كل ما تحتاج معرفته حول جحوظ العين

في الكثير من الأحيان قد يلاحظ البعض وجود مشاكل وأعراض خارجية تظهر بشكل واضح على المظهر الخارجي للوجه، ومن تلك الأعراض مرض جحوظ العين، حيث يعرف جحوظ العين بأنه الحالة التي تكون فيها كرة العين بارزة للخارج أكثر من الطبيعي، وتجدر الإشارة إلى أن جحوظ العين لا يأتي كمرض بمفرده، وإنما يكون عرض مرافق للإصابة بأمراض أخرى.

ولا يقتصر مرض جحوظ العين على عمر محدد أو فئة معينة، فقد يصيب جميع الأعمار، ويمكن أن يصاب به الأطفال منذ ولادتهم إما نتيجة عيوب خلقية أو عوامل وراثية، حيث تتعدد الأسباب التي تكمن وراء المعاناة من جحوظ العين، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن هذه الأسباب، وعن طرق العلاج المناسبة لحالات جحوظ العين.

ما هي حالة جحوظ العين؟

وهي الحالة التي تكون فيها كرة العين بارزة للخارج أكثر من الطبيعي، وكأنها على وشك أن تخرج من مكانها، حيث يكون بياض العين بين الجفن العلوي وحافة الحدقة ظاهرًا بشكل واضح، ويعود السبب الرئيسي بشكل عام إلى الإصابة بأمراض الغدة الدرقية، وداء غريفز بشكل خاص، وفي بعض الأحيان يولد الطفل وهو مصاب بحالة جحوظ العين، وتجدر الإشارة إلى أن الجحوظ قد يكون في عين واحدة فقط أو في كلتا العينين، كما يمكن أن يتسبب بمشاكل بصرية طويلة الأمد، إذا لم يتم التطرق إلى علاج الأسباب التي أدت إليه بشكل فوري.

أسباب جحوظ العين

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى جحوظ العين، منها:

إصابة العين بالالتهابات

فمن الممكن أن تؤدي الالتهابات المختلفة التي تصيب العين مثل: التهاب الهلل، إلى الإصابة بجحوظ العين إذا لم يتم علاج الالتهاب في الوقت المناسب.

أسباب مرتبطة بالأوعية الدموية

ومن أبرز المشاكل المرتبطة بالأوعية الدموية والتي تسبب جحوظ العين، هي الإصابة بالتشوه الشرياني الوريدي للعين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين، وجحوظ العين، واحمرار العين نتيجة تجمع الأوعية الدموية في الملتحمة، ومن الأسباب الأخرى المرتبطة بالأوعية الدموية والتي تسبب جحوظ العين، تمدد الأوعية الدموية الدماغي، والذي يحدث نتيجة ضعف جدار هذا الوعاء، وتجدر الإشارة إلى أن الجحوظ الناتج عنه يكون في كلتا العينين.

داء الزرق

داء الزرق

يحدث داء الزرق نتيجة التعرض لمجموعة من الاضطرابات البصرية، التي يتضرر من خلالها العصب البصري تدريجيًا، ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع ضغط العين الداخلي، نتيجة اختلال توزان سوائل العين، وفي بعض الحالات يؤدي تضرر العصب البصري إلى العمى، في حال لم يتم علاجه بشكل فوري، ويرافق الإصابة بداء الزرق مجموعة من الأعراض أهمها:

ويعود السبب الرئيسي للزَرق إلى العوامل الوراثية، بالإضافة إلى العيوب الخلقية التي تعيق تسريب السوائل من العين، والتي تظهر نتائجها خلال السنة الأولى من الولادة.

التعرض للإصابات

قد تسبب الإصابة بالعين حدوث نزيف فيها، مما يؤدي إلى تجمع الدم في محجر العين خلف كرة العين مباشرة، الأمر الذي يتسبب بجحوظ العين، ويرافق إصابات العين أعراض أخرى مثل:

  • الألم المستمر داخل العين.
  • الشعور بوجود شيء ما داخل العين.
  • تضرر البصر.

التهاب الهلل المحجري

يعد التهاب الهلل المحجري أكثر أمراض العين انتشارًا، ومن أبرز أعراضه: جحوظ العين، ارتفاع درجة الحرارة، انتفاخ تحت العين واحمرارها.

الإصابة بخراج تحت السمحاق

وهو أحد أنواع الالتهاب التي تصيب عظام العين، ويعود ذلك لأسباب عديدة منها: بكتيريا الدم، عدوى في الجلد، التهاب الجيوب الأنفية، ومن أبرز أعراض هذا المرض هو الإصابة بانتفاخ وجحوظ العين، وصعوبة تحريك العين، وتشوش الرؤيا.

الإصابة بورم خلف العين

قد يؤدي الورم الموجود خلف العين إلى دفع كرة العين للخارج وجحوظ العين، وقد يكون الورم حميدًا أو خبيثًا، إلا أن أغلب أورام العين تكون حميدة، لكن في كلتا الحالتين يتوجب علاجه بسرعة حتى لا يتفاقم الوضع، خاصة إذا كان الجحوظ قي كلتا العينين.

ومن أورام العين الحميدة: الورم الأرومي العصبي، والورم الوعائي الدموي، أما بالنسبة للأورام الخبيثة التي تصيب العين فأبرز أنواعها هي: أورام الغدد الدمعية، واللمفوما، والساركومة، وقد تكون أورام العين نتيجة أورام في مناطق أخرى من الجسم، إذ إنها تنتشر حتى تصل إلى العين، كالأورام التي تنتشر من الجيوب الأنفية إلى العين.

حيث يتطلب تشخيص أورام العين إجراء مجموعة من الفحوصات الأولية التي تتضمن: التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، والطبقي المحوري، ومن ثم أخذ خزعة من أنسجة العين ليتم تحليلها، والتي يتم من خلالها التأكد من وجود الورم، ومعرفة ما إذا كان خبيث أو حميد.

أمراض الغدة الدرقية

تقع الغدة الدرقية في الطرف السفلي من العنق، وتقوم بإفراز هرموني ثلاثي يود الثيرونين، والثيروكسين، وتلعب هذه الهرمونات الدور الأساسي في تنظيم عملية النمو، وعمليات التمثيل الغذائي، والوظائف الحيوية الأخرى، وتعد الإصابة بأمراض الغدة الدرقية أبرز أسباب جحوظ العين وأكثرها انتشارًا، ومن الجدير بالذكر أن جحوظ العين في هذه الحالة لا يظهر بشكل مباشر، وإنما يحتاج لفترة من الزمن، خاصة جحوظ العين الناتج عن الإصابة بمرض غريفز، الذي ينتج عن فرط نشاط الغدة الدرقية.

حيث تقوم الغدة بإفراز كمية من الهرمونات تفوق الحد الطبيعي، وهو مرض مناعي ذاتي، يجعل الجسم يقوم بمهاجمة الأنسجة المحيطة بالعين مما يسبب التهابها، الذي قد يؤدي بدوره إلى بروز كرة العين، إذ إن حولي 50 % من المصابين بهذا المرض يعانون من حجوظ العين، ويرافق جحوظ العين الناجم عن هذا المرض مجموعة من الأعراض منها:

  • رؤيا ضبابية.
  • حرقان العين وتهيجها.
  • الشعور بالضغط حول العينين.
  • خروج إفرازات من العين.
  • ازدواجية الرؤيا.
  • حساسية تجاه الضوء.
  • صعوبة تحريك العينين نتيجة إصابة عضلات العين.
  • في حال تعرض العصب البصري للضغط، يصاب الشخص بالعمى.

أسباب أخرى لجحوظ العين:

  • اللوكيميا، وهو أحد أنواع السرطان الذي يؤثر على الجهاز العصبي.
  • مرض الورم الوعائي الدموي.
  • أمراض العيون المختلفة.
  • أمراض الأنسجة الضامة مثل: الساركويد.
  • ورم أرومي عصبي، وهو سرطان يؤثر على خلايا الدم البيضاء.
  • تعرض عظم الجمجمة المحيط بالعين إلى الكسور.
  • تعرض العضلات والأعصاب المحركة للعين إلى الإصابة.
  • قصر النظر الشديد والذي يكون أقل من سالب عشرة.

أعراض جحوظ العين

أعراض جحوظ العين

معظم الأحيان يكون جحوظ العين كعرض جانبي مرافق لمرض ما، لذلك سيترافق مع هذه الحالة أعراض أخرى، ومن أبرز الأعراض التي قد تظهر على المريض:

  • تشوش الرؤيا.
  • الشعور بألم داخل العين المصابة.
  • الحمى.
  • الصداع.
  • جفاف العين، أو رطوبة مفرطة فيها.
  • حساسية تجاه الضوء.
  • حرقان العين.
  • اتساع الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في بياض العين، مما يؤدي إلى احمرارها وتهيجها.
  • تورم والتهاب جفن العين.
  • الإصابة بالغثيان.
  • نقص الوزن.

تشخيص حالة جحوظ العين

يقوم الطبيب المختص بإجراء مجموعة من الفحوصات الطبية، التي يستطيع من خلالها تشخيص سبب جحوظ العين، إذ إن تحديد السبب هو أول خطوة في رحلة المريض للعلاج، والتي تختلف من شخص لآخر باختلاف السبب، أبرز هذه الفحوصات:

  • اختبارات السرطان.
  • فحوصات وتحاليل الغدة الدرقية.
  • اختبارات البصر.
  • التصوير الشعاعي.

علاج جحوظ العين

  • العلاجات الستيرويدية القشرية، لعلاج أمراض الغدة الدرقية، والتهابات العين المختلفة.
  • إذا كان سبب جحوظ العين هو الإصابة بالسرطان، يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي أو العلاج باستخدام الأشعة.
  • إذا كان سبب جحوظ العين هو الإصابة بورم خلف كرة العين، يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي لاستئصال الورم بالكامل.
  • استخدام المضادات الحيوية لعلاج التهابات العين.
  • تصحيح الخلل الحاصل في الغدة الدرقية وهرموناتها، عن طريق الخضوع للعلاج الهرموني، مثل: أدوية الثيوناميدات، التي تعمل على منع الغدة الدرقية من إنتاج كميات زائدة من الهرمونات.
  • تجنب محفزات حساسية العين، وارتداء النظارات الشمسية.
  • الابتعاد عن التدخين، والتدخين السلبي.
  • اللجوء إلى الإجراء الجراحي، كجراحات عضلات العين، والتي يتم من خلالها توسيع عظام الحجاج، وإرجاع العين من جديد إلى مكانها.

علاجات أخرى لجحوظ العين:

علاج جحوظ العين
  • زرع عدسات داخل العين، في حال كان سبب جحوظ العين هو الإصابة بقصر النظر الحاد.
  • العلاج الإشعاعي، لاسيما خلال المرحلة النشطة من مرض العين الدرقي، إذ يلجأ الطبيب إلى العلاج الإشعاعي، في حال عدم الاستفادة من الأدوية الستيرويدية، حيث يعمل هذا العلاج على التخفيف من التورم، من خلال توجيه حزمة من الأشعة إلى منطقة جحوظ العين، ويستمر هذا العلاج لمدة 4 أيام متتالية، أي يتطلب من المريض البقاء في المستشفى خلال هذه الفترة، ويمكن أن يرافق العلاج الإشعاعي بعض الأعراض مثل: اعتلال الشبكية، إعتام عدسة العين.
  • جراحة الجفون، وذلك من أجل تحسين وضع الجفون ومظهرها.
  • حقن الستيرويد، ويتم اللجوء إليه في حال كان السبب الرئيسي لجحوظ العين الالتهاب الشديد، ويتم حقن هذه الأدوية عبر الوريد لمدة تتراوح بين 10 إلى 12 أسبوع، إذ يبدأ المريض بالشعور بالتحسن بعد أول أسبوعين من الحقن، إلا أن الحقن بالسيترويد يرافقه مجموعة من الآثار الجانبية المزعجة منها:
  • ارتفاع السكر في الدم.
  • ألم شديد في موقع الحقن.
  • احمرار لون الوجه لعدة ساعات بعد الحقن.
  • ارتفاع مؤقت لضغط الدم.
  • الأرق.
  • ظهور دمامل في المنطقة المحيطة بموقع الحقن، وذلك بسبب فقدان الدهون.
  • ظهور كدمات في المنطقة المحيطة بموقع الحقن.

دواعي استشارة الطبيب

  • مواجهة صعوبة في تحريك العين أو الجفون.
  • تشوش الرؤيا.
  • عدم القدرة على الرمش أو تحريك العين.
  • فقدان البصر تمامًا.

نصائح للتعامل مع جحوظ العين

كما ذكرنا سابقًا يتوجب مراجعة الطبيب فور ملاحظة جحوظ العين، وذلك من أجل تشخيص الحالة ومعرفة السبب الذي أدى إلى ذلك، ليتمكن الطبيب من تحديد آلية العلاج المناسبة، وذلك لأن علاج حجوظ العين يعتمد بشكل رئيسي على معرفة السبب الكامن وراءه، فمثلًا في حال كانت اضطرابات الغدة الدرقية هي السبب في جحوظ العين، يتم العلاج عن طريق تناول الأدوية الهرمونية التي تعيد التوازن لهرمونات الغدة الدرقية، وهناك مجموعة من النصائح التي يمكنك القيام بها إذا كنت تعاني من جحوظ العين، منها:

  • ترطيب العين بانتظام في حال كنت تعاني من جفاف العين، عن طريق استخدام القطرات المرطبة للعين مثل: قطرة سيستان.
  • الاستلقاء بوضعية أن يكون الرأس أعلى من مستوى الجسد، وذلك من أجل تخفيف الضغط الحاصل على العين، والتقليل من الانتفاخ والتورم المرافقان لحالة جحوظ العين.
  • الحرص على تناول الأدوية العلاجية، واتباع إرشادات الطبيب التعليمية.
  • استخدام النظارات الشمسية عند الخروج، وذلك لأن الشخاص المصابين بجحوظ العين، يعانون من حساسية مفرطة تجاه الضوء، والهواء الجاف والأتربة.

المصادر:

كل ما تحتاج لمعرفته حول جحوظ العين – موقع medicalnewstoday

 ما هو جحوظ العين – موقع news-medicalص

أسباب جحوظ العين – موقع webmd

جحوظ العين – موقع Britannica

فهم جحوظ العين وماذا تفعل حيال ذلك – موقع healthline

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله