زراعة الفطر المحاري … تجربة في غاية الروعة

في الحقيقة عندما اتخذت قرار خوض تجربة زراعة الفطر المحاري، لم أكن أعلم أنني سأعيش تجربة فريدة من نوعها مع كائن حي ليس هو بنبات وليس بحيوان، نعم إنه فطر قادم من مملكته الخاصة.

حتى مراحل زراعته ونموه وإثماره ستسحرك. فهو لا يحتاج سوى متطلبات بسيطة متوفرة لدى الجميع، لينمو ويعطي ثماره الجميلة التي سنستضيفها في موائدنا متى رغبنا، لتمنحنا كل ما تحتويه من فوائد رائعة وبتكلفة مقبولة في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها.

كيف تتم زراعة الفطر المحاري؟

لا مانع من زراعة الفطر المحاري في أي وقت نريد، ولكن يفضل أن نختار فصلي الخريف والربيع لمثل هذه التجربة الممتعة لتكون المراحل التالية أكثر سهولة وأقل تكلفة وأكثر إنتاج:

1 – مرحلة التحضير للزراعة

 وهي المرحلة التي تشمل تجهيز وسط الزراعة الغني بالسيليلوز (التبن أو نشارة الخشب…..) وتعقيمه بشكل جيد، ثم إضافة بذور الفطر والمواد المحسنة للنمو والإنتاج، لتتم تعبئة هذا الخليط بشكل مناسب في الأكياس أو الأوعية المراد الزراعة بها.

2 – مرحلة التحضين

تستمر هذه المرحلة بين2-3 أسابيع يتم خلالها توفير كافة الظروف المناسبة لاستهلاك السيليلوز الموجود ونمو مسيليوم الفطر بشكل جيد. فالحرارة يجب أن تتراوح بين 20-22 درجة مئوية، الرطوبة 80-90% مع انعدام للإضاءة واستمرار عملية رش الماء 2- 3مرات يومياً. وخلال هذه المدة ستنتشر الهيفات البيضاء (مسيليوم الفطر) في وسط الزراعة حتى يصبح الوسط أبيضاً بالكامل استعداداً لمرحلة الإثمار.

3 – مرحلة التحفيز

يتم من خلال هذه المرحلة تشجيع الفطر على إعطاء البادرات الصغيرة التي ستنمو وتعطي الثمار بالحجم المطلوب لاحقاً. يتم ذلك من خلال كسر ظروف التحضين بخفض درجة الحرارة إلى 16 درجة مئوية، واستخدام الإضاءة المناسبة لمدة لا تقل عن 10 ساعات يومياً مع الاستمرار في توفير التهوية الدائمة والرطوبة المناسبة عن طريق رش الماء.

4 – مرحلة النمو وإعطاء الثمار

تبدأ بعد أسبوع من انتهاء مرحلة التحضين. وتكون فيها النموات صغيرة يزداد حجمها وتفرعها لإعطاء الجسم الثمري المكون من قبعات متراكبة فوق بعضها البعض. ولكي نحصل على الإنتاج المطلوب لا بد من المحافظة على درجة الحرارة 20-22 درجة مئوية، الرطوبة المناسبة بالإضافة للتهوية والإضاءة الجيدة. فكلما كانت الظروف المناخية مناسبة كان الإنتاج وشكل الثمار أفضل.

5 – مرحلة القطاف

 والتي تبدأ بعد مضي 4 أسابيع تقريباً من الزراعة ويكون الجسم الثمري قد وصل فيها إلى الشكل والحجم المطلوب. حيث يستطيع المزارع أن يحصل على قطفة جديدة كل أسبوعين حتى انتهاء الموسم.

6 – مرحلة الاستهلاك والتخزين

الآن أصبح الفطر جاهزاً للاستهلاك ولاستخدام بالطريقة التي يرغبها المستهلك. وفي حال كانت هناك كميات إضافية يمكن تسويقها أو حفظها بطريقة من طرق الحفظ المناسبة لحين الحاجة لاستخدامها.

ما هي عوامل نجاح زراعة الفطر المحاري؟

كي تتم عملية الزراعة بنجاح ويكون هناك محصول جيد ووفير وصالح للاستهلاك والتغذية يجب توفر العوامل التالية:

  • العامل الأول والأهم هو عامل النظافة التامة فيما يتعلق بكافة تفاصيل ومراحل الزارعة من معدات ومواد.
  • توفر درجة الحرارة المناسبة لنمو الفطر والتي تتراوح بين 15 وحتى 25 حيث تختلف حسب مرحلة النمو ونوع الفطر.
  • فيما يتعلق بالرطوبة فهذا النوع من الفطر يحتاج درجة رطوبة تتراوح بين 60-90% كي تستمر مراحل النمو ويكون الإنتاج جيد ووفير.
  • بالنسبة للتهوية تختلف حاجة الفطر إليها حسب مرحلة النمو، ففي المرحلة الأولى وهي التحضين لا نحتاج إلى التهوية، بينما تصبح ضرورية فيما بعد عند بدء الإثمار والإنتاج.
  • حموضة الوسط أو ما يسمى PH الوسط فيجب أن يتراوح بين 6-8 درجات والأفضل أن يكون 7 وهي درجة التعادل المناسبة لنمو الفطر. ويمكن الحصول على هذه الدرجة بإضافة الكلس القلوي لتعديل حموضة وسط الزراعة.
  • أما الضوء فمن الأفضل الابتعاد عن أشعة الشمس واستخدام ضوء النيون وخاصة في مرحلة الإثمار والإنتاج. لكن في المرحلة الأولى وهي التحضين فيجب أن يكون هناك منع للضوء قدر الإمكان.

هل هناك تجهيزات ومواد خاصة بزراعة الفطر المحاري؟

قبل البدء بعملية الزراعة يجب أن تكون كل المعدات والمواد التي سنستخدمها موجودة وهي:

  • مكان نظيف ومحكم الإغلاق لتتم عملية الزراعة بنجاح.
  • الأوعية المستخدمة في عملية الزراعة (الأكياس – السلل…).
  • أدوات تعقيم وتجفيف وسط الزراعة.
  • أدوات تعليق الأكياس بعد الزراعة.
  • مقياس حرارة -رطوبة.
  • مصدر للماء.
  • مصدر للإضاءة- التهوية- الحرارة.
  • وسط الزراعة الغني بالسيليلوز تبن-نشارة خشب…
  • بذور الفطر.
  • الإضافات المحسنة لبيئة الزراعة كالأسمدة.

ما هي أهمية الفطر المحاري في حياتنا؟

لهذا النوع من الفطر أهمية كبيرة جداً وفي مختلف مجالات الحياة أهمها:

  • الأهمية الاقتصادية التي تمثلت بنجاح الكثير من مشاريع زراعته التي حققت الأرباح المطلوبة مقارنةً بالتكاليف المدفوعة. بالإضافة للاستفادة من مخلفات الزراعة الناتجة عن المشروع نفسه في أمور بيئية كثيرة مفيدة للغاية.
  • الأهمية الغذائية التي يقدمها هذا الفطر كبيرة جدًا، حيث أن محتواه من البروتين، الكربوهيدرات، الدهون، الفيتامينات والمعادن جعلت منه مصدراً غذائياً رائعاً ويناسب جميع الفئات العمرية وبكافة الظروف.
  • الأهمية الصحية الرائعة فمن خلال محتواه الغذائي المتكامل يشكل مصدراً علاجياً ووقائياً للكثير من الأمراض التي قد يعاني منها الشخص كداء السكري وارتفاع ضغط الدم.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله