دليلك عن الحصبة الألمانية (الحميراء أو الحميرة)

الحصبة الألمانية Rubella أو ما تعرف أيضًا بالحميراء أو الحميرة هو التهاب حاد معدٍ ناتج عن إصابة فيروسية.

طرق العدوى بالحصبة الألمانية

يكون الشخص ناقل للمرض في الأسبوع السابق لظهور الطفح الجلدي بالإضافة إلى أول 5 – 7 أيام من ظهور الطفح، كما أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض معديين أيضًا، ومن المهم إخبار الأشخاص الذين خالطهم المريض في حالة الإصابة بالحصبة الألمانية لأنه قد يكون خطيرًا عند بعض الأشخاص خصوصًا النساء الحوامل لما لذلك من مخاطر كبيرة على الجنين.

ينتقل المرض عن طريق السعال والعطاس (أي في الهواء)، كما تنقله الأم الحامل لجنينها مسببة له متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية. 

أعراض الحصبة الألمانية

تظهر عادةً أعراض الإصابة بالمرض بعد حوالي 2 – 3 أسابيع من التعرض للفيروس، كما أنّ الإصابة قد تكون لا عرضية (أي لا يظهر أعراض على المصاب) في 25 – 50 % من الإصابات،

تتفاوت شدة الأعراض من شخص لآخر، فغالبًا ما تكون خفيفة عند الأطفال وقد نلاحظ الطفح الجلدي الأحمر الذي يكون عادةً أول العلامات وهو يظهر أولًا على الوجه ثم ينتشر لبقية أنحاء الجسم ويستمر لثلاثة أيام وهذا سبب تسمية المرض بحصبة الثلاث أيام.

كما قد يعاني المصاب بالحصبة الألمانية من أعراض أخرى مثل:

  • حمى خفيفة.
  • احمرار العينين.
  • صداع.
  • انتفاخ وتضخم العقد اللمفاوية.
  • سيلان أنف.
  • سعال.
  • إنزعاج عام.
  • ألم في الحلق.

كما قد نلاحظ هذه الأعراض عند البالغين أيضًا، وقد تعاني النساء الشابات المصابات من آلام في المفاصل.

أما الأعراض الأخطر فنلاحظها عند انتقال العدوى للجنين نتيجة إصابة أمه أثناء الحمل.

مضاعفات الحصبة الألمانية

إن أخطر مضاعفات الحصبة الألمانية هي ما يحدث لجنين المرأة الحامل المصابة، إذ قد يتسبب بخسارة الجنين أو وفاة الجنين بعد الولادة مباشرة.

أما في حال انتفال الفيروس للجنين فإنه سيصاب بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية Congenital Rubella Syndrome فيعاني من الكثير من المشاكل خصيصًا إذا كانت العدوى في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل حيث  تكون نسبة الإصابة 90%، فقد يعاني من:

  • الصمم (فقدان السمع).
  • مشاكل في العينين تصل لفقدان البصر.
  • عيوب خلقية في القلب.
  • مشاكل في النمو العقلي والتعلم.
  • تلف الكبد والطحال.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • طفح جلدي عند الوليد.

كما قد يعاني الوليد من مشاكل أخرى كالزرق (مشكلة عينية)، تلف دماغي، التهاب في الرئتين ومشاكل هرمونية.

لا تقتصر المضاعفات على الحامل وجنينها، فـ 70% من النساء المصابات قد يعانين من التهاب المفاصل وآلامها في حين يكون ذلك نادرًا عند الأطفال والرجال.

من المضاعفات النادرة الأخرى التهاب الدماغ ومشاكل نزفية.

تشخيص الحصبة الألمانية

قد يساعد الطفح الجلدي في التوجه لوجود مرض الحصبة الألمانية لكنه لا يؤكِّد ذلك إذ يتشابه مع العديد من أنواع الطفح الجلدي الفيروسي الأخرى، لذلك يقوم الطبيب بطلب بعض الاختبارات المتممة كفحص عينات الدم وغيرها فمن هذه الاختبارات:

فحص مصل المريض بحثًا عن الأضداد

يتم البحث فيه عن الأضداد IgG وIgM، ويكون الوقت المثالي لإجراء هذا الفحص هو اليوم الخامس من ظهور الأعراض حيث تكون أكثر من 90% من الحالات إيجابية الـ IgM.

اختبارات الكشف عن الحمض النووي الريبي للفيروس

ومن أمثلة هذه الاختبارات النسخ العكسي لتفاعل البوليميراز المتسلسل RT-PCR و عزل الفيروسات، يتم أخذ عينات لإجراء هذه الفحوص وتعتبر المسحات الأنفية البلعومية أفضل طريقة لأخذ العينات، وقد يتم أخذ العينات بطرق أخرى كمسحات الحلق أو عينات البول.

علاج الحصبة الألمانية

لا يوجد علاج للمرض فالمضادات الحيوية لا تفيد في هذه الحالة بما أنه مرض فيروسي، وقد لا يكون المرض عرضيًا أو يكون ذو أعراض خفيفة فيكتفي المريض بالراحة.

من الممكن في بعض الحالات استخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة لتخفيف الأعراض حيث  يمكن إعطاء الأسيتامينوفين أو الإيبوبرفين كما يجب توخي الحذر عند إعطاء الأسبرين للأطفال والمراهقين حيث يفضل الابتعاد عن استخدامه في هذه الحالات.

أما في حال إصابة الحامل فمن المهم مراجعة الطبيب بأسرع وقت فقد يقوم بإعطاء الحامل أضداد مناعية تساعدها في محاربة الفيروس.

في حين تختلف طريقة تدبير وعلاج المواليد المصابون بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية إذ يعتمد ذلك على المشكلات التي يعاني منها الوليد بشكل خاص.

الوقاية من الحصبة الألمانية

يتوفر للحصبة الألمانية لقاح والذي قد يكون بشكل فردي أو يترافق مع لقاحات كل من الحصبة والنكاف فيدعي حينها بلقاح الـ MMR.

يجب على الأطفال آخذ جرعتين من لقاح الـ MMR حيث  تؤخذ الأولى بعمر 12 – 15 شهر أما الجرعة الثانية فتؤخذ بعمر 4 – 6 سنوات وذلك لتأمين حمايتهم من هذه الأمراض مدى الحياة.

إن جرعة واحدة من لقاح MMR تقي من الحصبة الألمانية بنسبة 97%، فهو لقاح فعّال وآمن فقد أثبت اللقاح فعاليته بقضائه على الحصبة الألمانية في الولايات المنحدة الأمريكية بسبب التزامهم بأخذ اللقاح.

نلاحظ استمرار انتشار المرض في الدول النامية لذلك توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة نظر جميع البلدان في أهمية أخذ اللقاح.

المراجع

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله