زيت النخيل … هل يتناسب مع النظام الغذائي الصحي؟

زيت ثمار النخيل، ويعرف باسم زيت النخيل، اسمه العلمي Elaeis guineensis، هو من الزيوت القابلة للاستهلاك البشري، وأحد زيوت الطعام التي شهدت بها هيئة الدستور الغذائي التابعة لبرنامج المعايير الغذائية المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية.

حيث يمكن إنتاج نوعين من الزيت، الأول زيت النخيل الخام يأتي من عصر الثمار السمينة، والثاني زيت نواة النخيل الذي يأتي من تكسير النواة الموجوده في منتصف الثمرة. ولقد كان زيت النخيل من الأنواع المهمة من الزيوت لآلاف السنين، ومع ذلك، على مدار العقود العديدة الماضية، أصبح أحد أكثر الزيوت إنتاجًا في العالم.

ما هي المنتجات التي يدخل فيها زيت النخيل؟

زيت النخيل موجود في كل شيء تقريبًا ومن المنتجات التي يدخل بها:

المنتجات المعبأة حيث يوجد ما يقرب 50٪ منها في محلات السوبر ماركت، وكما يستخدم  في البيتزا والكعك والشوكولاتة ومزيل العرق والشامبو ومعجون الأسنان وأحمر الشفاه.

كما أنه يستخدم كعلف للحيوانات وكوقود حيوي في أجزاء كثيرة من العالم.

الصفات المميزة لزيت النخيل

  • يميل إلى الصلابة في درجة حرارة الغرفة.
  • يمنح المنتجات التي يدخل بها مدة صلاحية أطول لأنه مقاوم للأكسدة.
  • مستقر في درجات حرارة عالية مما يساعد على منح المنتجات المقلية قوامًا مقرمشًا.
  • كما أنه عديم الرائحة واللون، بالتالي لا يغير شكل أو رائحة المنتجات الغذائية.

معلومات التغذية

تحتوي ملعقة واحدة من زيت النخيل على:

  • 120 سعرة حرارية.
  • 0 غ بروتين.
  • 14 غ دهون.
  • لا يحتوي على ألياف.
  • لا يحتوي على كربوهيدرات.
  • مصدر كبير لفيتامين هـ.

فوائد زيت النخيل الصحية التي تدعمها الدراسات العلمية

فوائد زيت النخيل

يعتبر زيت النخيل مصدرًا كبيرًا لمضادات الأكسدة، لكن أحيانًا قد يسبب مضاعفات للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة. حيث تتضمن الفوائد التي نحصل عليها من زيت النخيل ما يلي:

1 – تحسين صحة الدماغ

تم ربط فيتامين E الموجود في زيت النخيل بتحسين صحة الدماغ، وقد ثبت أن هذا النوع من فيتامين E، والمعروف باسم توكوترينول يحمي أنسجة المخ من الجذور الحرة الخطرة بشكل أكثر فعالية من مضادات الأكسدة الأخرى.

حيث أظهرت إحدى الدراسات أن زيت النخيل قد يوقف تطور الأمراض التي قد تصيب الدماغ. لكن لا بد من المزيد من الدراسات لتأكيد ودعم هذه النتائج بشكل أكبر.

2 – يعزز صحة القلب

أظهرت بعض الدراسات أن فيتامين (هـ) الموجود في زيت النخيل يمكن أن يحسن من صحة القلب. كما قد تؤثر مضادات الأكسدة لفيتامين (هـ) التي توجد في زيت النخيل على تقليل أو حتى توقف تطور أمراض القلب عند بعض المرضى. كما إنه لا بد من إجراء المزيد من الدراسات لتبيين هذا التأثير.

كما تشير دراسات أخرى إلى أن تناول ما يكفي من فيتامين (هـ) في النظام الغذائي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وأنواع معينة من السرطان والتنكس البقعي المرتبط بالعمر.

3 – امتصاص فيتامين أ

قد يساعد زيت النخيل في زيادة كمية فيتامين أ التي يمكن امتصاصها، وهو فيتامين مهم لشبكية العين وصحة العين بشكل عام. وفيتامين أ هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، مما يعني أنه يجب توفر الدهون في النظام الغذائي لضمان كفاءة امتصاص الفيتامين.

ولقد ثبت أن إضافة زيت النخيل إلى النظام الغذائي يزيد من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين أ، والفيتامينات الأخرى التي يفترض أنها تذوب في الدهون.

حقائق غذائية عن زيت النخيل

  • زيت النخيل له دورًا بين الدهون التي نستهلكها بسبب تركيبته الخاصة، وخاصة لتلبية المتطلبات التكنولوجية لبعض الأطعمة التي نستهلكها.
  • يعتبر زيت النخيل مصدرًا مركزًا لطاقة الجسم. حيث يوفر غرام واحد من الدهون 9 سعرات حرارية، بينما توفر الكربوهيدرات والبروتينات 4 سعرات حرارية لكل غرام.
  • تركيبة الدهون فريدة ومتوازنة حيث يحتوي زيت النخيل على نسبة متساوية من الأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة، ومن هذه الأحماض الدهنية، حوالي 40٪ عبارة عن حمض أوليك أحادي غير مشبع، و 10٪ حمض لينوليك متعدد غير مشبع، و 44٪ حمض نخيل مشبع و 5٪ حمض دهني مشبع.
  • غني بفيتامين هـ المضاد للأكسدة حيث يحتوي زيت النخيل الخام أو غير المكرر على 60 إلى 100 ملغ من فيتامين هـ لكل 100 غرام. لذلك لا يزال أعلى الزيوت النباتية المكررة الأخرى.
  • خصائص بيولوجية فريدة تشير الأبحاث الحالية إلى خصائص بيولوجية فريدة من نوعها للتوكوترينول لكنها تتطلب المزيد من البحث.
  • أصباغ كاروتينويد والكاروتينات هي أصباغ طبيعية مسؤولة عن اللون الأحمر البرتقالي لزيت النخيل الخام. حيث يحتوي 100 غرام من زيت النخيل الخام على 50 إلى 70 ملغ كاروتينات.
  • برو فيتامين أ: تعمل الكاروتينات كسلائف لفيتامين أ، والذي يلعب دورًا مهمًا في الرؤية الجيدة ونظام المناعة الصحي ونمو الخلايا. حيث يزيد محتوى زيت النخيل من فيتامين أ بحوالي 15 ضعف من محتوى الجزر.

استخدامات زيت النخيل

يعود استخدام زيت النخيل في تغذية الإنسان إلى آلاف السنين. وفي أواخر القرن التاسع عشر، حيث اكتشف علماء الآثار مادة استنتجوا أنها من زيت النخيل كانت موجودة في مقبرة أبيدوس حيث يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد ومن استخداماته:

  • الاستخدام التقليدي يستخدم زيت النخيل تقليديًا كعنصر للطهي في غرب إفريقيا وجنوب شرق آسيا والبرازيل.
  • في البلدان الآسيوية والأفريقية، يستخدم زيت النخيل على نطاق واسع كزيت للطبخ، وهذا يجعله محصولًا جذابًا للمزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة، الذين يمكنهم الاعتماد على الدخل الثابت الذي يوفره زيت النخيل.
  • يستخدم زيت النخيل لمنع السرطان وأمراض المخ والشيخوخة.
  • يستخدم لعلاج الملاريا وضغط الدم المرتفع والكوليسترول والتسمم بالسيانيد.
  • يستخدم زيت النخيل لزيادة التمثيل الغذائي وتسريع فقدان الوزن في الجسم.
  • يستخدم زيت النخيل في القلي كغذاء.
  • يدخل زيت النخيل في تركيبة مستحضرات التجميل والصابون والشموع ومعجون الأسنان والحبر.

ومن الاستخدامات الأخرى

  • يستخدم في منتجات المارجرين والآيس كريم والشوكولاتة والصابون والمعكرونة سريعة التحضير.
  • منع نقص فيتامين أ، هناك بعض الأدلة على أن إضافة زيت النخيل إلى النظام الغذائي للنساء الحوامل والأطفال في البلدان النامية قد يقلل من خطر الإصابة بنقص فيتامين أ.

الجرعات التي تمت دراستها في البحث العلمي

وتستهلك عن طريق الفم: للوقاية من نقص فيتامين أ:

  • حوالي 9 غرام يوميًا من زيت النخيل للبالغين والأطفال فوق سن 5.
  • حوالي 12 غرامًا يوميًا للحوامل، أما للأطفال أقل من 5 سنوات 6 غرام يوميًا.

الآثار الجانبية لزيت النخيل

يعتبر زيت النخيل آمنًا عند استهلاكه بكميات مناسبة في الأطعمة. بالتالي يمكن أن يكون آمنًا عند تناوله كدواء من قبل الأطفال أو البالغين لمدة تصل إلى 6 أشهر.

زيت النخيل يعد مصدر غني بالتغذية، لكن قد يكون له آثار سلبية على بعض الناس ومنها نذكر ما يلي:

1 – زيادة مستويات الكوليسترول

تشير بعض الدراسات إلى أن زيت النخيل يقلل من مستويات الكوليسترول، بينما يقترح البعض الآخر أنه قد يرفع مستويات الكوليسترول الضار. كما وجدت إحدى الدراسات أن زيت النخيل يزيد من نسبة الكوليسترول عند الأفراد الأصحاء. ومن المحتمل أن يكون زيت النخيل صحي أكثر من الزبدة، لكن لا يجب إضافة زيت النخيل فوق أنواع الزيت الأخرى.

2 – يرتبط بتصلب الشرايين

عندما يستخدم زيت النخيل أكثر من مرة لا نحصل على الفوائد الموجودة من زيت النخيل الطازج، بالإضافة إلى أنه قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب مثل تصلب الشرايين. فينصح الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، بتجنب تناول زيت النخيل المعاد تسخينه أو الأطعمة التي تحتوي على زيت النخيل المعاد تسخينه.

3 – نسبة عالية من الدهون المشبعة

عند مقارنة زيت النخيل مع الزيوت الأخرى نلاحظ إن الدهون المشبعة مرتفعة نسبيًا، حيث يحتوي زيت النخيل على حوالي 34٪ دهون مشبعة، والتي ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

احتياطات وتحذيرات خاصة للاستخدام

1 – الحمل والرضاعة

من المحتمل أن يكون زيت النخيل آمنًا عند تناوله عن طريق الفم كدواء خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.

2 – تفاعلات الأدوية

كن حذرًا عند استخدام زيت النخيل مع مجموعة الأدوية التي تبطئ تخثر الدم، حيث إنه قد يزيد زيت النخيل من تخثر الدم. بالتالي يقلل من فعالية هذه الأدوية.

ومن هذه الأدوية: الأسبرين وكلوبيدوجريل وديكلوفيناك وإيبوبروفين ونابروكسين ودالتيبارين وإينوكسابارين والهيبارين والوارفارين ..وغيرها.

3 – الأطفال

يمكن أن يكون زيت النخيل آمنًا للأطفال عند تناوله عن طريق الفم. حيث يمكن استخدام زيت النخيل يوميًا لمدة تصل إلى 6 أشهر للأطفال دون سن 5 سنوات، ولمدة تصل إلى 12 شهرًا للأطفال بعمر 5 سنوات فما فوق.

4 – ارتفاع نسبة الكوليسترول

يمكن أن يؤدي تناول وجبات تحتوي على زيت النخيل بانتظام إلى زيادة مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكوليسترول الضار. لكن هذه مشكلة يتعرض لها الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ارتفاع الكوليسترول.

مقارنة زيت النخيل بالدهون والزيوت الأخرى

  • يحتوي زيت النخيل على مستوى متوسط ​​من الدهون المشبعة. حيث أظهرت دراسة مقارنة حديثة أجراها Odia et al عام 2015م، حول تأثيرات الزيوت النباتية على المؤشرات الحيوية لأمراض القلب، وتم الحصول على تغيرات إيجابية عند استبدال زيت النخيل محل الزيوت الأخرى.
  • تركيبته المتوازنة، لذلك يقال أن زيت النخيل هو أنسب زيت نباتي للطبخ. وأوضحت الدكتورة Hartika Ketty SpKK، إنه عندما يتم استخدامه في القلي، فهو يتمتع بمستوى عالٍ من الثبات، بالتالي نحصل على منتجات مقلية تدوم طويلًا ولا تتعفن بسهولة، ولا تحتوي على جذور حرة بشكل مفرط.
  • وحسب الدكتور كيتي إن الكوليسترول نوع من الدهون المفيدة للجسم. حيث يساعد الكوليسترول في تكوين جدران الخلايا والصفراء والهرمونات والفيتامينات، حيث أن بعض الناس لا يعرفون أن الدهون الأكثر صحة مشتقة من الزيوت النباتية مثل زيت النخيل وليس الحيوانات، ولكن بالطبع يجب تناولها باعتدال.

الدول المسؤولة عن إنتاج زيت النخيل؟

وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية، يتم إنتاج ما يقرب من 85 ٪ من زيت النخيل في دولتين فقط، هما إندونيسيا وماليزيا. وفي عام 2019م، أنتجت إندونيسيا 42.5 مليون طن إي حوالي 58٪ من الإنتاج العالمي، بينما في ماليزيا جاء 19 مليون طن أي حوالي 26٪ من الإنتاج العالمي. ومن بين منتجي زيت النخيل الرئيسيين الآخرين تايلاند وكولومبيا ونيجيريا. كما إن هناك 42 دولة أخرى تنتج زيت النخيل.

الاستهلاك العالمي لزيت النخيل

ارتفع الإنتاج العالمي من زيت النخيل من 14.6 مليون طن في عام 1995م، إلى أكثر من 70 مليون طن في عام 2020م، وكان أكثر من ثلثي الإنتاج مخصص للغذاء. حيث يعتبر زيت النخيل حاليًا أكثر الزيوت النباتية استهلاكًا في العالم.

ومن الأسواق الرئيسية المستهلكة لزيت النخيل هي الصين والهند وإندونيسيا والاتحاد الأوروبي. ومن الميزات الكبيرة لزيت النخيل هي أنه يستخدم مساحة أقل من أي محصول زيتي آخر، حيث يعتبر زيت النخيل محصولًا فعالًا، وقادرًا على إنتاج كميات كبيرة من الزيت على مساحات صغيرة من الأرض، على مدار السنة تقريبًا، حيث تنتج مزرعة تبلغ مساحتها هكتارًا واحدًا من أشجار النخيل الزيتية متوسط ​​سنوي قدره 3.8 طن من زيت النخيل الخام (CPO).

المصادر

8 أشياء يجب معرفتها عن زيت النخيل – updates

زيت النخيل – rxlist

الفوائد الصحية والغذائية لزيت النخيل – apicalgroup

ما هي الدول التي تنتج معظم زيت النخيل؟ – forbes

زيت النخيل – الاستخدامات ، والآثار الجانبية ، وأكثر من ذلك – webmd

يتناسب زيت النخيل مع النظام الغذائي الصحي – palmoilalliance

زيت النخيل: هل له فوائد صحية؟ – webmd

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله