صلاة الغائب هي الصلاة على الميت الغائب الذي مات بغير بلد، أي هي صلاة الجنازة ولكن جثمان المتوفى يكون في بلد آخر، وتتم في حال لم يصلي عليه أحد. والهدف منها هو الاستغفار للميت والدعاء له.
النجاشي هو من صلى عليه النبي صلاة الغائب
النجاشي ملك الحبشة واسمه أصحمة بن أبجر، وقد كان ملكًا عادلًا لا يظلم أحدًا، توفي في سنة 9 للهجرة في شهر رجب.
وقد علم النبي بخبر وفاته في اليوم الذي مات فيه حيث نعاه جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما بلغ الرسول أن النجاشي قد مات استغفر له رسول الله، وقال: “صلوا عليه” قالوا: “يا رسول الله نصلي على عبد حبشِي“.
فأنزل الله سبحانه وتعالى الآية: ﴿وإن من أهل الكتاب لمن يُؤمن بِاللَّه وما أنزل إلَيْكُم﴾ – آل عمران الآية 199
وكذلك عن جابر رضي الله عنه، أن الرسول قال: “اخرجوا فصلوا على أخ لكم قد مات بغير بلادكم” وصلى بنا وكبر أربع تكبيرات، فقال: “هذا النّجاشيّ أصحمة“، فرد المنافقون: “انظروا إلى هذا يصلّي على علج نصرانيّ لم نره قطّ” فنزلت الآية الكريمة: ﴿وإن من أهل الكتاب لمن يُؤمن﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، كذلك ذكر في تفسير الطبري وابن كثير وابن الجوزي والسيوطي عن بعض أهل التأويل، أن هذه الآية نزلت في النجاشي ومن آمن بالله من أصحابه، وصدقوا نبيه الله، وهو الوحيد الذي صلى عليه النبي صلاة الغائب لما علم بوفاته.
المراجع
- الوحي إلى الرسول بموت النجاشي | تفسير البغوي – معالم التنزيل
- حديث “صلوا على أخ لكم مات بغير بلادكم…” | درر سنية
- القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وإن من أهل الكتاب لمن يُؤمن بِاللَّه وما أنزل إلَيْكُم﴾ | تفسير الطبري – جامع البيان
- تأويل قوله تعالى: ﴿وإن من أهل الكتاب لمن يُؤمن بِاللَّه﴾ | تفسير ابن كثير – تفسير القرآن العظيم
- تأويل قوله تعالى: ﴿وإن من أهل الكتاب لمن يُؤمن بِاللَّه﴾ | تفسير ابن الجوزي – زاد المسير
- تفسير الآية ﴿وإن من أهل الكتاب لمن يُؤمن بِاللَّه وما أنزل إلَيْكُم﴾ | كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور لـ السيوطي