القيقب… حقائق لا تعرفها عن هذه الشجرة المذهلة

القيقب (Acer) نوع من النباتات المزهرة تنتمي للفصيلة الصابونية (Sapindaceae)، لها أكثر من (100 نوع) حول العالم، وتعيش لأكثر من 300 عام، تستخدم بعض هذه الأصناف للزينة حيث تُزرع كأشجار الظل وغالبًا ما يتم استخدامها لملء المساحات الفارغة في الحدائق بسبب التأثير الجميل الذي تضفيه على المناطق المحيطة. أما بعضها الآخر فتتم زراعته للاستفادة منها كالحصول على شراب القيقب.

تنتشر أشجار القيقب على نطاق واسع في المناطق المعتدلة الشمالية، إلا أنها تتركز بشكل أساسي في اليابان، وتعد شجرة مقدسة، كما تتم زراعتها في دول أخرى مثل كوريا والصين وروسيا ومنغوليا. معلومات شاملة عن ميزاتها وفوائدها تجدونها فيمايلي…

وصف شجرة القيقب

تشترك أشجار القيقب في العديد من الصفات الشكلية مثل لون الأوراق وشكلها وصلابة أخشابها وظروف نموها، وعلى الرغم من عدم وجود وصف واحد للشجرة يعمل مع كل الأنواع، إلا معظم أنواعها نفضي، مما يعني أنها تفقد أوراقها كل خريف، على الرغم من وجود أنواع دائمة الخضرة منها.

1 – حجم الشجرة:

وفقًا لمعهد النظم البيئية للغابات الحضرية كال بولي (Cal Poly Urban Forest Ecosystems) شجرة القيقب، شجرة متساقطة الأروراق يعود تاريخها إلى مالا يقل عن 100 مليون سنة، بعض أنواعها دائمة الخضرة مثل أوراق القيقب الملساء (Acer oblongum) يتراوح حجم الشجرة من شجر القيقب الياباني الصغير (Acer palmatum) إلى أشجار الظل الكبيرة الضخمة، مثل قيقب السكر (Acersaccharum).

2 – شكل الأوراق:

يختلف شكل الأوراق لهذه الشجرة بحسب نوعها، إذ تشبه أوراق معظم الأنواع أوراق النخيل المفصصة، التي تأخذ لونًا أحمر أو ذهبيًا في الخريف، في حين أن الأنواع الأخرى لها أوراق بيضوية ناعمة دائمة الخضرة على مدار السنة، تتوضع الأوراق بشكل معاكس على الأغصان.

3- البذور:

تعد البذور هي الرابط المشترك بين جميع أنواع هذه الشجرة، وتساعد في تمييز أنواعها بشكل جيد، حيث تحمل جميع الأنواع أزواجًا من البذور المجنحة تساعدها في الطيران بالهواء والانتشار إلى مناطق أخرى، بالإضافة إلى وجود قرون ملونة تعطيها شكلًا زخرفيًا فريدًا تسمى سامارا أو المفاتيح تعمل على ضم الأجنحة. بينما تنتج أنواع أخرى قرونًا باهتة بأعداد كبيرة تخلق فراغات فوضوية في البذرة.

4 – الزهور:

يتميز هذه الشجرة بأزهار صفراء مخضرّة، تظهر على شكل مجموعات صغيرة في فصل الربيع، وتتوضع قبل الأوراق مباشرة.

5 – نظام الجذر:

العديد من أنواع هذه الشجرة لها جذور سطحية عدوانية، لذا لا ينبغي زراعتها بالقرب من المنزل، أو قرب أنظمة الصرف الصحي، أو بالقرب من الأرصفة أو الممرات حتى لا تسبب تلفها.

أنواع أشجار القيقب

أنواع أشجار القيقب

مع وجود أكثر من 150 نوع منها حول العالم تختلف في أحجامها وميزاتها إلا أن بعضها أكثر شيوعًا وشهرة ومنها:

1 – القيقب الأسود:

تعد أمريكا الشمالية هي الموطن الأصلي لهذا النوع، يصل ارتفاعها إلى 20 مترًا وتتميز بنموها السريع. فروع القيقب السوداء ناعمة لذا فهي لا تتمتع بمقاومة كبيرة للرياح القوية وتنكسر بسرعة.

2 – القيقب الجبلي أو القيقب النرويجي:

يعد من أجمل الأنواع على الإطلاق لهذه الشجرة، يحتوي على أوراق كبيرة مفصصه ذات لون مميز، فلونها أخضر تقريبًا به زرد. يتغير لون هذه الأوراق إلى أصفر شاحب وبرتقالي وأحمر في الخريف ويخلق منظرًا جميلًا للغاية في المكان الذي تتواجد فيه. ينمو شرق ووسط أوروبا وجنوب غرب آسيا يتراوح ارتفاعه بين 19 و27 مترًا ولها لحاء رمادي بني، تنمو أزهاره في أوائل الربيع. وتكون زهوره صفراء أو صفراء وخضراء ولها خمس بتلات. بالمقارنة مع أنواع القيقب الأخرى، فإن القيقب النرويجي شجرة معمرة. يبلغ الحد الأقصى لعمرها حوالي 250 عامًا. ويعد هذا النوع من الأنواع الغازية في أمريكا الشمالية. تنتج شجرة القيقب النرويجية الأخشاب الصلبة التي تستخدم في صناعة الأثاث والباركيه.

3 – القيقب الأحمر:

ينمو هذا النوع حتى يصل لارتفاع 5م كحد أقصى، تتميز أوراقه بألوانها الإرجوانية الحمراء، ويفضل غالبًا المناخات الرطبة. القيقب الأحمر هو النوع الوحيد الذي يتمتع بالظل ويمكن أن يصبح شجرة جميلة دون الوصول إلى ضوء الشمس.

4 – القيقب الفضي:

يتميز القيقب الفضي (Acer saccharinum) بأوراقه الخضراء الطويلة والحساسة والتي تشبه إلى حد ما الصفصاف. يحتاج إلى تربة رطبة، لذا يعد مناسب للنمو بالقرب من المياه الجارية كالجداول أو حتى البحيرات كما يتحمل المناطق المعرضة للفيضانات. يعد خشب هذا النوع الشجرة ضعيف، كما أن جذوره سطحية عدوانية، لذا ينصح بزراعته بعيدًا عن خزانات الصرف الصحي أو أساسات المنازل أو الأرصفة. يمكن أن يصل طول الشجرة إلى 3م وتتحول أوراقها الخضراء الفضية المتساقطة إلى لون أصفر لامع أثناء الخريف. تعد أمريكا الشمالية الموطن الأصلي لهذه الشجرة التي تفضل موقع مشمس إلى مظلل جزئيًا لنموها.

5 – قيقب الجميز:

تنمو هذه الشجرة بسرعة كبيرة إذ يمكن أن يبلغ ارتفاعها 35 مترًا، كما أن تعيش لفترات طويلة، وتعد أكثر أنواع أشجار القيقب مقاومة للعوامل الطبيعية المحيطة، حيث تُظهر مقاومة للتلوث والرياح القوية والنفايات الصناعية بسبب هذه المقاومة العالية، لذا تعد مناسبة للزراعة ضمن المدن، كما تستخدم أشجار قيقب الجميز كمصدات للريح القوية في الأرياف.

6 – قيقب بونساي (Acer palmatum):

وهو شجيرة نفضيه صغيرة دائمة الخضرة، يصل ارتفاعها (6 -10) م عند البلوغ. وتأخذ شكل هرم مقلوب عندما تكون صغيرة. موطنها الأصلي اليابان حيث تزرع في أصص ويتم التحكم بنموها وشكلها الخارجي عن طريق قص الجذور والأغصان، تتميز بسيقان متعددة تنبثق من سطح التربة، على عكس المنمنمات الصنوبرية دائمة الخضرة، يمكن أن يكون لها ألوان أوراق مختلفة ويتغير لونها مع النمو.

7 – القيقب السكري (بول وراي):

وهي من أشجار الظل الضخمة، تتميز بلونها الأخضر في الربيع، والتي تتحول إلى اللون الأخضر المصفر أو البني الفاتح في الخريف، أما الأشجار الصغيرة منها لها لحاء ناعم ولون رمادي فاتح. غالبًا ما يتم تقسيم لحاء الأشجار الأكبر سنًا إلى قشور. يتشابه شجر القيقب الأحمر وسكر القيقب، لذا لتمييزها، يجب النظر إلى الأوراق، حيث تكون حواف أوراق القيقب الحمراء مسننة وحادة، بينما تكون أوراق القيقب السكري أكثر نعومة.

اقرأ أيضًا:

في أي تربة تنمو شجرة القيقب؟

بشكل عام تستطيع هذه الأشجار التكيف مع مختلف أنواع التربة، حيث تتحمل مجموعة واسعة من مستويات الأس الهيدروجيني للتربة من الحمضي للغاية (PH=3.5)، إلى المتعادل وحتى القلوي حيث يكون (PH=7) وما فوق. إلا أنها تفضل التربة الحمضية حيث تنمو بشكل أسرع فيها وتصبح أكثر جمالاً وكثافة، ويلعب ضوء الشمس دورًا هاماً في تعزيز ذلك، لذا يجب أن تزرع هذه الشجرة في مكان معرض بشكل مباشر لأشعة الشمس.

نصائح للعناية بشجرة القيقب

نصائح للعناية بشجرة القيقب

للحفاظ على حياة الشجرة وضمان نموها بشكل صحي وسليم لا بد من توفير بعض الظروف الملائمة لنموها حيث:

  • ينمو القيقب في المناخات المعتدلة والرطبة بشكل أفضل، ويعد فصل الخريف هو الفصل الأنسب لزراعتها، فهي شجرة محبة للماء، حيث تحتاج إلى السقاية 3 مرات في الأسبوع في الصيف، وري أقل في الشتاء. شيء واحد يجب مراعاته عند سقي النبات هو عدم سقي الأوراق أبدًا، لأن الأوراق الرقيقة لهذه الشجرة اليابانية حساسة لأشعة الشمس الحارقة في الصيف والشتاء.
  • يجب الحفاظ على رطوبة النبات في الأيام الأولى للزراعة، ولكن بعد أن تترسخ هذه الشجرة الجميلة في التربة، يجب سقيها فقط عندما تجف تربتها. في حال تمت زراعة القيقب في أصيص، يجب التأكد من وجود عدة فتحات تصريف في القاع.
  • لتقوية الشجرة من الأفضل استخدام تربة السماد، أو تربة الأوراق لهذه الشجرة كل عامين، واستخدام روث الحيوانات. كما ينصح بالتسميد بالنيتروجين، فالنيتروجين هو أهم سماد لهذه الأشجار الجميلة.
  • للحفاظ على صحة الأشجار ينصح بإزالة الأوراق الميتة مما يسمح بتهوية جذور التي تعد سطحية بشكل عام.
  • يساعد تقليم أشجار القيقب أيضًا في الوقاية من الأمراض وتعزيز نموها. لذا ينصح بتقليم الأشجار خلال الأشهر الباردة، وخلال موسم الخمول سيمنح ذلك الأشجار عمرًا أطول ويحسن بنيتها.
  • يجب توخي الحذر لضمان عدم تعرض النبات لـ الآفات والأمراض بمرور الوقت مثل حشرات المن و نمل الحفار.
  • في حال اخترت زراعة القيقب الياباني، يجب أن تعلم أنها تفضل المناخات الحارة والجافة، ويفضل عدم تعريضها للرياح العاتية وأشعة الشمس المباشرة ولضمان نموها يفضل الاحتفاظ بها عند درجة حرارة من 10 إلى 30 درجة مئوية. أما الأنواع الأخرى ينمو معظمها بشكل أفضل تحت أشعة الشمس الكاملة.
  • تفضل هذه الشجرة التربة الرطبة، ولكن مع تصريف ممتاز، لذا تعد التربة التي تحتوي على كميات قليلة من الرمل خيارًا جيدًا لها. وينصح بتجنب التربة القلوية عند زراعتها حيث ستعيش بشكل أفضل في التربة التي تتمتع بالقليل من الحموضة.

فوائد أشجار القيقب

يتمتع هذا النوع من الأشجار بفوائد طبية وتجارية بالإضافة إلى فوائده الجمالية أبرز هذه الفوائد:

1 – فوائد طبية:

تم استخدام أجزاء مختلفة من الشجرة في الطب التقليدي كبديل للطب الغربي منذ القدم، وذلك لعلاج العديد من الأمراض كـ الروماتيزم والكدمات والشعور بالألم وأمراض العيون. كما يحتوي شراب القيقب على حوالي 24 من مضادات الأكسدة المختلفة التي تساعد في مكافحة الالتهابات والجذور الحرة في الجسم. بالإضافة كميات عالية من الزنك والمنغنيز التي تساعد على التحكم في التمثيل الغذائي وتقوية جهاز المناعة. بالإضافة إلى أن أوراقها تحتوي على مواد كيميائية نباتية لها خصائص مضادة للأورام ومضادة للالتهابات بحسب شركات الأدوية التي تستخدمها.

2 – مصدر غذاء جيد:

معظم أجزاء هذه الشجرة صالحة للأكل لذا تعد غذاء جيد للإنسان. حيث تُستخدم أوراقها في بعض البلدان في العديد من وصفات الطعام المختلفة، بما في ذلك الأوراق المقلية. كما لا يمكننا إغفال فوائد شراب القيقب اللذيذ الذي يتم حصاده من لحاء هذه الأشجار.

3 – صناعة الآلات الموسيقية:

يعد خشب شجرة القيقب مثالي لصناعة بعض أجزاء الآلات الموسيقية بما في ذلك التشيلو والكمان والباص المزدوج. وهناك بعض الآلات المصنوعة بالكامل من هذا الخشب، مثل الباسون وبعض الطبول. والسبب في ذلك هو أن هذا الخشب يتمتع بالعديد من الخصائص إذ يعد خشب متناسق وأكثر صلابة من خشب الماهوجني أو خشب الورد، وهما أيضًا من الأخشاب الشائعة للآلات الموسيقية، مما يجعل الآلات تبدو أكثر اكتمالاً وإشراقًا عندما تكون الآلة مصنوعة من خشب هذه الشجرة الرائعة.

4 – دعم الحياة البرية المحلية:

يساعد وجود هذه الأشجار في الطبيعة في دعم الحياة البرية المحلية، حيث تؤمن مصدر لغذاء الحيوانات كالغزلان والسناجب حيث تتغذى هذه الحيوانات على أوراق الشجرة الرقيقة، بالإضافة إلى أنها تؤمن موقع لتعشيش الطيور، كما أنها مصدر هام للظل خلال الأشهر الأكثر حرارة. تتميز هذه الشجرة أيضًا بأنها معمرة تعيش لفترة طويلة في حال تواجدت في ظروف نمو مناسبة، حيث يمكن أن تعيش لمدة 300 عام أو أكثر مما يضمن استمرار التوازن والتنوع البيئي في مناطق زراعتها.

5 – أشجار القيقب تدعم نحل العسل:

تؤمن هذه الشجرةمورداً رائعاً لغذاء نحل العسل، حيث ينجذب إلى أزهارها التي تؤمن له مصدر كبير من حبوب اللقاح والرحيق، إلا أن الزهور ليست مصدر الغذاء الوحيد للنحل من هذه الشجرة إذ تساعد عصارة أشجارها الحلوة في تغذيته أيضًا.

6 – أشجار القيقب أشجار جميلة:

على الرغم من فوائدها المختلفة، إلا أنها غالبًا ما تزرع فقط لأغراض الزينة من قبل أصحاب الأعمال وأصحاب المنازل والبلديات. إنها أشجار جميلة بألوان خريفية رائعة ستذهلك.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله