تحفيز الذات بين المفهوم العام ومهارات تطبيقه

عندما تسأل نفسك لماذا أنا أعيش وما الهدف من حياتي ولماذا لا أصل إلى ما أريد في كل مرة؟ تجعل من نفسك عُرضة لأن تُصاب بمرض نفسي يُشكل خطرًا على مسيرتك في الحياة وتقدمك وتحقيق أهدافك.

من هنا كان لا بد لك من اختيار بعض العوامل التي تساعدك على تحفيز الذات لتجعلك تسير قُدمًا نحو الأفضل دائمًا ومن خلاله تعرف هدفك في هذه الحياة فتعال معنا لنتعرف على تعريف لتحفيز الذات وأهمية الدافع الذاتي مع أفضل الطرق لتحفيز الذات وتشجيع نفسك للوصول لأهدافك لأنه ما من شيء يمنعك أبدًا.

تحفيز الذات

تحفيز الذات

الدافع الذاتي أو تحفيز الذات يُمكن تعريفه بأنه هو إمكانية العثور على القدرة من تلقاء النفس دون مساعدة الآخرين للقيام بما يجب القيام به ودون أن يكون لأحد أي تأثير على هذا الفعل، إنه الحالة الداخلية التي تساعدك على بدء السلوك أو مواصلته أو إنهائه، وهذا التحفيز الذاتي يشجعك على التقدم والمواصلة في العمل لإحراز الغاية والهدف الذي تريده بشكل متقدم وهذا بحد ذاته تحدي لقدراتك ومعرفتك بذاتك.

وأكبر مثال على ذلك أن تنظر لمن تعتبرهم من الأشخاص الناجحين في الحياة، وتسأل أهم سؤال وهو هل هؤلاء أكثر الناس ذكاء من مجموع الناس الذين قابلتهم لذلك هم ناجحين؟ على الإطلاق الأمر لا يتعلق بالذكاء بل يتعداه إلى أنهم أكثر الناس تحفيزًا للوصول للنجاح.

يقول المتحدث (توني روبينز) Tony Robbins (وهو كاتب أمريكي ولد في عام 1960 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ولديه عدد من الكتب والبرامج التي لها علاقة بتطوير الذات):

” إن القاسم المشترك الوحيد لجميع الأشخاص الناجحين هو رغبتهم للتغلب على مخاوفهم”، لأنه عندما يكون عند الشخص ما يكفي من الرغبة والدافع الذاتي يمكنه بسهولة تعلم كيفية تحفيز الذات لتحقيق الأهداف التي وضعها في ذهنه والتركيز عليها.

ومن المهم في عملية تحفيز الذات البحث عن العوامل التي تساعدك على تحفيز الذات سواء كانت هذه العوامل خارجية أو أنها تتعلق بك أنت، والوصول للهدف إنما يحتاج إلى التحفيز الذاتي لأن هذا الهدف عندما تندفع إليه بشتى الحيل والوسائل الإيجابية طبعًا ستتمكن من إنجاز أي شيء تضعه في ذهنك طالما لديك قوة الإرادة لتحقيق ذلك.

أهمية تحفيز الذات

السؤال الذي يمكن أن يتبادر إلى ذهنك لماذا يعتبر الدافع الذاتي ضروري أو ما هي أهمية القيام بتحفيز الذات؟

تحفيز الذات أهم طريقة حقيقية للوصول للهدف:

من الضروري لكل شخص أن يُبادر إلى تحفيز ذاته فهي الطريقة المؤكدة والحقيقية لتحقيق الغايات والأهداف التي يرغب بها، فليس من الممكن أن تجد في كل مرة من يساندك ويُساعدك لتوجيه طاقاتك نحو أهدافك كقوة خارجية (كوجود الأهل أو الأصدقاء أو المدرسين) إنما أنت بحاجة إلى:

  • القوة الداخلية من داخلك التي تدفعك للاستفادة من كل الظروف المحيطة بك.
  • أنت بحاجة للثقة بنفسك وقدرتك في الوصول لهدفك.
  • عدم تأثرك بأي أحداث خارجية أو تجارب الغير أو أحداث تطرأ في طريقك للوصول لهدفك.
  • الإيمان بنفسك.

هنا مع هذا الاعتقاد الهام بذاتك لن يستطيع أحد الوقوف في طريقك نحو تقدمك لهدفك.

تحفيز الذات ضروري للحصول على عمل يُرضيك:

تتجلى أهمية تحفيز الذات في إيجاد وظيفة تُرضيك، وهذا غالبًا ما يلمسه المشرفون على مقابلات العمل عندما يسألون ما هي دوافعك الذاتية لهذا العمل الذي تتقدم إليه، وتُظهر قوة ذاتك أثناء مقابلة العمل لأن أصحاب العمل من خلال هذا السؤال سيتعرفون فيما إذا كنت مناسبًا لهذا العمل ومتحمسًا له أم لا؟

تحفيز الذات لإنشاء سلوك محدد تجاه ما نفكر به:

قد يكون لدينا الدافع لقطع علاقة معينة عندما لا نشعر بأننا سعداء فيها، أو أن يكون الدافع لمواصلة العمل في وظيفة ما للتمكن من دفع الفواتير المترتبة عليك، لذلك يُعتقد إلى حد كبير أن أي سلوك يمكن أن نفكر فيه ينشأ من الدافع الذاتي أو من تحفيز الذات.

إضافة إلى أن تحفيز الذات يساعد أيضًا:

  • يساعد على تقييم مشاعرك مما يعني أنك ترتبط بنجاحاتك وإخفاقاتك.
  • تحفيز الذات يُساعدك في إنشاء علاقات صحية وإيجابية ورابطة طويلة الأمد مع الأشخاص المحيطين بك.

مهارات تحفيز الذات

مهارات تحفيز الذات مطلوبة في كثير من الأحيان في مكان العمل حيث إن الافتقار إلى الدافع الذاتي لا يؤدي إلى إنجاز العمل بالطريقة المطلوبة مما يؤدي لقيام آخرين بهذا العمل وهذا بدوره يكلف، لذلك لا بد لك من التعرف على بعض مهارات تحفيز الذات التي تؤدي إلى تطوير العمل الذي تقوم به ومن بعض الأمثلة:

  • أن يكون لديك مبادرة وميل للتصرف وتحمل المسؤولية للمضي قُدمًا قبل الآخرين.
  • وجود دافع لتحقيق الهدف كأن يكون هناك مقابل لهذا العمل الذي تقوم به من مكافأة أو الحصول على مرتبة أعلى.
  • التمسك بالهدف للوصول إليه بالالتزام والمثابرة.
  • الاستمرار والصمود على القيام بهذا العمل لتحقيق الهدف رغم كل الصعوبات التي تواجهك.
  • الاستمتاع بهذا العمل الذي تقوم به والشغف بهذا العمل.
  • الرغبة القوية في تجربة كل ما هو جديد ومواجهة التحديات الجديدة للوصول للهدف.
  • رغبتك في تحسين عملك والاستمرار في تحسينه.
  • اعتقادك بأن كل ما تقوم به سيؤدي إلى النتيجة المرجوة من خلال الكفاءة الذاتية.
  • كن سعيدًا وأنت تمارس العمل.

أساليب تحفيز الذات للوصول إلى الأهداف

تتعدد الأساليب التي تساعد على تحفيز الذات للوصول للهدف وهي كالتالي:

تحمل مسؤولية حياتك:

يعتبر تحفيز الذات او الدافع الذاتي صعبًا في أغلب الأوقات لأنه يصدر منك أنت، لذلك يجب أن تهتم بكل ما يمنعك من تحقيق أي تقدم في حياتك، وألا تُلقي اللوم في فشلك على الآخرين مهما كانوا مقربين.

لا مانع من اللجوء للبعض أو الاعتماد على بعض العوامل الخارجية لتحفيز الذات، لكن أنت وحدك من يجب عليه القيام بما هو ضروري لتقدمك وتتحمل مسؤولية حياتك.

يقول توني روبينز: “الحياة هدية، وهي توفر لنا الفرص والمسؤولية لإعطائها المقابل بأن تصبح الأفضل”.

تغيير المعتقدات السلبية عن نفسك:

إن عدم وجود الدافع الذاتي فهذا يعود لأنك ترى نفسك بأنك لا تملك دوافع ذاتية لذلك عليك تغيير هذه النظرة السلبية لنفسك، والنظر بإيجابية من خلال تكييف عقلك وخلق معتقدات قوية تحفزك بدل أن تعيق تقدمك.

واعلم أن القيود الوحيدة في حياتنا هي تلك التي نضعها على أنفسنا وبأنفسنا.

إعادة تقييم أهدافك:

للوصول إلى تحفيز الذات عليك أن تُعيد تقييم الأهداف التي ترغب بها، ولا تتردد في تقييم مخطط جديد لحياتك وإحداث أهداف جديدة فيما إن كانت أهدافك السابقة لا تلهمك، وعندما تُحرز تقدمًا فهذا دافع قوي منك للاستمرار.  

إن الأهداف الذكية هي الأهداف المحددة والقابلة للتحقيق وذات المغزى بالإضافة إلى واقعيتها وأنها قابلة للتتبع.

بعد القيام بتتبع الأهداف لفترة من الوقت يجب معرفة ما يمكنك تحقيقه والجدول الزمني الواقعي للقيام به، على أنه في الأيام التي تفتقر فيها إلى الدافع الذاتي لست مضطرًا لبذل نفس القدر من الطاقة للبدء، لأنك بالفعل قمت بإجراء المخططات التفصيلية والأبحاث الخاصة بك لهذا الهدف، ولكن كل ما يتطلبه الأمر بعد ذلك هو تذكير بأن هذا الهدف مهم بالنسبة لك وأنك ستقوم به في وقت آخر وهذا يعني أنك حافظت على حافزك.

معرفة السبب في رغبتك في تحفيز الذات:

قبل أن تتعلم كيفية التحفيز الذاتي ابحث عن السبب واربط بين هدفك والغرض منه للوصول إلى الدافع الذاتي.

يقول توني روبينز: “تحديد الأهداف هو أول خطوة لتحويل المستحيل إلى ممكن”.

وضع خطة عمل:

عندما يكون لديك هدف ترغب في الوصول إليه قم بتحفيز نفسك من خلال وضع خطة لهذا الهدف والغرض منه والخطوات المتتابعة لتوصلك لهدفك، مما يعطيك دافع قوي وإضافي للاستمرار مهما كانت هناك عوائق خلال مسيرتك لهدفك.

استمتع بالهواء الطلق لتحفيز الذات:

إن القيام بالتفكير في الهواء الطلق له إيجابياته في تحفيز الذات أكثر من التفكير في غرفة مغلقة أو ضيقة مع إضاءة صناعية، فإذا كنت ممن يرغبون في تحفيز الذات والوصول لأهدافك بالطرق الصح لا تتردد في الخروج وقضاء الوقت المخصص لك في الطبيعة لتعزيز الطاقة وتجديد النشاط وتحسين دوافعك الذاتية.

تعلم استراتيجيات إدارة الوقت الأفضل:

في أغلب الأحيان عدم امتلاك استراتيجية اختيار الوقت المناسب للهدف يوقف تقدمه، لذلك عليك أن تتوقف عن المماطلة وانتظار الوقت المناسب من خلال تحفيز نفسك ومعرفة كيفية استغلال الوقت الضروري للتقدم وتعلم التخطيط السريع.

اتبع خطط التحسين ونمو الشخصية:

هذه نقطة مهمة يجب ملاحظتها لأنه من خلال اتباع خطط لتحسين الدافع الذاتي ونمو شخصيتك وقراءة الكتب وحضور الندوات المختلفة واستخدام هذه المعارف والمعلومات التي تتعرف عليها في هذا الصدد سيزيد تحفيزك لذاتك وللدافع الذاتي بشكل أفضل.

استخدم الموسيقى لتحفيز الذات:

دائمًا وما زالت الموسيقى تمتلك تلك القوة في إيقاعاتها لتعديل المزاج وزيادة مستوى الطاقة والإبداع لتُخرج الشخص من الركود إلى النشاط والتركيز وتدفع لتحفيز الذات.

استلهم من نجاح الآخرين:

إن معرفة النجاحات التي توصل إليها الآخرين من أشخاص مقربين لك أو ممن قرأت عنهم من مشاهير وقادة إنما هو أكبر مساعد لك لتحفيز ذاتك، والبحث للوصول إلى النجاح من خلال الإلهام واكتساب بعض الأساليب التي اتبعها هؤلاء ولجميع الاستراتيجيات التي قاموا بها هو سبيلك للوصول للنجاح.

يقول توني روبينز: “إذا أردت أن تكون ناجحًا، ابحث عن شخص وصل إلى النتيجة التي تريدها وانسخ ما فعل وستحقق نفس النتائج”.

حدد مهامك واحدًا تلو الآخر:

من اجل تحفيز الذات لا تقم بجميع المهام دفعة واحدة، واشتغل على مهامك واحدًا تلو الآخر، فهذه أفضل طريقة لإنجاز هذه المهام إضافة إلى أن الدافع الذاتي سيرتفع مستواه وستحقق النجاح لجميع المهام.

إن تعدد المهام والانشغال بتحقيقها معًا يقلل التركيز، وحيث يتجه التركيز تتدفق الطاقة، لذلك اختار مهمة معينة لإنجازها وركز عليها وعند الانتهاء منها انتقل إلى الأخرى.

يقول توني روبنز: “أينما يذهب التركيز، تذهب الطاقة”.

تحفيز الذات من خلال الحركة:

لتحفيز الذات وأنت تقوم بمهمة ما وترغب في نجاحها لا تربط نفسك بمكتب وكرسي بل تحرك وادمج الحركة على مدار اليوم وأنت تقوم بعملك مما يزيد لديك الطاقة وتصل لتحفيز قوي لإنجاز العمل.

بناء عادات لتحفيز الذات:

بمجرد أن نتعود على فعل شيء ما يصبح من السهل الاستمرار في القيام به، هذا يعني أن تعلم كيفية بناء العادات يمكن أن يكون مهارة مفيدة حقًا لتصبح أكثر تحفيزًا للذات.

ولبناء عادات يمكنك أن تبدأ بعادة صغيرة ثم العمل على نموها كالبدء في عادة المشي في الهواء الطلق لمدة 30 دقيقة، ثم بعد فترة تزيدها لتصبح تصبح لمدة ساعة، لكن المهم في الأمر لتحفيز الذات هو القيام بالخطوات الأولى لهذه العادة.

انتبه لصحتك ولياقتك البدنية:

يجب أن يكون لديك قناعة تامة بأنه كلما كنت لائقًا بدنيًا يصبح ذهنك أكثر استعدادًا وانتعاشًا.

نادرًا ما تجد أشخاصًا متحمسين لا يشعرون بالمسؤولية عن لياقتهم البدنية، وغالبًا ما يقدّر الأشخاص المتحمسون نظامهم الغذائي ولياقتهم.

لا تتوقف عن تحفيز الذات:

الدافع يتقلب، لذلك فالتحفيز الذاتي هو عملية مستمرة ولهذا السبب يعود الأمر إليك أنت لمعالجة هذه المسألة المهمة، واستمر بشكل دائم في تحفيز ذاتك مهما كان الهدف صغيرًا.

يقول توني روبنز: “حياتك تتغير في اللحظة التي أخذت فيها قرارًا جديدًا فيه العزيمة والإصرار”.

إضافة إلى الأساليب التالية لتحفيز الذات:

  • توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين.
  • كن ممتنًا لكل ما يحدث من أشياء في حياتك سواء إيجابية أو سلبية.
  • وجه تركيزك لكل الأشياء التي ترغب أن تكون لديك.
  • لا تشغل نفسك بالخسائر التي تحدث معك فالخسارة ليست دائمة ما دام لديك الحافز الذاتي للوصول للنجاح.
  • حدد أسلوب التحفيز الخاص بك حتى تتمكن من التعرف على نقاط القوة، وكن دائمًا متحمسًا.
  • قم بإجراء لقاءات أكثر انتظامًا مع الأشخاص الإيجابيين والمتحمسين (والذين يُثيرون لديك الحماس) فهذا يساعدك على النمو والتطور ورؤية الفرص الجيدة في الأوقات الصعبة.
  • لتزيد الدافع التحفيزي اقرأ وتعلم كثيرًا، لأنه كلما تعلمت أكثر زادت ثقتك في بدء المشاريع.
  • لا تضيع وقتك في القلق لمشروع ليس لديك أي دافع ذاتي تجاهه، وابحث عن الأكثر أهمية وعن المشروع الذي يشدك للقيام به.
  • راقب وتتبع تقدمك في القيام بهدفك مما يزيد لديك الدافع الذاتي للاستمرار والتقدم وأنت ترى رغبتك تتقدم وتنمو نحو الأفضل وستجد متعة في الاهتمام به.
  • من أجل تحفيز الذات شارك أصدقائك في هدفك، وشاركهم أهدافهم فهذا سيزيد التحفز الذاتي للاستمرار، وإن رؤية الآخرين يقومون بعمل جيد وناجح سيحفزك على فعل الشيء نفسه.

أقوال لتحفيز الذات

“أنت أكثر شجاعة مما تعتقد، أقوى مما تبدو، وأذكى مما تعتقد”.

من أقوال Tony Robbins عن النجاح وتغيير الحياة للأفضل:

  • “الأشياء ليس لها معنى، نحن من نضع المعاني لكل شيء”.
  • “نحن نستطيع تغيير حياتنا، نحن نستطيع أن نكون ما نتمنى”.
  • “الطريق إلى النجاح هو أن تقوم بعمل ضخم، وموجه نحو هدفك”.
  • “عندما تكون ممتنًا يختفي الخوف ويظهر الغنى”.
  • “السر في النجاح هو تعلم كيف تستخدم الألم والمتعة بدلاً من جعلهما يستخدمانك. إذا قمت بذلك، فأنت متحكم بحياتك. إذا لم تكن كذلك، الحياة تتحكم بك”.
  • “تعرف على مشاكلك، لكن اعط قوتك وطاقتك للحلول”.

المصدر:

10 تقنيات قوية للتحفيز الذاتي  موقع contentmentquesting

15 طريقة للحفاظ على الدافع الشخصي – موقع modiresabz

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله