قصة سنو وايت والأقزام السبعة – أول فيلم رسوم متحركة في التاريخ

قصة سنو وايت والأقزام السبعة هي قصة خيالية أوربية خطت بيد الكاتبان الألمانيان الأخوان جريم عام 1812م، وبعدها أنتجتها شركة والت ديزني عام 1937م، لتصبح قصة سنو وايت والأقزام السبعة أول فيلم رسوم متحركة طويل في التاريخ، ومنذ ذلك الحين تم تبنيها في جميع أنحاء العالم، حيث تعدد إنتاج هذه القصة وكتابتها بعدة لغات لتصنف واحدة من أشهر القصص الخيالية التي نعرفها اليوم.

تدور أحداث قصة سنو وايت والأقزام السبعة حول أميرة تعاني من غيرة وقسوة زوجة أبيها، فتحاول الهرب إلى الغابة لتتعرف على الأقزام السبعة الذين مدوا لها يد العون إلى أن صادفها الأمير وتزوجها وأنقذها من معاناتها بقتل الملكة الشريرة، ليعيش بعدها مع سنو وايت والأقزام السبعة بسعادة وهناء. وللاستمتاع أكثر بأحداث هذه القصة المشوقة، تابع معنا سرد الحكاية بالتفصيل.

قصة سنو وايت والأقزام السبعة

كان ياما كان في قديم الزمان ملك وملكة يحكمان أرض بعيدة، وكانا يعيشان حياة تملؤها السعادة والحب في قلعة كبيرة جدًا، وكانت الملكة ذات طباع لطيفة جعلتها محبوبة من جميع أهل المملكة، ولكن الشيء الوحيد الذي كان يعكر صفو حياة الملكة، أنها لم ترزق بطفلٍ بعد، وكانت تلك هي أمنيتها الوحيدة.

وذات يوم من أيام الشتاء الباردة، كانت الملكة تجلس أمام نافذتها المفتوحة تحيك شالًا لزوجها الملك، مستمتعة بالنظر إلى رقاقات الثلج المتساقطة على نافذتها السوداء، وفجأة… طار عصفور من أمام النافذة ففزعت الملكة ووخزت إصبعها بالإبرة التي كانت تحيك بها، مما تسبب في تساقط ثلاث قطرات من الدم الأحمر على الثلج الأبيض المتساقط حديثًا على حافة النافذة السوداء. ثم قالت الملكة في نفسها: كم أتمنى أن يكون لي ابنة ذات بشرة بيضاء كالثلج، وشفاه حمراء كالدم، وشعر أسود مثل خشب هذه النافذة السوداء.

بعد ذلك بوقت قصير، تحققت أمنية الملكة الطيبة، ورزقها الله بطفلة ذات بشرة بيضاء كالثلج، وشفاه حمراء كالدم، وشعر أسود تمامًا مثل خشب تلك النافذة، حيث أطلقوا على الطفلة اسم الأميرة سنو وايت، ولكن للأسف ماتت الملكة بعد أن أنجبت سنو وايت بساعات قليلة ليبقى الملك وحيدًا مع أميرته الصغيرة في تلك القلعة.

وبعد عامٍ واحد من وفاة الملكة تزوج الملك من امرأة أخرى، وقد كانت جميلة جدًا، حيث لا أحدًا يمتلك جمالها وحسنها في جميع أنحاء الأرض، لكنها كانت مغرورة وساحرة شريرة، فقد كانت لديها مرآة سحرية معلقة على حائط غرفتها، وكانت كلما تقف أمام المرآة تنظر إليها قائلة: أجيبيني يا مرآتي الجميلة… من هي أجمل نساء الأرض؟ فترد عليها المرآة: أنت يا سيدتي أجمل نساء الأرض على الإطلاق. كانت الملكة تُسعد دائمًا بهذا الرد لأنها تعرف تمامًا أن المرآة السحرية لم تكذب أبدًا، وأنها تقول الحقيقة على الدوام.

ومرت السنين وكبرت الأميرة سنو وايت وبلغت سن السابعة عشر من عمرها، لتصبح فتاة شابة رائعة الجمال، فلم يكن هناك أجمل منها في جميع أرجاء المملكة، ولا حتى الملكة نفسها.

الملكة الشريرة ومرآتها السحرية

وفي صباح يوم من الأيام وقفت الملكة الشريرة أمام مرآتها لتسألها: أجيبيني يا مرآتي الجميلة… من هي أجمل نساء الأرض؟ فترد عليها مرآتها: الأميرة سنو وايت هي أجمل نساء الأرض على الإطلاق.

صعقت الملكة الشريرة واستشاطت غضبًا عندما سمعت رد مرآتها، وبدأ لون وجهها يحمر تارةً، ويصفر تارةً أخرى، ومنذ ذلك الحين كانت الملكة يمتلأ قلبها بالحقد والكراهية في كل مرة ترى فيها الأميرة سنو وايت، ونمت في داخلها غيرة شديدة تزداد يومًا بعد يوم لدرجة أنها لم تعد تعرف طعم الراحة ولا حتى النوم وهي تفكر في خطة تتخلص فيها من الأميرة سنو وايت لتبقى هي وحدها أجمل نساء الأرض. ولكن بماذا كانت تفكر تلك الملكة الشريرة.. وكيف سوف تتخلص من الأميرة سنو وايت المسكينة؟

سنو وايت والصياد الطيب

بعد أن عرفت الملكة الشريرة من خلال مرآتها السحرية أن أجمل نساء الأرض هي الأميرة سنو وايت قررت أن تتخلص منها إلى الأبد، فأمرت أحد الصيادين بأخذ سنو وايت إلى الغابة ليقتلها، وطلبت منه أن يعود بقلب سنو وايت ورئتيها كدليل على وفاتها.

أطاع الصياد الملكة، وقاد سنو وايت إلى الغابة، وعندما سحب خنجره ليغرزه في قلبها، بدأت بالبكاء وقالت له: أرجوك أيها الصياد الطيب، دعني أذهب وسأهرب إلى أعماق تلك الغابة ولن أعود إلى القلعة أبدًا.

بعد أن رأى الصياد الطيب الدموع تتلألأ في عيني الأميرة سنو وايت أشفق عليها ووافق على طلبها، ثم قال لها: اهربي أيتها الطفلة المسكينة واركضي بسرعة كي لا تلتهمك وحوش الغابة، وفي اللحظة ذاتها مر بجانبه خنزير بري، فقام الصياد بقتله بالخنجر، وأخذ رئتيه وكبده ليقدمهما إلى الملكة كدليل على وفاة سنو وايت. وبقيت الأميرة سنو وايت وحيدة في وسط تلك الغابة الموحشة، كان خوفها كبيرًا، ولا تدري ماذا تفعل وماذا سوف يحل بها.

بدأت في الجري فوق الأشواك والحجارة الحادة، وكانت الوحوش تحاصرها من كل جانب ولكنها لم تؤذها على الإطلاق، واستمرت في الركض بقدر ما يمكن أن تحملها قدميها، وعندما حل المساء، رأت سنو وايت منزلًا صغيرًا، فرحت جدًا لأنها وجدت مأوى لها يحميها من وحوش الغابة الضارية، توقف وطرقت باب المنزل، لكن للأسف لم تتلق رد من أحد، فنادت بصوتها المرتجف: مرحبًا… هل من أحدٍ هناك؟ ولكن لا حياة لمن تنادي فقد كان المنزل خالي من سكانه، ففتحت سنو وايت باب المنزل ودخلت لتستريح به. ولكن منزل من هذا.. وهل سيسمح لها سكان المنزل بالبقاء معهم؟

سنو وايت والأقزام السبعة

بعد أن دخلت سنو وايت إلى المنزل لتستريح به، رأت بداخله أشياء غريبة وغير مألوفة، فقد كان كل شيءٍ في المنزل صغيرًا، كانت هناك طاولة صغيرة مغطاة بمفرش أبيض، وعليها سبعة أطباق، وسبعة ملاعق، وسبعة شوك، وسبع سكاكين، وسبع كؤوس، وكلها صغيرة الحجم، وفي الجانب الآخر من المنزل كان هناك سبعة أسرة صغيرة مصطفة بجانب بعضها البعض ومغطاة بملاءات بيضاء.

دهشت سنو وايت من صغر حجم الأشياء التي رأتها في هذا المنزل، ولكنها لم تطل التفكير في ذلك طويلًا لأنه قد غزاها الجوع والعطش، وقررت أن تأكل بعضًا من الطعام الموجود على تلك الطاولة الصغيرة، فأكلت سنو وايت القليل من الخضار والقليل من الخبز من كل طبق صغير، وشربت من كل كوب القليل من الحليب. وبعد ذلك، داهمها التعب والنعاس فاستلقت على الأسرة الصغيرة واستغرقت في نوم عميق.

بعد حلول الظلام، عاد أصحاب المنزل، فقد كانوا أقزام سبعة يبحثون عن الذهب ويستخرجونه من الجبال، وبمجرد وصولهم إلى المنزل، أشعلوا مصابيحهم السبعة الصغيرة، وعندما أضاء ضوء المصابيح المنزل، عرفوا أن هناك شخصًا ما قد دخل منزلهم لأنه لم يعد بنفس الترتيب الذي تركوه فيه صباحًا.

فقال الأول: من جلس على كرسيي الصغير؟

والثاني: من أكل من طبقي الصغير؟

والثالث: من أخذ خبزي؟

الرابع: من أكل خضرواتي؟

الخامس: من استخدم شوكتي؟

السادس: من قطع بسكيني؟

السابع: من شرب من كأسي؟

وبعد أن نظر أحد الأقزام إلى سريره ليتفقده، وجد سنو وايت مستلقية على الأسرة السبع ومستغرقة في نوم عميق، فصرخ القزم بدهشة، ليحضر أصدقائه إليه بمصابيحهم، ثم ألقوا الضوء على سنو وايت وهي نائمة ليسحرهم جمالها ورقتها، فقد كانوا مندهشين وسعداء جدًا في الوقت ذاته، لدرجة أنهم لم يرغبوا أن يوقظوها من نومها، وبقيت سنو وايت نائمة بعمق حتى صباح اليوم التالي. وعندما استيقظت سنو وايت من نومها رأت سبعة أقزام يحيطون بالأسرّة التي كانت مستلقية عليها، ذعرت الأميرة في بادئ الأمر ولكن سرعان ما اطمأنت عندما لاحظت طيبة الأقزام وابتسامتهم اللطيفة، فقد كانوا ودودين جدًا معها، وبعد ذلك سألها أحدهم ما اسمك؟

أجابت: اسمي سنو وايت.

أحد الأقزام: وكيف أتيت إلى هنا؟

أخبرتهم أن زوجة أبيها حاولت قتلها، وأن الصياد الطيب أنقذ حياتها، وأنها ركضت طوال اليوم في الغابة لتجد أخيراً هذا المنزل الصغير. تحدث الأقزام السبعة مع بعضهم البعض بعيدًا عن سنو وايت، ثم قالوا لها: يمكنك البقاء معنا في هذا المنزل، وتعاملين وكأنك فردًا منّا، ولكن بالمقابل يجب عليك أن تقومي بتحضير طعامنا، وغسيل ملابسنا، وترتيب وتنظيف المنزل، ويجب عليكِ أيضًا توخي الحذر عندما تكونين بمفردك في المنزل، وأن لا تسمحي لأي شخص غريب بالدخول أثناء عملنا في الجبال.

أجابتهم سنو وايت: أنا موافقة وبكل سرور، فأنا استمتع كثيرًا بتحضير الطعام والقيام بالأعمال المنزلية، وكذلك لن أسمح للغرباء بالدخول إلى المنزل أثناء غيابكم. بعد ذلك عاشت سنو وايت بسعادة مع الأقزام السبعة، فقد كانوا يذهبون كل صباح إلى الجبال بحثًا عن الذهب، وهي بدورها ترتب لهم منزلهم، وتغسل ثيابهم، وتَعِدُ لهم أطيب وألذ الأطباق.

وبعد فترة من الزمن أرادت الملكة الشريرة أن تطمئن على جمالها فوقفت أمام مرآتها وسألتها: من هي أجمل امرأة على وجه الأرض؟ فأجابتها المرآة السحرية: إن الأميرة سنو وايت هي الأجمل على الإطلاق، وأن هي ليست فقط الأجمل على وجه الأرض، لكنها أيضًا تعيش حاليًا في منزل الأقزام السبعة في الغابة.

أذهلت المرآة السحرية تلك الملكة بردها، لأنها كانت تعرف أن المرآة السحرية لم تكذب يومًا، وأدركت أن الصياد قد خدعها وأن سنو وايت لا تزال على قيد الحياة. لكن ماذا ستفعل تلك الساحرة الشريرة.. وهل ستعثر على منزل الأقزام السبعة وتقتل الأميرة سنو وايت؟

سنو وايت والأقزام السبعة وتَنَكُّر الملكة الشريرة

عندما أدركت الملكة الشريرة أن سنو وايت ما زالت على قيد الحياة، اشتعلت نار الغيرة والحقد بداخلها، وأخذت تفكر في طريقة خبيثة لقتلها، وسرعان ما قامت بتنفيذها، فقد تنكرت بزي بائعة متجولة عجوز حتى لا تتمكن سنو وايت من التعرف عليها، ثم عبرت الغابة والجبال التي عاشت خلفها الأقزام السبعة، إلى أن وصلت إلى منزلهم، فطرقت الباب وقالت: هل من أحدٍ هناك.. لدي بعض الأشياء الجميلة للبيع. نظرت سنو وايت من النافذة وقالت: مرحبًا سيدتي العزيزة، ماذا لديك للبيع؟

الساحرة: لدي بضاعة جميلة وجيدة، انظري إلى هذا العقد الجميل، إنه يليق بك كثيرًا يا حلوتي.

فكرت سنو وايت وقالت في نفسها: سأنزل واشتري هذا العقد الجميل، ففتحت الباب واشترت سنو وايت العقد من الملكة المتنكرة. فقالت لها العجوز هل أساعدك في ارتدائه يا عزيزتي؟ سنو وايت: نعم إذا تكرمت يا سيدتي.

وضعت المرأة العجوز العقد حول عنق سنو وايت وأخذت تشده وتضغطه بسرعة وقوة إلى أن فقدت الفتاة المسكينة أنفاسها وسقطت على الأرض وكأنها ميتة. ثم قالت المرأة العجوز وهي تهرب: لتذهبي إلى الجحيم يا بياض الثلج.

وفي المساء، عاد الأقزام السبعة إلى ديارهم، ولحظة وصولهم أصابهم الرعب عندما رأوا عزيزتهم سنو وايت ملقاة على الأرض بلا حراك وبلا حياة، حملوها ورأوا أن العقد الذي ترتديه ضيق جدًا على عنقها ويكاد أن يخنقها، فقطعوا الأقزام العقد بسرعة، ثم بدأت سنو وايت تدريجيًا بالتنفس، وعندما استعادت وعيها روت سنو وايت على الأقزام ما حدث، وقالوا: إن البائعة العجوز لم تكن سوى تلك الملكة الخبيثة… احرصي على عدم السماح لأي شخص بالدخول عندما لا نكون نحن في المنزل.

وبعد عودة المرأة الشريرة إلى القلعة، وقفت أمام مرآتها وسألتها: من أجمل امرأة على وجه الأرض؟ أجابت المرآة: سيدتي الملكة.. أنت الأجمل هنا.. ولكن سنو وايت التي تعيش مع الأقزام اللطيفة أجمل منك ألف مرة. عندما سمعت الملكة هذه الكلمات أحرقتها الغيرة لدرجة أن شعرت وكأنها تختنق، وفهمت أن سنو وايت قد استعادت حياتها، وقالت في نفسها والغيظ يملأ قلبها: حسنًا، سأجد طريقة أخرى تجعلك تختفين إلى الأبد.

ومن خلال خدع السحر التي تعلمتها تلك المرأة الشريرة، قامت بتسميم مشطًا للشعر، وتنكرت مرة أخرى بزي امرأة عجوز مختلفة عن المرة السابقة، ثم عبرت الغابة والجبال لتصل إلى منزل الأقزام السبعة، ومن ثم طرقت الباب وبدأت تنادي: لدي أشياء جميلة للفتيات الجميلات. أطلت سنو وايت من النافذة وقالت لها: اذهبي في طريقك فأنا لا أملك الحق بأن أفتح لك الباب وأشتري منك أي شيء.

ردت العجوز: ولكن لدي مشط جيد ورخيص كي تسرحي به شعرك الجميل يا حلوتي. فلم تشك سنو وايت لحظة بتلك العجوز الماكرة، فنزلت وفتحت لها الباب، واشترت منها المشط. ثم قالت العجوز لسنو وايت: دعيني أعلمك كيف يمكنك استخدامه. وقامت العجوز بوضع المشط في شعر سنو وايت، وما إن مس المشط شعرها حتى بدأ تأثير السم، ثم فقدت الفتاة وعيها وسقطت أرضًا مغشيًا عليها.

حلَّ المساء وعاد الأقزام السبعة إلى ديارهم، وعندما رأوا سنو وايت مستلقية كما لو كانت ميتة على الأرض عرفوا على الفور أن زوجة أبيها الساحرة هي الفاعل، فأخذوا الأقزام يبحثون عن أي شيء غريب قد يكون هو السبب في فقدان وعي الأميرة سنو وايت، فعثروا على المشط المسموم، وبمجرد سحبه من شعرها، استعادت سنو وايت وعيها وأخبرت أصدقائها الأقزام بما حدث. ثم طلبوا منها مرة أخرى أن تكون أكثر انتباهًا في المرات القادمة وألا تكلم أحدًا من الغرباء على الإطلاق.

وفي القلعة، وقفت الملكة أمام مرآتها وسألتها: من هي أجمل امرأة على وجه الأرض؟ ردت المرآة كالسابق: سيدتي الملكة.. أنت الأجمل هنا. ولكن سنو وايت التي تعيش، وراء الجبال مع الأقزام أجمل منك ألف مرة. عندما سمعت الملكة هذا الكلام بدأت ترتجف من الغضب، ثم قالت وهي تصرخ: اللعنة.. يجب أن تموت سنو وايت حتى لو كلفني هذا حياتي. ثم ذهبت إلى غرفة منعزلة داخل القلعة وأحضرت تفاحة جميلة صفراء وبيضاء يشتهيها كل من نظر إليها، ودست السم في الجانب الأحمر من التفاحة، وتنكرت بزي فلاحة واتجهت إلى منزل الأقزام السبعة.

وحين وصولها طرقت الباب وقالت: لدي تفاح لذيذ وملون للبيع.

أطلت سنو وايت من النافذة وقالت لها: ليس لدي الحق في السماح لأي شخص بالدخول إلى المنزل، فقد نهاني عن ذلك الأقزام السبعة.

فأجابت الفلاحة: حسنًا يا صغيرتي… سأذهب وأبيع تفاحي في مكان آخر، ولكني سأعطيك تفاحة واحدة من دون مقابل، لأنك فتاة جميلة ومطيعة.

سنو وايت: لا.. شكرًا لا أستطيع أن آخذها منك.

الفلاحة: هل أنت خائفة من أن تكون التفاحة مسمومة كما يفعل المشعوذين… حسنًا لا تقلقي يا عزيزتي، سوف أقسم التفاحة إلى قسمين، سآكل أنا القسم الأصفر وأنت خذي القسم الأحمر اللذيذ.

لقد بثت الملكة الشريرة السم بالجانب الأحمر من التفاحة، وأكلت هي الجانب الأصفر لكي تكسب ثقة سنو وايت. نظرت سنو وايت إلى التفاحة الشهية، ولم تعد قادرة على مقاومة رغبتها في أكلها، وخاصة عندما رأت الفلاحة تأكل تلك التفاحة بنهم شديد.

مدت سنو وايت يدها وأخذت الجزء المسموم من التفاحة، وما لبثت أن وضعتها في فمها حتى سقطت ميتة على الأرض. نظرت إليها الملكة بعيونها الشريرة وقالت: هذه المرة لن يتمكن الأقزام من إيقاظك.. وعندما عادت إلى القلعة، سألت المرآة السحرية: من الأجمل في هذه البلاد؟ أجابتها مرآتها أخيرًا: أنت يا سيدتي الأجمل في هذه البلاد على الإطلاق ولا أحد غيرك. وبهذا الرد شعرت الملكة الشريرة بالسعادة والراحة التي كانت تنشدها من زمن بعيد. ولكن هل هذه هي نهاية سنو وايت.. وماذا فعل الأقزام السبعة عندما رأوها مرمية على الأرض؟

نهاية قصة سنو وايت والأقزام السبعة بنجاة سنو وايت من السم وموت الملكة الشريرة

بعد أن قضمت الأميرة سنو وايت التفاحة المسمومة وسقطت أرضًا بلا حراك، عاد الأقزام السبعة إلى ديارهم، فوجدوا سنو وايت ملقاة على الأرض. لم تكن تستطيع التنفس على الإطلاق، فأخذو يبحثون عن سبب إغمائها ليحاولوا إنقاذها كما المرات السابقة، لكن الأقزام في هذه المرة لم يعرفوا ماذا حدث لسنو وايت وماذا استخدمت الملكة الشريرة لتسحرها، حاولوا مرات عدة رفعها وهزها والتحدث معها، لكن دون جدوى، فظنوا أنها قد ماتت.

ثم وضعوها على سرير من القش، وجلسوا بجانبها، وبكوا عليها لمدة ثلاثة أيام، ثم هموا على دفنها، لكنها لا تزال تبدو وكأنها شخص حي، ولا تزال خديها أحمران جميلان. فقال أحد الأقزام: لا يمكننا دفنها في هذه الأرض السوداء، ما رأيكم أن نضعها في نعش زجاجي شفاف، بحيث يمكننا رؤيتها من جميع الجهات. فوافقه الجميع على هذه الفكرة.

وضع الأقزام السبعة سنو وايت داخل النعش الزجاجي، وكتبوا عليه اسمها واسم أبيها الملك بأحرف ذهبية، ثم وضعوا النعش في الخارج على قمة الجبل، حزنت جميع حيوانات الغابة على سنو وايت، وبقي الأقزام يتناوبون في حراسة النعش الزجاجي الذي رقدت فيه.

بقيت سنو وايت على هذه الحالة لفترة طويلة من الزمن، إلا أنها ظلت جميلة كما كانت، وفي أحد الأيام مر أمير أحد البلاد صدفة من طريق الجبل الذي وضع عليه نعش سنو وايت، فسحر بجمالها وطلب من الأقزام السبعة أن يعطوه نعشها ليحتفظ به، وبقلب مثقل بالحزن وافق الأقزام على طلبه، وبالفعل أخذ الأمير نعش سنو وايت وأمر جنوده بحمله على أكتافهم. وبينما كان أحد الجنود الذين يحملون نعش سنو وايت ماشيًا، تعثر بجذع شجرة كبير وأسقط النعش على الأرض، ما أدى ذلك إلى خروج قطعة التفاح العالقة في حلق سنو وايت واستيقاظها.

وبعد ذلك بوقت قصير فتحت سنو وايت عينيها، وجلست وعادت على قيد الحياة مرة أخرى، وقالت مندهشة: يا إلهي، أين أنا؟

قال الأمير بفرح: أنت معي.. لا تخافي يا عزيزتي.

ثم أخبرها الأمير بكل ما حدث، وبعدها عرض عليها الزواج، وطلب منها الذهاب معه إلى قصر أبيه ليعلن هناك أنه سيتزوج منها. وافقت سنو وايت على الزواج من الأمير، وذهبت معه إلى القصر ليتم التخطيط لحفل زفاف لم تشهد البلاد مثله.

دعا الأمير جميع سكان البلاد إلى حفلة زفافه، ومن ضمن المدعوين كانت الملكة الشريرة زوجة والد سنو وايت، وعندما كانت ترتدي أجمل ملابسها، وقفت أمام مرآتها، وقالت: من هي أجمل نساء الأرض.. لترد عليها المرآة السحرية: أنت جميلة بلا شك، ولكن الأميرة سنو وايت هي الأجمل على الإطلاق.. وبعد لحظات سوف تصبح هي الملكة الجديدة.

بعد أن اكتشفت الملكة الشريرة أن سنو وايت ما زالت على قيد الحياة وأن الزفاف الذي دعيت عليه هو حفل زفافها، اغتاظت وغضبت غضبًا شديدًا وقررت أن تذهب إلى حفل الزفاف وتثير الفوضى هناك وتحاول قتل سنو وايت مجددًا، لكن الأمير كان بانتظارها ليعاقبها على أفعالها الشريرة، فأمرها أن ترتدي حذاء حديدي ساخن مسحور يلتهب حرارةً، ثم أرغمها على الرقص به إلى أن تنهار ميتة. وهكذا تخلصت سنو وايت من ظلم الملكة الشريرة إلى الأبد، وطلبت من زوجها الأمير إحضار أصدقائها الأقزام للعيش معها في المملكة، وذلك ردًا للجميل الذي قدموه لها وقت حاجتها، وعاش الجميع حياة ملؤها الحب والسعادة والهناء.

أسئلة وأجوبة حول قصة سنو وايت والأقزام السبعة

من هو مؤلف قصة سنو وايت والأقزام السبعة؟

تنسب قصة سنو وايت والأقزام السبعة إلى الأخوان الألمانيان جاكوب لودفيج كارل جريم، وويلهلم كارل جريم، المعروفان معًا باسم الأخوين جريم، حيث تم نشرها في عام 1812،  وهي القصة رقم 53 ضمن مجموعتهما الأولى من الحكايات الخيالية. تمت مراجعتها على مدار سنوات عديدة ونشروا نسختهم النهائية من القصة في عام 1854. ومن الجدير بالذكر أن الأخوان جريم هم المسؤولون عن معظم القصص الخيالية التي نعرفها اليوم، ومن أبرزهم (قصة سندريلا)، و(قصة هانسيل وجريتل).

هل الأميرة سنو وايت هي شخصية حقيقية؟

هناك العديد من النظريات على مر السنين حول ما إذا كانت سنو وايت تستند إلى شخصية حقيقية ربما كان الأخوان جريم قد عرفوها خلال حياتهم. وأكد ذلك الباحث الألماني إيكارد ساندر في كتابه (سنو وايت: هل هي قصة خيالية؟) الذي نشره عام 1994.

حيث يقول إيكارد في كتابه إن شخصية سنو وايت تستند إلى مارغريت فون فالديك، وهي كونتيسة ألمانية في القرن السادس عشر. اشتهرت مارغريت بجمالها، وكانت زوجة أبيها شديدة الكره تجاهها. وقعت مارغريت في حب أمير إسبانيا فيليب الثاني، وماتت بشكل غامض ومفاجئ عن عمر يناهز 21 عامًا، ويُشاع أنها ماتت من السم. ومن هنا استوحى الأخوين جريم قصة سنو وايت والأقزام السبعة.

هل هناك نهاية مختلفة لقصة سنو وايت والأقزام السبعة؟

تنتهي قصة سنو وايت والأقزام السبعة في نسخة الأخوين جريم الأصلية كما سردناها سابقًا، حيث تستيقظ سنو وايت بسبب تعثر أحد حاملي نعشها، مما أدى إلى إزاحة قطعة التفاحة التي كانت تخنق الأميرة سنو وايت. ونهاية الملكة الشريرة المدعوة لحضور حفل الزفاف هي ارتدائها لحذاء ساخن ملتهب يأمرها الأمير أن ترقص به حتى الموت.

أما نهاية قصة سنو وايت والأقزام السبعة في الفيلم الكرتوني الذي أنتجته شركة والت ديزني عام 1937م، فهي استيقاظ الأميرة سنو وايت عندما جاء الأمير وقبّلها، ثم يأخدها معه إلى القصر. ونهاية الملكة الشريرة هي سقوطها من على حافة الجبل أثناء مطاردتها من قبل الأقزام السبعة لينتقموا لصديقتهم سنو وايت.

ماذا تعلمت من قصة سنو وايت والأقزام السبعة؟

  • تعلمت أن طيبة القلب والأخلاق الحسنة لن تخيب أبدًا مهما جاورها الشر من قلوب الحاسدين والحاقدين.
  • وتعلمت أيضًا أن الغرور صفة سيئة تأخذ بصاحبها للهلاك.
  • تعلمت أيضًا أن الصدق والفعل الجميل والكلام الطيب وتمني الخير للجميع يكسبك محبة الناس واحترامهم.

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله