ضرب أبو جهل أسماء بنت أبي بكر الصديق

عندما علمت قريش بهجرة النبي إلى المدينة خرجت تطلب الرسول وتبحث عنه، وقف المشركون أمام بيته ينتظرون خروجه، وقد خرج الرسول بالفعل ولكن الله أعمى عيون المشركين عنه فلم يروه ولم يشعروا بذلك.

خرج النبي بالفعل، ومر من بينهم بأمان والمشركين لم يشعروا إلا حينما سألهم أحد الرجال: “ماذا تنتظرون هنا؟

فقالوا له: “ننتظر محمد

رد عليهم: “خيبكم الله! قد والله خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلًا إلا وقد وضع على رأسه ترابًا وانطلق لشأنه أفما ترون ما بكم؟

حينها وضع كل منهم يده على رأسه وبالفعل وجدوا ترابًا عليها، ولم يصدقوا، وكيف لهم تصديق هكذا أمر معجز.

فنظروا من شق الباب، فإذا بالنبي نائمًا على فراشه مغطى ببرده، فقال قائل منهم: “والله إن هذا لمحمد نائم وعليه برده، ولم يخرج“.

وظلوا منتظرين خروجه حتى طلع النهار ولم يخرج، فدخلوا وأزالوا البردة من عليه، وهنا كنت الصدمة، هو ليس محمد وإنما عليّ رضي الله عنه قد نام في فراش النبي وعرض نفسه للخطر في سبيل حمايته وتيسير هجرته إلى المدينة.

هنا صدقوا بالفعل أن النبي قد خرج ولم يروه فسألوا عليّ: “أين صاحبك؟

فقال لهم: “لا أدري

حينها جن جنون قريش فقد تمكن محمد من الخروج ولم يروه، وأخذوا يبحثون عنه ويهيمون هنا وهناك، وأول من قصدوه كان بيت الصديق أبو بكر، كيف لا وهو صاحبه، فإما أن يكون هناك، وإما أن يعرف أين هو.

وصلت جماعة من قريش فيهم أبو جهل بن هشام إلى بيت أبو بكر، وقفوا على بابه ولكن أبو بكر لم يكن هناك فقد خرج مع النبي لذا خرجت إليهم أسماء بنت أبو بكر رضي الله عنها.

سألوها: “أين أباكِ يا ابنت أبي بكر؟

قالت: “لا أدري والله أين أبي

اشتد حينها غضب أبو جهل ورفع يده وتجرأ على لطم خد أسماء، وكان شديدًا ضربها لطمة بيده الشديدة حتى أن قرطها قد سقط من شدة تلك الضربة ثم انصرفوا.

وفي رواية أخرى يذكر أن أبو جهل نفسه ندم مباشرة على فعلته، فكيف يضرب أسماء، وخاف من انتشار الخبر بين الناس، فقال لأصحابه: “اكتموها عني حتى لا تتحدث العرب وتقول أننا ضربنا النساء

تتابع أسماء في حديثها فتقول أنها بقيت ثلاث ليالٍ ولم تعرف خلالها أين رسول الله وصاحبه أي أبيها رضي الله عنه.

وهذا ما ورد في الحديث: فقد روى ابن إسحاق عن أسماء بنت أبي بكر، أنها قالت: “لَمّا خرج رسول الله ﷺ وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم. فقالوا: “أين أبوك يا بنت أبي بكر؟” قلت: “لاَ أدري والله أين أبي؛ فرفع أبو جهل يده – وكان فاحشا خبيثا – فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي، ثم انصرفوا، فمكثنا ثلاَث ليال وما ندري أين وجه رسول الله ﷺ “

وفي إحدى حلقات برنامج لعلهم يفقهون، يحكي فضيلة الشيخ رمضان عبد المعز أحداث قصة ضرب أبو جهل لأسماء بنت أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعنها.

أسماء ابنت أبي بكر الصحابية الجليلة (ذات النطاقين)، كانت بذلك مثال للقوة والتضحية وثبات، ولم يكن ذلك في هذا الموقف فقط وفي تحمل ضرب أبي جهل لها وإنما في عدة مواقف أخرى.

المراجع

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله