العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت .. تخفيف للأعراض الشديدة

إن الإصابة بمتلازمة توريت لها أسباب متنوعة رغم أن الطب لم يكتشف السبب الرئيسي لهاإلى الآن ، لكن أعراضها لا يمكن أن تخفى على الكثير من الأطباء.

في هذا المقال سنتعرف على نوع من العلاجات المستخدمة للتخفيف عن المريض وتقليل التشنجات اللاإرادية التي تحدث له فتعالوا معنا لنتعرف على العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت:

تعريف متلازمة توريت

متلازمة توريت هي اضطراب في الجهاز العصبي، يتم فيه الجمع بين التشنجات اللاإرادية الحركية والصوتية، إنه ليس اضطرابًا شائعًا، حيث يبدأ عادة بين سن الخامسة والتاسعة من العمر وهو أكثر شيوعًا عند الأولاد منه عند الفتيات.

اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

العلاج النهائي لمتلازمة توريت

لا يوجد في الطرق المستخدمة لعلاج متلازمة توريت ما يسمى بالعلاج النهائي، أو ما يمكن القول إنه يشفي تمامًا من الأعراض التي تترافق مع هذا المرض، وتسبب الألم للمصاب، كما تسبب له الإحراج وعدم الثقة بالنفس إضافة للتباعد الاجتماعي الذي يسيطر عليه.

لكن في مجمل القول إذا لم تكن التشنجات اللاإرادية التي يعاني منها المصاب شديدة فقد لا يحتاج إلى علاج، رغم أن هناك العديد من العلاجات المتاحة في بعض الحالات التي تكون فيها الأعراض بمتلازمة توريت شديدة أو أنها يمكن أن تسبب أفكارًا لإيذاء النفس.

طفل يعاني من توريت

كما أنه إذا ساءت حالة المصاب بمتلازمة توريت في مرحلة البلوغ، فقد يوصي مقدم الرعاية الصحية الخاص بالإشراف على حالة المصاب أيضًا بالعلاج، سواء كان بالعلاج السلوكي أو العلاج النفسي أو الأدوية المتاحة، وهذا العلاج يساعد المصاب في تقليل الأعراض وتخفيفها.

العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت

على الرغم من عدم وجود علاج مباشر لمتلازمة توريت، إلا أن العلاجات متاحة للمساعدة في إدارة التشنجات اللاإرادية وتخفيف حدتها، حيث يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت من التشنجات اللاإرادية التي لا تتعارض مع حياتهم اليومية، وبالتالي لا يحتاجون إلى أي علاج. ومع ذلك هناك علاجات دوائية وعلاجات سلوكية يمكن استخدامها إذا كانت التشنجات اللاإرادية شديدة بما يكفي لإيذاء الشخص وتأثيرها على حياته اليومية.

في علاج متلازمة توريت يوصى بإعلام الطفل وعائلته بنوعية المرض المصاب به المريض ليتعرف على هذه الأعراض التي تحدث، وتتعرف العائلة أيضًا على الأعراض ويكون لديهم المقدرة في إدارتها ومساعدة المريض على تخطيها بكافة الطرق السلوكية والنفسية والأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المشرف.

تقسيم العلاج بالأدوية لمريض متلازمة توريت:

نظرًا لأن أعراض التشنج اللاإرادي غالبًا ما تكون غير جراحية وليست خطيرة، فإن معظم الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت لا يحتاجون إلى تناول الأدوية. ومع ذلك تتوفر أدوية فعالة لأولئك الذين تتداخل أعراضهم مع الوظائف اليومية والنشاطات التي يقومون بها.

ينقسم علاج متلازمة توريت إلى فئتين:

الأدوية المستخدمة في علاج متلازمة توريت

على الرغم من أنه لا يمكن علاج متلازمة توريت بشكل نهائي، إلا أنه يمكن السيطرة على هذه الأعراض التي تصيب المريض بالطرق المعروفة حاليًا، والتي يمكن أن نسميها بمفهوم العلاج من الإدمان، حيث هناك عدد من الأدوية التي يمكن استخدامها للسيطرة على أعراض متلازمة توريت أو تقليل حدتها، وتشمل هذه الأدوية:

الأدوية التي تتحكم في هرمون الدوبامين أو تمنعه:

بما أنه من الممكن أن يكون من أسباب الإصابة بمتلازمة توريت هو اضطرابات النواقل العصبية (الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين)، والمسؤولة عن التواصل بين الخلايا العصبية، فيمكن أن نقدم للمصاب بعض الأدوية التي تتحكم في هرمون الدوبامين أو تمنعه، أو تُضعف مستقبلات هرمون الدوبامين في الدماغ، وتعمل على إدارة التشنجات اللاإرادية، ومنها (فلوفينازين، هالوبيريدول (هالديل)، أريبيبرازول (أبيليفا)، ميكروبيريدون (ميكروسبرادال) وبيموزيد (أوراب)، أو مضادات الذهان الأخرى، وهذه الأدوية تعتبر فعالة في السيطرة على التشنجات اللاإرادية للمصاب.

إلا أن لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية والتي تشمل:

  • زيادة في الوزن، والدوخة، والحركات المتكررة اللاإرادية.
  • كما أن تناول هذا الدواء يمكن أن يسبب أيضًا اكتئابًا حادًا لدى الشخص، لذلك يوصى باستخدام (التيترابينازين) للتحكم في التشنجات اللاإرادية العصبية.

حقن توكسين Onabotulinum A (البوتولينوم) أو البوتوكس:

قد يؤدي حقن هذا الدواء في العضلات التالفة إلى تحسين التشنجات اللاإرادية البسيطة أو الصوتية بشكل كبير، وتقليل من حدة ظهور الأعراض.

أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه:

وهي نوع من المنشطات مثل (ميثيلفينيديت “ريتالين”)، والأدوية التي تحتوي على (ديكستر وأمفيتامين) التي تساعد في زيادة الانتباه والتركيز لدى المصاب، كما تقلل من أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وتخفف من التشنج اللاإرادي، ولكن في بعض الحالات، قد يكون لهذه الأدوية تأثير معاكس وتزيد من تنبيه الجهاز العصبي للشخص المصاب.

مثبطات الأدرينالية المركزية:

قد تكون الأدوية مثل (الكلونيدين والجوانفاسين) التي توصف عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم لدى بعض الأشخاص الفعالية في تخفيف التشنجات اللاإرادية، والتحكم في الأعراض السلوكية مثل ضعف السيطرة على الانفعالات وتخفيف نوبات الغضب.

مضادات الاكتئاب:

يمكن أن يحسن عقار (فلوكستين) أعراض الحزن والقلق واضطراب الوسواس القهري التي يعاني منها مريض متلازمة توريت.

اقرأ أيضًا:

الأدوية المضادة للصرع:

أظهرت الدراسات الحديثة أن أعراض بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت تقل عن طريق تناول عقار (توبيراميت) الذي يستخدم لعلاج الصرع، لأنها تعمل على تخفيف التشنجات، إلا أنه يجب الحذر عند تناول هذا العقار حيث يمكن أن يكون هناك مخاطر عند تناولها كظهور مشكلات لغوية ومعرفية وتشكل حصى الكلى، مع فقدان الوزن والنعاس.

العقاقير التي تحتوي على القنب:

هناك أدلة محدودة على أن القنب دلتا-9-تتراهيدروكانابينول (Dronabinol) قد يوقف التشنج اللاإرادي عند البالغين، كما أن هناك أيضًا أدلة محدودة على أنواع معينة من الماريجوانا الطبية، لكن لا ينبغي إعطاء الأدوية التي تحتوي على القنب للأطفال أو المراهقين أو النساء الحوامل أو المرضعات.

هل هناك آثار جانبية للأدوية المستخدمة في علاج متلازمة توريت؟

كما يمكن ملاحظته في كل علاج دوائي، يمكن أيضًا ملاحظة الآثار الجانبية في العلاجات الدوائية المقدمة لمتلازمة توريت، لذلك في حالة ظهور أي أعراض جانبية عند استخدام الأدوية المساعدة في تخفيف التشنجات اللاإرادية لمريض متلازمة توريت نوصي باستشارة الطبيب الشرف على حالته.

في النهاية …

من المفيد أن تعلم أنه قد تتحسن أعراض متلازمة توريت بعد سن العاشرة، لكنها قد تزداد هذه التشنجات اللاإرادية الناتجة عن متلازمة توريت بشكل طفيف، إلا أنه يمكن بعد سن 19 إلى20 قد تختفي التشنجات اللاإرادية أو تقل حدتها وتكرارها بشكل ملحوظ.

ومع ذلك لا بد أن نشير على أنه لا بد من تثقيف الطفل المصاب، وخاصة أثناء العلاج بالأدوية لمتلازمة توريت حول كيفية التصرف عند ظهور الأعراض، وتقديم اقتراحات سلوكية، وضرورة الالتزام باستخدام العلاج الدوائي في الحالات التي تكون فيها التشنجات اللاإرادية شديدة وتسبب صعوبات كبيرة في فهم حالته أثناء تواجده في المدرسة وفي الحياة الاجتماعية.

كما أن الدور الكبير في علاج متلازمة توريت وتخفيف الحالة لدى المصاب، تكون في التثقيف الصحي للأشخاص الموجودين حول المصاب من الأهل والأقارب والمعلمين والأصدقاء المقربين، حتى يمكنهم مساندة المريض ومساعدته لتخطي الأعراض وإبعاده عن العزلة الاجتماعية والإحراج امام أقرانه، وإعادة الثقة له في أن يتغلب على المرض لا أن يتغلب المرض عليه.

يجب تناول الأدوية تحت إشراف طبي حصريًا، لذلك يجب الحرص على عدم تناول هذه الأدوية بشكل تعسفي، وعدم تناوله بدون وصفة طبية من الطبيب المشرف.

كتبت هذه المقالة لأغراض تعليمية وتثقيفية ولا يمكن أن تكون بديلًا عن استشارة الطبيب المتخصص للتشخيص ووصف العلاج المناسب.

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله