عشبة البربرين … أكثر من 15 فائدة صحية مع معلومات شاملة عنها

البربرين (أو هيدروكلوريد البربرين)، مركب طبيعي موجود في العديد من النباتات، بما في ذلك البرباريس الأوروبي، الفلوديندرون، عنب أوريغون، خاتم الذهب وخيط الذهب. تم استخدام هذه النباتات تاريخياً لعلاج الكثير من الأمراض التي تتراوح من العدوى إلى القروح، حيث تم استخدام سيقان وأوراق ولحاء هذه النباتات بعدة طرق.

أظهرت الأدلة العلمية أيضًا أن النباتات المحتوية على مركب البربرين والمعروفة بـ عشبة البربرين قد اُستخدمت في أمريكا الجنوبية، الشرق الأوسط وأوروبا لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض المختلفة. أما اليوم، فيتم التحقق من استخدام البربرين كعلاج لمرض السكري، ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وحتى متلازمة تكيس المبايض (PCOS).

ما هي عشبة البربرين؟

البربرين مركب حيوي طبيعي يمكن استخراجه من نباتات مختلفة، بما في ذلك مجموعة من الشجيرات تسمى البربريس الأوروبي، والتي لها تاريخ طويل من الاستخدام في الطب الصيني التقليدي، بالإضافة إلى النباتات التالية: خاتم الذهب، خيط الذهب، عنب أوريغون، والفلوديندرون.

 ينتمي البربرين إلى فئة من المركبات تسمى قلويدات، يتميز بلونه الأصفر، وغالبًا ما يستخدم كصبغة. وقد ثبت أن له تأثيرات قوية على مختلف جوانب الصحة، وخاصة السيطرة على نسبة السكر في الدم.

يعد البربرين أحد أكثر المكملات الطبيعية فعّالية، فهو إذًا ليس عشبة بالمعنى الحرفي للكلمة، وإنما يتواجد في العديد من النباتات، حيث ثبت أن له فوائد صحية رائعة للغاية لتخفيف أعراض العديد من الأمراض، لذا يعد أحد المكملات القليلة التي أثبتت فعاليتها كعقار صيدلاني.

كيف يعمل البربرين؟

بعد إجراء مئات الدراسات العلمية والطبية حول مركب البربرين، أو كما هو معروف عشبة البربرين، تبيّن أن له تأثيرات قوية على العديد من النظم البيولوجية المختلفة، فبعد تناوله يدخل الجسم وينتقل إلى مجرى الدم، ومنه إلى خلايا الجسم، حيث يرتبط داخل هذه الخلايا بعدة أهداف جزيئية ويغير وظيفتها، هذا مشابه لكيفية عمل الأدوية الطبية.

إلا أن أحد الأدوار الرئيسة للبربرين في الجسم هو تنشيط إنزيم داخل الخلايا يسمى بروتين كيناز المنشط AMP (AMPK)  الذي يعرف بمفتاح التمثيل الغذائي الرئيس في الجسم، حيث يتواجد هذا الأنزيم في خلايا أعضاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الدماغ والعضلات والكلى والقلب والكبد، ويلعب دورًا رئيسًا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي، وقد يؤثر أيضًا على الجينات داخل الخلايا، حيث يعمل على تشغيلها أو إيقاف تشغيلها.

فوائد عشبة البربرين الصحية

فوائد عشبة البربرين الصحية

استخدم البربرين منذ آلاف السنين كجزء من العلاج في الطب الصيني والأيورفيدا، بسبب فعاليته في إحداث تغييرات داخل خلايا الجسم، مما يسمح له بعلاج العديد من الحالات الصحية الأيضية بما في ذلك مرض السكري والسمنة ومشاكل القلب. قد يحسن أيضًا صحة القناة الهضمية دون التسبب بآثار جانبية مزعجة، بحسب مراجعة أجريت عام 2014. وإليكم فيما يلي بعض فوائد البربرين بالتفصيل:

1 – خفض نسبة الكوليسترول في الدم:

يخفض تناول مكملات البربرين بانتظام الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول، حيث يعمل بطريقة مختلفة عن عمل أدوية الكوليسترول، لذلك قد يساعد في علاج الأشخاص الذين يقاومون أدوية أخرى توصف لهم لخفض الكوليسترول.

لتحقيق ذلك، ينصح بتناول 500 ملغ من البربرين مرتين يوميًا لمدة 3 أشهر. فالبربرين يساعد في نقل الكوليسترول الزائد إلى الكبد، حيث يمكن للجسم معالجته وإزالته. وهذا بدوره يساعد على خفض مستويات الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية.

2 – تعزيز صحة القلب:

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بأمراض القلب من الإرهاق وضربات القلب غير المنتظمة.  تشير الدراسات إلى أن تناول مكملات البربارين جنبًا إلى جنب مع العلاجات القياسية لأمراض القلب يقلل من هذه الأعراض. بالإضافة إلى أن البربرين يقلل من خطر الوفاة من أمراض القلب دون ظهور آثار جانبية.

3 – ضبط سكر الدم:

يخفض البربرين مستويات الجلوكوز لدى مرضى السكري، بحسب العديد من الدراسات التي أشارت إلى أنه يساعد جسمك على الاستجابة بشكل أفضل للأنسولين ويمنع الكبد من إنتاج المزيد من الجلوكوز، حيث يقلل من مقاومة الأنسولين، مما يجعل هرمون الأنسولين الخافض للسكر في الدم أكثر فعالية. الأمر الذي يسهم في خفض مستويات السكر في الدم، وينعكس إيجابًا على صحة مريض السكري.

ووفقًا لمراجعة كبيرة ودقيقة أجريت لـ 14 دراسة، فإن البربرين فعال مثل أدوية السكري التي تؤخذ عن طريق الفم، بما في ذلك الميتفورمين، الغليبيزيد والروزيجليتازون.

4 – خفض ضغط الدم المرتفع:

يرتبط ارتفاع ضغط الدم بأمراض القلب والسكتات الدماغية. قد يساعد تناول البربرين في خفض ضغط الدم الانبساطي والانقباضي (الرقمان السفلي والعلوي لقراءة ضغط الدم).

5 – تخفيف أعراض متلازمة تكيس المبايض:

وجدت مراجعة علمية منهجية أن البربرين واعد كعلاج لمتلازمة تكيس المبايض مع مقاومة الأنسولين. حيث يمكن أن تسبب متلازمة تكيس المبايض، مشاكل مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ومقاومة الأنسولين، وصعوبة فقدان الوزن. في بعض الدراسات، ساعد البربرين النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض على التحكم في الكوليسترول، وخفض نسبة مقاس الخصر إلى الورك، وزيادة استجابتهن للأنسولين.

6 – علاج الالتهابات البكتيرية:

يمكن أن يكون البربرين عامل فعال مضاد للميكروبات. حيث وجدت دراسة أن البربرين لديه القدرة على إتلاف الحمض النووي والبروتين لبعض البكتيريا، مما يساعد في القضاء عليها، كما وجدت دراسة مخبرية أخرى أجريت عام 2016 أن البربرين ساعد في منع نمو المكورات العنقودية الذهبية التي تسبب العديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك:

  • تعفن الدم.
  • الالتهابات الرئوية.
  • التهاب السحايا.
  • بعض الأمراض الجلدية.

7 – يساعد على فقدان الوزن:

أظهرت دراستان أن تناول مكمل البربرين على مدار ثلاثة أشهر يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير. وربما ذلك بسبب قدرته على التحكم في الأنسولين والهرمونات الأخرى التي تنظم الخلايا الدهنية في الجسم. وعلى الرغم من أن البربرين ليس حبة سحرية لإنقاص الوزن، إلا أنه قد يساعد الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) يزيد عن 30 على إنقاص وزنهم.

8 – يعزز صحة الأمعاء:

وجد العلماء أن عشبة البربرين لها تأثيرًا مفيدًا على ميكروبيوتا الأمعاء (المعروفة بمستعمرات البكتيريا في الأمعاء) وذلك وفقًا لبعض الأبحاث المنشورة في عام 2020. كما أن البربرين له تأثيرًا مضادًا للبكتيريا فهو يزيل البكتيريا الضارة في الأمعاء، وبالتالي يعزز نمو البكتيريا الصحية.

9 – يقلل نمو الخلايا السرطانية:

تشير دراسات طبية إلى أن البربرين يساعد في علاج السرطان من خلال تثبيط انتشاره ودورة حياته النموذجية، و قد يلعب دورًا أيضًا في قتل الخلايا السرطانية. كما وجدت إحدى المراجعات أن البربرين له تأثيرات مثبطة واضحة على أنواع السرطانات التالية:

  • سرطان القولون.
  • سرطان الرئة.
  • سرطان المبيض.
  • سرطان البروستات.
  • سرطان الكبد.
  • سرطان عنق الرحم.

10 – علاج الإسهال:

تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن كبريتات البربرين يمكن أن تقلل من الإسهال لدى الأشخاص المصابين بعدوى بكتيرية معينة. أيضًا، يبدو أن هيدروكلوريد البربارين يسرع من وقت الشفاء للأشخاص المصابين بالإسهال عند إضافته إلى بعض العلاجات القياسية. ومع ذلك، لا يبدو أن البربرين يعزز آثار التتراسيكلين في علاج الإسهال المرتبط بعدوى الكوليرا.

11 – يحمي من مرض الكبد الدهني:

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تناول البربارين لمدة 12 أسبوعًا يقلل الدهون في الدم وعلامات تلف الكبد لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكبد والسكري. كما يمكن أن يقلل من تراكم الدهون في الكبد، مما يساعد في الحماية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) .

12 – قصور القلب:

أظهرت إحدى الدراسات أن البربرين يحسن الأعراض للمرضى الذين يعانون من القصور الاحتقاني في عضلة القلب (CHF) بشكل كبير، ويقلل من خطر الوفاة لديهم.

13 – يعالج الحروق:

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تطبيق مرهم يحتوي على بربارين وبيتا سيتوستيرول يمكن أن يعالج حروق الدرجة الثانية بشكل فعال مثل العلاج التقليدي بـ سلفاديازين الفضة.

14 – الزرق أو ارتفاع ضغط العين:

بينت الدراسات أن استخدام قطرات العين التي تحتوي على بربارين ورباعي هيدروزولين لمدة 3 أيام يقلل من ضغط العين لدى الأشخاص المصابين بالجلوكوما بشكل أفضل من قطرات العين التي تحتوي على الـ تتراهيدروزولين وحده.

15 – علاج قرحة المعدة:

يعالج البربرين قرحة المعدة التي تسببها عدوى هيليكوباكتر بيلوري (H pylori)، حيث بينت الدراسات أن تناول البربرين ثلاث مرات يوميًا لمدة 6 أسابيع أكثر فعالية من عقار رانيتيدين في القضاء على عدوى الملوية البوابية، إلا أنه أقل فعالية في شفاء القرحة لدى الأشخاص المصابين بقرحة المعدة التي تسببها الملوية البوابية.

16 – يعالج الإصابات الناجمة عن الإشعاع:

تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن تناول البربرين أثناء العلاج الإشعاعي يمكن أن يقلل من حدوث وشدة بعض الإصابات الناجمة عن الإشعاع عند المرضى الذين يعالجون من مرض السرطان.

17 – يعالج انخفاض عدد الصفائح:

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تناول البربرين لمدة 15 يومًا يعالج انخفاض عدد الصفائح الدموية التي تلعب دورًا رئيسًا في تخثر الدم، سواء تم تناوله بمفرده أو مع بريدنيزولون، حيث يمكن أن يزيد من عدد الصفائح الدموية لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاضها.

18 – علاج التراخوما:

التراخوما هو أحد الأمراض التي تصيب العين، وهو سبب شائع للعمى في البلدان النامية. أثبتت بعض الدراسات أن قطرات العين التي تحتوي على البربارين قد تكون مفيدة في علاجها.

فوائد صحية أخرى للبربرين

بالإضافة إلى الفوائد الصحية التي سبق ذكرها لـ عشبة البربرين، قد يحتوي البربرين أيضًا على العديد من الفوائد الأخرى منها:

  • يعالج مرض الاكتئاب.
  • له تأثيرات قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
  • يعزز المناعة ويحمي من العدوى بالأمراض، فقد ثبت أن البربرين يحارب الكائنات الحية الدقيقة الضارة، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات المسببة للأمراض.
  • يقلل أعراض سن اليأس، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تناول البربرين وفول الصويا يمكن أن يقلل من أعراض انقطاع الطمث.

نصائح لتناول عشبة البربرين بآمان دون آثار جانبية

نصائح لتناول عشبة البربرين بآمان دون آثار جانبية

اكتسب البربرين فوائده الصحية من خلال آلية عمله وطريقة تأثيره على الإنزيمات في الجسم، حيث يرتبط بهذه الأنزيمات سواء كانت إنزيمات فردية، أو حتى DNA و RNA. بالإضافة إلى أجزاء من خلايا الجسم حيث يعمل على تغيير طريقة عملها، وذلك في حال تم تناوله بجرعات صحيحة مع مراعاة الحالة الصحية للفرد، وقد بينت الدراسات الطبية أن الجرعات الآمنة من البربرين هي كما يلي:

  • ينصح بتناول 500 ملغ من عشبة البربرين، 3 مرات يوميًا، قبل نصف ساعة من الوجبات   بحيث لا تتجاوز الكمية الإجمالية منه 1500 ملغ يوميًا.
  • يحتاج البربرين 3 ساعات حتى يبلغ تركيزه النصف في الجسم، لذلك من الضروري توزيع جرعتك عدة مرات في اليوم لتحقيق مستويات مستقرة في الدم.
  • إذا كنت تعاني من حالة طبية أو كنت تتناول أي أدوية، فمن المستحسن أن تتحدث مع طبيبك قبل تناول البربرين، وبخاصة إذا كنت تتناول أدوية لخفض نسبة السكر في الدم.
  • يعد البربرين آمنًا للاستخدام قصير المدى لمعظم البالغين عند تناوله عن طريق الفم أو وضعه على الجلد، حيث ترتبط الآثار الجانبية الرئيسة لزيادة جرعته بالهضم، فتشمل حدوث تقلصات، إسهال، انتفاخ البطن، إمساك وآلام في المعدة.

نصيحة أخيرة

يعد تناول المركبات العشبية بكميات قليلة آمن بشكل عام، وبخاصة عشبة البربرين التي تتواجد كمركب كيميائي في العديد من النباتات إلا أنه يفضل استشارة الطبيب المختص في حال كنت تعاني من أمراض مزمنة وتتناول أدوية صيدلانية.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله