سرطان الثدي – الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج

سرطان الثدي هو من السرطانات التي تبدأ في منطقة الثدي، ويمكن أن يصيب أحد الثديين أو كليهما، وهو من أكثر أنواع السرطان انتشارًا وشيوعًا، معظم السيدات اللواتي يصبن بمرض سرطان الثدي تزيد أعمارهن عن 50 عاماً، لكن من الممكن أن تصاب به السيدات الأصغر سنًا أيضًا.

هذا النوع من السرطان لا يصيب النساء فقط، يمكن في حالات نادرة تشخيص إصابة الرجال بسرطان الثدي.

في مقالنا هذا، سوف نشرح كل ما نعرفه عن سرطان الثدي بشكلٍ مفصل ودقيق وسوف نتحدث عن طرق علاج المرض ومعدل الشفاء، وكيف يمكن تحسين فرص البقاء على قيد الحياة؟

لا داعي للقلق من سرطان الثدي

حوالي واحدة من كل 8 سيدات يتم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي خلال حياتها، ولكن سيدتي، ليس هناك داعٍ للخوف أو القلق كثيرًا، فهناك فرص كبيرة للشفاء منه بشكل نهائي إذا تم الكشف عنه بشكل مبكر، كما أن طرق العلاج تطورت حيث كانت سابقًا تشمل استئصال الثدي بالكامل، لكن في يومنا هذا، لا يتم تطبيق هذا الإجراءات إلا نادرًا، لذلك، من الضروري جدًا على كل سيدة فحص الثديين ذاتيًا ومن قبل الطبيب المختص بشكلٍ منتظم ودائم للبحث عن علامات الخطر.

أسباب سرطان الثدي وعوامل الخطر

يحدث سرطان الثدي عندما تبدأ بعض الخلايا بمنطقة الثدي بالنمو بشكلٍ وبطريقة غير طبيعية، حيث تبدأ هذه الخلايا بالانقسام بشكل كبير وأسرع من الخلايا السليمة وتستمر في الانقسام حتى تتراكم مشكلة ورمًا أو كتلة، ومن الممكن أن تنتقل وتنتشر هذه الخلايا من الثدي للعقد اللمفاوية، أو لأجزاء أخرى من الجسم.

إلى وقتنا هذا، لم تُعرف الأسباب الدقيقة والكامنة وراء الإصابة بسرطان الثدي، مما يجعل من الصعب تحديد سبب إصابة السيدة أو الرجل بهذا المرض، ومع ذلك هناك مجموعة من العوامل التي تعرف بأنها تؤثر أو تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي، من أهمها:

العمر

يرتفع خطر الإصابة بسرطان الثدي مع التقدم في السن، وهذه الحالة أكثر شيوعًا عند السيدات اللواتي تجاوزن سن الخمسين واللواتي وصلن لسن اليأس.

لذلك، يجب فحص جميع النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و 70 عامًا بشكل دوري ومنتظم للكشف عن سرطان الثدي كل 3 سنوات.

العوامل الوراثية

إذا كان لديكِ أقارب مصابين بسرطان الثدي أو سرطان المبيض، فقد تكونين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.

مع ذلك، نظرًا لأن سرطان الثدي هو من أكثر أنواع السرطان شيوعًا وانتشارًا بين السيدات، فمن الممكن أن تصاب به أكثر من سيدة من نفس العائلة بالصدفة.

ليست معظم حالات سرطان الثدي ضمن العائلات، ولكن الجينات التي تعرف باسمBRCA1  و BRCA2 يمكن أن ترفع من نسبة الإصابة بكل من سرطان الثدي وسرطان المبيض، ومن الممكن أن تنتقل هذه الجينات من أحد الوالدين إلى طفلهم.

الإصابة بسرطان الثدي سابقًا

إذا كنتِ قد أصبتِ سابقًا بسرطان الثدي، فستكونين أكثر عرضة للإصابة به مرة ثانية، سواء في الثدي الآخر أو في نفس الثدي.

بعض أنواع الأورام الحميدة التي تظهر في الثدي قد تزيد وترفع قليلًا من خطر الإصابة بالسرطان.

من الممكن لبعض التغييرات الحميدة التي تحدث في أنسجة الثدي، كنمو الخلايا بشكل غير طبيعي بالقنوات أو ما يعرف باسم (تضخم الأقنية الغير نمطي)، أو تشكل الخلايا الغير طبيعية بداخل فصوص الثدي والذي يطلق عليه اسم (السرطان الفصيصي الموضعي)، أن تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي.

أنسجة الثدي ذات كثافة عالية

يتكون الثدي من آلاف الغدد صغيرة الحجم والذي يطلق عليها الفصيصات، وهي التي تقوم بإنتاج الحليب، حيث يحتوي هذا النسيج الغدي على تراكيز أعلى من خلايا الثدي بالمقارنة بأنسجة الثدي الأخرى، مما يجعله ذات كثافة عالية.

قد تكون السيدات اللواتي لديهن أنسجة ثدي ذات كثافة عالية أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، وذلك بسبب وجود المزيد من الخلايا التي من الممكن أن تتحول لخلايا سرطانية.

كما تسبب أنسجة الثدي الكثيفة صعوبة في تصوير الثدي الشعاعي، حيث يصعب على الطبيب رؤية الكتل أو الأنسجة غير الطبيعية.

يكون لدى النساء الأصغر سنًا أثداء عالية الكثافة، ولكن مع التقم في السن، تقل كثافة الأنسجة الغدية في الثدي ويتم استبدالها بالدهون، وبالتالي يصبح الثديين أقل كثافة.

الهرمونات واستخدام الأدوية الهرمونية

تعرض السيدة لهرمون الاستروجين

من الممكن لهرمون الاستروجين الأنثوي أن يعمل على تحفيز الخلايا السرطانية في الثدي ببعض الأحيان، مما يؤدي إلى نموها.

يبدأ المبيضان حيث تتم عملية تخزين البويضات بإنتاج هرمون الأستروجين عند البلوغ، وذلك بهدف تنظيم الدورة الشهرية، ومن الممكن أن يرتفع خطر التعرض لسرطان الثدي بشكلٍ طفيف مع زيادة كمية هرمون الأستروجين في الجسم.

مثال على ذلك إذا بدأت الدورة الشهرية بسن مبكرة وعانت السيدة من انقطاع الطمث في وقت متأخر، هذا سيعرض الجسم لهرمون الأستروجين لفترة زمنية طويلة.

العلاج باستخدام الهرمونات البديلة (HRT)

هناك رابط ما بين العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.

من الممكن لجميع أنواع العلاجات التعويضية بالهرمونات أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن باستثناء هرمون الاستروجين المهبلي.

في حال أخذ هذه العلاجات التعويضية لمدة تقل عن سنة، لا يشكل هذا أي خطر، ولكن في حال كنت أخذ العلاج التعويضي بالهرمونات لمدة تزيد عن السنة، فقد تكونين معرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي أكثر من السيدات اللواتي لا يستخدمن العلاج التعويضي بالهرمونات مطلقًا.

استخدام حبوب منع الحمل

تظهر الدراسات والأبحاث أن السيدات اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل معرضات بشكلٍ طفيف للإصابة بسرطان الثدي.

مع ذلك، يبدأ الخطر بالتلاشي والانخفاض مع توقف استخدام هذه الحبوب.

السمنة وزيادة الوزن

في حال كنتِ تعانين من انقطاع الدورة الشهرية وزيادة في الوزن، فقد تكونين معرضة بشكل أكبر للإصابة بسرطان الثدي.

يُعتقد بأن هذا الأمر مرتبط بكمية هرمون الأستروجين في الجسم، لأن السمنة أو زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث تسبب إنتاج كميات إضافية من هرمون الأستروجين.

شرب الكحول

الأشخاص الذين يشربون الكحول ولو بكميات صغيرة بشكل منتظم يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من الأشخاص الذين لا يشربون الكحول مطلقًا، وكلما شربت كميات أكبر من الكحول زادت المخاطر.

التعرض للإشعاع

قد يسبب الخضوع لبعض الإجراءات الطبية التي يتم فيها استخدام الإشعاع كالأشعة السينية والتصوير المقطعي إلى زيادة خطر الإصابة بشكل طفيف.

فإذا كنتِ تخضعين للفحص أو العلاج الإشعاعي في منطقة الصدر، فمن المفترض أن تكونين على علم ودراية مسبقة أنكِ معرضة للإصابة بسرطان الثدي نتيجة الخضوع لهذا الإجراء.

أعراض سرطان الثدي

شعار سرطان الدي

تختلف أعراض سرطان الثدي في الحالات المبكرة عن الحالات المتقدمة، قد تتضمن أعراض سرطان الثدي المبكرة ما يلي:

  • تشكل كتلة أو ثخانة غير منتظمة في الثدي تختلف عن الأنسجة المحيطة، يعتبر هذا العرض أول علامة ظاهرة لسرطان الثدي، حيث إحصائيات جمعية السرطان الأميركية على %80 من حالات سرطان الثدي، أنه عندما تشعر المرأة بوجود كتلة، يكون الاكتشاف المبكر للمرض ممكنًا.
  • في المراحل المبكرة من سرطان الثدي يمكن لهذه الكتلة أن تتحرك بحرية تحت الجلد عند الضغط عليها بالأصابع، إلا في المراحل المتقدمة، تلتصق الكتلة بجدار الثدي، ولا يمكن أن تتحرك على الإطلاق.
  • تغير حجم وملامح الثدي، وزيادة سماكة بشرة الثدي، هذا الرض تحدثت عنه خدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) على أنها أولى علامات الإصابة.
  • الشعور بقساوة في نسيج الثدي بالمقارنة مع النسيج الطبيعي.
  • ظهور كدمات على الثدي بنفسجية أو وردية اللون، والشعور بسخونة وثقل في الثدي.
  • ملاحظة تغيرات في لون وشكل وموقع حلمة الثدي.
  • ظهور طفح جلدي على المنطقة المحيطة بالحلمة (الهالة).
  • ظهور انتفاخات في منطقة الإبط أو حول الترقوة، في هذه الحالة، يكون السرطان قد انتشر إلى العقد الليمفاوية الموجودة بمنطقة الإبط أو منطقة الترقوة، حتى قبل أن يصبح الورم الأصلي بنسيج الثدي كبيرًا للحد الذي يمكن ملاحظته.
  • عدم التئام الجروح في منطقة الثدي.
  • قد تعاني المرأة المصابة من ألم متواصل في جزء من الثدي أو في منطقة الإبط، إلا أن هذا العرض ليس بالضرورة أن يظهر، فالكثير من النساء اللواتي يعانين من المرض لا يشعرن بأي آلام في المرحلة المبكرة من سرطان الثدي.
  • جفاف الجلد وتصلبه في المنطقة المحيطة بالحلمة، أو كامل جلد الثدي، مترافقًا مع الشعور بالحكة في هذه المنطقة، وذلك نتيجة التقرحات أو الطفح الجلدي.
  • تجعد أو احمرار الجلد في الثدي.
  • خروج إفرازات شفافة أو مشابهة للدم من الحلمة.
  • تسطح الجلد الذي يغطي الحلمة.
  • تسنن الحلمة أو المعاناة من حلمة مقلوبة.
  • في بعض الحالات النادرة، قد يتشكل ورم غدي ليفي متنقل غير سرطاني، يمكن أن يكون في الحقيقة ورمًا ظهاريًا ليفيًا.

أعراض أورام الثدي غير السرطانية

هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور كتل داخل الثدي، ومعظمها غير سرطانية، حوالي 90% من كتل الثدي لا تكون سرطانية، وإنما كتل حميدة مثل: الكيسات أو حالات العدوى التي تسبب التهابات في نسيج الثدي أو الأورام الغدية اللمفية، والتي تكون أعراضها مشابهة لأعراض سرطان الثدي الخبيث.

كيس الثدي

يكون عبارة عن كيس يتشكل داخل الثدي مملوء بسائل شفاف، يسبب الإزعاج وعدم الراحة، ويزداد حجمه بشكل سريع، ولا يرافقه إفرازات من الحلمة أو طفح جلدي.

الورم الحليمي داخل القناة

أكثر أعراض الورم الحليمي شيوعًا هو خروج إفرازات شفافة أو دموية من الحلمة، وفي بعض الحالات، قد تظهر كتلة يمكن تحسسها عند اللمس بالقرب من الحلمة أو أسفلها، والشعور بالألم بدرجات متفاوتة عند الضغط على هذه الكتلة.

الورم الليفي الغدي

أكثر أورام الثدي الحميدة انتشارًا عند الفتيات الشابات من عمر 20 – 30 عامًا، ومن أبرز أعراضه أنه غير مؤلم ولا يتجاوز حجمه 30 ملم، وغالبًا لا يترافق مع أعراض أخرى.

لا يتطلب الورم الليفي الغدي علاجًا، المراقبة السنوية كافية، أما في حال تسببه بآلام أو تغيير غير مرغوب بشكل الثدي، يمكن استئصاله جراحيًا.

تشخيص سرطان الثدي

تهدف مبادرة المنظمة العالمية بشأن سرطان الثدي إلى خفض معدل الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي في العام بنسبة 2.5% سنويًا، أي تجنب %2.5 مليون حالة وفاة على مستوى العالم بين 2020 و 2040، لتحقيق هذا الهدف، فإن النقطة الأساسية التي يستند عليها هي التشخيص المبكر للمرض، كونه لم يتم تحديد الأسباب الأساسية التي قد تؤدي إلى سرطان الثدي، فإن التشخيص هو أفضل طريقة.

يجب تثقيف النساء بشأن أعراض سرطان الثدي، وتوضيح أهمية الكشف المبكر لتسهيل عملية العلاج.

فيما يلي طرق التشخيص المبكر لسرطان الثدي:

الفحص الذاتي

دفع النساء إلى القيام بالفحص الذاتي واعتباره جزءًا من العناية الروتينية كل شهر، ومراجعة الطبيب على الفور عند ملاحظة أي تغيرات، هو من أهم الأهداف التي تسعى إليها المنظمة العالمية.

يجب التنبيه إلى أن الفحص الذاتي وحده، وعلى الرغم من أهميته، لا يكفي للتقليل من معدل الوفيات، وهو لا يكشف عن العديد من أنواع سرطانات الثدي بشكلٍ مبكر، مثلما يفعل الكشف باستخدام التصوير الشعاعي للثدي.

 فيما يلي توضيحًا لطريقة الفحص الذاتي لسرطان الثدي:

ملاحظة هامة: يتوجب على النساء اللواتي يفحصن أثدائهن بهذه الطريقة، أن يقوموا بهذا الفحص في نفس الوقت كل شهر.

التصوير الشعاعي للثدي (المامو جرام)

يتم استخدام الأشعة السينية خلال التصوير الشعاعي للثدي، وذلك للتحقق من وجود كل أو مناطق غير طبيعية داخل نسيج الثدي، حيث يقوم الأخصائي بوضع ثدي المرأة فوق لوح الأشعة السينية، ثم يقوم بإنزال غطاء بلاستيكي على قمة الثدي، ويضغط عله بشكل محكم، مما يجعل الثدي منبسطًا، الأمر الذي يساعد على تصوير أكبر مساحة من النسيج وفحصها.

يتم توجيه الأشعة السينية نحو الأسفل عبر الثدي، مما ينتج صورة على اللوح، ويتم أخذ صورتين لكل ثدي في هذه الوضعية، ثم يضع الأخصائي اللوحين بشكل عامودي على جانبي الثدي، ويقوم بتوجيه الأشعة السنية من الجانبين، ليتمكن الطبيب من الحصول على صور جانبية بشكل واضح.

يعد التصوير الشعاعي للثدي من أفضل الطرق المستخدمة لتشخيص سرطان الثدي مبكرًا، وقد تم تصميم هذا الفحص بحيث يكون حساسًا بشكل يكفي للكشف عن احتمال الإصابة بسرطان الثدي في المرحلة المبكرة، لكن في بعض الأحيان، قد يشير التصوير الشعاعي للثدي إلى وجود سرطان بينما في الحقيقة لا يوجد، حيث تتراوح نسبة النساء اللواتي يلجأن إلى هذا الفحص نتيجة وجود بعض الشذوذات والتي تكون غير سرطانية نحو 90%، لذلك، عندما تظهر نتيجة إيجابية، يلجأ الطبيب إلى القيام بإجراءات متابعة محددة أكثر لتأكيد التشخيص.

قد يفشل التصوير الشعاعي للثدي في تشخيص حوالي %15 من حالات سرطان الثدي، خاصةً عند النساء اللواتي لديهن نسيج ثدي كثيف، في هذه الحالة، يلجأ الطبيب إلى أخذ خزعة من الثدي وتحليلها، أو قد يجري التصوير المقطعي التخليقي للثدي (التصوير الشعاعي للثدي ثلاثي الأبعاد)، إلى جانب التصوير الشعاعي للثدي، وذلك من أجل الحصول على صورة أكثر دقة ووضوح، مما يسهل الكشف عن وجود سرطان.

التصوير المقطعي التخليقي للثدي يعرض النساء اللواتي خضعن له إلى ضعف الكمية من الإشعاع مقارنة مع الطريقة التقليدية للتصوير الشعاعي للثدي، وينصح الأطباء بالخضوع لهذا الفحص ابتداءً من عمر 40 عام، وتكراره كل عام أو عامين، تبين أن الفحص الشعاعي للثدي يعد أكثر دقة عند النساء اللواتي تجاوزن سن 50 عام، وذلك بسبب ازدياد كمية النسيج الدهني في الثدي لديهن، مما يجعل إمكانية التفريق أسهل بين النسيج الغير طبيعي والنسيج الدهني.

هناك بعض الأمور التي يجب القيام بها قبل الخضوع للتصوير الشعاعي للثدي، نذكر منها ما يلي:

  • تحديد موعد للتصوير الشعاعي للثدي في وقت معين في فترة الطمث.
  • تجنب ارتداء المجوهرات أو أية قطع معدنية.
  • تجنب استخدام مزيلات التعرق في اليوم الذي ستخضع فيه المرأة إلى الفحص الشعاعي.
  • يجب أن تكوني خلال الفحص ثابتة تمامًا، حتى تكون الصور واضحة، ويستغرق إجراء الفحص حوالي 15 دقيقة.

التصوير بالرنين المغناطيسي MRI

يتم اللجوء إلى الفحص بالرنين المغناطيسي عند النساء اللواتي لديهن زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي، كاللواتي تعرضن للإصابة بأحد أنواع سرطانات الثدي سابقًا، أو اللواتي لديهن طفرة في جين BECA، أو اللواتي لديهن تاريخ عائلي، وقد يلجأ الأطباء أحيانًا إلى تخطيط الصدر قبل القيام بالتصوير الشعاعي أو الرنين المغناطيسي، وذلك لتفريق بين كيس مملوء يالسوائل والكتلة الصلبة، لأن التفريق بينهما مهم جدًا، فالأكياس تكون غير سرطانية عادةً، ويتم مراقبتها دون الخضوع لعلاج، أو يجري تصريف السوائل وفحصها للكشف عن وجود خلايا سرطانية.

خزعة الثدي

كما ذكرنا سابقًا، فإن التصوير الشعاعي للثدي هو من أكثر الإجراءات المتبعة للكشف عن سرطان الثدي، إلا أنه قد يعطي نتيجة كاذبة أو مغلوطة، في هذه الحالات، عندما يشك الطبيب باحتمالية وجود خطأ في التصوير الشعاعي، أو عندما يكون الورم كتلة صلبة، وهو أكثر ميلًا لأن يكون سرطانيًا، يلجأ إلى أخذ خزعة من نسيج الثدي للكشف عن وجود خلايا سرطانية فيها، وهناك عدة أنوع للخزعة، نذكر منها ما يلي:

  • خزعة جراحية: والتي يتم من خلالها اقتطاع جزء من الأنسجة خلال عملية جراحية، تتم عن طريق إجراء شق صغير في الجلد، ثم إزالة جزء من الكتلة أو كلها، حيث يلجأ الطبيب إلى هذا الإجراء عند عدم توفر القدرة على أخذ الخزعة بالإبرة.
  • خزعة لبية بالإبرة: يتم في هذا الإجراء استخدام أنبوب طويل ومجوف لأخذ عينة من نسيج الثدي، وتؤخذ الخزعة من الكتلة المشتبه بها في الثدي، ثم يتم إرسال العين إلى المخبر من أجل فحصها على يد أطباء مختصين في تحليل أنسجة الجسم.
  • خزعة الثدي التجسيمية: تساعد هذه الخزعة الأطباء على التحديد الدقيق لموضع الكتلة، وأخذ عينة من النسيج الغير طبيعي بدقة، وللقيام بالخزعة التجسيمية يقوم الأطباء بأخذ صورًا شعاعية للثدي من أكثر من زاوية، ومن ثم يرسلون هذه الصور الثنائية الأبعاد إلى الحاسوب، الذي يقوم بدوره بمقارنه هذه الصور، وحساب الموقع الدقيق للشذوذ بأبعاد ثلاثية.
  • خزعة من نسيج الحلمة: في حال اشتبه الطبيب بإصابة المرأة بـ “داء باجيت” في حلمة الثدي، يقوم بأخذ خزعة من نسيج الحلمة، أو عن طريق أخذ عينة من مفرزات الحلمة ووضعها تحت المجهر، ليتمكن من تحديد وجود خلايا سرطانية أم لا، فإذا تم اكتشاف وجود خلايا سرطانية، يجرى تحليل العينة من أجل تحديد خصائص هذه الخلايا.

اختبارات الدم

كشفت إحدى الدراسات البريطانية الحديث التي تم إجراؤها في جامعة نوتنغهام في بريطانيا، والتي تم عرض نتائجها في مؤتمر معهد بحوث السرطان الوطني، أنه يمكن لفحص الدم أن يكشف عن سرطان الثدي مبكرًا، وذلك قبل 5 سنوات من ظهور الأعراض السريرية للمرض، حيث أوضح الباحثون أن هذا الفحص يمكنه تحديد استجابة الجسم المناعية للمواد التي تنتجها خلايا الورم في الثدي.

إذ تبين أن الخلايا السرطانية تنتج بروتينات تسمى المضادات، والتي تحث الجسم على تشكيل أجسام مضادة ذاتية، وكشفوا أن هذه المستضدات المرتبط وجودها بالورم والتي تسمى (TAAS) هي مؤشرات مجدية للكشف عن سرطان الثدي، وقد تم أخذ عينة دم من 80 امرأة مصابة بسرطان الثدي، وطابقوها مع عينات 80 امرأة أخرى لا يعانين من سرطان الثدي، سمح ذلك للباحثين بكشف الأجسام المضادة (TAAS) المرتبطة بسرطان الثدي.

حيث وجدوا أن هذا الفحص استطاع التفريق بين عينات الدم المصابة وعينات الدم الغير مصابة بنسبة تصل إلى 80%، كما كشف عن المستضدات المرتبطة بالورم بشكل صحيح بنسبة 40%.

التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET

وهو اختبار تصوير يمكن أن يساعد على الكشف عن الوظيفة الكيميائية الحيوية، أو الأيضية لأنسجة وأعضاء الجسم، ويستخدم في التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني دواء مشع، وذلك لإظهار النشاط الأيضي الطبيعي وغير الطبيعي، إذ يمكن للمادة المشعة المستخدمة في هذا النوع من التصوير أن تحدد مواقع المرض، وذلك قبل ظهوره في اختبارات التصوير الأخرى مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب.

يتم حقن المادة المشعة داخل أحد الأوردة في اليد أو الذراع غالبًا، مما يدفع هذه المادة إلى التجمع في مناطق الجسم التي تكون بها مستويات أعلى من النشاط الكيميائي الحيوي أو الأيضي، الأمر الذي يساعد على تحديد فيما إذا كانت المرأة مصابة بسرطان الثدي، حيث تظهر الخلايا السرطانية في الثدي على هيئة نقاط مضيئة في التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتريني، وذلك لأن معدل الأيض فيها أعلى من معدل الأيض في الخلايا الطبيعية.

علاج سرطان الثدي

إنارة برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس للتوعية بسرطان الثدي

يهدف علاج سرطان الثدي إلى التخلص من الورم ومنع عودته، يمكن القول إن المريض قد شفي من سرطان الثدي عندما تختفي كل آثار الورم السرطاني، ويقال إن مريض شفي نهائيًا إذا لم يتكرر السرطان بعد 5 سنوات من تشخيصه.

يعتمد علاج سرطان الثدي على عدة عوامل، وهي على وجه الخصوص:

  • نوع السرطان ومكانه.
  • مرحلة السرطان ومدى انتشاره.
  • إذا كانت هناك مستقبلات هرمونية على الخلايا السرطانية.
  • صحة المريض.
  • عمر المريض.
  • التاريخ الطبي والجراحي للمريض.
  • التاريخ العائلي للمريض.

يتم اقتراح العلاج المناسب من قبل أطباء من عدة تخصصات، يتم بعد ذلك شرح العلاج المقترح للمريض.

بعد موافقة المريض على العلاج، يتم وضع خطة العلاج التي تشمل واحدًا أو أكثر من العلاجات التالية:

العلاج الجراحي

وفيه يقوم الطبيب الجراح بإزالة الورم فقط، أي استئصال السرطان، يسمى هذا النوع من الجراحة “استئصال الثدي الجزئي”، أو يقوم باستئصال الثدي بالكامل، يسمى هذا النوع من الجراحة “استئصال الثدي الكلي”.

إذا كان السرطان قد انتشر ووصل إلى الغدد الليمفاوية الإبطية (العقد الليمفاوية الموجودة في الإبط)، سيقوم الجراح باستئصالها أيضًا، يتم إجراء استئصال العقد الليمفاوية إما في نفس وقت استئصال الورم أو في وقت لاحق.

للتغلب على المشكلة الجمالية بعد جراحة الثدي، يمكن إعادة بناء أو تشكيل الثدي مجددًا.

العلاج الإشعاعي

غالبًا ما يُكمل العلاج الإشعاعي العلاج الجراحي. وهو يتضمن تعريض المنطقة التي يوجد فيها الورم للأشعة السينية من أجل قتل خلايا السرطان المتبقية.

بشكلٍ عام، جلسات العلاج الإشعاعي تكون شبه يومية، 5 مرات في الأسبوع لمدة 3 – 6 أسابيع.

العلاج الكيميائي

يعتمد العلاج الكيميائي على إعطاء الأدوية التي تهدف إلى قتل الخلايا السرطانية أو منعها من الانتشار. يمكن وصف العلاج الكيميائي قبل أو بعد العلاج الجراحي أو الإشعاعي.

العلاجات الموجهة

العلاجات الموجهة أو المستهدفة تتضمن إعطاء الأدوية التي توقف نمو الخلايا السرطانية أو تمنع انتشارها من خلال استغلال بعض عيوبها أو تشوهاتها. تم ترخيص العلاجات المستهدفة أول مرة في عام 2000. واليوم، يعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان التي تم لأجله ترخيص العلاجات الموجهة. يمكن استخدامها على سبيل المثال لاستهداف الخلايا السرطانية التي تحتوي على كمية كبيرة من بروتينات HER2.

مثل الأنواع الأخرى من علاجات السرطان، تسبب العلاجات الموجهة بعض الآثار الجانبية التي قد تختلف عن العلاجات الأخرى.

العلاج بالهرمونات

يوصف العلاج بالهرمونات فقط للنساء المصابات بسرطان الثدي المسمى “سرطان الثدي المعتمد على الهرمونات”، حين تحتوي 10٪ على الأقل من الخلايا السرطانية مستقبلات للهرمونات الأنثوية (الأستروجين والبروجسترون).

تميل هذه الهرمونات الموجودة بشكلٍ طبيعي في الجسم إلى تحفيز نمو الخلايا السرطانية. لذلك، يتضمن العلاج الهرموني تثبيط أو تحييد هذه الهرمونات وآثارها وبالتالي منعها من تحفيز نمو الورم.

يمكن أن يسبب العلاج الهرموني آثارًا جانبية مثل الهبات الساخنة أو عدم انتظام الدورة الشهرية أو آلام المفاصل أو هشاشة العظام.

معدل البقاء على قيد الحياة

ازداد معدل البقاء على قيد الحياة للمصابين بسرطان الثدي بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، خاصة بفضل التقدم الذي أحرزته العلوم الطبية من حيث التشخيص وفعالية العلاج.

بحسب البيانات المتوفرة، يسمح التشخيص المبكر بزيادة معدل النجاة إلى حدٍ كبير، بينما تنخفض نسبة البقاء على قيد الحياة في مراحل المرض المتقدمة.

معدل البقاء على قيد الحياة بعد 5 سنوات من التشخيص تبلغ حوالي 90٪، وهي نسبة عالية جدًا، وتعني أن أكثر من 90% ممن أصيبوا بالمرض سوف ينجون ويبقون على قيد الحياة.

الوقاية من سرطان الثدي

هناك علاقة مثبتة بين السمنة وخطر الإصابة بسرطان الثدي. لذلك، يجب تبني أسلوب حياة صحي للوقاية من هذا المرض، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على الوزن الطبيعي وممارسة الرياضة بانتظام.

التشخيص المبكر مفيد جدًا، وهو يساهم باكتشاف المرض في مراحله الأولى وبالتالي علاجه بسهولة أكبر مع آثار جانبية أقل. ولا ينبغي أن ننسى أهمية الفحص الذاتي في كشف المرض والوقاية منه.

سرطان الثدي عند الرجال

سرطان الثدي عند الرجال أقل انتشارًا منه عند النساء، ولكن على الرغم من ندرته إلا أنه من الممكن أن يشكل خطرًا على حياة الرجل كالأنثى تمامًا، تتماثل الأعراض التي تصيب الرجال والنساء كما أن طرق العلاج والوقاية ذاتها، ويبقى الكشف المبكر هو أهم خطوة في طريق العلاج والوقاية من مخاطر سرطان الثدي، لذلك، يُنصح الرجال باتباع خطوات المراقبة نفسها التي ذكرناها سابقًا ومراجعة الطبيب في حال ملاحظة أي تغيرات أو ملمس غريب في الثدي أو ملاحظة وجود كتل مهما كانت صغيرة.

أسئلة وأجوبة حول سرطان الثدي

هل تغير حجم الثدي من علامات السرطان؟

من الممكن أن يكون تغير حجم الثدي من علامات الإصابة بالسرطان ومن الممكن أن يكون حالة طبيعية غير خطيرة، لكن بشكل عام، سرطان الثدي يسبب تضخم الثدي سواءً منطقة منه أو الثدي بأكمله، حيث يمكن ملاحظة الفرق بين حجمي الثديين، لذلك حتى مع عدم وجود كتل واضحة بالملمس يجب استشارة الطبيب في حال ملاحظة تغيرات في حجم الثدي.

هل ترهل الثدي من علامات السرطان؟

عادةً تعتبر التغيرات في حجم أو شكل الثدي من علامات الخطر التي قد تدل على الإصابة بسرطان الثدي، لا يعتبر ترهل الثدي دليل قطعي على الإصابة بالسرطان، لكن أي تغير في شكل أو حجم الثدي قد يكون علامة من علامات الإصابة بالسرطان.

هل سرطان الثدي مؤلم؟

لا يعتبر سرطان الثدي مؤلم، فمعظم الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بسرطان الثدي لا يعانون من أية آلام، فقط نسبة 2 إلى 7 بالمئة من المصابين يعانون من الألم كواحد من الأعراض الأولية للمرض، في هذه الحالة يلاحظ المصاب ألم حاد أو ألم يزداد بشكل تدريجي ويكون الألم مستمر وغير مبرر، أي أنه غير مرتبط بالدورة الشهرية أو الرضاعة أو غيرها من الأسباب، وقد يكون في الحلمة أو أي منطقة أخرى من الثدي.

هل يصيب سرطان الثدي العزباء؟

احتمالية إصابة العزباء بسرطان الثدي مع تقدمها في العمر تفوق احتمالية إصابة المرأة المتزوجة، وذلك لأن إنجاب الأطفال يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، بينما تزداد المخاطر بالنسبة للنساء غير المتزوجات والنساء اللواتي تأخرن في الإنجاب.

هل يصيب الصغار في السن أو المراهقات؟

إصابة المراهقات والفتيات في عمر العشرين بسرطان الثدي تعتبر حالات نادرة جدًا، حيث تقدر نسبة إصابة المراهقات بأقل من 1 بالمليون، وحتى إصابة النساء في عمر الثلاثين تعتبر نادرة وغير شائعة، ومن المعروف أن نسبة الإصابة تزداد عند الاقتراب من سن الخمسين وما بعد.

ما مدى سرعة انتشار سرطان الثدي؟

تنمو خلايا سرطان الثدي كغيرها من خلايا الجسم عن طريق الانقسام الخلوي، ولكن يصعب التنبؤ بسرعة انقسامها ونموها بسبب تحور الخلايا السرطانية، تشير الدراسات التي أجريت في مركز بروفيدنس بورتلاند الطبي إلى أنه كل انقسام يستغرق من شهر إلى شهرين ولا يمكن اكتشاف الورم قبل 30 انقسام على الأقل، وبالتالي ينمو الورم قبل اكتشافه لمدة 2 – 5 سنوات.

هذه السرعة غالبًا ما تكون في المراحل الأولى والثانية من سرطان الثدي، لذلك يكون من المهم جدًا اكتشاف الورم في مرحلة مبكرة، أما في المرحلة الثالثة، فتزداد سرعة الانتشار وفي المرحلة الرابعة تكون الأسرع لأن الورم يكون قد انتشر خارج أنسجة الثدي، كذلك تلعب بعض العوامل دورًا في زيادة سرعة انتشار المرض من هذه العوامل:

  • العمر.
  • العامل الوراثي، أي في حال إصابة أحد أقربائك سابقًا بالمرض.
  • تحديد الإصابة بعد انقطاع الطمث أو في الفترة التي تسبق انقطاع الطمث.
  • التدخين.
  • شرب الكحول.
  • مدى تلوث البيئة المحيطة.

هل يتحول التهاب الثدي إلى سرطان؟

لا تزال الأدلة التي تؤكد العلاقة بين الالتهابات والسرطان غير كافية، ولا تزال الأبحاث قائمة حول هذا الموضوع، ولكن من المحتمل أن تكون الالتهابات المزمنة من عوامل الخطر، تشير بعض الدراسات إلى أن الالتهابات المزمنة في الثدي من الممكن أن تلعب دورًا في عودة السرطان مرة ثانية بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بالمرض.

كما تناولت العديد من الدراسات موضوع تأثير تناول مضادات الالتهابات غير الستيروئيدية على مرضى سرطان الثدي، ووجدت الدراسات أن تناول هذه الأدوية من الممكن أن يلعب دورًا مباشرًا في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، مما يثبت العلاقة المحتملة بين التهاب الثدي وسرطان الثدي، لذلك، يُنصح الأشخاص الذين أصيبوا بالتهاب الثدي باستشارة الطبيب والالتزام بالفحص الدوري لتجنب أي خطر في المستقبل.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله