خلال بزل السلى

يمكن لنتائج بزل السلى أن تشخص الإصابة بعدد من الحالات، منها:

  • متلازمة داون.
  • متلازمة إدواردز.
  • التليف الكيسي.
  • الحثل العضلبي.
  • مرض خلايا الدم المنجلية.
  • التلاسيميا.

مخاطر فحص السائل الأمنيوسي

قبل إجراء الاختبار سوف يناقش الطبيب معك كل ما يخص أهميته، والمخاطر المحتملة.

يعتبر الإجهاض أحد هذه المخاطر حيث يحدث بمعدل 1% لدى النساء اللاتي يخضن الاختبار، كذلك هناك مجموعة من المخاطر الأخرى المحتملة مثل: انتقال العدى ما لم يكن الطبيب أو الشخص المسؤول عن الاختبار يتبع إرشادات التعقيم والتنظيف.

كذلك في حال لم يتم سحب العينة بدقة سوف يكون هناك حاجة لإعادة إجراء الاختبار مرة أخرى.

يرتفع احتمال حدوث المخاطر والآثار الجانبية في حال إجراء فحص السائل الأمنيوسي قبل الأسبوع 15 من الحمل. لذا عادةً لا يجرى هذا الاختبار قبل ذلك.

الإجهاض

في أي حمل وبغض النظر عما إذا كنت سوف تخضعين لبزل السائل الأمنيوسي أم لا، فإن احتمال الإجهاض موجود ولكنه ضئيل جدًا. أما بالنسبة لفحص السائل الأمنيوسي فإن خطر الإجهاض يكون أكبر إن تم الاختبار قبل الأسبوع 15 من الحمل، أما لو تم بعد الأسبوع 15 فالاحتمال يصل حتى 1%.

ومن غير معروف لماذا يؤدي بزل السلى إلى الإجهاض، يمكن أن يكون بسبب مجموعة من العوامل مثل: العدوى، النزف، تلف الكيس الأمنيوسي…

أيضًا فإن اختبار فحص السائل الأمنيوسي اختبار يتم لتشخيص حالات جينية تصيب الجنين، وبالتالي قد لا يكون الاختبار بحد ذاته هو السبب في الإجهاض وإنما يحدث فقدان الحمل نتيجة للحالة التي يعاني منها الجنين.

العدوى

كأي إجراء طبي آخر، يجب على الطبيب أو مقدم الرعاية الطبية أن يتحرى سبل التعقيم والتنظيف بشكل دقيق لتجنب العدوى، وبشكل عام فإن نسبة حدوث العدوى بسبب بزل السلى نسبة منخفضة لا تتعدى الـ 1:1000.

مرض الريزوس

في حال كانت فصيلة دم الأم ذات عامل الريزوس السالب، وعامل الريزوس للجنين موجب، فيمكن أن يحدث تحسس أثناء بزل السلى.

عادةً ما يتم إجراء فحص دم قبل الاختبار لتحديد فيما إذا كان هناك خطر لحدوث التحسس ومرض الريزوس أم لا، ولتحضير الأدوية المضادة في حال حدوث ذلك.

حنف القدم

يرتبط احتمال إصابة الجنين بحنف القدم مع إجراء اختبار فحص السائل الأمنيوسي قبل الأسبوع 15 من الحمل، وهو تشوه خلقي في القدم والكاحل.

اتخاذ القرار بشأن إجراء بزل السلى

من المهم منافسة الطبيب أو ممرضة التوليد حول ما يخص الاختبار، وما ينطوي عليه من أهمية ومخاطر محتملة.

أهمية اختبار بزل السلى

الاختبار قادر على تأكيد أو نفي بدجة عالية من الدقة، إصابة الجنين بأمراض أو حالات معينة.

بعض النساء يفضلن عدم الخضوع للاختبار بسبب وجود احتمال الإجهاض، ولكن بعض النساء الأخريات يفضلن التأكد من حالة الجنين، حتى يسمح لهن هذا بالاستعداد وتجهيز ما يحتاج إليه الطفل.

موانع اختبار بزل السلى

في حال كان الحمل في أسبوع أقل من 15، أو في حال كانت الفوائد من الاختبار أقل من الأخطار المحتملة، وفي حال التأكد من حالة الطفل وإصابته بالمرض الجيني… عندها لا يتم الخضوع للاختبار.

كيف يتم اختبار السائل الأمنيوسي؟

التحضر للاختبار

عادةً لا توجد تحضيرات خاصة قبل بزل السلى، يمكن تناول الطعام والشراب كالمعتاد قبل الاختبار، في بعض الحالات يمكن أن يطلب الطبيب عدم التبول قبل الإجراء ببضع ساعات لأن المثانة الممتلئة قد تجعل الصور فوق الصوتية أوضح وتجعل الاختبار أسهل.

بشكل عام سوف يخبرك الطبيب أو الممرضة تفاصيل حول الاختيار قبل الموعد، كذلك يمكنك إحضار شريك، أو صديق أو أحد مقرب… حتى تحصلي على الدعم منه خلال الاختبار.

التصوير بالموجات فوق الصوتية

سيتم الخضوع لفحص الموجات فوق الصوتية للرحم، قبل وخلال الاختبار، بحيث يتم:

  • التحقق من حالة الحمل ووضع الجنين، والتأكد من عمر الحمل (يجب أن يكون أكبر من 15 أسبوع).
  • العثور على المسار الصحيح وتحديد أفضل مكان لسحب السائل الأمنيوسي.
  • التحقق من إمكانية مرور الإبرة بأمان خلال الجدار البطني والرحم والكيس الأمنيوسي.

التخدير

قبل إدخال الإبرة يمكن أن يتم التخدير الموضعي، ولكن هذا ليس إجراء ضروري.

إجراء بزل السلى

سيتم تعقيم المنطقة المحيطة بنقطة إدخال الإبرة بهدف تقليل احتمال العدوى، بعد ذلك يتم إدخال إبرة طويلة ورفيعة من خلال جدار البطن، قد يكون الإحساس لاذع.

يتم تمرير الإبرة حتى تصل إلى السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين، ويتم تحديد ذلك بالاعتماد على صورة الأشعة فوق الصوتية.

يتم أخذ عينة من السائل الأمنيوسي لإرسالها إلى المخبر.

إعادة سحب العينة

لدى حوالي 6% من النساء اللاتي يخضعن لسحب السائل الأمنيوسي يكون هناك مشكلة في كمية السائل المسحوبة، ما يستوجب إعادة إدخال الإبرة وإعادة سحب العينة.

مدة الإجراء

يستغرق إجراء سحب السائل الأمنيوسي حوالي 10 – 15 دقيقة، بالإضافة إلى وقت الفحص الأولي وبالتالي يمكن للاستشارة بأكملها أن تحتاج 30 دقيقة. بعد الانتهاء من سحب العينة سوف تتم مراقبة الأم والجنين لحوالي ساعة للتأكد من أن الإجراء تم بأمان بدون آثار جانبية.

مقدار الألم

عادةً لا يكون بزل السلى مؤلم، ولكن يمكن الشعور بعدم الراحة، كذلك تصفه النساء على أنه يشبه ألم الدورة الشهرية، أو ألم يتمثل بالضغط عند إخراج الإبرة.

التعافي بعد الاختبار

بعد بزل السلى من الطبيعي أن يكون لديك آلام خفيفة تشبه تقلصات الدورة الشهرية، كذلك يمكن أن يحدث نزيف مهبلي خفيف (تبقع)، يستمر ذلك خلال ساعات القليلة التي تلي الإجراء.

في حال كان الألم مزعج فيمكن آخذ مسكنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبية (يفضل مناقشة ذلك مع الطبيب)، كذلك من المهم الحصول على قدر كافي من الراحة.

أعراض وعلامات مقلقة

في حال لاحظت أي من الأعراض أو العلامات التالية، فيجب الاتصال بالمشفى حيث تم إجراء الاختبار واستشارة الطبيب أو الممرضة المشرفة على الإجراء، وهذه الأعراض تتمثل بـ:

  • ألم مستمر، أو ألم شديد.
  • ارتفاع درجة الحرارة (حمى).
  • قشعريرة.
  • تسرب السائل الأمنيوسي، أو افرازات سائلة.
  • تقلصات في البطن.
  • نزيف مهبلي.

نتائج اختبار بزل السائل الأمنيوسي

في غضون 3 أيام تكون النتائج الأولية جاهزة، أما بالنسبة للنتائج النهائية فيمكن أن تحتاج إلى حوالي 2 – 3 أسابيع.

النتائج الأولية يمكن لها أن تخبرك فيما إذا كان الجنين سليم أو يعاني من حالات صبغية مثل متلازمة داون… في حال أظهرت النتائج إصابة الجنين بالاضطراب الصبغي فسوف يقوم الطبيب بمناقشة النتائج المرتبطة بذلك والمترتبة عليه.

معظم الحالات التي يتم الكشف عنها باختبار بزل السلى هي حالات لا يوجد لها علاج، لذا من المهم أن تفكري في اختياراتك قبل وخلال الخضوع للاختبارات.

ماذا تعني نتائج بزل السلى؟

تكون نتائج بزل السلى دقيقة بشكل نهائية لدى 99% – 98% من الحالات، فيما عدا عدد قليل من الحالات لا تكون النتيجة قاطعة.

النتيجة السلبية – النتائج الطبيعية

الاختبار يتحقق من الحالات التي تسببها الجينات، ففي حال كانت النتائج طبيعية هذا يعني أنه لا يعاني من أي حالة جينية أو اضطراب جيني، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن يكون الجنين سليم بشكل تام.

النتيجة الإيجابية – النتائج غير الطبيعية

أما في حال كانت نتيجة الاختبار إيجابية فهذا يعني أن الجنين يعاني من حالة أو اضطراب جيني معين مثل متلازمة داون، وعندها ستتم مناقشة الإجراءات والمستلزمات وغيرها من التفاصيل…

ما الذي يجب القيام به بعد ظهور النتائج غير الطبيعية؟

عادةً ما تكون الحالات التي يظهرها اختبار بزل السلى هي حالات جينية لا يمكن شفاءها، وبالتالي في حال أظهرت النتائج أن طفلك يعاني من أي منها، فهو غالبًا سوف يبقى مريض بهذه الحالة، أما عن الاختيارات المتاحة والإجراءات المعتادة، فهي تتمثل بـ:

  • مناقشة وبحث حول الحالة، ومستلزماتها وما سيحتاجه الطفل من رعاية طبية مباشرة، ومستمرة، خلال الحمل وأثناء الولادة وبعدها وخلال حياته…
  • اتخاذ القرار فيما يخص الاستمرار بالحمل مع حالة الجنين، أو إنهاء الحمل (وهذا قرار صعب جدًا ويفضل عدم اتخاذه بشكل فردي بدون الرجوع للخبراء واستشارة أولي الأمر).

المصادر

Amniocentesis (amniotic fluid test) – Medline plus

Prenatal Test: Amniocentesis – kids health

amniotic fluid test – NHS

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله