طرق تشخيص متلازمة توريت .. حل سريع ومبكر للحالة

إن معرفة المرض عن طريق التشخيص الصحيح من قبل الطبيب المشرف على أي حالة مرضية، له الدور الكبير في معرفة المرض، والتعرف على الأسباب التي أدت للإصابة به، وبالتالي وصف العلاج المناسب.

ومتلازمة توريت كأي مرض أو يمكن اعتبارها أنها من الأمراض الصعبة التي تحتاج أيضًا لتشخيص دقيق من قبل الطبيب المشرف، حتى يتمكن من تحديد الإصابة بهذه المتلازمة، فتعالوا معنا لنتعرف على طرق تشخيص متلازمة توريت للوصول إلى حل مبكر لها:

متلازمة توريت

متلازمة توريت والتي تسمى باللغة الانكليزية (Tourette syndrome)، أو تسمى اختصارًا (باسم TS)، أو ما يمكن تسميته علميًا وطبيًا باضطراب التشنج اللاإرادي هي اضطراب عصبي يتميز بحركات أو أصوات متكررة نمطية لا إرادية تُعرف باسم التشنجات اللاإرادية، حيث يمكن أن تكون هذه العلامات بسيطة أو معقدة، صوتية أو حركية.

اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

تشخيص متلازمة توريت

توريت والتشخيص الصحيح

لا يوجد اختبار محدد لتشخيص متلازمة توريت، لذلك نجد أن معظم المعالجين لحالات تظهر عليها أعراض متلازمة توريت إنما يلجؤون إلى فحص الأعراض التي تحدث للشخص لتشخيص متلازمة توريت والاضطرابات الأخرى المرتبطة بهذا التشنج.

تختلف الاضطرابات المرتبطة بالتشنج اللاإرادي في نوع التشنج اللاإرادي (الحركي أو الصوتي أو مزيج من الاثنين) ومدة الأعراض، حيث يتم تشخيص متلازمة توريت إذا كان الشخص يعاني من التشنجات اللاإرادية الحركية والصوتية واستمرت أعراض التشنجات اللاإرادية لمدة عام على الأقل.

يعتمد تشخيص متلازمة توريت على الأعراض التي تظهر على المصاب:

  • يجب أن يكون لدى المصاب بهذه الأعراض من تشنجات أن يكون كل من التشنجات اللاإرادية الحركية، والتشنجات الصوتية ظهور واحد على الأقل لهذا العرض واستمراره في الظهور لمدة سنة واحدة قبل سن “الثامنة عشر”، (ويمكن تجاوز هذا العمر في بعض الحالات لسن “21”).
  • كما أن التشخيص لا يتوقف على أن تكون هذه التشنجات اللاإرادية الحركية والصوتية قد حدثت بشكل مستمر أو في نفس الوقت، فهذا ليس شرطًا على أنها ترتبط بمتلازمة توريت.

طرق تشخيص متلازمة توريت

تشخيص الطبيب لتوريت

في بداية التشخيص فإن الأعراض التي تظهر على المصاب والتي يكتشفها الآباء والأمهات أو المقربين من المصاب أو أصدقائه، من تشنجات لاإرادية غير واعية عند الطفل يمكن أن يتجاهلونها، وهذا من أكبر الأخطاء التي يقوم بها المقربين من المصاب، بل لا بد لهم من أن يكونوا أكثر إيجابية تجاه أي عرض غامض أمامهم، وعدم تجاهله والمبادرة فورًا لاختصاصي قسم الأعصاب فهذا سيساعد الطفل على التعامل معها في الوقت المناسب.

كما أن الطبيب يقوم بالاستفسار عن الأسرة والتاريخ الطبي لها، ويسجل كافة الأعراض التي يُعاني منها الطفل المصاب.

ويمكن من خلال الفحص السريري لظهور التشنجات اللاإرادية سواء الحركية أو الصوتية عند المصاب أن يطلب الطبيب المشرف فحوصات لاستبعاد أن تكون هذه الأعراض مرتبطة ببعض المشاكل العصبية الأخرى ومنها:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  • التصوير المقطعي المحوري المستعرض (TACO).
  • اختبارات تحاليل الدم.
  • تخطيط كهربية الدماغ (EEG).

تُستخدم الاختبارات المذكورة أعلاه لاستبعاد الاضطرابات الأخرى التي قد تتشابه مع أعراض متلازمة توريت.

ملاحظة مهمة:

  • قد تتطلب الأعراض أو ظهور أعراض مقدمة غير معتادة على الأعراض المعروفة أخصائيًا لتشخيصها (على سبيل المثال ظهور الأعراض في مرحلة البلوغ).
  • إضافة إلى أنه في معظم الأحيان يمكن للطبيب المشرف تشخيص متلازمة توريت بسهولة عندما يكون لدى الشخص الأعراض النموذجية الواضحة لهذه المتلازمة.
  • ومع ذلك يكون معرفة تشخيص إصابة المريض بمتلازمة توريت أكثر صعوبة، عندما تكون الأعراض التي تظهر على المريض غير نمطية، أو عندما تظهر لاحقًا في حياة المصاب.
  • يمكن أن يستغرق تشخيص متلازمة توريت بعض الوقت، خاصةً عندما يكون لدى الشخص (عرّات خفيفة) أو تشنجات لاإرادية خفيفة وبسيطة، قد يربطها الطبيب إلى أسباب أخرى (على سبيل المثال يمكن أن يربط الطبيب ظهور عرض الشم المستمر عند المصاب على أنه بسبب الحساسية، أو أن هذه الأعراض ترتبط بمشاكل في الرؤية، أو أي مرض آخر).

بعد التشخيص

وفقًا لتقدير الطبيب سيصف الدواء المناسب، إلا أنه لا يوجد دواء معياري لجميع مرضى متلازمة توريت، لكن يمكن للأدوية الموجودة أن تساعد الطفل المصاب في تقليل الأعراض، لكن لا يمكنها القضاء عليها تمامًا، كما أن العلاج السلوكي جيد أيضًا.

إضافة إلى أنه من الممكن أن يطلب الطبيب المشرف أن يقوم الأهل بزيارة الطبيب النفسي، الذي يمكن أن تساعد هذه الزيارة في العلاج الفعال، على الرغم من أن متلازمة توريت ليست مشكلة نفسية، إلا أن الأخصائي النفسي يلعب دورًا هامًا في تعليم الطفل تقنيات الاسترخاء، والتعامل مع التشنجات المفاجئة، والقلق، ومحاولة السيطرة عليها، نظرًا لأن معظم الحالات تتطلب علاجًا نفسيًا بدلاً من الأدوية، فإن التعرف على المرض وجعل الطفل المصاب يشعر بالراحة يكفي لتقليل حدة الأعراض بشكل كبير.

وقد يصف الأطباء جرعات مناسبة من مضادات الاكتئاب خلال فترة المراهقة، لتقليل أعراض اضطراب الوسواس القهري والقلق المفرط، أو علاجات أخرى لتقليل الدوبامين في الدماغ لتجنب آثاره الجانبية، مثل زيادة الوزن.

أخيرًا …

  • على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لمتلازمة توريت إلا أنه يحصل تحسن لدى العديد من الأشخاص في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات، ونتيجة لذلك قد لا يعاني بعض الأشخاص من الأعراض أو أنه لا يشعر بأي أعراض، لذلك لا يحتاجون لدواء من أجل علاج أو إيقاف أو تخفيف التشنجات اللاإرادية.
  • وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب في متلازمة توريت مزمن ويستمر مدى الحياة بشكل عام، إلا أنه ليس حالة مدمرة، حيث يمكن التأقلم معه أو التعايش.
  • يجب ألا ننسى أن التثقيف الصحي ضروري جدًا لمعرفة الأمراض وطرق التعامل معها بشكل صحيح.

المصدر:

ما هي متلازمة توريت؟ (الأعراض والتشخيص والعلاج) – موقع tavandarman

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله