ديسك الظهر – حالة مرضية قد تمنع المريض من ممارسة نشاطاته

يتعرّض العمود الفقري يوميًا وعلى مدى الحياة إلى الكثير من الجهد، لذلك قد تتطور فيه درجة معيّنة من التنكس قبل الـ50 من العمر مما يسبب ديسك الظهر Degenerative Disc Disease، الأمر الذي يعيق المريض من القيام بنشاطاته اليومية من دون ألم أو انزعاج، لذلك يجب التعرّف على هذا المرض ومراجعة الطبيب في حال الشك بالإصابة به.

ما هو ديسك الظهر؟

ديسك الظهر هو تآكل للأقراص الموجودة بين الفقرات في الظهر (العمود الفقري الظهري).

تكون هذه الأقراص الموجودة بين الفقرات مطاطية البنية وتقوم بامتصاص الصدمات التي تتعرض لها الفقرات، وتساعد على الحركة والانحناء والالتفاف بشكل مريح، وتتدهور هذه الأقراص وتتآكل بشكل طبيعي لدى كل فرد بمرور الوقت (جزء طبيعي من الشيخوخة).

عندما تتآكل هذه الأقراص يحدث احتكاك بين العظام (احتكاك بين فقرتين عظيمتين) مما يسبب آلامًا ومشاكل أخرى مثل:

  • جنف البالغين.
  • انفتاق القرص ويسمى أيضًا القرص المنتفخ أو المنزلق. 
  • تضيّق العمود الفقري.
  • الانزلاق الفقري، حيث تتحرك الفقرات بعيدًا عن مكانها إلى الداخل أو إلى الخارج.

وبشكل عام يعتبر ديسك الظهر من الأسباب الشائعة جدًا لآلام الظهر السفلية وآلام الرقبة، حيث يظهر لدى كل المرضى تقريبًا بعد سن الـ40، ولكن لا يُشترط ظهور الأعراض، وتُلاحظ الآلام لدى 5% من البالغين فقط.

الأسباب

تتكون الأقراص بين الفقرات من جزء خارجي صلب وجزء داخلي طري، ويحدث ديسك الظهر نتيجة حدوث تغيّرات في هذه الأجزاء.

تكون هذه التغيّرات عبارة عن تآكل وتراجع للأقراص مع التقدم بالعمر، ولكن لا تظهر الآلام إلا عند نسبة قليلة من الأشخاص المصابين بديسك الظهر، حيث قد يظهر الألم نتيجة:

جفاف الأقراص بين الفقرات

تحتوي الأقراص الفقرية بداخلها على كميات من الماء، ومع التقدم بالعمر تخسر الأقراص مياهها، وتقل ثخانتها، مما يؤدي إلى تراجعها في أداء وظائفها وتآكلها تدريجيًا.

تمزّق أو تصدّع الأقراص بين الفقرات

تؤدي الإصابات الظهرية البسيطة إلى تصدّعات في الأقراص بين الفقرات، وعادةً تكون هذه التصدّعات قريبة من الأعصاب لذلك قد تكون مؤلمة حتى لو كانت صغيرة.

إذا تمزّق الجدار الخارجي للقرص الفقري فإن القرص قد ينزلق من مكانه ويضغط على عصب شوكي مسببًا الآلام.

من هم الأشخاص المعرّضين للإصابة؟

تتضمن عوامل خطر الإصابة بديسك الظهر ما يلي:

  • الإصابات الحادّة كالسقوط.
  • زيادة الوزن (البدانة).
  • التدخين.
  • الأشخاص الذين يعملون بوظائف شاقّة تتطلب جهد فيزيائي كبير.
  • النساء. 

الأعراض 

يكون العرض الرئيسي لدى مرضى الديسك الظهري هو ألم الظهر، وتكون صفات هذا الألم:

  • يذهب ويعود، حيث يبقى لمدة أسابيع أو أشهر ثم يختفي ثم يعاود الظهور.
  • يؤدي إلى حدوث خدر أو وخز في الأطراف.
  • ينتشر إلى أسفل الظهر والأرداف.
  • يزداد سوءًا مع الجلوس أو الانحناء أو رفع أشياء ثقيلة.
  • يتحسن عند الاستلقاء أو عند تغيير الوضعية المسببة للألم.

مضاعفات

تظهر مضاعفات عند إهمال المريض لحالته أو عدم تشخيصه أو علاجه بشكل صحيح، وتشمل أهم المضاعفات:

ظهور نتوءات العظام 

يستجيب الجسم للتنكسات التي تحدث في العمود الفقري بتشكيل نتوءات عظمية Bone Spurs على حواف العظام، وقد تسبب هذه النتوءات آلامًا شديدة.

انضغاط القناة الفقرية

إن التغيّرات التنكسية التي تطرأ على العمود الفقري من الممكن أن تضغط على الأعصاب المحيطة به، مما يؤدي إلى انضغاط النخاع الشوكي، ويدعى هذا باعتلال النخاع Myelopathy.

تمر مجموعات عديدة من الأعصاب عبر النخاع الشوكي، ومن الممكن أن تنضغط هذه الأعصاب مؤديةً لحدوث خدر ونمل وضعف في بعض العضلات.

عدم القدرة على التحكم بالمثانة

عندما تكون حالة الديسك متطورة ويكون القرص بين الفقرات متمزق بشدة قد يؤدي ذلك إلى فقدان القدرة على التحكم بالمثانة (سلس بولي Incontinence).

تطور أمراض أخرى

يزيد الديسك الظهري احتمال تطوّر حالات مرضية أخرى في العمود الفقري، نذكر الشائع منها:

  • الفُصال العظمي Osteoarthritis.
  • الجنف Scoliosis.
  • الانحلال الفقري Spondylolysis.

التشخيص

لتشخيص ديسك الفقرات سيقوم الطبيب بسؤال المريض عن أعراضه على الشكل الآتي:

  • ما هو توقيت بدأ الألم؟
  • أين موقع الألم؟
  • ما نوع النشاطات التي تسبب الألم؟
  • ما نوع النشاطات التي تخفف الألم؟
  • هل تعرّضت لأي حادث أو إصابة سبب هذا الألم؟
  • هل يوجد خدر أو وخز؟
  • ما مدى المسافة التي تستطيع مشيها؟

ومن الممكن أيضًا أن يطلب الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي MRI أو صورة بالأشعة السينية X-ray أو صورة مقطعية محورية CT، حيث تزوّد هذه الإجراءات الطبيب بصورة واضحة عن وضع الأقراص بين الفقرات.

كما يقوم الطبيب أيضًا بإجراء فحص فيزيائي للمريض من خلال:

  • استعمال مطرقة المنعكسات لفحص وظيفة الأعصاب، حيث أن حدوث استجابة ضعيفة أو عدم وجود استجابة يدل على وجود أذية أو انضغاط لأعصاب معيّنة.
  • يقوم الطبيب باللمس والضغط على مناطق معيّنة من الظهر ليقيس درجة الألم لدى المريض.
  • يقيس الطبيب قوة عضلات المريض، حيث يشير ضمور عضلات المريض أو ضعفها إلى وجود أذية او انضغاط في الأعصاب الخاصّة بتلك العضلة.

العلاج 

يتوفر أسلوبين لعلاج ديسك الظهر:

الأول – العلاج غير الباضع

ويوصي به الاطباء أولًا قبل اللجوء للإجراءات الباضعة، ويشمل:

العلاج الفيزيائي

ويتم بمساعدة معالج فيزيائي متخصص، ويتضمن بعض التمارين الخاصة التي تساعد في التحكم في الحالة والتخفيف من آلام المريض.

الأدوية

يتم وصف مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDS أو المرخيات العضلية.

الحقن الستيروئيدية

يتم حقن الستيروئيدات بالقرب من الأعصاب الشوكية أو الأقراص أو المفاصل لتخفيف الالتهاب والألم.

بضع العصب بالترددات الراديوية 

يتم هذا الإجراء باستعمال موجات كهربائية لبضع الأعصاب الحسية ومنعها من توصيل أحاسيس الألم إلى الدماغ.

علاجات منزلية

وهي علاجات قصيرة الأمد ويمكن أن تخفف الألم لفترة قصيرة، وتشمل:

ممارسة التمارين الرياضية

يمكن ممارسة بعض التمارين الرياضية كالسباحة أو المشي لتقوية العضلات وتخفيف الألم.

العلاج بالسخونة والبرودة

استعمال كمادات الثلج ووسادات التدفئة كل 10-15 دقيقة ثلاث إلى أربع مرات يوميًا يخفف من الألم والالتهاب.

تمارين التمدد Stretching

تساعد على تحسين وضعية الجسم وتخفيف التوتر والجهد، ومن الأمثلة عليها ممارسة اليوغا.

الثاني – العلاج الباضع (الجراحة)

يتم اللجوء إليه عند عدم الاستفادة من الإجراءات غير الباضعة، ويوجد عدة أنواع للعمليات الجراحية لعلاج الديسك الظهري:

استئصال القرص بين الفقرات

يقوم الجرّاح بإزالة القرص بين الفقرات لتخفيف الضغط على الأعصاب المنضغطة.

بضع الثقبة

يقوم فيه الطبيب بتوسيع فتحة جذور الأعصاب بإزالة أجزاء من النسج والعظام.

استئصال الصفيحة الفقرية

ويقوم فيها الطبيب بإزالة قسم صغير من عظم الفقرات الظهرية.

إزالة النتوءات العظمية

النتوءات العظمية هي من المضاعفات التي تسبب آلامًا شديدة، وإزالتها تخفف آلام المريض بشكل كبير.

دمج الفقرات

يقوم الجرّاح بدمج فقرتين أو أكثر في العمود الفقري بشكل دائم، مما يمنع الحركة بينهما مما يؤدي إلى تخفيف الألم وتصحيح التشوهات.

الوقاية

يمكن الوقاية من ديسك الظهر أو إبطاء تقدمة في حال الإصابة به عن طريق:

  • الحفاظ على وزن صحي ونظام غذائي صحي.
  • تجنّب أو الإقلاع عن التدخين.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري لزيادة المرونة وقوة الجسم.

المراجع:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله