العلاجات النفسية لمتلازمة توريت .. طريقة مهمة لمساعدة المصاب

العلاجات بأنواعها المختلفة يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض متلازمة توريت، ومن هذه العلاجات يمكن عن طريق اتباع العلاجات النفسية لمتلازمة توريت أن يكون لها دور فعال في ذلك.

سنبين في مقالنا التالي التعريف بمتلازمة توريت مع الطرق المختلفة التي يمكن اتباعها في مرحلة علاج هذه المتلازمة فتعالوا معنا:

التعريف بمتلازمة توريت

متلازمة توريت أو ما يسمى باللغة الإنجليزية (Tourette syndrome)، أو تسمى اختصارًا (TS)، هي مجموعة الاضطرابات أو ما يسمى (العرّات)، من التشنجات اللاإرادية التي تصيب الشخص من حركات أو أصوات خارجة عن إرادته سريعة ومفاجئة، والتي يمكن أن نقول عنها بأن الإصابة بهذه المتلازمة هو نتيجة خلل أو اضطراب عصبي.

اقرأ أيضًا: متلازمة توريت (Tourette syndrome) … دليلك الشامل

العلاجات النفسية لمتلازمة توريت

لا تعد متلازمة توريت من ضمن الأمراض المصنفة ضمن مجموعة الأمراض النفسية، لكن لا يخفى على الجميع أن العامل النفسي له الدور الكبير في تفاقم حالة المريض، إضافة إلى أن العلاجات النفسية لمتلازمة توريت لها الدور الأكبر في حل المشكلات التي تترافق مع الأعراض التي تصيب مريض المتلازمة.

المعاناة النفسية للأشخاص المصابين بمتلازمة توريت

إن ظهور أعراض متلازمة توريت بشكل مفاجئ وسريع على المصاب، وبشكل لا يستطيع خلالها السيطرة على هذه العرّات أو التشنجات اللاإرادية (من تشنجات حركية أو صوتية معقدة أو بسيطة) يمكن أن تسبب في بعض الأحيان حالتين من ردود الأفعال:

ردة فعل المصاب بمتلازمة توريت:

وتتمثل بالإحراج وعدم الثقة بالنفس بالنسبة للمصاب، وربما وصلت إلى حالة من الغضب ونوبات من التوتر والقلق، والتباعد الاجتماعي، وعدم الرغبة في التواصل مع الآخرين، ومشاعر العار التي تكون شائعة جدًا لدى الأطفال والمراهقين المصابين بهذه المتلازمة.

ردة فعل المحيطين بالمصاب بمتلازمة توريت:

ومن ناحية أخرى ردود فعل الأشخاص المقربين من المصاب من (أفراد الأسرة، الأصدقاء، المعلمين، زملاء العمل أو الدراسة) وما يعتريهم من استغراب، أو دهشة كبيرة، وغضب أو رفضهم لهذه الأعراض (وأنه يجب أن يسيطر عليها) أو حتى تنمر البعض على المصاب.

لذلك:

هذا ما يجب معالجته سواء بالنسبة للشخص المصاب أو بالنسبة للمحيطين به، ويأتي دور العلاجات النفسية لمتلازمة توريت من الأولويات الهامة في تخفيف الأعراض، وتفهم المحيطين للمصاب بأهمية العامل النفسي في علاج هذه المتلازمة، وتفهم المصاب نفسه بمرضه وطريقة التعايش معه.

ما هو دور العلاجات النفسية لمتلازمة توريت؟

علاج نفسي لتوريت

من خلال اتباع العلاجات النفسية لمتلازمة توريت جنبًا إلى جنب مع العلاج السلوكي والأدوية وغيرها من الطرق المتبعة يمكن أن تساعد المريض بشكل فعال في:

  • تخفيف الأعراض التي يعاني المصاب من شدتها.
  • إعادة الثقة بالنفس للمصاب من خلال الدعم والمساندة.
  • استمرار التواصل الاجتماعي بين المصاب وبين من حوله من أشخاص، سواء كانوا من الأهل أو الأصدقاء (في المدرسة أو العمل)، أو من الغرباء، وتجنبه الوحدة والانعزال عن الناس.
  • تخفف عن المصاب حالة الإحراج وحالة الشعور بالعار التي يشعر بها أثناء ظهور الأعراض أمام الغير.
  • تبعده قدر الإمكان من الإصابة بمضاعفات متلازمة توريت من الإصابة باضطراب الوسواس القهري، أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو اضطراب التوحد، أو الاكتئاب أو الهواجس أو القلق.

اقرأ أيضًا: الفرق بين متلازمة توريت والوسواس القهري والتوحد.

  • تدعم العلاجات النفسية لمتلازمة توريت تعايش المصاب مع مرضه الذي يعتبر مرضًا مزمنًا سيرافقه طوال العمر.
  • كما يساعد العلاج النفسي في طريقة تعامل المريض مع المشاكل التي يمكن أن تنجم أثناء ظهور التشنجات اللاإرادية.
  • يتعلم المصاب من خلال العلاجات النفسية لمتلازمة توريت طرق الاسترخاء، والمهارات التي تجعله في حالة انسجام وتعايش مع مرضه دون توتر أو قلق أو غضب.
  • والعلاجات النفسية لمتلازمة توريت لها الدور الفعال في مساعدة المصاب، خاصة في حالة إصابته ببعض المضاعفات التي تترافق مع متلازمة توريت مثل (اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أو اضطراب التوحد، أو اضطراب الوسواس القهري، أو الاكتئاب).

اقرأ أيضًا: ما هي متلازمة توريت.

التربية النفسية للأشخاص المحيطين بالمصاب بمتلازمة توريت

الأشخاص المقربين من المصاب بمتلازمة توريت من (الآباء، والأصدقاء، ورفاق المدرسة، والمعلمين، والأقارب، وغيرهم) لهم الدور الكبير في مساعدة المصاب.

من هنا كان لا بد للمحيطين بالمصاب من تثقيفهم طبيًا ونفسيًا بشكل شامل بالمرض، لتقديم يد العون للمصاب، وتعريفهم بتدابير العلاج اللازمة، من خلال الدورات التدريبية السلوكية والنفسية، مع تعريفهم بطرق المساعدة في الأمور الاجتماعية، وتمكن المصاب من فهم مرضه وقبوله من تحمل مسؤولية التعامل مع المرض والتعامل معه.

اقرأ: أهم الكتب عن متلازمة توريت.

أخيرًا …

لا تتردد إذا كنت مصابًا بمتلازمة توريت، أو كنت مشرفًا على أحد الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت، أو كان طفلك يُعاني من هذه المتلازمة أن تلجأ إلى اختصاصي أمراض نفسية.

يمكن للأعراض (التشنجات اللاإرادية) أن تتحسن في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات، وقد تتوقف الأعراض فجأة وبشكل تام في مرحلة البلوغ، ومع ذلك حتى إذا انخفضت أعراض توريت مع التقدم بالعمر، فقد تحتاج إلى علاج للحالات ذات الصلة مع هذه المتلازمة مثل الاكتئاب ونوبات الغضب والهلع والقلق لذلك مراقبتك مع الطبيب النفسي، ووجودك تحت إشرافه له الدور الفعال في تخطي هذه الحالات والتعرف على الطرق الصحيحة في إدارتها.

من المهم أيضًا أن تتذكر أن متلازمة توريت هي حالة طبية لا تؤثر على الذكاء، أو متوسط ​​العمر المتوقع.

ومع التقدم في العلاج، وفريق الرعاية الصحية والدعم والانتظام في التواصل مع الطبيب النفسي الخاص بمصاب متلازمة توريت، والدعم من الأشخاص المحيطين بالمصاب، يمكن للمصاب من إدارة أعراض متلازمة توريت، كما يمكن أن تساعده على العيش بحياة مُرضية.

المصدر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله