الأمراض المنقولة بالغذاء أسباب وأعراض وأنواع وطرق الوقاية

يمكن أن يكون للأمراض المنقولة بالغذاء والتي يطلق عليها أحيانًا “التسمم الغذائي” أعراض مثل آلام المعدة والغثيان والقيء والإسهال والحمى حيث تبدأ الأعراض أحيانًا بعد تناول الطعام الملوث ولكن أحيانًا تظهر بعد شهر أو حتى بعد تناول الطعام الملوث.

بالنسبة لبعض الناس وخاصة الأطفال والمسنين والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة يمكن أن تكون الأمراض المنقولة بالغذاء خطيرة وفي معظم الحالات يمكن الوقاية من الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء من خلال مراقبة سلامة الغذاء.

الأمراض المنقولة بالغذاء

تشمل الأمراض المنقولة بالغذاء مجموعة كبيرة من الأمراض وهي تعتبر مشكلة صحية عامة أصبحت متزايدة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، وتحدث نتيجة تناول مواد غذائية ملوثة بالمواد الكيماوية أو الكائنات الحية الدقيقة.

كما يحدث تلوث الغذاء في أي مرحلة من مراحل عملية إنتاج الغذاء وصولًا إلى المستهلك (من المزرعة إلى المائدة) لأنه ينتج عن تلوث التربة أو الماء أو الهواء أو أي تلوث بيئي آخر.

أسباب الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء

يمكن أن تلوث العديد من الميكروبات المختلفة المسببة للأمراض الطعام لذلك هناك العديد من أنواع العدوى المختلفة التي تنتقل عن طريق الطعام، ويقدر مركز السيطرة على الأمراض أن 48 مليون شخص يصابون بالمرض كل عام بسبب حالة منقولة عن طريق الغذاء، وأن 128000 حالة في المستشفيات ويموت منهم 3000 شخص.

وقد حدد الباحثون أكثر من 250 من الأمراض المنقولة بالغذاء معظمهم تأتي من:

  • الالتهابات التي تسببها مجموعة متنوعة من البكتيريا والفيروسات والطفيليات.
  • كما يمكن للسموم والمواد الكيميائية الضارة أن تلوث الطعام وتسبب الأمراض المنقولة بالغذاء.
  • وإن أكثر الأسباب في الإصابة بهذه الأمراض بسبب البكتريا التي تسبب عدوى في المعدة والأمعاء.
  • كما تنتقل العدوى عن طريق الأغذية المعرضة للمواد الكيماوية عند شرائها فتصل إليها البكتريا وتلوثها بأي مرحلة من مراحل انتاجها (كما في مرحلة نموها أو حصادها أو الذبح أو المعالجة أو التخزين أو حتى أثناء نقلها).
  • وتحتوي بعض الأغذية النيئة على الفيروسات والبكتريا التي في الغالب تسبب الأمراض المنقولة بالغذاء مثل: (البيض أو الفواكه والخضار، والسمك والمأكولات البحرية والمحار، واللحوم الحمراء والدواجن، والحليب ومشتقاته).
  • وقد تصاب الأغذية عند تحضيرها بالتلوث البكتيري سواء في المطبخ أو الأماكن التي تعد فيها الأطعمة:

كأن تحفظ الأطعمة بدرجة حرارة غير مناسبة، أو عدم غسل اليدين أثناء التحضير أو استخدام أدوات التحضير الملوثة وعدم تنظيفها.

كما يمكن أن تنتقل هذه الأمراض من الشخص المصاب إلى الشخص السليم بأي طريقة أخرى كالملامسة، والعطس والسعال، واستخدام الأدوات الشخصية أو المراحيض الملوثة.

تناول الفواكه والخضار غير المغسولة والتي يكون عليها بقايا مواد مستخدمة لمكافحة الحشرات.

ماهي أعراض الأمراض المنقولة بالغذاء؟

إن الأعراض الشائعة للأمراض المنقولة بالغذاء هي الغثيان والقيء وتشنجات المعدة والإسهال.

  • ومع ذلك قد تختلف الأعراض بين الأنواع المختلفة من الأمراض المنقولة بالغذاء.
  • وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون الأعراض شديدة وقد تكون بعض هذه الأمراض قاتلة.
  • كما يمكن أن تظهر أعراض عصبية أو أمراض نسائية أو مناعية.
  • وقد تسبب السرطان عند تناول مواد غذائية ملوثة مما يسبب في الكثير من الحالات الوفيات.

من هم الأشخاص المعرضون للإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء؟

على الرغم من أن أي شخص يمكن أن يصاب بمرض منقول بالغذاء فهناك من هم أكثر عرضة للإصابة به وتشمل هذه المجموعات:

  • النساء الحوامل.
  • الأطفال الصغار.
  • كبار السن.
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة بسبب حالات مثل مرض السكري، وأمراض الكبد، وأمراض الكلى، وزرع الأعضاء، وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أو بعد تلقي العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.
  • بعد تناول الطعام أو المشروبات الملوثة، قد يستغرق الأمر ساعات أو أيام قبل ظهور الأعراض.

إذا كنت تعاني من أعراض التسمم الغذائي مثل الإسهال أو القيء، فاشرب الكثير من السوائل لمنع الجفاف.

يتحسن معظم الأشخاص المصابين بمرض منقول بالغذاء دون علاج طبي، ولكن يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة مراجعة الطبيب.

أهم الأمراض المنقولة بالغذاء

هناك أكثر من نوع للميكروبات والفيروسات التي تسبب المرض من خلال استهلاك الغذاء الملوث بها وهي:

نوروفيروس:

نوروفيروس هي مجموعة من الفيروسات التي تسبب التهاب المعدة والتهاب جدار القولون (التهاب المعدة والأمعاء).

كما تسمى الفيروسات العصبية أحيانًا التسمم الغذائي لأنها تنتقل من خلال الأطعمة التي تحتوي على الفيروس، ومع ذلك فإنه لا ينتقل هذا الفيروس دائمًا نتيجة لتلوث الطعام.

وتسمى فيروسات نوروفيروس أحيانًا بالإنفلونزا المعدية على الرغم من أنها ليست فيروسات إنفلونزا.

أسباب الإصابة بفيروس نوروفيروس:

  • عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث بالفيروس.
  • يصاب الناس أيضًا عن طريق لمس الأشياء أو الأسطح المصابة بالفيروس ثم لمس الأنف أو الفم أو العينين.
  • تنتشر فيروسات نوروفيروس بسرعة في الأماكن العامة (المطاعم، مراكز الصحة العامة، أو أماكن الإقامة الأخرى) لأن الفيروس شديد العدوى.
  • يعيش الفيروس عند درجات حرارة عالية في الماء أو على أسطح أخرى.
  • إذا أصيب شخص بالفيروس يمكن أن ينقل المرض بسرعة إلى أشخاص آخرين من خلال لمسه أو اتباع نظام غذائي مشترك.
  • كما ينتقل إلى أولئك الذين لديهم ضعف جهاز المناعة هم عرضة للإصابة بهذا الفيروس.

أعراض فيروس نوروفيروس:

بعد الإصابة بالفيروس لمدة يوم أو يومين تصبح بصحة جيدة تمامًا ولا تظهر أي علامات للمرض.

وتشمل الأعراض الشائعة: الغثيان والقيء (غالبًا عند الأطفال) والإسهال المائي (معظمه لدى البالغين) والانتفاخ المعدي، كما تشمل الأعراض الأخرى:

حمى خفيفة، وقشعريرة، والصداع، وآلام العضلات، والتعب المفرط.

معظم هذه الأعراض ليست خطيرة للغاية ولكن الإسهال والقيء يمكن أن يسبب الجفاف.

والأطفال وكبار السن أكثر عرضة للجفاف.

قلة من الأشخاص المصابين بالفيروس ليس لديهم أعراض ربما بسبب مناعتهم الطبيعية ضد هذا الفيروس.

علاج نوروفيروس:

  • لا تستجيب هذه الفيروسات للمضادات الحيوية المصممة لمحاربة البكتيريا.
  • حتى الأدوية المضادة للفيروسات ليس لها تأثير على علاج نوروفيروس، بل يشفى المرض بعد يومين.
  • تحتاج في حالة الإصابة إلى شرب المزيد من الماء والسوائل لمنع الجفاف.

السالمونيلا:

السالمونيلا نوع من أنواع البكتيريا التي تعتبر السبب الرئيسي للأمراض المنقولة بالغذاء حيث تنتقل إلى البشر من خلال استهلاك الأغذية الملوثة التي لها الأصل الحيواني كالدواجن واللحوم والحليب والبيض.

أعراض السالمونيلا:

تظهر بعد 12 إلى 72 ساعة من الإصابة بها، ومن أهم أعراضها: الإسهال والقيء والغثيان وآلام في البطن مع حمى.

يمكن أن يتعافى الشخص خلال 4 إلى 7 أيام بدون علاج.

ويمكن معالجة هذه البكتريا بالمضاد الحيوي تحت إشراف الطبيب فيما لو دخلت إلى مجرى الدم.

العطيفة:

أيضًا هي من أنواع البكتيريا وسبب حدوث العدوى هو تناول الدواجن الملوثة والمطبوخة بطريقة غير صحية أو عن طريق تناول المياه الملوثة مما تؤدي إلى التهاب المعدة والأمعاء.

من أهم أعراض هذه البكتريا:

الصداع والقيء مع الغثيان والإسهال وآلام البطن وحمى.

وعندما يصاب الشخص بهذه البكتريا تبدأ أعراض هذا المرض بعد 2 إلى 5 أيام وتستمر حتى 6 أيام.

يتم علاج هذه العدوى:

عن طريق تناول الشوارد والمياه التي فقدها الشخص نتيجة الإسهال.

وقد يكون هناك حاجة للمضاد الحيوي لأنه يمكن أن تحدث مضاعفات بعد الإصابة بهذا المرض.

المكورات العنقودية الذهبية (المكورات العنقودية):

تعتبر الإصابة بهذه البكتريا من أشد وأخطر أنواع البكتريا العنقودية لأنها من الممكن أن تسبب التهابات الجلد والالتهاب الرئوي أو التهابات العظام أو التهابات صمام القلب.

وتنتقل هذه البكتيريا بالاتصال المباشر مع الشخص المصاب بالعدوى، أو عند استخدام أي جسم ملوث، أو استخدام الأشياء الملوثة (كمعدات الصالات الرياضية، والهواتف، ومقابض الأبواب وأزرار المصاعد) أو عن طريق العطس والسعال.

ومن أعراض الالتهابات الجلدية ظهور الورم في المنطقة المصابة أو البثور أو الخراجات واحمرار وتورم في المنطقة المصابة.

يساعد غسل اليدين جيدًا في منع انتشار العدوى.

كما تساعد المضادات الحيوية تحت اشراف الطبيب في علاج الحالة.

 تتراوح عدوى المكورات العنقودية الذهبية من الخفيفة إلى المهددة للحياة.

الإشريكية القولونية:

أو ما يسمى بالعصيات القولونية وتعرف أيضًا بجرثومة الأمعاء الغليظة، وهي من أنواع البكتيريا التي تعيش في أمعاء الثدييات.

إنها عبارة عن جرثومة تسكن في الأمعاء الغليظة للإنسان، وتنتشر عن طريق تلوث المياه نتيجة تلوثها ببراز الحيوانات المصابة.

الليستريا:

هي عدوى بكتيرية سببها تناول الطعام الملوث وتكون خطيرة للأشخاص الذين يُعانون من ضعف في الجهاز المناعي والحوامل.

وأهم سبب للإصابة بها تناول اللحوم غير المطهوة جيدًا أو المحضرة بطريقة غير صحية أو تناول الحليب غير المعقم.

وهذا المرض خطير وقاتل بالنسبة للأطفال حديثي الولادة والأجنة، كما تهدد بالموت للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

يمكن للعلاج بالمضادات الحيوية أن يساعد في تخفيف أعراض عدوى الليستريا.

ومن أهم أعراض هذا المرض الحمى وآلام العضلات مع الغثيان والإسهال وقد تصل العدوى إلى الجهاز العصبي.

تبدأ الأعراض خلال أيام من تناول الطعام الملوث أو شرب الماء الملوث، ويستمر إلى 30 يوم قبل ظهور الأعراض في بعض الأحيان.

الوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء

إن الأمراض المنقولة بالغذاء (المعروفة أيضًا “العدوى المنقولة بالغذاء” أو “التسمم الغذائي”) شائعة ويمكن الوقاية منها.

حافظ على سلامة الطعام كما يمكن أن يساعدك اتباع خطوات بسيطة في منزلك (كالتنظيف والفصل والطهي والتبريد) على حمايتك وحماية أسرتك من هذه الأمراض ولتجنب الإصابة بهذه الأمراض:

النظافة الشخصية:

  • اغسل يديك جيدًا بالماء والصابون ونظف الأسطح التي تستخدمها سواء في المطبخ أو الغرف أو مكاتب العمل بشكل متكرر حيث يمكن أن تعيش الميكروبات التي تسبب التسمم الغذائي في العديد من الأماكن وتنتشر في المطبخ.
  • اغسل يديك لمدة 20 ثانية بالماء والصابون قبل وأثناء وبعد إعداد الطعام وقبل الأكل وبعده.
  • اغسل الأواني وألواح التقطيع بالماء الساخن والصابون.
  • اغسل الفواكه والخضروات الطازجة بالماء والملح.

افصل بين الأدوات والأطعمة لتجنب التلوث:

  • يمكن للّحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية والبيض أن تنشر الجراثيم إلى الأطعمة الجاهزة للأكل ما لم تبقيها منفصلة.
  • استخدم ألواح التقطيع والأطباق المختلفة للحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية عن الألواح الخاصة بالخضار.
  • عند التسوق احتفظ باللحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية وعصائرها منفصلة عن الأطعمة الأخرى.
  • في الثلاجة افصل اللحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية والبيض منفصلة عن جميع الأطعمة الأخرى.

الطبخ:

يتم طهي الطعام بأمان عندما يصل الطعام إلى درجة حرارة داخلية عالية بما يكفي لقتل وتدمير الجراثيم التي يمكن أن تسبب لك المرض، والطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا تم الطهي بطريقة صحية هي استخدام مقياس حرارة الطعام لأنه يعلمك ما إذا تم طهي الطعام بأمان من خلال النظر إلى لونه وقوامه.

حافظ على نظافة المطبخ.

عدم غسل الدواجن أو اللحم النيء قبل الطهي حتى إذا كانت بعض الوصفات تحتوي على هذه الخطوة لأنه يمكن لغسلها أن ينقل البكتيريا إلى الأطعمة والأواني والسطوح الأخرى ولا يمنع المرض.

إلى الثلاجة على الفور:

يمكن أن تتكاثر البكتيريا بسرعة إذا تُركت في درجة حرارة الغرفة أو في “منطقة الخطر” بين 40 درجة فهرنهايت و140 درجة فهرنهايت. مع عدم ترك المواد الغذائية القابلة للتلف خارج الثلاجة.

ضع الأطعمة القابلة للتلف في الثلاجة لمدة ساعتين.

قم بإذابة الطعام المجمد بأمان في الثلاجة أو الماء البارد أو الميكروويف، ولا تدعه يذوب أبدًا على المنضدة لأن البكتيريا تتكاثر بسرعة في أجزاء من الطعام عندما تصل إلى درجة حرارة الغرفة.

البيض النيء:

قد يحتوي البيض على ميكروب يسمى السالمونيلا والذي يمكن أن يسبب المرض حتى إذا كانت البيضة تبدو نظيفة وغير مكسورة، ولتجنب التسمم الغذائي اتبع هذه الخطوات عند تحضير البيض:

  • اطهي البيض حتى يصبح الصفار والأبيض متماسكًا.
  • احتفظ بالبيض في الثلاجة عند درجة حرارة 40 درجة فهرنهايت أو أقل في القسم الأوسط من الثلاجة وليس على الباب.
  • لا تتذوق أو تأكل خليط الكيك الخام أو العجين الذي يحتوي بمكوناته على البيض النيء.

تناول الفواكه والخضروات:

اغسل هذه الأطعمة جيدًا ليس لأنها توفر الكثير من الفوائد الصحية فقط بل لأنه في بعض الأحيان قد تحتوي على الميكروبات الضارة مثل السالمونيلا أو الليستيريا حيث يمكن تلوث الفواكه والخضروات الطازجة في أي مرحلة من مراحل رحلتها من المزرعة إلى المائدة، حتى يمكن أن تتلوث في المطبخ بوضعها في المطبخ أو الثلاجة بجانب مواد ملوثة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله