الاتحاد السوفيتي – من التأسيس إلى الانهيار

تأسس الاتحاد السوفيتي في 30 كانون الأول عام 1922م، وبقي حوالي 69 عامًا وكانت أول دولة تعلن نفسها اشتراكية وتتجه لبناء مجتمع شيوعي. ضم الاتحاد السوفيتي في البداية أربع جمهوريات اشتراكية تحت رئاسة فلاديمر لينين، وبعد وفاة فلاديمر لينين عام 1924م، تولى الحكم السكرتير العام للحزب الشيوعي جوزيف ستالين وحقق إنجازات كبيرة داخلية وخارجية.

ولكنه كان يحكم البلاد حكم صارم، وبحلول عام 1956م، أصبح الاتحاد السوفيتي يضم 15 جمهورية اتحادية وبذلك أصبح أكبر دولة في العالم، أي حوالي سدس الكرة الأرضية تقربيًا.

الثورة والتأسيس (1917 – 1927)

قبل أكثر من مئة عام في عام 1917م تحديدًا، توحدت جميع أطياف الغاضبين من حالة الضعف التي وصلت إليها الإمبراطورية الروسية. وانتفضت على حكم القيصر نيكولاي الثاني الضعيف فاضطر إلى التنحي عن العرش وتم عزلة مع عائلته.

بعدها تشكلت حكومة مؤقتة بقيادة تحالف من الأحزاب الليبرارية والاشتراكية المعارضة للحكم الإمبراطوري، دفع البلاشفة، بقيادة فلاديمير لينين، إلى ثورة شيوعية في السوفييتات وفي الشوارع، متبنّين شعار كل السلطة للسوفييتات وحثوا على الإطاحة بالحكومة المؤقتة. بعد قيام ثورة اكتوبر بقيادة البلاشفة الذين دعمهم فلاديمر لينن والجيش الأحمر بقيادة ليون تروتسكي.

بعدها دخلت البلاد في حالة حرب وتصاعدت التوترات الداخلية إلى حرب أهلية دامت 4 سنوات، ومع تقدم الحرب لصالح البلاشفة أعدموا القيصر نيكولاي وعائلته، وتبنت الثورة أفكار كارل ماركس الشيوعية وبدورها مهدت لقيام الاتحاد السوفيتي.

ثم بدأت روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية في دمج أراضي الدول المستقلة اسميًا التي تم احتلالها من الحرب، والتي تم توحيدها في الاتحاد السوفيتي في كانون الأول 1922م.

الجغرافيا والامتداد

ضم الاتحاد السوفيتي مناطق واسعة على امتداد كبير من شمال أوربا إلى آسيا وأوكرانيا وكازاخستان… وغيرها من الدول الأخرى، بمساحة تزيد عن 22،402،200 كيلومتر مربع، امتدت أكثر من 10000 كيلومتر من الشرق إلى الغرب عبر إحدى عشرة منطقة زمنية، وأكثر من 7200 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب.

كما كانت تضم خمس مناطق مناخية: التندرا والتايغا والسهوب والصحراء والجبال، وبذلك يكون للاتحاد السوفيتي أطول حدود في العالم، حيث يبلغ طولها أكثر من 60.000 كيلومتر. وقد كانت روسيا نفسها جمهورية واحدة فقط داخل الاتحاد، وكانت إلى حد بعيد الأكبر والأقوى والأكثر تطورًا من بين الجمهوريات الخمس عشرة. 

الجمهوريات التي ضمها الاتحاد السوفيتي

  • أرمينيا الاشتراكية السوفياتية (الجمهورية الاشتراكية السوفياتية).
  • جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية
  • جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفياتية
  • جمهورية إستونيا الاشتراكية السوفياتية
  • الجورجية الاشتراكية السوفياتية
  • كازاخستان الاشتراكية السوفياتية
  • قيرغيزستان الاشتراكية السوفياتية
  • جمهورية لاتفيا الاشتراكية السوفياتية
  • جمهورية ليتوانيا الاشتراكية السوفياتية
  • مولدوفا SSR
  • الروسية SFSR (جمهورية الاتحاد السوفياتي الاشتراكية)
  • جمهورية طاجيكستان الاشتراكية السوفياتية
  • التركمان الاشتراكية السوفياتية
  • أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية
  • أوزبكستان SSR

الرؤساء الذين حكموا الاتحاد السوفيتي

فيما يلي قائمة بأسماء القادة الين تولوا قيادة الاتحاد السوفيتي بالترتيب:

  • فلاديمير لينين 1922- 1924 (سنتان)
  • جوزيف ستالين 1924- 1953 (29 عامًا)
  • فياتشيسلاف مولوتوف 1953- 1956 (3 سنوات)
  • جورجي مالينكوف 1953- 1955 (سنة ونصف)
  • نيكيتا خروتشوف 1953- 1964 (11 سنة)
  • ليونيد بريجنيف 1964- 1982 (18سنة)
  • يوري أندروبوف 1982- 1984 (سنتان)
  • كونستانتين تشيرنينكو 1984- 1985 (سنة واحدة)
  • ميخائيل جورباتشوف 1985-1991 (6 سنوات)

وفيما يلي سنذكر إنجازات بعض منهم:

جوزيف ستالين الرجل الحديدي (1927– 1953)

جوزيف فيساريونوفيتش جوغاشفيلي وهو الاسم الحقيقي للقائد الثاني للثورة الروسية، حكم الاتحاد السوفيتي لأكثر من عقدين من الزمان، نقل خلالهما روسيا من دولة رجعية إلى قوة عظمى وساهم في انتصار بلاده في الحرب العالمية الثانية.

لكنه في المقابل ضحى بملايين الأرواح من أجل تمكين حكمه اعتنق ستالين الشيوعية في طفولته وكان موهوبًا في الأنشطة الثورية الأخرى، كعقد الاجتماعات وإصدار المنشورات وتنظيم الإضرابات والمظاهرات، كما كان له دور قيادي في الثورة البلشفية، وأيضًا مع اليلاشفة في الحرب الأهلية الروسية.

ليونيد بريجنيف

قاد ليونيد بريجنيف الاتحاد السوفيتي من عام 1964 حتى وفاته عام 1982م، ارتبط حكم بريجنيف بانحدار الاقتصاد السوفيتي وبدء سلسلة الأحداث التي من شأنها أن تؤدي إلى انهيار الاتحاد.

حكم جورباتشوف

كان ميخائيل جورباتشوف آخر زعيم للاتحاد السوفيتي. وقع هو والرئيس الأمريكي رونالد ريغان معاهدة للتخلص من بعض الأسلحة النووية.

 بدأ جورباتشوف إصلاحات اجتماعية واقتصادية باسم بيريسترويكا والتي أعطت للناس حرية التعبير. مما سمح لهم بانتقاد الحكومة وسياساتها. فقد الحزب الشيوعي الحاكم قبضته على الإعلام والشعب.

العلاقة بين الاتحاد السوفيتي والغرب في أول فترة الثلاثينيات

تطور التعاون الوثيق بين الاتحاد السوفياتي والغرب في أوائل الثلاثينيات، من عام 1932م، إلى عام 1934م، شاركت البلاد في مؤتمر نزع السلاح العالمي. في عام 1933م، أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية عندما اختار الرئيس الولايات المتحدة فرانكلين دي روزفلت، في تشرين الثاني، الاعتراف بحكومة ستالين الشيوعية رسميًا والتفاوض على اتفاقية تجارية جديدة بين البلدين.

في سبتمبر 1934م، انضمت البلاد إلى عصبة الأمم المتحدة. بعد اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936م، دعم الاتحاد السوفياتي بنشاط القوات الجمهورية ضد القوميين، الذين دعمتهم إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية.

اتفاقيات الاتحاد السوفيتي مع ألمانيا

في عام 1939م، بعد فشل محاولات الاتحاد السوفيتي من تشكيل تحالف عسكري مع بريطانيا وفرنسا ضد ألمانيا، قام الاتحاد السوفيتي بتحول جذري نحو ألمانيا النازية، وبعد عام تقريبًا من توقيع بريطانيا وفرنسا اتفاقية ميونيخ مع ألمانيا، وقع الاتحاد السوفيتي اتفاقيات عسكرية واقتصادية مع ألمانيا بعد محادثات مكثفة بين البلدين.

  • تضمنت اتفاقية الاتحاد السوفيتي مع ألمانيا، اتفاقية مولوتوف – ريبنتروب التي وقعت في 23 آب عام 1939م، بروتوكولًا سريًا مهد الطريق للغزو السوفيتي لدول أوروبا الشرقية واحتلال أراضيها.
  • أتاحت الاتفاقية الاحتلال السوفيتي لليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وبيسارابيا وشمال بوكوفينا وشرق بولندا.
  • في 1 أيلول غزت ألمانيا بولندا وفي السابع عشر من نفس الشهر غزا الاتحاد السوفيتي بولندا أيضًا. في 6 تشرين الأول، سقطت بولندا وتم تسليم جزء من منطقة الاحتلال السوفيتي إلى ألمانيا.
  • في 10 تشرين الأول، وقع الاتحاد السوفيتي وليتوانيا اتفاقية نقل بموجبها الاتحاد السوفيتي السيادة البولندية على منطقة فيلنا إلى ليتوانيا، وفي 28 تشرين الثاني تم رسم الحدود بين منطقة الاحتلال السوفيتي وأراضي ليتوانيا الجديدة رسميًا.
  • في 1 تشرين الثاني، ضم الاتحاد السوفيتي أوكرانيا الغربية، تليها روسيا البيضاء الغربية.
  • لكن بعد أن أمر ستالين بغزو فنلندا في 14 كانون الأول 1939م، وتم طرد الاتحاد السوفيتي من عصبة الأمم لغزو فنلندا.

الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية

شجع النمو السريع للسلطة في ألمانيا النازية كلًا من باريس وموسكو على تشكيل تحالف عسكري، وتم التوقيع على المعاهدة الفرنسية السوفيتية للمساعدة المتبادلة في أيار 1935.

في عام 1939م، بعد حوالي نصف عام من اتفاقية ميونيخ، عمل الاتحاد السوفيتي عدو محاولات ليتمكن من التحالف مع فرنسا وبريطانيا.

ثم اقترح أدولف هتلر صفقة أفضل، من شأنها أن تمنح الاتحاد السوفيتي السيطرة على جزء كبير من أوروبا الشرقية من خلال ميثاق مولوتوف – ريبنتروب.

وبعد ذلك غزت ألمانيا بولندا، ثم في وقت لاحق غزاها الاتحاد السوفياتي، مما أدى إلى تقسيم بولندا. لذلك أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا بدء الحرب على ألمانيا.

بعد أن كسرت ألمانيا ميثاق مولوتوف – ريبنتروب وغزت الاتحاد السوفيتي في 22 تموز 1941م، غزا هتلر الاتحاد السوفيتي في العملية بارباروسا صمد الاتحاد السوفيتي في عهد جوزيف ستالين وصمدت مدن موسكو ولينينجراد وستالينجراد وكورسك وحارب الشعب السوفيتي حتى انتصر، عندما تغلب الجيش الأحمر على الجيش الألماني الذي كان يبدو أنه لا يقهر.

وخلال معركة استمرت من أواخر عام 1942م، إلى أوائل عام 1943م، وتلك كانت الضربة القاسية لألمانيا وأصبحت نقطة تحول في الحرب. فقد قتل حوالي 80٪ من الجيش الألماني في الجبهة الشرقية. كما عانى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية بشكل كبير في الحرب، حيث فقد حوالي 20 مليون شخص بينما تقدر المصادر الروسية الحديثة أن العدد كان حوالي 26.6 مليون قتيل.

الاتحاد السوفيتي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية

كان للاتحاد السوفيتي علاقات رسمية مع كل دولة تقريبًا بحلول أواخر الأربعينيات. وكانت الدولة عضوًا في الأمم المتحدة، وأصبحت واحدة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما أعطاها حق النقض (الفيتو) ضد أي من قراراته.

قام الاتحاد السوفيتي، تنفيذًا لاتفاقه مع الحلفاء في مؤتمر يالطا، بكسر ميثاق الحياد السوفيتي الياباني في نيسان 1945م، والذي كانت اليابان تحترمه على الرغم من تحالفها مع ألمانيا، وغزا مانشوكو وغيرها من الأراضي التي تسيطر عليها اليابان في 9 آب عام 1945م. وانتهى هذا الصراع بانتصار سوفيتي حاسم، مما ساهم في الاستسلام غير المشروط لليابان.

الحرب الباردة (1945-1991)

والمقصود بالحرب الباردة ألا يوجد قتال مباشر بين القوى العظمى، لكن بالمقابل كل قوة عظمى تدعم الصراعات الإقليمية الكبرى والتي تسمى الحروب بالوكالة.

كانت الحرب الباردة فترة من التوتر الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهما، الكتلة الغربية والكتلة الشرقية، والتي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1945م. واستمرت حوالي 50 سنة

كان هناك خوف من قبل الأمريكيون والبريطانيون من هيمنة الاتحاد السوفيتي الدائمة على أوروبا الشرقية، بالإضافة إلى خوفهم من خطر وصول الأحزاب الشيوعية إلى السلطة في ديمقراطيات أوروبا الغربية.

حيث كان السوفييت مصممين على الاحتفاظ بالسيطرة على أوروبا الشرقية من أجل الحماية من أي تهديد متجدد محتمل من ألمانيا، وكانوا عازمين على نشر الشيوعية في جميع أنحاء العالم، لأسباب أيديولوجية إلى حد كبير.

بلغت الحرب الباردة ذروتها في 1948– 1953م. في هذه الفترة حاصر السوفييت القطاعات التي يسيطر عليها الغرب في برلين الغربية (1948 – 1949) لكنهم فشلوا وتم كسر جدار برلين.

شكلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهي قيادة عسكرية موحدة لمقاومة الوجود السوفياتي في أوروبا (1949) م.

قام السوفييت بتفجير رأسهم الحربي الذري الأول 1949م، وبذلك انهوا الاحتكار الأمريكي للقنبلة الذرية.

حرب كورية

جاء الشيوعيون الصينيون إلى السلطة في الصين القارية (1949)، وغزت حكومة كوريا الشمالية الشيوعية المدعومة من الاتحاد السوفيتي، وكوريا الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة في عام 1950م، مما أدى إلى اندلاع حرب كورية غير حاسمة استمرت حتى عام 1953م.

من عام 1953 إلى عام 1957 م، خف توترات الحرب الباردة إلى حد ما، ويرجع ذلك إلى كبير إلى وفاة جوزيف ستالين في عام 1953م.

ظلت المواجهة مستمرة وتم تشكيل منظمة عسكرية موحدة بين دول الكتلة السوفيتية، حلف وارسو، في عام 1955 م، وتم قبول ألمانيا الغربية في الناتو في نفس العام. كانت هناك مرحلة أخرى من مراحل الحرب الباردة في الفترة 1958- 1962م.

بدأت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات، وفي عام 1962م، بدأ السوفييت في تثبيت صواريخ سرًا في كوبا لتتمكن من استخدامها لشن هجمات نووية على المدن الأمريكية.

عندما بدأت أزمة الصواريخ الكوبية (1962)، وهي المواجهة التي دفعت القوتين الكبيرتين إلى حافة الحرب قبل أن يصلوا إلى اتفاق لسحب الصواريخ.

بعد ذلك وقعت القوتان العظميان على معاهدة حظر التجارب النووية لعام 1963م، التي حظرت تجارب الأسلحة النووية فوق الأرض.

حرب فيتنام

قامت حرب أهلية بين فيتنام الشمالية المؤيد للشيوعية والجزء الجنوبي المؤيد للرأسمالية وخلال هذه الحرب دعم الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية الجزء الشمالي بالمال وبالأسلحة، بينما دعمت الولايات المتحدة الجزء الجنوبي بمشاركة جنودها بالإضافة للدعم المادي. وكان هدفها التخلص من الشيوعية. استمرت الحرب 1973، وانتهت بهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية، وبلك كانت صفعة قوية بتفوق الشيوعية على الرأسمالية.

في السبعينيات، كان هناك انفراج قصير في علاقة الاتحاد السوفيتي بالولايات المتحدة، لكن التوترات استؤنفت بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان في عام 1979م

حرب أفغانستان

دعمت الولايات المتحدة الأمريكية مجموعات التيار الأسلامي ضد الحكومة المركسية التي كانت مدعومه من قبل الاتحاد السوفيتي، وفي عام 1979 بدأ الاتحاد السوفيتي بإرسال الكتائب العسكرية لدعم الحكومة في أفغانستان وأنفقت الكثير من المعدات والأموال للدفاع عن الشيوعبة ضد التيار الأسلامي المدعوم قبل الولايات المتحدة استمرت الحرب 10سنوات وانتهت بانسحاب القوات السوفيتية بعد أن أنهكت.

في عام 1989م، خلال المراحل الختامية للحرب الباردة، أطاحت العديد من دول حلف وارسو بأنظمتها الماركسية اللينينية، والتي تبعها اندلاع حركات قومية وانفصالية قوية في جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي.

اقتصاد الاتحاد السوفيتي

أنتج الاتحاد السوفيتي العديد من الإنجازات والابتكارات الاجتماعية والتكنولوجية الهامة، وكان لديها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وكانت القوات المسلحة السوفيتية تضم أكبر جيش دائم في العالم.

كدولة مدرجة في معاهدة حظر الانتشار النووي، تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة النووية في العالم، وقد حافظت البلاد على مكانتها كواحدة من القوتين العظميين في العالم من خلال هيمنتها في أوروبا الشرقية، ونقاط القوة العسكرية والاقتصادية وقيامها بالبحث العلمي.

قائمة حروب الاتحاد السوفيتي

  • الحرب الأهلية الروسية 1918- 1923
  • الحرب البولندية السوفيتية 1918-1921
  • نزاعات الحدود السوفيتية اليابانية 1932- 1939
  • حرب الشتاء (السوفيتية الفنلندية) 1939- 1940
  • الحرب الوطنية العظمى للاتحاد السوفيتي (الحرب العالمية الثانية) 1941-1945.
  • الحرب السوفيتية اليابانية 1945.
  • الحرب الكورية 1950- 1953.
  • الحرب الأفغانية 1979- 1989.

السياسة

كان هناك ثلاث تسلسلات هرمية للسلطة في الاتحاد السوفيتي:

  • الهيئة التشريعية ممثلة بمجلس السوفيات الأعلى للاتحاد السوفيتي.
  • الحكومة التي يمثلها مجلس الوزراء، والحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي (CPSU).
  • الحزب القانوني الوحيد والنهائي صانع السياسة في البلاد.

الحزب الشيوعي

الحزب الشيوعي هو الحزب الذي ينتخب اللجنة المركزية لمكتب سياسي (يسمى هيئة الرئاسة بين عامي 1952 و1966)، والأمانة العامة والأمين العام (السكرتير الأول من 1953 إلى 1966)، وهو أعلى منصب فعلي في الاتحاد السوفيتي.

كان الحزب الشيوعي هو الحزب القائد في الدولة، ويعين جميع كبار المسؤولين الحكوميين ومعظم نواب مجلس السوفيات الأعلى أعضاء في حزب الشيوعي. من بين رؤساء الحزب أنفسهم، كان ستالين (1941- 1953) وخروتشوف (1958- 1964) من رؤساء الوزراء.

الحكومة

كان مجلس السوفيات الأعلى أعلى هيئة حكومية في معظم التاريخ السوفيتي، في البداية كانت مهمته الموافقة على جميع القرارات التي يتخذها الحزب وينفذها.

ومع ذلك، تم تمديد صلاحياتها ووظائفها في أواخر الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، بما في ذلك إنشاء لجان ولجان حكومية جديدة. اكتسب صلاحيات إضافية تتعلق بالموافقة على الخطط الخمسية وميزانية الحكومة.

النظام القضائي

لم يكن القضاء مستقلًا عن الفروع الأخرى للحكومة، أشرفت المحكمة العليا على المحاكم الدنيا وطبقت القانون على النحو المنصوص عليه في الدستور أو كما يفسره مجلس السوفيات الأعلى.

استعرضت لجنة الرقابة الدستورية دستورية القوانين والأنظمة، استخدم الاتحاد السوفيتي نظام التحقيق في القانون الروماني، حيث يتعاون القاضي والوكيل ومحامي الدفاع “لإثبات الحقيقة”.

حقوق الإنسان في الاتحاد السوفيتي

كانت حقوق الإنسان في الاتحاد السوفياتي محدودة للغاية. كان الاتحاد السوفيتي دولة شمولية من عام 1927 حتى عام 1953م، ودولة الحزب الواحد حتى عام 1990م. تم قمع حرية التعبير وعوقب المعارضون.

لم يتم التسامح مع الأنشطة السياسية المستقلة، سواء كانت تتعلق بالمشاركة في نقابات عمالية حرة أو شركات خاصة أو كنائس مستقلة أو أحزاب سياسية معارضة. بالإضافة إلى الحد من التنقل داخل البلاد و خارجها ، كما عملت الدولة على تأميم ما يملكه المواطنين.

الجيش

بموجب القانون العسكري الصادر في سبتمبر 1925م، تكونت القوات المسلحة السوفيتية من القوات البرية والقوات الجوية والبحرية والمديرية السياسية المشتركة للدولة (OGPU) والقوات الداخلية. كان للجيش أكبر نفوذ سياسي. في عام 1989، خدم مليوني جندي مقسمين بين 150 فرقة آلية و52 فرقة مدرعة.

برنامج الفضاء

ركز الاتحاد السوفيتي بشكل كبير على العلم والتكنولوجيا في اقتصاده، وكانت أبرز النجاحات السوفيتية في مجال التكنولوجيا، مثل إنتاج أول قمر صناعي في العالم، أنشأ الاتحاد السوفياتي أول قمر صناعي – سبوتنيك 1، في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، والذي يمثل بداية سباق الفضاء، وهي مسابقة لتحقيق قدرة فائقة على الطيران الفضائي مع الولايات المتحدة. تبع ذلك أقمار صناعية أخرى ناجحة، وأبرزها سبوتنيك 5، وقد أرسلو إرسال كلاب الاختبار إلى الفضاء.

طاقة

اعتمد الاتحاد السوفياتي بشدة على صادرات الوقود الأحفوري لكسب العملة الصعبة. وبلغت ذروة المبيعات في عام 1988م، كان الاتحاد السوفيتي أكبر منتج وثاني أكبر مصدر للنفط الخام، ولم تتجاوزه إلا المملكة العربية السعودية.

القوميات والجماعات العرقية

كان الاتحاد السوفيتي بلدًا متنوعًا عرقيًا، حيث يضم أكثر من 100 مجموعة عرقية متميزة. قُدر إجمالي عدد سكان البلاد بـ 293 مليون نسمة في عام 1991. ووفقًا لتقدير عام 1990م، كان غالبية السكان من الروس (50.78٪)، يليهم الأوكرانيون (15.45٪) والأوزبك (5.84٪).

أظهرت التركيبة السكانية العرقية للبلاد في عام 1989م، أن 69.8٪ من السلافية الشرقية و17.5٪ من الأتراك 1.6٪ من الأرمن، 1.6٪ البلطيين و1.5٪ الفنلنديون و1.5٪ الطاجيك و1.4٪ الجورجيون و 1.2٪ من مولدوفا و 4.1 ٪ كانوا من مجموعات عرقية مختلفة أخرى.

اللغة

اعتبرت اللغة (الروسية: (язык межнационального общения كلغة رسمية باعتبارها أكثر لغات الاتحاد السوفيتي انتشارًا، لكنها فرضت فقط في الأماكن القانونية كلغة وطنية رسمية في 1990.

الثقافة

مرت الثقافة بمراحل عديدة ففي العقد الأول الذي أعقب الثورة، كانت هناك حرية نسبية وجرب الفنانون العديد من الأساليب المختلفة لإيجاد أسلوب فني سوفيتي مميز.

حاول رئيس الاتحاد لينن أن ينشر الفن لكن بالمقابل عمل على نفي أو إعدام مئات المثقفين والكتاب والفنانين، وحظر عملهم، مثل نيكولاي جوميلوف الذي قتل بالرصاص بتهمة التآمر المزعوم ضد النظام البلشفي، ويفغيني زامياتين.

انهيار الاتحاد السوفيتي

حاول الأمين الجديد للاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف الذي عين في عام 1985م، إنقاذ الاتحاد من الانهيار عبر اتباع منهج جديد يدعم سياسة الانفتاح، وسحب غورباتشوف قوات بلادة من أفغانستان وأصلح العلاقات مع أمريكا، وبذلك انسحب من السباق الذي كلف الاتحاد ميزانية كبيرة.

لكن لم يستطيع تجنب الكارثة الكبرى في يوم 25 من كانون الأول عام 1991م، حينما رفرف علم الاتحاد السوفيتي للمرة الأخيرة قبل أن يتم إنزاله وأعلنت نهاية الاتحاد السوفيتي. انهيار الاتحاد السوفيتي، تسلسل الأحداث التي أدت إلى تفكك الاتحاد السوفيتي في 31 كانون الأول 1991. تم استبدال القوة العظمى السابقة بـ 15 دولة مستقلة: أرمينيا، أذربيجان، بيلاروسيا، إستونيا، جورجيا، كازاخستان، قيرغيزستان، لاتفيا، ليتوانيا ومولدوفا وروسيا وطاجيكستان وتركمانستان وأوكرانيا وأوزبكستان.

أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي

  • الحرب الباردة منذ عام 1947م – وحتى انهياره عام 1991م، هذه الحرب التي أدت إلى ضعفه فالقوتان دخلت باستمرار في سباق التسلح والفضاء والاقتصاد.
  • السياسة الخارجية المثيرة للجدل ودعمه للمجموعات الشيوعية في دول أخرى مثل فيتنام وكوبا التي كانت في حرب ضد أمريكا.
  • غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان عام 1979م، الذي أثر سلبًا على اقتصاد وعلاقات الاتحاد السوفيتي الدولية.
  • الضغط الاقتصادي هو انخفاض أسعار النفط في منتصف الثمانينيات الذي تسبب في انهيار الاقتصاد السوفيتي بعد أن كان أكبر منتج للنفط في السبعينات.
  • مطالبة الشعب بالحرية والديمقراطية. وزيادة المطالبة للحصول على الاستقلال الوطني.
  • تشري الفساد في الدولة مما أدى إلى فقدان الثقة في هذا النظام.
  • الكارثة التي هزت عرش الاتحاد السوفيتي، عام 1986م، هذه المرة كانت نووية واعتبرت الأسوأ في العالم، وهي انفجار مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا التي كانت وفي ذلك الوقت تابعة للاتحاد السوفيتي، فالإشعاعات النووية المنبعثة في تشرنوبل كانت أكثر ب 100 مرة من إشعاعات هيروشيما وناكازاكي.

 في النهاية … الاتحاد السوفيتي الذي كان رمزًا للقوة فيما مضى لكنه تفكك في كانون الأول من عام 1991م، حيث أعلنت دول الاتحاد السوفيتي 15 استقلالها، واستقال أمين الاتحاد ميخائيل غورباتشوف من منصبه، وبذلك تكون نهاية فترة الاتحاد السوفيتي.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله