كيف يمكن حماية نفسك من رهاب الولادة (التوكوفوبيا)

من الطبيعي جداً أن تخشى وتخاف السيدة من فكرة الحمل والولادة، وذلك بسبب الألم والمتاعب التي ترافق الولادة سواء أكانت ولادة طبيعية أو ولادة قيصرية، ولكن في بعض الأحيان قد يتطور هذا الخوف لدى بعض السيدات الحوامل ليتحول لحالة من الخوف والهلع والذعر التي تعرف باسم رهاب الولادة، مما يجعل السيدة قلقة وتحاول البحث عن طرق لتجنب عملية الولادة، مما يؤثر بشكل سلبي على فترة الحمل ويمنع السيدة من الاستمتاع بهذه الفترة الخاصة.

ما هو رهاب الولادة (التوكوفوبيا)؟

هو الخوف من الحمل والولادة. حيث أن السيدات المصابات بهذا الرهاب لديهن خوف مرضي من الولادة، وغالبًا ما يتجنبن فكرة الحمل أو الولادة بشكل تام.

من الممكن أن يدفع هذا الخوف النساء إلى تجنب الحمل، على الرغم من الرغبة في الإنجاب، أو القيام باختيار الولادة القيصرية لتجنب الولادة الطبيعية وألمها.

من الممكن أن يحدث رهاب التوكوفوبيا عند النساء اللواتي لم يسبق لهن الولادة، ولكن قد يؤثر أيضًا على النساء اللواتي تعرض لتجربة سيئة سابقة في الولادة.

ما هي أعراض رهاب الولادة؟

يؤثر الخوف من الولادة على كل من سلوكيات وأفكار السيدة الحامل، وفي كثير من الأحيان قد يكون سبب رئيسي لإصابتها بمرض الاكتئاب، ومن أعراض رهاب الولادة ما يلي:

  • رفض السيدة الاتصال الجنسي مع الشريك، بسبب عدم ثقتهن بموانع الحمل وخوفهم من الحمل.
  • عدم شعور الحامل بالارتباط العاطفي بينها وبين جنينها.
  • غياب حماس السيدة اتجاه الحمل.
  • محاولة قيامها بإخفاء حقيقة أنها حامل.
  • الرغبة الدائمة بالانفصال عن الشريك.
  • اختيار الولادة القيصرية بدلا من الولادة الطبيعية، على الرغم من عدم وجود أي مانع للولادة الطبيعية.
  • طلب السيدة إجهاض جنينها.

ما هي أسباب الإصابة برهاب الولادة؟

يوجد نوعان من رهاب الولادة (التوكوفوبيا)، وهما:

  • الرهاب من الولادة الأساسي: والذي يحدث لدى النساء التي تكون هذه التجربة الأولى لهم مع الولادة، أي أن هذا الحمل هو الحمل الأول لهن.
  • الرهاب من الولادة الثانوي: يظهر هذا النوع لدى السيدات اللواتي خضن تجربة الولادة من قبل ولسبب ما قد تعرضت لصدمة، وذلك أما نتيجة المضاعفات خلال عملية الولادة أو نتيجة الألم الشديد الذي تعرضت له، أو نتيجة ولادة جنينها ميت… وغيرها الكثير.

ومن الممكن أن يكون الرهاب من الولادة ناتج عن:

  • الخوف والقلق من الألم.
  • خوف السيدة من أن يقوم أحد بلمسها، نتيجة وجود تاريخ قديم من سوء المعاملة، أو الاغتصاب، أو نتيجة الخجل من أن يتم لمسها بالأماكن الخاصة من قبل الطبيب والطاقم الطبي.
  • التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل والتي تزيد من صعوبة إدارة قلق السيدة.
  • خوفها من الأطباء.
  • خوفها من دخول المستشفيات.
  • خوفها من زيادة الوزن.
  • الخوف من المسؤولية التي سوف تقع على عاتقها بعد الولادة وتغير نمط الحياة، ومثال عليها عدم القدرة على التحكم في الجدول الخاص بها والقيام بما تشاء في أي وقت.
  • خوفها من الموت ومفارقة الحياة.
  • الرهاب من الإبر.
  • سماعها قصص عديدة عن سيدات تعرضن لمضاعفات شديدة وخطيرة خلال عملية الولادة.
  • بعض العوامل النفسية الاجتماعية كالحمل في سن مبكر، أو الفقر، أو نقص الدعم الاجتماعي.

كيف يتم تشخيص رهاب الولادة؟

في بعض الدول المتقدمة يتم تشخيص إصابة السيدة برهاب الولادة عندما تتردد السيدة على عيادات الأطباء والصيدليات لطلب وسائل منع الحمل، وذلك نتيجة الخوف الكبير من فكرة الحمل وعملية الولادة وما يرافقهما من مضاعفات.

أما في مجتمعاتنا فالموضوع مختلف قد لا تتم ملاحظة هذه الإصابة إلا عند حدوث وقت ولادة السيدة، وذلك عندما تبدأ السيدة بالصراخ ورفض الخضوع للفحص والصعود لسرير الولادة، ومن الممكن أن يسبب ذلك تعرض السيدة للعنف من قبل الطاقم الطبي أو الأهل أو الزوج، وللأسف هذا الأمر قد يسبب للأم الكثير من المشكلات النفسية والجسدية، حيث من الممكن أن يتمزق الجرح، وقد يولد الجنين وهو يعاني من كدمات وتورم وجروح بالرأس، وببعض الأحيان قد يولد الطفل وهو يعاني من نقص بالأكسجة نتيجة نزوله لمنطقة الحوض وبدأ الولادة وامتناع السيدة عن الطلق.

كيف يتم علاج رهاب الولادة؟

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من العلاجات الأساسية لحالات رهاب الولادة، حيث يساعد هذا العلاج على القيام بتحديد جوانب الولادة التي تقوم بتغذية الرهاب لدى السيدة، ويمكن أيضًا أن يتم تعليم السيدة طرق التأقلم الصحية، وذلك من خلال العمل مع اخصائي في الصحة العقلية.

ومن الطرق العلاجية الإضافية ما يلي:

  • إعطاء السيدة مضادات الاكتئاب.
  • المعالجة من خلال استخدام التنويم المغناطيسي، حيث يتم فيه الاسترخاء لتحقيق شعور متزايد بالوعي لدى السيدة، وخلال وجود السيدة في هذه الحالة يقوم مقدم خدمات الصحة العقلية على اكتشاف الأفكار اللاواعية الموجودة لدى السيدة والتي تسبب لها هذا الرهاب والخوف.
  • التخفيف من التوتر، من خلال ممارسة رياضة اليوغا، والتأمل، وبعض تقنيات الاسترخاء الأخرى التي تساعد على تنقية الذهن من الأمور السلبية، وتجعل السيدة تشعر بالمزيد من الثقة والأمان بشأن عملية الولادة.

مع اختيار طريقة العلاج المناسبة للحالة، يمكن التغلب على هذه المشكلة ومنح السيدة فترة حمل وولادة صحية من خلال توفير شبكة داعمة تساعد على التعامل مع هذ الخوف والرهاب بشكل إيجابي، ويتم ذلك من خلال تعاون الأهل والزوج والأصدقاء معا لكي يكون لهم تأثير إيجابي على السيدة وأن يكونوا مصدراً للطاقة الإيجابية.

يمكن أيضا للسيدة أن تساعد نفسها في تخطي هذا الخوف والرهاب من خلال القيام بمجموعة من الخطوات، والتي هي:

  • حضور مجموعة من المحاضرات التوعية التي تساعدها في التعرف على كل ما هو متعلق بفترة الحمل والولادة، وذلك بهدف توقع ما يمكن أن يحدث خلال الولادة وكيفية التعامل معه.
  • الذهاب للمستشفى الذي تنوين الولادة فيها والقيام بجولة بها، والتعرف على أقسامها وطرق الولادة فيه والغرف الموجودة فيها، والتقنيات المتوفرة للتعامل مع المشكلات التي قد تصيب الأم أو الطفل خلال الولادة.
  • الانضمام لبعض المجموعات الدعامة المتوفرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله