خالد بن الوليد (سيف الله المسلول) … ماذا قال عنه النبي عليه السلام ولماذا عزله أمير المؤمنين

أعظم قائد عرفه التاريخ، خاض أكثر من مئة معركة في حياته ولم تعرف الهزيمة طريقًا إليه، استطاع أن يقضي على الروم والفرس، أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وعزله عمر بن الخطاب من القيادة، إنه الصحابي خالد بن الوليد (سيف الله المسلول).

من هو خالد بن الوليد؟ ولماذا لقب بسيف الله المسلول؟ وما هي المعارك والغزوات التي شارك فيها؟ هذا ما سوف نطلعكم به عبر سطور مقالنا التالي، لذا ابقوا معنا.

لمحة موجزة عن حياة خالد بن الوليد

هو أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، صحابي وقائد عسكري مسلم. لعب خالد بن الوليد دورًا حيويًا في انتصار قريش على قوات المسلمين في غزوة أحد قبل إسلامه، كما شارك ضمن صفوف الأحزاب في غزوة الخندق، ومع ذلك اعتنق خالد الدين الإسلامي بعد صلح الحديبية، وشارك في حملات مختلفة في عهد الرسول. لقّبه الرسول بسيف الله المسلول، حيث اشتهر بعبقرية تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في عهد أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب.

يعد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في معركة طوال حياتهم، فهو لم يهزم في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائهم، بالإضافة إلى العديد من القبائل العربية الأخرى. اشتهر خالد بانتصاراته الحاسمة وتكتيكاته التي استخدمها في المعارك.

وهو في أوج انتصاراته العسكرية، عزله الخليفة عمر بن الخطاب من قيادة الجيوش لأنه خاف أن يفتتن الناس به، فصار خالد بن الوليد في جيش الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح وأحد مقدميه، ثم انتقل إلى حمص حيث عاش لأقل من أربع سنوات حتى وفاته ودفنه بها.

نشأة خالد بن الوليد

ولد خالد ابن الوليد في مكة المكرمة عام 592م، ووفقًا لعادات أسياد قريش، أُرسل خالدًا إلى الصحراء، ليتربّى على يدي مرضعة وينشأ صحيحًا في جو الصحراء. وقد عاد لوالديه وهو في سن الخامسة أو السادسة. مرض خالد خلال طفولته مرضًا خفيفًا بالجدري، لكنه ترك بعض الندبات على خده الأيسر.

تعلم خالد الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى مهارة ونبوغًا في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه.

عُرف خالد بن الوليد بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ. واستطاع “خالد” أن يثبت وجوده في ميادين الفروسية والقتال، مما جعله هذا من أفضل فرسان عصره.

نسب خالد بن الوليد

نسب خالد بن الوليد
  • هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، المكنّى بأبي سليمان، وقيل له: أبو الوليد. يلتقي في النسب مع الرسول في مرة بن كعب الجد السادس للرسول.
  • أبوه الوليد بن المغيرة سيد بني مخزوم أحد أسياد قريش، رفيع النسب والمكانة حتى أنه كان يرفض أن توقد نار غير ناره لإطعام الناس خاصة في مواسم الحج وسوق عكاظ، وأحد أغنى أغنياء مكة في عصره حتى أنه سمّي بالوحيد وبريحانة قريش، لأن قريش كانت تكسو الكعبة عامًا ويكسوها الوليد وحده عامًا.
  • أمه لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية من بني هلال بن عامر بن صعصعة من هوازن، وهي تلتقي في النسب مع الرسول في مضر بن نزار الجد السابع عشر للرسول.
  • إخوته، له ستة أخوة وقيل تسعة بين ذكور وإناث، منهم الصحابيان الوليد بن الوليد وهشام بن الوليد، إضافة إلى عمارة بن الوليد الذي عرضته قريش بدلاً على أبي طالب ليسلمهم محمدًا، وهو ما رفضه أبو طالب.
  • قبيلته بنو مخزوم، وكان يجمع فيها ما يجهّز به الجيش، وأعنة الخيل وهي قيادة الفرسان في حروب قريش. كان لبنو مخزوم عظيم الأثر في قريش، فقد كانوا في ثروتهم وعدتهم وبأسهم من أقوى أسياد قريش، فهم وحدهم قاموا ببناء ربع الكعبة بين الركنين الأسود واليماني، واشتركت قريش كلها في بناء بقية الأركان.

عائلة خالد بن الوليد

تزوّج خالد من ثلاث نساء هنّ:

  • كبشة بنت هوذة بن أبي عمر وأنجبت له سليمان بن خالد الذي قتل أثناء فتح مصر.
  • أم تميم الثقفية وأنجبت له عبد الله الأول، وقد مات قتلاً في العراق.
  • ابنة أنس بن مدرك وأنجبت له عبد الله، والمهاجر بن خالد الذي قتل يوم صفين وهو يقاتل في صف علي بن أبي طالب، وعبد الرحمن وكان من أشهر أبنائه، فقد أدرك النبي عليه الصلاة والسلام في حياته، وشارك في معركة اليرموك مع أبيه، كما تقرّب من الخليفة معاوية بن أبي سفيان زمن خلافته وكان من أبرز مقاتلي الشام، وشهد على وثيقة الصلح بين معاوية وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وشارك أيضاً مع أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه في قتال الروم، ونال مدح وثناء بعض الشعراء.

وكثر ولد خالد بن الوليد حتى قيل إنهم وصلوا أربعين رجلا كلهم بالشام، حيث قضوا كلهم في طاعون عمواس، فلم يعقب أحد منهم، وهناك مصادر متعددة تذكر أن له ذرية في باقي البلدان.

إسلام خالد بن الوليد

عندما كان المسلمون في مكة لأداء عمرة القضاء في العام السابع الهجري، وفقًا للاتفاق الذي أبرم في صلح الحديبية، أرسل رسول الله صلَّ الله عليه وسلم إلى الوليد بن الوليد، وسأله عن خالد، قائلاً له: (ما مثل خالد يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين على المشركين كان خيرًا له، ولقدمناه على غيره.)

أرسل الوليد إلى خالد برسالة يدعوه فيها للإسلام إدراكاً لما فاته. وافق ذلك الأمر هوى خالد، فعرض على صفوان بن أمية ثم على عكرمة بن أبي جهل الانضمام إليه في رحلته إلى يثرب ليعلن إسلامه، إلا أنهما رفضا ذلك، ثم عرض الأمر على عثمان بن طلحة العبدري، فوافقه.

وبينما هما في طريقهما إلى يثرب، التقيا عمرو بن العاص مهاجرًا ليعلن إسلامه، فدخل ثلاثتهم يثرب في صفر عام 8 هـ معلنين إسلامهم، وحينها قال الرسول: (إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها).

فلما وصل المدينة المنورة، قصّ خالد على أبي بكر رؤيا رآها في منامه، وقال كأنه في بلاد ضيقة مجدبة، فخرج إلى بلاد خضراء واسعة، ففسرها له أبو بكر الصديق وقال له: (مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت فيه من الشرك).

صفات خالد بن الوليد الجسدية والخُلقية

صفات خالد بن الوليد الجسدية والخُلقية

صفات خالد بن الوليد الجسدية:

كان خالد بن الوليد رضي الله عنه طويل القامة، ناصح البياض، ذو لحية سوداء، وكان يتمتّع بجسم ذو بنية قوية، حيث قال عن نفسه: (قَدِ انْقَطَعَتْ في يَدِي يَومَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أسْيَافٍ فَما بَقِيَ في يَدِي إلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ).

وكان خالد بن الوليد يتشابه في صفاته مع خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدليل كان يخلط بعض الناس بينهما.

صفات خالد بن الوليد الخُلقيّة:

تحلّى خالد بن الوليد بمجموعةٍ من الصفات الخُلقيّة العظيمة، نذكر لكم منها ما يلي:

  • شُجاعٌ وجريء.
  • صادق القلب.
  • خطيباً مفوّهاً فصيحاً.
  • عميق التفكير، ورويّ ومتبصر في آرائه، إذ يُطيل الفكر، وبعد ذلك يتخذ القرار المناسب.
  • كريم ومعطاء، إذ كان يُعطي من ماله الخاص، حتّى أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لامه في ذلك.
  • قياديٌّ ناجحٌ بارعٌ في خوض غمار المعارك.
  • بارع في إحراز النصر.
  • قادر على وضع الخطط والاستراتيجيّات العسكريّة بأبسط الطرق وأيسرها.
  • حريص على بناء مجتمع قويّ وفخور بفتوحاته.
  • مُحسنٌ إلى الآخرين، وحريص على نشر دعوة الإسلام، وتبليغ رسالته الخالدة، وتأليف قلوب العباد، حيث كان يقول لمجتمع النصارى العرب: لكم ما لنا، وعليكم ما علينا.

ما هي المعارك والغزوات التي شارك فيها خالد بن الوليد؟

ما هي المعارك والغزوات التي شارك فيها خالد بن الوليد؟

خاض خالد بن الوليد رضي الله عنه أكثر من مئة معركة في حياته، سواءً قبل الإسلام أم بعده، أولها كانت في مكة المكرمة وآخرها في قنسرين، ولم يهزم في أي معركة قط، ومن المعارك التي شارك فيها:

  • غزوة أحد.
  • غزوة مؤتة.
  • غزوة الطائف.
  • غزوة حُنين.
  • معركة فحل.
  • معركة نجران واليمن.
  • معركة اليرموك.
  • معركة غمرة.
  • معركة فتح مكة.
  • معركة اليمامة.
  • معركة مقتل مسيلمة.
  • معارك حروب الردة.
  • معركة ذات السلاسل.
  • معركة المزار.
  • معركة الولجة.
  • معركة الفراض.
  • معركة عين التمر.
  • معركة الأنبار.
  • معركة أجنادين.
  • معركة عقرباء.
  • معارك فتوحات العراق والشام.
  • معارك دمشق وحمص.

وهناك معارك أخرى لم نذكرها بعد.

التكتيكات العسكرية التي اعتمدها خالد بن الوليد

ينسب إلى خالد بن الوليد العديد من التكتيكات الناجحة التي استخدمها المسلمون في معاركهم الكبرى خلال الفتوحات الإسلامية، وكان يعتمد في معاركه على الأساليب التالية:

  • اعتمد خالد في معاركه على مهاجمة قادة أعدائه مباشرةً، لتوجيه ضربات نفسية لمعنويات أعدائه وجعل صفوفهم تضطرب، كما اعتمد في بعض معاركه على تكتيك الحرب النفسية.
  • استخدم خالد بن الوليد التضاريس متى أمكنه ذلك لضمان التفوق الاستراتيجي على أعدائه، فخلال معاركه في العراق، تعمّد في البداية أن يبقى دائمًا قريبًا من الصحراء العربية، حتى يكون من السهل على قواته الانسحاب في حالة الهزيمة، وهم أدرى الناس بالصحراء.
  • كما برع خالد في استخدام تكتيك الهجوم المفاجئ، والذي شتّت به قوات أعدائه في جنح الليل في عدة معارك.
  • كما اعتمد خالد في بعض الأحيان على الفكر غير التقليدي، مثلما فعل عندما اجتاز بادية الشام حين كان متجهًا إلى الشام مددًا لجيوش المسلمين، فقطع بذلك طريق الإمدادات على قوات الروم في أجنادين قبل مواجهتها لجيوش المسلمين.
  • اعتمد خالد أيضًا في تكتيكاته على الفرسان الذين استخدمهم لتنفيذ أساليب الكر والفر لتطبيق خططه الحربية، فهاجم بهم تارةً الأجنحة وتارةً قلب جيوش أعدائه ملحقًا بهم هزائم كارثية.
  • ومن أسرار تفوقه العسكري أيضًا، اعتماده على استخدام العيون من السكان المحليين في المناطق التي حارب فيها، ليأتوه بأخبار أعدائه.

لماذا لُقِب خالد بن الوليد بسيف الله المسلول؟

اختار النبي عليه الصلاة والسلام زيد بن حارثة لقيادة الجيش في معركة مؤتة، على أن يخلفه جعفر بن أبي طالب إن قتل، ثم عبد الله بن رواحة إن قتل جعفر، وإن قتل الثلاثة يختار المسلمون قائدًا من بينهم.

عند وصول الجيش إلى مؤتة، وجد المسلمون أنفسهم أمام جيش من مائتي ألف مقاتل نصفهم من الروم والنصف الآخر من الغساسنة. فوجئ المسلمون بالموقف، وأقاموا يومين بلياليهم في معان يتشاورون أمرهم. أشار البعض بأن يرسلوا للرسول ليشرحوا له الموقف، وينتظروا إما المدد أو الأوامر الجديدة. عارض ابن رواحة ذلك، وأقنع المسلمين بالقتال.

بدأت المعركة، وواجه المسلمون موقفًا عصيبًا، حيث قتل القادة الثلاثة على التوالي، عندئذ اختار المسلمون خالد ابن الوليد ليقودهم في المعركة. صمد الجيش بقية اليوم، وفي الليل نقل خالد ميمنة جيشه إلى الميسرة، والميسرة إلى الميمنة، وجعل مقدمته موضع الساقة، والساقة موضع المقدمة. ثم أمر طائفة بأن تثير الغبار ويكثرون الجلبة خلف الجيش حتى الصباح. وفي صباح اليوم التالي، فوجئ جيش الروم والغساسنة بتغيّر الوجوه والأعلام عن تلك التي شهدوها بالأمس، إضافة إلى الجلبة، فظنوا أن مددًا قد جاء للمسلمين. عندئذ أمر خالد ابن الوليد جيشه بالانسحاب وخشي الروم أن يلحقوا بهم خوفًا من أن يكون الانسحاب مكيدة.

وبذلك، نجح خالد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة وحتمية. حارب خالد ببسالة في هذه الغزوة، وكسرت في يده يومئذ تسعة أسياف. وبعد أن عاد إلى يثرب، أثنى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وقال: (نِعمَ عبدُ اللهِ، وأَخو العَشِيرةِ، وسَيفٌ مِن سُيوفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ على الكُفَّارِ). ولقّبه النبي عليه الصلاة والسلام بسيف الله المسلول.

عزل خالد بن الوليد من القيادة العسكرية

تحدث الناس بفعال وخصال خالد بن الوليد في أرمينية، وتحدثوا بانتصاراته في الشام والعراق، فتغنّى الشعراء به، فوهبهم خالد من ماله وأغدق عليهم، وكان ممن وهبهم خالد الأشعث بن قيس، الذي وهبه خالد عشرة آلاف درهم.

بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المدينة خبر جائزة خالد بن الوليد للأشعث، فكتب عمر إلى أبي عبيدة أن يستقدم خالد مقيدًا بعمامته، حتى يعلم أأجاز الأشعث من ماله أم من مال المسلمين، فإن قال إنها من مال المسلمين، فهي خيانة للأمانة، وإن قال إنها من ماله فقد كان مسرفًا، وفي كلتا الحالتين يُعزل خالد من قيادته العسكرية.

احتار أبو عبيدة، وترك تنفيذ تلك المهمة لبلال بن رباح رسول الخليفة بالكتاب. أرسل أبو عبيدة يستدعي خالد من قنسرين، ثم جمع الناس وسأل بلال خالد ابن الوليد عما إذا كانت جائزته للأشعث من ماله الخاص أم من خزينة المسلمين؟ فأجاب خالد ابن الوليد أنها من ماله الخاص، فأعلنت براءته. فأخبر أبو عبيدة خالد ابن الوليد بأن الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عن وأرضاه قد عزله، وأنه يأمره بالتوجه إلى المدينة.

نفذّ خالد بن الوليد الأمر وتوجه إلى المدينة المنورة للقاء عمر، محتجًا على ما اعتبره ظلمًا، إلا أن عمر أصر على قراره، وقال عمر متمثلًا: (صَنَعْتَ فَلَمْ يَصْنَعْ كَصُنْعِكَ صَانِعٌ وَمَا يَصْنَعُ الأَقْوَامُ فَاللَّهُ يَصْنَعُ). وعندما كثر اللغط والهمز واللمز حول عزل عمر لخالد، فقال عمر ابن الخطاب في الأمصار: (إني لم أعزل خالدًا عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به، فخفت أن يوكلوا إليه ويُبتلوا به. فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وألا يكونوا بعرض فتنة). وكانت تلك هي نهاية مسيرة خالد العسكرية الناجحة.

وفاة خالد بن الوليد

وفاة خالد بن الوليد

هناك إجماع على أن خالد بن الوليد توفي عام 21هـ / 642 م، إلا أنه هناك خلاف على مكان وفاته، ولكنه رجح موته بحمص، توفي خالد بن الوليد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في سن الخامسة والخمسين من عمره، ولم يترك خلفه إلّا فرسه وسلاحه وكان قد أوقفهما للجهاد في سبيل الله، وحين احتضرته الوفاة بكى وانسابت الدموع من عينيه حارةً حزينةً ضارعةً، ولم تكن دموعه رهبة من الموت، فلطالما واجه الموت بحد سيفه في المعارك، يحمل روحه على سن رمحه، وإنما كان حزنه وبكاؤه لشوقه إلى الشهادة، وقال كلماته الأخيرة: (لقيت كذا وكذا زحفاً، وما في جسدي شبر إلّا وفيه ضربة بسيفٍ، أو رمية بسهمٍ، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء). ولخالد بن الوليد جامع كبير في حمص، يزعم البعض أن قبره فيه.

وحينما سمع عمر ابن الخطاب بوفاته قال: (دع نساء بني مخزوم يبكين على أبي سليمان، فإنهن لا يكذبن، فعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي).

تجسيد شخصية خالد بن الوليد بالأدب والسينما والتلفزيون

أدبياً:

تناولت العديد من الأعمال الأدبية والتاريخية شخصية خالد بن الوليد سواء بالعرض أو النقد أو التحليل، منها:

  • كتاب “سيف الله المسلول: خالد بن الوليد – حياته وحملاته” للجنرال الباكستاني أغا إبراهيم إكرام.
  • كتاب (عبقرية خالد) للكاتب عباس محمود العقاد.
  • كتاب (خالد بن الوليد) للمؤلف صادق إبراهيم.
  • كتاب (خالد بن الوليد المخزومي) للمؤرخ العسكري العراقي محمود شيت خطاب.

وغير ذلك الكثير من الكتيبات التي تناولت سيرة خالد بن الوليد.

في السينما والتلفزيون:

جُسدت شخصية خالد بن الوليد في بعض الأعمال الفنية مثل:

  • فيلم خالد بن الوليد الذي جسد فيه حسين صدقي شخصية خالد بن الوليد.
  • فيلم الشيماء.
  • فيلم الرسالة حيث جسد شخصية خالد ابن الوليد محمود سعيد في نسخته العربية، و(مايكل فورست) في نسخته الإنجليزية.
  • مسلسل (خالد بن الوليد) الذي جسد فيه باسم ياخور دور خالد في جزئه الأول، وجسدها سامر المصري في جزئه الثاني، والذي تعرض للعديد من الانتقادات سواء على المستوى السياسي أو الديني.
  • مسلسل (الفتوحات الإسلامية).
  • مسلسل (الكعبة المشرفة).
  • مسلسل (تحت ظلال السيوف).
  • مسلسل (عمر بن الخطاب).
  • مسلسل (رايات الحق).
  • مسلسل (رجل الأقدار).
  • مسلسل (القعقاع بن عمرو التميمي).

أخيرًا…

يتعلّم المسلم من شخصية خالد بن الوليد رضي الله عنه الشجاعة والعِزّة والبطولة، والثبات على الحق، والعمل للآخرة، والحرص على أن يكون هدفه في الحياة هو كسب رضى الله -عز وجل.

اقرأ أيضًا:

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله